ارشيف من : 2005-2008

الدكتور امين حطيط في شهادة على التحرير : العام 2000 كان عام التكريس الميداني لقدرة المقاومة على هزيمة العدو مهما كان قوياً

الدكتور امين حطيط في شهادة على التحرير : العام 2000 كان عام التكريس الميداني لقدرة المقاومة على هزيمة العدو مهما كان قوياً

بين تحرير أيار 2000 وانتصار تموز 2006 سنوات ست بدت خلالها المحطة الأولى تؤسس للثانية خصوصاً بعد الواقع الميداني الجديد الذي فرضته المقاومة بتحريرها القسم الاكبر من الجنوب، إضافة إلى ما رسمه التحرير من بداية سقوط أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" الذي اكتمل في 2006.
وفي أجواء عيد المقاومة والتحرير كانت هذه المقابلة لـ"الانتقاد.نت" مع العميد الركن المتقاعد د.أمين حطيط للوقوف على مدى الترابط بين التحرير الذي تحقق في أيار 2000 وانتصار تموز 2006 خصوصاً على الصعيد العسكري، إضافة إلى شهادات حطيط عن هذه المرحلة وهو الذي عايشها وكان جزءاً منها بصفته ترأس فريق الجيش اللبناني الذي تحقق من عملية ترسيم الخط الأزرق.
في ما يلي نص المقابلة:

* بداية ماذا شكلت محطة التحرير في 25 أيار 2000 للبنان وللعدو الإسرائيلي؟
ـ القراءة الدقيقة السليمة لانتصار 2000 ينبغي ان تنطلق من موقع هذا الانتصار في الحرب الشاملة وليس في الحرب المحدودة في لبنان. والحرب الشاملة التي أعنيها هي حرب المشروع الأمريكي والغربي في الشرق الأوسط، وهذه الحرب كانت على مرحلتين:
ـ المرحلة الأولى بدأت مباشرة بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 والتي استطاعت أمريكا ان تستوعب النتائج السلبية لها في كثير من الجوانب بإخراج مصر من حلبة الصراع العربي الاسرائيلي وإدخالها في عملية السلام، وما أن أخرجت مصر حتى كانت محاولة ثانية لإخراج لبنان من هذه الحلبة حتى كان المؤشر الثاني اتفاق 17 أيار.
ـ اتفاق 17 أيار كان الحلقة الثانية من حلقات تفكيك الجبهة العربية المناهضة لـ"اسرائيل" والمطالبة بالحقوق العربية. فكان التعثر الاول للمشروع عام 1984 عندما أسقط اتفاق 17 أيار والكل يعلم أن إسقاط هذا الاتفاق كانت شرارته منطلقة من الضاحية الجنوبية من عرين المقاومة التي قالت "لا لهذا الاتفاق" وسال دم زكي وانتهت الأمور إلى ما انتهت إليه من سقوط لهذا الاتفاق.
بعد ذلك بدأ الصراع الفعلي ميدانياً بين مقاومة لا تعبأ بالمخاطر وبين عدو برأيه أنه مرتاح لواقعه ووضعه في المنطقة وبأن مشروعه سيتقدم. خلال هذه المرحلة استطاعت المقاومة والفريق الممانع في لبنان أن يعيد نوعاً من التوازن الداخلي بعد العام 1984 يعطل الكثير من الوسائل التي كان يستند اليها الغرب في لبنان ليحول الغرب لبنان نهائياً الى قاعدة أمريكية توازي القاعدة الامريكية في "اسرائيل".
لكن قوة المقاومة التي ضغطت وبشكل فاعل على "اسرائيل" أجبرتها بين العامين 1982 و1985 على الانحسار من بيروت الى ما أسمي بعد ذلك الشريط الحدودي، تصور الإسرائيليون أن البقاء في الشريط الحدودي هو لالتقاط الأنفاس وبعد ذلك العودة إلى ما كانوا عليه، لكن المقاومة لم تمهلهم وتابعت عملها بعد الـ1985 وهي صنعت ما بعد 1985 انتصار الـ2000.
القتال في لبنان كان قتالاً عميقاً في بعده الميداني والسياسي والاستراتيجي وكانت امريكا و"اسرائيل" تريدان أن تنتهيا من الملف اللبناني وبالاتفاق مع بعض الفرقاء هنا في لبنان لهم شأن في الحكم وآخرون خارج الحكم، حاولوا أن ينهوا هذا الصراع عام 1993 بعد أن كانت الهجمة الاسرائيلية والعدوان الاسرائيلي لضرب المقاومة. عام 1993 كانت الخطوة الاولى لضرب لكن هذا المشروع أجهض فتم تكراره في العام 1996 وحاولوا إخراج هذا المشروع بلباقة ضمن ما أسمي اتفاق نيسان، علماً أن الصيغة التي جيء بها لاتفاق نيسان ليست هي الصيغة الأساسية لهذا الاتفاق، فالصيغة الأصلية تنص على امتناع المقاومة عن مهاجمة المستوطنات الاسرائيلية والقرى اللبنانية التي يتحصن بها العدو، دون أن يلحظ في هذه الصيغة مسألة امتناع العدو الاسرائيلي عن قصف المدنيين اللبنانيين، المقاومة بحنكتها وببعد نظرها وبدعم سوري يومها من الرئيس الراحل حافظ الاسد، غلّب الامر ليكون فيه توازن وأن لا يستهدف المدنيون، عندما جرد العدو في اتفاق نيسان من ورقة ضغطه على المقاومة عبر استهداف مدنييها كان نصر كبير جداً وتحلل من أغلال وقيود كانت تتقيد بها المقاومة حفظاً وحرصاً على المدنيين.
اذا المشروع انتكس عام 1993 ثم في العام 1996 بعدم وصول العدوان الى اهدافه وبإجراء توازن بين مدنيي الطرفين.
للأسف الكثير من الناس ينسون هذا النصر الكبير، لأن نصر 2000 كان حصيلة انتصارات سابقة وكان نصراً تراكمياً في الميدان والسياسية، صحيح أن الانتصار أعلن في 2000 لكن كتب النصر عبر 18 عاماً بدماء الشهداء ومواقف القادة الرساليين الذين دفعوا دماً وهم قادة (السيد عباس الموسوي) الغالي والنفيس في سبيل عملية تراكمية للانتصار فجاء العام 2000 برأيي انا لنربح الجولة الأولى من الصراع، فكان ظاهر الأمر أننا انتصرنا ولكن أنا في العام 2000 عنونت الفصل الأخير من كتابي "صراع على الأرض" بـ"انتهاء المهمة وبقاء الهم" كنت أنتظر ان الهم مقيم وان لانتصار الـ2000 ردة فعل وأن العدو سيقوم بهذا، فكان انتصار 2000 ربح معركة وجولة على العدو، لم يتحمل العدو الهزيمة ولم يتقبل الواقع الجديد وكنا ننتظر أن ينصرف العدو الى تحضير نفسه لحرب جديدة وهذا ما فضحته لجنة فينوغراد بأن التحضير  للحرب التي شنت في 2006 لم يكن وليد الساعة بل إنه كان عملاً حثيثاً بدأ مباشرة بعد العام 2000.
* قلتم أن انتصار 2000 كان انتصاراً تراكمياً على كل المستويات ومن بينها على المستوى الميداني العسكري، كيف تطور عمل المقاومة منذ انطلاقتها وحتى تحرير 2000؟
 

ـ تحرير 2000 كان انتصاراً تراكمياً لانتصارات سابقة كتبت تباعاً، هذه الانتصارات كانت متعددة العناوين ومتعددة الاتجاهات، الحرب التي شنها العدو واحتل عبرها نصف لبنان في العام 1982 استدعت قيام المقاومة بأعمالها ضد العدو رفضاً وعدم استسلام بتدرج مذهل ولا يوجد مقاومة في التاريخ أبداً استعملت من الوسائل وتعددها ما استعملته المقاومة في لبنان. لقد تدرجت المقاومة من البسيط البسيط الذي يعد في بعض الأدبيات أنه غير مجدي، وصولاً إلى العنيف العنيف الذي لم يكن مسبوقاً في التاريخ، والحدان في أعمال المقاومة هو الامتناع عن المصافحة، بدأت المقاومة في الامتناع عن المصافحة وكلنا نذكر كلمة الشهيد الشيخ راغب حرب أن "الموقف سلاح والمصافحة اعتراف"، الامتناع عن المصافحة مقاومة، فالمقاومة تعني رفض القبول لوضع مستجد هو الاحتلال، ثم انتقلت المقاومة من رفض الاعتراف والمصافحة الى صرخة النسوة والأطفال في الشارع الى عدم البسمة على الحواجز، إلى الزيت المغلي، الى الحجارة، الى المتفجرات الوهمية لإشغال العدو نفسياً، إلى لعب الأطفال فأنا أذكر في أكثر من بلدة جنوبية كان الصبية الصغار الذين لا يتعدى عمرهم 10 سنوات، يأتون بعلب معدنية فارغة يربطونها بخيط ويضعونها على جانب الطريق، فكان العدو يخشاها، يظن أنها عبوة ناسفة ينزل يفتش، يصرف وقتاً، فصرف العدو وقتاً، هي مقاومة لأننا بذلك نعطل جهودهم فالمقاومة هي هدر طاقات العدو.
* عسكرياً بين 2000 و2006 ماذا تغير؟
ـ الذي تغير هو كثير، قبل عام التحرير كانت المقاومة تتحرك في الجنوب محكومة بمراقبة العدو وبالحذر الذي يجب ان تتخذه لانها تتحرك في منطقة محتلة وارض غير مهيأة ووسط منطقة زرع فيها العدو الجواسيس والعملاء. لذلك العمل العسكري قبل الـ2000 في الجنوب كان معقداً وصعباً بينما بعد التحرير المقاومة تحركت في أرض محررة وبين أهلها ومؤيديها فاستغلت هذه الفرصة، وهنا يجب أن نسجل للمقاومة بعد نظرها فهي لم تخدع بانتصار 2000 فبينما كانت تحتفل بالنصر عام 2000 كانت في الوقت ذاته تتحضر للجولة الجديدة.
الذي تغير أن المقاومة استفادت من واقع التحرير والناس المحررين، فقامت بتهيئة الأرض وميدان المعركة وتنظيم ذاتها بعمل يختلف عما سبق إذ أن المقاومة قبل 2000 كانت في عملها العسكري تقوم بشن الهجوم على مواقع ثابتة أو دوريات متنقلة بينما بعد عام 2000 كان الأمر يحضر من أجل استيعاب هجوم سيقوم به العدو واحتوائه ثم إعمال القتل فيه حتى يمتنع عن الاحتلال.
من هنا كان اسلوب التدريب مختلف بين التدريب على اغارة او صمود ومواجهة، فتهيئة الارض مختلفة، والتزويد بالسلاح والقدرات النارية مختلفة. فمثلاً عندما كان موقعاً عسكرياً اسرائيلياً يقصف القرى المدنية لم تكن المقاومة تقصف عمق العدو بل كانت تستهدف الموقع ولذلك لم تكن هناك حاجة لأن تمتلك عدداً كبير من الصواريخ التي تستطيع أن تصل الى عمق العدو.     
بعد العام 2000 كانت المقاومة تتوقع ان يستهدف العدو المدنيين وهذه عقيدة الإسرائيليين لأن المجازر جزء من الأسلوب العسكري الاسرائيلي. المقاومة هنا حضرت لهذا الموضوع ولترد بالمثل، فإذا استهدف المدنيون استهدفت هي العمق الاستراتيجي الاسرائيلي. إذا الكثير تغير بعد 2000 من حيث التدريب، من حيث التسليح، من حيث طبيعة الأرض ومن حيث القدرة على الاستمرار.
* تقرير لجنة فينوغراد ربط بين عدم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب عقب الانسحاب وبين هزيمة العدو في تموز 2006، اليوم انتشر الجيش اللبناني في الجنوب، ماذا يعني ذلك؟
ـ في العام 2000 كانت "اسرائيل" وهي تخرج من الجنوب مرتاحة لإمكانية العودة اليه بضربة تعيد إليها ما فقدته، بعد هزيمة 2006 "اسرائيل" انقلبت من قاعدة عسكرية تحمي مصالح الغرب الى كيان يخشى على نفسه من الانحلال وبدأ يدخل في دائرة الخطر الحقيقي على ذاته ووجوده وهذا هو التغير الاستراتيجي في العقيدة العسكرية الاسرائيلية.
عند 2000 "اسرائيل" لم تكن تخشى أحداً كانت تقول "انها خسرت معركة وباستطاعتها ان تعيد الكرة وتربح" في العام 2006 اصبحت الخشية قائمة لأنها هزمت، لذلك جاءت بالقوات الأطلسية لتحميها في البر والبحر وتعتبر أن القوى الأجنبية المنتشرة في البر والبحر تؤمن لها فرص التقاط الانفاس وتنظيم الذات واستعادة المبادرة في سنوات عدة قد تطول او تقصر ولكن ليس اقل من سنة أو سنتين وقد تصل الى 5 سنوات كما اوصت لجنة "فينوغراد".
بالتالي في العام 2006 دخلت القوى الاطلسية بذهنية حماية "اسرائيل" وتأديب المقاومة لتعمل تحت عنوان "متعددة جنسيات وفصل سابع" لكن لم تنجح في ذلك. فكانت نظرة كل جهة لانتشار الجيش اللبناني من زاوية مختلفة.
فمثلاً "اسرائيل" نظرت إليه على أنه حرس حدود، والغرب نظر إليه على أنه غطاء للقوى الدولية تفعل ما تشاء، والمقاومة نظرت اليه على انه جيش وطني يذهب الى ارضه ويقوم بمهامه الوطنية.
الآن وبعد 8 أشهر على انتشار الجيش لنبحث من كان على حق في نظرته الى الجيش؟
هل أن الجيش اللبناني مارس مهمة حرس حدود لاسرائيل؟ الحقيقة لا والدليل ما قام به الجيش في كفركلا والعديسة ورميش ويارون فإذاً حلم تحول الجيش الى حرس حدود لـ"اسرائيل" سقط بالممارسة العملية.
القوات الدولية كانت تريد أن يكون الجيش غطاءاً لأعمالها غير المشروعة، فهل وفر الجيش لهذه القوى مثل هذا الغطاء؟ الواقع يثبت أنه لا، لأنه في كل مرة كانت تتجاوز القوات الدولية صلاحياتها كان يضاء لها الضوء الأحمر ويدق جرس الانذار فتتراجع. والآن اليونيفل لا تبتعد كثيراً عن مهمتها قبل العام 2006. اذاً سقط الأمر الثاني.
يبقى الأمر الثالث هل الجيش في الجنوب ذهب لاهله ومواطنيه ولينفذ مهمة وطنية؟ الحقيقة نعم لانه حتى الآن لم يصطدم بالمقاومة رغم ان الأخيرة أعلنت أنها برجالها موجودة في الجنوب. رجال المقاومة آمنون بوجود الجيش اللبناني ويتحركون بأمن بوجود الجيش وأكبر دليل على ذلك أن أعلام ورايات المقاومة ترفع على الشريط الحدودي، فبالأمس صعق العالم عندما رفعت على تلة الحمامص البعيدة 75 متراً عن الشريط راية حزب الله بعلو 13 متراً ويراها كل من يسكن مستعمرة المطلة، لو كان الجيش هناك لمنع حركة رجال المقاومة لما استطاع هؤلاء الرجال من رفع الرايات.
يبقى موضوع السلاح، سلاح المقاومة سواء قبل انتشار الجيش أو بعده إذا نظر سقطت فعاليته وحتى يبقى فاعلاً فينبغي ان يكون سرياً ومتستراً ومخفياً، وبالتالي فإن انتشار الجيش لم يؤثر على موضوع السلاح.
* أشرفتم بشكل مباشر على ترسيم الخط الأزرق؟ ما المشاهد التي تنقلونها عن هذه المرحلة والتجربة؟
ـ بعد أن كلفت برئاسة الفريق اللبناني للتحقق من الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 كان النشاط الأول الذي قمنا به هو لقاء مع فريق الأمم المتحدة، وتبين لي منذ اللحظة الأولى ان هؤلاء أتوا بمشروع مخفي يريدون عبره ان يستحصلوا على موافقتنا على بيان يقول بإتمام الانسحاب دونما أن يكون هناك تحقق فعلي من ذلك، ونحن قلنا حتى نتحقق من الانسحاب حقيقة يجب ان نقوم بعمليات ثلاثة، يجب أولاً أن نبحث عن الحدود الدولية على الخريطة، ثم ننقل هذه الحدود على الأرض ثم نراقب القوات الاسرائيلية فيما اذا كانت التزمت بهذا الخط.
القوات الدولية كانت قد أتت بخريطة وأخفتها عنا وقالت المسألة واضحة بالنسبة للحدود نحن قمنا بهذا العمل وانتم تستطيعون أن تحلقوا بطائرة الهليكوبتر فوق الخط وتعلنوا اتمام الانسحاب والمسألة تنتهي بـ24 ساعة، قلنا لهم "لقد أخطأتم العنوان لسنا نحن من يسلم أرضه بمجاملات، وبعد صراع على الطاولات لم يكن بالأمر السهل، ولهذا أسميت كتابي "الصراع على ارض لبنان"، بعد ذلك تبين لي أن الخط الذي جاؤوا به يقتطع أرضاً من لبنان كما أن تعليم الخط على الارض كان يقتطع من لبنان والمراكز العسكرية الاسرائيلية على الارض هي في داخل الارض اللبنانية وهذا الأمر أكد لي شأناً كنت ولا زلت أعتقد به وهو "أن الحق لا يعطى، بل الحق ينتزع". لا يوجد من يتبرع بإعطاء الحقوق بل يجب صاحب الحق أن يكون قادراً على انتزاعه. غيرنا خطهم على الخريطة وما لم يستجيبوا لنا به تحفظنا عليه وألزمنا العدو الاسرائيلي بأن ينسحب من كل الأرض اللبنانية.
أما بالنسبة لمزارع شبعا فقد كانت هناك منذ البداية نية اسرائيلية أمريكية دولية مبيتة أن تبقى هذه المزارع في اليد الإسرائيلية وبالتالي قالت الأمم المتحدة إن مسؤولية المزارع ليست من صلاحية "اليونيفيل" والقرار 425 بل من صلاحية الأندوف والقرار 242، ونحن رفضنا ذلك لأننا أثبتنا لبنانية المزارع ولكن للقوي منطقه الذي لا يعرف المنطق الا منطق القوة فاعتدوا بقوتهم السياسية والعسكرية ونحن لم نرضخ للأمر فتحفظنا على الموضوع وقلنا ان المزارع ارض لبنان محتلة ولذلك استمرت المقاومة فيها.
الآن عندما يطرح تسليم المزارع إلى الأمم المتحدة كما يطرح فؤاد السنيورة بنقاطه السبع، هذا الأمر ببساطة هو تنازل عن أرض لبنانية وتنازل عن سيادة لبنانية والقبول بانتداب عليها وهي ارض لبنانية وهي اعطاء للإسرائيلي وسيلة ليحمي وجوده في الجولان وأن يبقي الامم المتحدة خاضعة له ولا يتغير شيء الا الامر الظاهر فبدل ان نرى العلم الاسرائيلي مباشرة نرى علم الامم المتحدة والعلمان منسجمان باللون كلاهما أزرق، والقرار هو قرار امريكي وبالتالي السلوك هو سلوك معادي للبنان.
بالتالي عندما يطرح السنيورة تسليم المزارع للامم المتحدة فكأنه يطرح أن نغير القوى المحتلة، الأمم المتحدة خبرناها جيداً منذ العام 1978 وهي حتى الآن لم تقدم خدمة صغيرة للبنان وعندما يغض لبنان طرفه ـ تقدم الامم المتحدة على تسليم لبنان الى "اسرائيل"، لذلك انا لا اثق بما جاء في هذه النقاط السبع وكنت اول من رفضها ونبهت الى المخاطر سواء في المزارع أو في النقطة المتعلقة بسلاح المقاومة. كلها خدمة لـ"اسرائيل".
* إذا أردتم ان توصفوا محطة التحرير في العام 2000 ماذا تقولون؟
ـ أسمي العام 2000 "عام التكريس الميداني لقدرة المقاومة على هزيمة العدو مهما كان قوياً" فهذا العام هو بدايات استعادة الثقة بالذات على القدرة على هزيمة "اسرائيل" التي أسمي أن جيشها "لا يقهر" فجاء العام 2000 وقال ان "اسرائيل" يمكن ان تقهر اذا توفر من يقهرها وكانت المقاومة هي العنصر الذي يستطيع ذلك، فكانت محطة التحرير بداية كسر مقولة "الجيش الذي لا يقهر" فجاءت سنة 2006 لتؤكد المقولة وتقول "إن الجيش الاسرائيلي هو جيش عادي والذي صنع له الأسطورة هو ضعف الخصم وليس قوة العدو".
حوار وصور : ميساء شديد
 

2007-05-21