ارشيف من : 2005-2008
الكهرباء والماء والرغيف...ضرورات معيشية تتلاعب بها حكومة السنيورة
بات مؤكداً أن مجموعة السنيورة الحكومية لم يعد يعنيها ما يصيب الناس من أوجاع، بفعل الاستخفاف الذي تبديه باتجاه كثير من النواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وخصوصاً ما يعني المواطن بشكل مباشر كالكهرباء والمياه، ورغيف الخبز.

فالمواطن اللبناني اعتاد في كل مرة مع دخوله أبواب الصيف أن يتحضّر نفسياً لموجة من الانقطاع في التيار الكهربائي ولفترات كبيرة تصل أحياناً إلى 14 ساعة وما فوق، ويقترن ذلك بسياسة التمييز في توزيع التغذية بين منطقة وأخرى كما هو حاصل اليوم مع أبناء الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق لا سيما في الجنوب والبقاع، ودائما بحجة موجودة و"غب الطلب" وهي أن مادة الفيول أويل غير متوافرة في الخزانات لألف سبب وسبب، أو أن ارتفاعا في حرارة الطقس أثر سلباً على معامل إنتاج الطاقة الأمر الذي "فرض على مؤسسة كهرباء أن تجري مزيداً من الصيانة والتأهيل على شبكاتها ومعاملها"، ولعل معركة نهر البارد المستمرة منذ ما يزيد عن 75 يوماً بدت "شماعة" علقت عليها حكومة السنيورة إخفاقاتها بشأن عودة التيار الكهربائي إلى المناطق، باعتبار أن البواخر المحملة بمادة "فيول أويل" غير قادرة على إفراغ حمولتها في معمل البداوي لأسباب أمنية كما تدعي.
هذه الحجج لم تشفع لحكومة السنيورة في الهروب من تحمل مسؤولياتها، وخصوصاً أن الأموال التي استنزفها هذا القطاع هائلة جداً، وهي تفوق العشر مليارات دولار، أما على مستوى التشغيل فإن الاعتمادات التي جرى توفيرها لهذا القطاع منذ مطلع هذه السنة فقط تقدر بـ850 مليون دولار! والحبل على الجرار، فيما المشكلة الحقيقية تكمن في سوء الإدارة والمماطلة في تحمل المسؤولية، وعدم وضع الإصبع على الجرح.
إذاً المواطن الذي يكتوي اليوم "بنار" التيار الكهربائي دفعه في العديد من المناطق أن يرفع الصوت عالياً احتجاجاً على انقطاع التيار وعشوائية التقنين، هذا عدا عن استغلال أصحاب المولدات هذه الأزمة والشروع بفرض شروطهم على المشتركين لا سيما أصحاب المحلات التجارية الذين يعانون أصلاً من ركود اقتصادي.
وما زاد الوضع تأزما هو انقطاع المياه عن العديد من المناطق والتقنين القاسي الذي تشهده مناطق الضاحية وقرى وبلدات الاصطياف دونما أي مبرر من جانب المعنيين سوى رد المسألة إلى انقطاع في التيار الكهربائي الذي يفرض تقنيناً في ضخ المياه، وهو ما لم يقتنع به المواطن الذي عمد إلى قطع الطرقات خاصة في منطقة حزرتا ـ قضاء زحلة، حيث عمد المواطنون هناك إلى قطع طريق عام زحلة ـ ضهور الشوير، وأشعلوا الإطارات المطاطية، وهدد الأهالي بالتصعيد فيما إذا لم تتخذ مؤسسة المياه الإجراءات اللازمة لتجنب الازمة المستجدة.
أقل ما يوصف به تعامل الحكومة اللاشرعية مع القضايا المعيشية والاجتماعية هو الاستخفاف في التعامل مع المواطن اللبناني، ويقول عضو كتلة الوفاء للمقاومة نوار الساحلي "إن هذا الفريق الذي يترأسه فؤاد السنيورة برهن مع الأيام أنه أصيب بعقم سياسي، وهو لا يستطيع أن يدير البلاد، واكبر دليل على ذلك الازمات التي نعيشها يومياً من انقطاع في التيار الكهربائي إلى مشاكل في المياه والأمن، والاقتصاد، والهجرة المستمرة، وإن هذا الفريق لا يهمه إلا الصولات والجولات خارج لبنان في محاولة للحصول على الدعم الخارجي بعدما تيقن أنه فقد كل الدعم الداخلي".
ثم إن سياسة التمييز في توزيع التيار الكهربائي بنظر الساحلي "ما هي إلا محاولة لمعاقبة جمهور المقاومة الواسع على مواقفه السياسية، وذلك بحرمانه من حقوقه الأساسية"، ويستطرد "كيف أن حكومة السنيورة وبعد مضي عام لم تفرج عن التعويضات العائدة للمتضررين من حرب تموز وخاصة في بعلبك ـ الهرمل، وهي وإن وجدت فلا تشكل سوى 5% من مجموع المستحقين"، معتبراً "أن هذه الكيدية في التعامل السياسي سوف تزيد من جمهور المعارضة إسلامياً ومسيحياً، وتزيد من تعلقه في نهجها وخطها".
ويبيّن الساحلي كيف أن كتلة الوفاء للمقاومة "أول من وضعت النقاط على الحروف فيما خص موضوع الكهرباء، وأن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد والاحتقان السياسي الذي نعيشه حال دون القيام بأي خطوات تصعيدية كي لا تفسر بالسياسة، علما أن للصبر حدودا"، مؤكدا "أن الخروج من الازمة على اختلافها يكمن في تأليف حكومة وحدة وطنية تستطيع المعارضة أن تشارك في صناعة القرار السياسي والبدء في حل هذه الازمة".
حسين عواد
الانتقاد/ العدد 1226 ـ 3 أب/أغسطس 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018