ارشيف من : 2005-2008
الجهاد الاسلامي : ايران آخر القلاع والحصون الباقية في وجه الزحف الاستعماري
الاستعماري.
وقال شلح في مقابلة اجراه معه موقع الاسلام اليوم حول علاقة حركة الجهاد الاسلامي مع ايران : القصة هي أن الفريق الذي يتهم حماس أو الجهاد أو غيرهما بعلاقتهم الخاصة بإيران، هم حماة "إسرائيل" وأجندتها في خريطة الفرز والاستقطاب الحاصل في المنطقة. في عرفهم ممنوع على أي مسلم أو عربي أن يمد يده في قضية فلسطين ، من حق أمريكا وكل العالم الغربي والوثني أن يمد يده في هذه القضية لتصفيتها، وليس من حق إيران أو أي بلد عربي أو مسلم أن يمد يد العون لفلسطين أو المقاومة بأي طريق.
واضاف : أما عن طبيعة علاقتنا بإيران فليس فيها أي خصوصية؛ لأن إيران اليوم لها علاقة بكافة الأطراف في الساحة الفلسطينية سواء من الفصائل الإسلامية والوطنية أو السلطة أو حتى شخصيات مستقلة. على الرغم من ذلك، فنحن لنا علاقة جيدة بإيران ولا ننكرها، ولا نخجل منها.
وتابع امين عام حرطكة الجهاد الاسلامي قائلا : إيران بنظرنا بلد مسلم ومن حقها بل من واجبها أن تمد يد العون لفلسطين..عندما يحاصرنا العالم كله، وعندما تُغلق أبواب عواصم أمتنا في وجوهنا، وتُفتح في وجه اليهود والأمريكان، ونجد إيران تفتح لنا أبوابها وتمد يدها لنا بالعون والتأييد فهل نرفض ذلك وندير ظهرنا لقضيتنا المركزية، قضية الأمة كلها ، فلسطين؟!
واردف قائلا : وفي ظل الهجوم الأمريكي ـ الصهيوني الكاسح في المنطقة، وإطلاق الولايات المتحدة سياسة "الفوضى البناءة" لإعادة رسم خريطة المنطقة وبناء "شرق أوسط جديد" يقوم على أنقاض وخرائب الحرب الأمريكية، وهي آخر القلاع والحصون الباقية في وجه الزحف الاستعماري".
وقال شلح : فنحن كحركة مقاومة من الطبيعي أن نجد أنفسنا في الصف المعادي لأمريكا و"إسرائيل". ومن يريدنا أن نعادي إيران وحزب الله يريد أن ينقلنا إلى معسكر الموالين لأمريكا والمنفذين للأجندة الأمريكية ـ الصهيونية في المنطقة، تحت حجج وذرائع واهية.
واستطرد قائلا : هل مطلوب منا أن نغمض عيوننا عما تمثله وما تفعله بنا أمريكا و ربيبتها "إسرائيل"، وأن نفتح عيوننا ونسلط أضواء كاشفه نفحص بها نوايا إيران وسرائرها تجاه فلسطين والعرب وأهل السنة وأن نحاسبها على ما تفعل وما لا تفعل؟!
واضاف : هل يُعقل أن نغفل عن "إسرائيل" كخطر حقيقي واقع وماثل أمام عيوننا بل جاثم على صدورنا، ونصب جهودنا وطاقاتنا لمواجهة خطر افتراضي اسمه إيران يحذرنا منه شمعون بيرز وكونداليزا رايس؟! هل يُعقل أن يصبح العرب والمسلمون شركاء للحرب الأمريكية والصهيونية المحتملة على إيران المسلمة ويقدموا لهما التسهيلات، بتهمة سعي إيران امتلاك القدرة النووية التي تشكل تهديداً "لإسرائيل" التي تمتلك مئات الرؤوس النووية الحربية؟!
وحول الحلاف بين حركتي فتح وحماس قال امين عام حركة الجهاد الاسلامي : نحن نقول لأبو مازن كما قال بعضهم، هبْ أن حماس قوة احتلال في غزة، وهي بالطبع ليست كذلك، فكيف ترفض الحوار معها، وتقبل بالحوار مع "إسرائيل" التي احتلت كل فلسطين، وتسوم الشعب الفلسطيني خسفاً وقتلاً وتدميراً في غزة والضفة على مدار الوقت.
واضاف : لكن يبدو أن تشدد أبو مازن وحركة فتح ومن معها من الفصائل في رفض الحوار له عدة أسباب أهمها: أولاً: عدم وجود ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية للصلح بين فتح وحماٍس. وثانياً: عدم وجود حماس عربي لذلك؛ إذ إن موقف الدول العربية لاسيما مصر والسعودية والأردن داعم لأبو مازن، ثم رهان الجميع على أن حصار حماس في غزة مع مرور الوقت سيضعفها وسيقود إلى رفض شعبي لها.
واردف قائلا : في ضوء ذلك، نحن نعتقد أن الأوضاع تجاوزت اتفاق مكة , لأن المشكلة الآن هي غياب الدور العربي نتيجة غياب القرار العربي، وليس غياب الصيغة التي يتم بها الحل. وفي انتظار تغيّر الموقف العربي، نعتقد أن حشر حماس في الزاوية لن يجدي، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل ضد سلطة أبو مازن وحركة فتح، طالما أنهم في مربع الرهان على "إسرائيل" وأمريكا , وفي كل الأحوال فإن الخاسر الأكبر من كل هذا هو الشعب الفلسطيني وقضيته.
واضاف : نحن نقول بكل صراحة إن ما يفعله أبو مازن بالصعود على الشجرة الأمريكية والإسرائيلية لن يحل المشكلة , بل كلما أوغل وصعد أكثر على الشجرة يصبح السقوط أكثر إيلاماً , لذلك نحن ننصح أبو مازن مجدداً بأن لا يصغي إلى أولئك الذين يزينون له مشروعية وصوابية لقاءاته المتكررة بأولمرت وإدارة ظهره لحماس ورفض الحوار معها.
وحول رايه بالانتخابات الفلسطينية قال شلح : الآن تستطيع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن تفتخر بقرارها الواضح في رفض المشاركة في الانتخابات الفلسطينية؛ لأنها "لا تؤمن بإجراء انتخابات ديمقراطية مزعومة تحت حراب الاحتلال وتحت سقف أوسلو"، فهذا القرار أهّلها إلى أن تنأى بنفسها عن الانقسام والاقتتال الداخلي الفلسطيني، ودفعها بقوة إلى أن تتبوّأ منصة "إصلاح ذات البين"؛ لأنها رفضت منذ البداية "الدخول في هذا النفق.
وحول دعوة بوش لعقد مؤتمر الخريف , قال امين عام حركة الجهاد الاسلامي : أولاً ، المطروح ليس مؤتمراً، والحديث يدور حول اجتماع أو لقاء. وأياً كان اسمه وصيغته، فهو لا ينبع من حاجة فلسطينية، بل هو حاجة أمريكية بالدرجة الأولى، ثم إسرائيلية أيضاً.. فهو يسعى للتغطية على الإخفاق الأمريكي في العراق ومساعدة أولمرت بعد هزيمة "إسرائيل" في لبنان من ناحية.. ومن ناحية أخرى، هو محاولة لتقديم رشوة لبعض دول المنطقة في الملف الفلسطيني، وتبريد الساحة الفلسطينية استعداداً لفتح جبهات جديدة، أو تعزيز جبهة ما يُسمّى بالمعتدلين في المنطقة، وإجبار بعض الدول على اللحاق بركب التطبيع في مواجهة قوى المقاومة والممانعة الرافضة لمشروع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية.
واضاف شلح : الاجتماع برأينا لن يتمخض عنه أي شيء فيه مصلحة للشعب الفلسطيني، وسواء اقتصر على العلاقات العامة، أو حدثت فيه مفاجآت بإعلان أي صيغة لاتفاق بين السلطة والكيان الصهيوني، فهو لن يفلح في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يغير وجهة الأحداث في المنطقة التي تتجه نحو التصعيد والمواجهة، وليس سراب السلام.
وتابع قائلا : في حال إخفاق المؤتمر وعدم خروجه بشيء وهو الأرجح، فإن هذا سيعزز القناعة بإخفاق مجمل عملية التسوية وعقمها ووصولها إلى طريق مسدود.. وهذا بالتأكيد سيصب في مصلحة حماس وقوى المقاومة، وسيضعف من حركة فتح في نزاعها مع حماس، وسيضعها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تبقى أسيرة الرهان على الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وتنتظر بذلك مزيداً من تدهور أوضاعها، وعندها فإن ما حدث في غزة يمكن أن يتكرر في الضفة.. أو أن تراجع كل مسيرتها وتعيد ترتيب أوضاعها لتسلك طريقاً نضالياً جديداً بعيداً عن أوسلو وأوهامه./
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018