ارشيف من : 2005-2008

بايرو ترك الخيار لناخبيه للاختيار بين ساركوزي ورويال في الجولة الثانية واعلن عن تأسيس "الحزب الديمقراطي"

بايرو ترك الخيار لناخبيه للاختيار بين ساركوزي ورويال في الجولة الثانية واعلن عن تأسيس "الحزب الديمقراطي"

إلا أن بايرو وكما كانت التوقعات لم يعط تعليمات لناخبيه للتصويت لمرشح ضد آخر تاركاً الخيار لهم إلا أن ذلك لم يمنعه من توجيه انتقادات لساركوزي وأخرى أقل حدة لرويال معرباً عن قبول دعوتها إلى لقاء تلفزيوني مشترك.

وبعيداً عن هذا الموقف فإن المؤتمر الصحفي لبايرو شهد إعلان الأخير عن تأسيس حزب جديد هو الحزب الديمقراطي مشيراً إلى وجود ثلاث قوى رئيسية اليوم في فرنسا هي اليمين واليسار والقوة الجديدة هي "الوسط".

بايرو ترك الخيار لناخبيه للاختيار بين ساركوزي ورويال في الجولة الثانية واعلن عن تأسيس "الحزب الديمقراطي"

وقال بايرو "في فرنسا اليوم هناك ثلاث قوى سياسية واحدة في اليمين وأخرى في اليسار والثالثة في الوسط وهي القوة الجديدة، أنا أود أن أحدثكم عن المستقبل، لدى فرنسا ثلاث مشاكل رئيسية: فنحن نعيش في بلد ديمقراطيته مريضة ونسيجه الاجتماعي ممزق ويفتقد للتطور والنمو. فيما يخص الديمقراطية المريضة إنها كذلك بسبب عدم القدرة على قبول التعددية وغياب مبدأ فصل السلطات لا سيما الاقتصادية إضافة إلى أزمة العدالة حيث لا يشعر المواطن بانتمائه إلى مكان ما في المجتمع من هنا فإنه يجب علينا أن نعيد بناء ديمقراطيتنا وفق الاسس المذكورة.

أما على صعيد النسيج الاجتماعي الممزق فإننا نجد في فرنسا الكثير من المآسي ومنها ضمان الشيخوخة ومشكلة السكن إضافة إلى أن لون البشرة والدين والاسم أمور تضع الفرنسيين في مواجهة بعضهم البعض حتى المدرسة والتي من المفترض أن تكون المكان الذي يؤمن العدالة في الفرص بين أبناء المجتمع الواحد تبدو موضع شك. لذلك يجب أن نصلح مجتمعنا.

أما بالنسبة لغياب النمو والتطور فإننا غالباً نتخذ من النتيجة سبباً فالكثير من المواطنين يعتقدون ان البطالة وضعف القدرة الشرائية من مساوئ هذا البلد هذا الأمر صحيح إلا أن هذه المساوئ هي عوارض أما الأهم فهو غياب التطور، الذي إن وجد أصبحت لدينا فرص عمل وقدرة شرائية أكبر.

يضاف إلى ذلك إلى أن مواطنين آخرين يعتبرون أن الهجرة هي سبب مآسينا في حين أن الهجرة هي نتيجة لعدم تحقيق الاندماج وعيش الفرنسيين مع بعضهم البعض، لقد قابلت العديد من الشباب الفرنسيين من أصول مهاجرة وكلهم كانوا يقولون لي "جدوا لنا عملاً وكل شيء يتصلح" وهذا يعني أنهم يتطلعون لإيجاد مكانة لهم في المجتمع من خلال عملهم ووظيفتهم".

وبعد هذا العرض خلص بايرو إلى أن المرشحين الفائزين عاجزان عن حل هذه المشاكل الثلاث الرئيسية بل هما سيعمقانها، فهو اعتبر أن ساركوزي من خلال طبعه وسياسته سيزيد من تمزيق النسيج الاجتماعي خصوصاً من خلال سياسته الأكثر قرباً من الفرنسيين المتمولين. أما رويال والتي قال عنها بايرو إنها تبدو أكثر قرباً من مسألة الديمقراطية، ورغم أن الحزب الاشتراكي لم يفعل شيئاً خلال حكمه لحل تلك المشاكل إلا أن رويال تبدو أكثر اهتماماً بالموضوع الاجتماعي إلا أن برنامجها بحسب ما قال بايرو "يذهب في عكس التوجهات الضرورية لاستعادة بلدنا واقتصاده لحيويته وتوازنه". وأضاف بايرو "إن ساركوزي من جهة سيعمق مشكلة الديمقراطية والنسيج الاجتماعي فيما رويال ستعمق المشكلة الاقتصادية" وأعلن بايرو في هذا الإطار أنه على استعداد لقبول "المناظرة التلفزيونية التي دعت إليها المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال" كما "أعلن استعداده لقبول دعوة نيكولا ساركوزي اذا ما وجه اليه دعوة مماثلة".

وتابع "إن ما يحضر وراء هذه الوعود الجميلة للمرشحين خيبة أمل جديدة لفرنسا وشلل وعجز" ليخلص إلى أنه لن يعطي أي تعليمات لاختيار أي من المرشحين قائلاً "اعتقد أن الفرنسيين الذين صوتوا لي هم مواطنون أحرار في اختياراتهم وأنا أضمن للفرنسيين أيا يكن الفائز أنهم سيجدون قوة قادرة على قول نعم حين تكون الأمور في الاتجاه الصحيح وكلا حين تذهب الامور في الاتجاه الخطأ بما يضمن المصلحة العامة". وفي هذا الإطار أعلن بايرو عن "تأسيس حزب جديد هو الحزب الديمقراطي" من أجل تغيير السياسة في فرنسا معلناً أن من أهداف الحزب إعادة بناء المؤسسات لكي تجد كلمة "ديمقراطية" معنى لها في فرنسا، لافتاً إلى أنه سيكون للحزب الديمقراطي مرشحين في جميع الانتخابات لا سيما الانتخابات التشريعية.

وختم بايرو أن الحزب الجديد سيدافع عن الديمقراطية لأن فرنسا بحاجة ماسة للتغيير الايجابي ولتوازن جديد يتحرك بخطى واثقة لأن هذا التوازن وهذا البحث عن مستقبل أفضل هو الذي يجمعنا ويوحدنا، أمامنا طريق طويل لكننا نحمل أملاً كبيراً.

ترجمة وإعداد: ميساء شديد

2007-04-26