ارشيف من : 2005-2008
قراءة في نتائج الجولة الأولى من الانتخابات: هل هي بداية ولادة الجمهورية السادسة في فرنسا؟
المتخصص في الشؤون الدولية والأوروبية د.وليد عربيد قرأ في نتائج الانتخابات الفرنسية وقال في حديث لـ"الانتقاد.نت" "إن المفاجأة الأولى في الجولة الاولى هي غياب المتغيبين عن صناديق الاقتراع الذين بلغت نسبتهم 15% فقط فيما بلغ عدد الناخبين 85% وهو ما يعتبر انتصاراً للديمقراطية في فرنسا كما أن ذلك يدل على أن هناك رغبة كبيرة في التغيير لدى الفرنسيين خصوصاً ان المرشحين الثلاث الأوائل يمثلون الجيل الجديد وهذا يعني القضاء على الطبقة السياسية القديمة والتوجه إلى جيل جديد يطرح برنامجه الانتخابي من خلال مواضيع آنية وليست عقائدية".
وقال عربيد "إن النتائج تدل على أن "سياسة الجيل الجديد من السياسيين الفرنسيين تتمحور حول برنامجين وعقليتين مختلفتين في إدارة الإليزيه وهي اليمين التقليدي واليسار التقليدي (اليسار الاجتماعي) رغم أن المعركة العقائدية تغيب عن البرامج السياسية حيث أصبحت البرامج مرحلية تمس الملفات الفرنسية" مضيفاً أن ما يمكن التوقف عنده في النتائج هو "عودة ولادة تيار وسط في فرنسا وهنا على القارئ أن ينتبه إلى أن عدداً من الوجوه المقربة من ساركوزي تنتمي الى يمين الوسط وهذا يعني أن الناخب الوسطي الديمقراطي المسيحي يحاول اعادة بناء نفسه في ظل العولمة الجديدة اما الخاسر الأكبر فهو التطرف، أي اليمين المتطرف واليسار المتطرف".
وأضاف د.عربيد إن "الأمور تتجه في فرنسا نحو حزبين على طريقة الولايات المتحدة الأمريكية وكأن العدوى الأمريكية انتقلت إلى فرنسا حيث الحزب الاشتراكي (الديمقراطيون في امريكا) في مواجهة حزب اليمين الحاكم (المحافظون الجدد في امريكا).
وأشار د.عربيد الى قراءة ثانية تقوم على دق ناقوس الخطر في فرنسا حيث "بدأت وسائل الاعلام تتحدث عن إعادة بناء الجمهورية الخامسة
وحتى الذهاب نحو الجمهورية السادسة" مضيفاً أنه فيما يخص السياسة الخارجية "فإنها لا تمثل أي شيء على مستوى الداخل الفرنسي رغم أن ما يفرق رويال عن ساركوزي هو أنه اذا تم انتخاب ساركوزي فإنه سيكون أقرب الى الولايات المتحدة بينما تعطي رويال الاولوية في مواضيع المنطقة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ولإيجاد حلول سلمية للمنطقة واعتماد سياسة عادلة وانسانية في وجه العولمة".
وحول إمكانية حصول المرشحين الفائزين على دعم المرشحين الخاسرين قال د. عربيد "إن الأحزاب اليسارية أعلنت دعمها لرويال وهو ما يمكن أن يؤمن لها 36% من الاصوات أما جان ماري لو بان فهو لم يحسم قراره بعد وهو سيعلن قراره في الاول من ايار في ذكرى تأسيس الجبهة الوطنية، أما اللاعب الاساسي اليوم في الدورة الثانية فهو الناخب الوسطي وهنا يطرح سؤال اساسي عما إذا كان سيعود بايرو الى عائلته القديمة والتحالف مع اليمين التقليدي وهذا ما لا اؤكده، أم أنه سيعمد على طي الصفحة ويتوجه نحو تجمع جديد للفرنسيين الديمقراطيين يضمه إلى الاشتراكية التي تمثلها رويال خصوصاً وان الأخيرة كانت واضحة بالانفتاح على طروحات بايرو من أجل قيام جبهة للتصدي لساركوزي وبالتالي قيادة فرنسا العلمانية".
وحول الفرنسيين الذين انتخبوا ساركوزي قال عربيد "إن ساركوزي طرح عقدة الخوف حتى انه سرق بعض طروحات جان ماري لو بان في هذا الإطار، وبالتالي فإن من صوت لساركوزي هو الفرنسي الخائف من الهجرة ومن الأحداث التي حصلت في الضواحي والخائف من البطالة وهذا الفرنسي يمثل اليمين المتطرف. أما بالنسبة للفرنسيين من أصول مهاجرة خصوصاً العرب والمسلمون منهم فقد توزعت أصواتهم على كل من فرانسوا بايرو وسيغولين رويال، رغم محاولة ساركوزي استمالة هؤلاء من خلال اللعب على موضوع أصوله المهاجرة حيث أنه فرنسي من أصل مجري".
خاص ـ الانتقاد.نت
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018