ارشيف من : 2005-2008

يا قدس منك نشد العزم والعصبا

يا قدس منك نشد العزم والعصبا

يا قدس شعبك في أرض الجليل أبى
أن يستكين لمحتل إذا غضبا
فكيف لا والزنود السمر قد سحقت
من كان يرعب باستفزازه العربا
إن البطولة في عينيك شيمتنا
ونحن نصنع منها عزة وإبا
والزاحفون الى "الأقصى" عمالقة
قد لقنوا جيش إسرائيل ما وجبا
يا قدس إنا ورثنا عن ائمتنا
دين النبي ومزقنا به الحجبا
نحن الذين عصرنا من جماجمنا
زيت الكرامة لمّا زيتهم نضبا
نحن الذين صنعنا مجد أمتنا
بقوة تعشق الزيتون منتصبا
لا غرو أن تأكل النيران أضلعنا
من أجل انقاذ طفل في رباك حيا
لو أن ألف شهيد ههنا سقطوا
من أجل عينيك لسنا نرفض الطلبا
لأجل عينيك هذا الشعب قاطبة
إليك يزحف كالضرغام إن وثبا
تحرير أرضك لا لا لم يعد حلماً
بل صار عهداً على أعناقنا كتبا
يا قدس ان تسألينا عن أحبتنا
سلي الخنادق والوديان والهُضبا
يجبك طفل حسيني الهوى جذل
كيف اليهودي ولّى من هنا هربا
ولولا جنود الفتى الكرّار ما عرف
التحرير شعبي ولا جيش العدى انسحبا
كرمى عيونك كان النصر رائدنا
بل كان نصراً إلهياً ومرتقبا
هذا جنوبي موصول بقلبك لا
يرويه إلا وريد منك قد عذبا
يجري به شريانه من كربلا لهب
سيجعل الطف بالاعداء ملتهبا
أخت الجنوب سليه عن فوارسه
عن الذين سقوا محتلك اللهبا
عن الذين على صخر الإبا حفروا
أسماءهم فاستحال الصخر منتدبا
عن الذين يكون الورد قد نظموا
قصائداً صاغها تاريخهم كتبا
عن الذين سقوا الزيتون من دمهم
ورضعوا الأرض باستشهادهم وهبا
فيالق الحق من قلب الجنوب مضت
نحو الحدود بعزم أدهش العجبا
فيالق حملت قرآن خالقها
راياتها ومضت تغزو به الشهبا
توضأت لصلاة الصبح من عبق
البارود وانطلقت تستنشق الغضبا
ويممت بالدم الزاكي بنادقها
فطار منها رصاص الحق ملتهبا
فأوقعت في بني صهيون مجزرة
ما زال من هولها "أولمرت" مرتعبا
رفرفت في سماء القدس رايتها
وبات جيش بني صهيون مرتعبا
تموز يشهد والأقطار شاهدة
كيف الرهان على الباغي قد انقلبا
إن اليهود واميركا برابرة
لا يحملون سوى إجرامهم نسبا
قد حاربوا الدين في شتى طوائفه
حتى المسيح ادعوا في أنه صلبا
إن السلام الذي يستصرخون له
قد لفقوه على اوزارهم كذبا
لم يبق في الأرض شعب قط محترم
الا وضاق بهم ذرعاً ومنقلبا
ظلوا على هكذا ردحاً من الزمن
الذي تفجر باستكبارهم غضبا
حتى أتتهم يد سمراء غاضبة
من كربلاء تشد العزم والعصبا
وأولت خوذ المستكبرين الى
أجران منها غراب البين قد شربا
لمي جنودك اسرائيل وانسحبي
وحمليها على ظهر الردى حطبا
فإن أسطورة الحاخام قد سحقت
وعد "بلفور" من تاريخك انشطبا
قد كنت أسطورة بالأمس واهمةً
واليوم صرت لدى أطفالنا لعبا
دوّن على صفحات العز يا وطني
آيات قدسك واختر للعلى رتبا
ان المقاومة الشهباء ماضية
في الانتصارات حتى تبلغ النقبا
لا يستقر رصاص في بنادقها
ما دام شبر لنا في الأرض مغتصبا
إذا الرصاص تخلّى عن وظيفته
فسوف نطلق في وجه العدى جعبا
الانتقاد / العدد 1235 ـ 5 تشرين الاول/ اكتوبر 2007

2007-10-05