ارشيف من : 2005-2008

على رصيف الويمبي... لمن أزعجته لوحة المقاوم البيروتي!

على رصيف الويمبي... لمن أزعجته لوحة المقاوم البيروتي!

الأرض كالعرض.. يجب أن يصان ولو كان بشق الانفس..‏

هي حكاية من حكايا.. لن تنساها بيروت المقاومة.. لنستمع الى رواية فاتحة عمليات بيروت والشهيرة بعملية "الويمبي" ترويها احدى الفتيات ‏التي كانت في المقهى نفسه مع صديق لها حيث قالت: «كنا نحتسي المبردات، حين دخل فجأة شاب اشقر ‏مربوع القامة يضع نظارتين فوق عينيه، وقد استطالت لحيته الشقراء، فبادر فورا الى ‏انتزاع كأسي من امامي ليرشف منه وهو يبتسم، ولاحظ الانفعال على وجه رفيقي، فبادر بسرعة ‏الى الكشف عن مسدس في وسطه، الامرالذي تركنا نتوقع حصول امر اما، بتنا ننتظره بفارغ ‏الصبر.‏‏

وتبادلنا التحية مع الفتى الاشقر، الذي كان يجول بناظريه في زوايا المقهى، وعرفت فيما ‏بعد انه في انتظار رفيقين له ذهبا لاحضار سلاحهما.‏‏

وقف الفتى الاشقر يودعنا بحرارة الصديق المشتاق ومشى بين الناس، وكان رفيقاه يدخلان من ‏اتجاهين مختلفين.‏‏

كانت لحظة شبيهة بالخيال ...‏‏

وصل الثلاثة في وقت واحد الى حيث يجلس ثلاثة من ضباط العدو وجنوده يحتسون القهوة، وفي ثوان ‏قليلة كانت ثلاثة مسدسات على مسافات لا تبعد اكثر من سنتيمتر واحد عن رقاب اليهود. ‏انطلقت رصاصتان وروكب المسدس الصغير الذي في يد احدهم، وبحركة خاطفة امسك المسدس من موقع ‏فوهته ليضرب رأس الضابط اليهودي بالمقبض، وبعنف شديد، استقر المسدس في رأس ذلك المغتصب، ‏وكان من عيار 9 ملم من نوع شميزر (الماني الصنع).‏‏

وتقول الفتاة انها شاهدت فجوتين كبيرتين في رقبتي الاثنين احدثهما الحريق الناشىء عن النار، ‏كما شاهدت الضابط الثالث يهوي على الارض وقد ثبت المسدس في رأسه، وانهمر الرصاص في كل ‏اتجاه من الضباط في لحظة الموت، ومن شرطة السير الذين كانوا في المنطقة".‏‏

هنا انتهت رواية الفتاة والآن لنستمع اليها مجدداً من بطلها : خالد يروي الواقعة‏

روى خالد علوان قبل استشهاده الحكاية، بأسلوبه البيروتي الصافي ووعي القومي العميق فقال: «كنا في جولة تفتيش عن العميل ‏وليد الجمل، نجوب شوارع بيروت لننفذ حكم الامة بالخائن، حين فوجئنا بثلاثة من ضباط العدو ‏وجنوده، واحد برتبة نقيب واخر برتبة ملازم وثالث جندي عادي، قد يكون سائق السيارة، ‏لكزت م. لكز ع. فهمنا على بعض لكننا لا نملك سوى مسدس واحد فهرعنا الى رفيق لنا في عين ‏المريسة اعطانا المسدس، واحضرنا الثالث من منزل احدنا ع.. اما رفيقنا طوني روكز الذي ‏اختطفته قوة من جيش بشير الجميل فيما بعد، فأحضر مسدسا من عيار 9-14 واهدانا الدكتور ‏عبد الله سعاده مسدس سميث من عيار 36 وتكتمل الرواية كما وصفتها الفتاة.‏‏

تبقى الاشارة إلى ان من حاول تشويه صورة بيروت، لا يمكن ان يكون أبناً لبيروت.. حتماً هو لقيط..‏

2007-08-26