ارشيف من : 2005-2008
المهاجرون في فرنسا: 23% من الناخبين، الأحزاب اليسارية الأوفر حظاً للحصول على أصواتهم
الانتخابية إلا أن السياسات المقترحة من قبل المرشحين تتباين وتختلف وقد تتقاطع أحياناً كل بحسب تياره والجهة التي يمثلها.
بحسب إحصاءات العام 2004 بلغ عدد المهاجرين إلى فرنسا 4،9 مليون شخصاً، أي حوالى 8،1% من إجمالي عدد السكان، 40% منهم وبحسب الإحصاء نفسه من حملة الجنسية الفرنسية سواء عن طريق الولادة في فرنسا او خارج فرنسا من أب أو أم فرنسيين أو من خلال الزواج من فرنسي او فرنسية.
ويتوزع المهاجرون على الشكل التالي:
ـ 35%: من بلدان الاتحاد الأوروبي. (ايطاليا، اسبانيا، بولونيا، برتغال، بريطانيا).
ـ 31%: من المغرب العربي.
ـ 12%: من أفريقيا وتحديداً البلدان التي كانت تخضع للاستعمار الفرنسي.
ـ 17%: من باقي دول العالم وتحديداً آسيا.
اما نسبة هؤلاء من الناخبين فهي تقارب 23%، وهم مختلفون ومتنوعون سواء على صعيد المستوى الاجتماعي أو على الصعيد الديني.
سياسياً يمكن القول أن غالبية المهاجرين في فرنسا تميل إلى اليسار، حوالى 75% قريبون من أحد الأحزاب اليسارية وحوالى واحد من أصل اثنين قريب من الحزب الاشتراكي. ويقول المراقبون أن هذا الاصطفاف يعود إلى مسائل تتعلق بالعدالة الاجتماعية للمهاجرين بشكل عام، من هنا فإن الأحزاب اليسارية هي الأقرب إلى المهاجرين والفقراء منهم على وجه الخصوص.
ورغم كل محاولات مرشح الحزب الحاكم نيكولا ساركوزي لاستمالة المهاجرين فإن هؤلاء خصوصاً ذوي الأصول المغربية والإفريقية لم يقتنعوا يوماً بسياسات ساركوزي المختلفة إزاءهم. ووفقاً لاستطلاعات الرأي فإن المهاجرين في فرنسا لديهم الاهتمامات نفسها التي لدى الناخب الفرنسي الأصل. وعلى سبيل المثال (البطالة، اللامساواة الاجتماعية،...).
وإذ يبدو كل من ساركوزي وجان ماري لو بان المرشحان اليمينيان، بعيدين عن المهاجرين، يبدو مرشحو الأحزاب اليسارية ذوي حظوظ اكبر للحصول على أصوات هؤلاء حيث يرى المهاجرون أن أحزاب اليسار إما أنها الخيار الأفضل أو الأقل سوءاً.
على الرغم من تفاوت الأرقام واختلافها بين استطلاع رأي وآخر لجهة المرشحين للرئاسة الفرنسية فإن ساركوزي لا يزال يحتل الصدارة تليه رويال ومن ثم مرشح يمين الوسط فرانسوا بايرو وفي المرتبة الرابعة مرشح اليمين المتطرف جان ماري لو بان، فماذا في برنامج هؤلاء الأربعة من سياسة ينتهجونها إزاء المهاجرين إلى فرنسا فيما لو وصل أحدهم إلى سدة الرئاسة:
* نيكولا ساركوزي:
ـ العمل بسياسة "الهجرة المختارة" وهو مشروع قانون كان قدمه ساركوزي وهو يطور فكرة "الأجانب" الذين يسرقون لقمة عيش المواطنين ويستنزفون إمكانات مؤسسات الخدمات الاجتماعية كالضمان الصحي والتعويضات العائلية، ويطمح من خلاله ساركوزي إلى استقطاب أصوات اليمين الداعم لليبرالية القصوى، والأوساط العنصرية التي تتطابق مع مواقفه، وكل الفئات المصابة بالرعب من تفاقم الأزمة المعيشية. والقانون الجديد يقيم جسرا مع أقوال وممارسات للوزير يبقى أشهرها ذاك الذي يعلن فيه نيّته تنظيف الضواحي بالمبيدات وتعاطيه مع أحداث الضواحي.
ـ تغيير التجمع العائلي: أي أن المهاجر لا يستطيع أن يستقدم عائلته الى فرنسا إلا في حال حصوله على وظيفة تؤمن له مردوداً مالياً وسكن لائق.
ـ إلزام المهاجرين بتعلم اللغة الفرنسية قراءة وكتابة.
ـ تطبيق "العنصرية الإيجابية" حيث يؤمن ساركوزي بضرورة الجمع ما بين سياسة القمع العنيف في ضواحي المدن الفقيرة من جهة، ودعم النخبة المثقفة والمتعلمة من العائلات المهاجرة من خلال نسبة ثابتة.
ـ إصلاح بعض القوانين العلمانية.
* سيغولين رويال:
ـ إصدار تأشيرة دخول ذهاباً وإياباً تصلح لسنوات عديدة.
ـ العودة إلى مبدأ العشر سنوات كمعيار لتسوية وتنظيم أوراق المهاجر.
ـ تسوية أوراق المهاجرين غير الشرعيين وفقاً لمعايير عدة هي: مدة وجودهم في فرنسا، انتساب أولادهم إلى المدارس، ووجود عقد عمل.
* فرانسوا بايرو:
ـ دعم التطور في إفريقيا للحد من الهجرة.
ـ إنشاء وزارة للهجرة.
* جان ماري لو بان:
ـ ترحيل غير الشرعيين إلى بلادهم.
ـ إلغاء الخدمات الاجتماعية للأجانب.
ـ إلغاء الجنسية المزدوجة وإمكانية الحصول على الجنسية الفرنسية.
ـ إلغاء التجمع العائلي.
ـ تقليص مدة الإقامة من عشرة إلى 3 سنوات.
ـ إلغاء مفهوم "العنصرية الإيجابية".
ـ إغلاق المساجد السلفية ومراكز التبليغ.
ـ تخفيض سعر تذكرة السفر بين فرنسا ودول العالم.
ومما يقوله جان ماري لو بان في موضوع المهاجرين أنه يجب إيقاف ما يسميه "فيضان الهجرة" و"إنه اذا لم يكن هناك من عمل للمهاجرين فعليهم العودة إلى بلادهم خصوصاً وأن غالبيتهم لم يطلبوا اذناً بالمجيء". وإذ ينفي لو بان أنه يحقد على المهاجرين يصر على ان موقفه نابع من رفضه للسياسات المتبعة من قبل الحكومات الفرنسية المتعاقبة إزاء هذا الموضوع.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018