ارشيف من : 2005-2008
كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد نصرالله في خطاب مرجة رأس العين 3/8/2007
السلام عليكم يا أشرف الناس،(...) التي صنعتم فيها مجدا للبنان وللأمة وكنتمصناع النصر وأبطال المقاومة وعنوان التضحية ورموز الصمود وأبارك لكم هذه الانتصارات التي سُجلت وستُسجل في تاريخ البشرية وتاريخ الأمّة، في هذا اللقاء الطيب مع أهلنا وأحبائنا الذين طالما كنت بينهم وعشت معهم في تلك المنطقة الشريفة والطيبة من لبنان. لا أريد أن أقع في التكرار واعيد بعض الجوانب التي ذكرتها في خطابي قبل أيام متوجها إلى أهلنا في جبل عامل ولإخوانكم وأحبائكم في منطقة بنت جبيل عندما تحدثت عن الأهداف الحرب ومجريات وبعض مجريات الحرب وبعض نتائج الحرب وإنما سوف أكمل من حيث انتهيت عندما أتحدث عن الوضع العام.
لكنني معكم أود أن أدخل مباشرة إلى الحديث عن منطقة البقاع من بقاعها الغربي المجاهد والمضحي والصامد إلى بقاعها الأوسط إلى بقاعها الشمالي إلى بلاد بعلبك الهرمل بلاد النجاعة والشجاعة وغباء الضيم أريد أن أدخل مباشرة إلى الحديث مع هذه المنطقة أولا : عن موقعها في حرب تموز 2006لأعطيها بعضا من حقها الواجب علي وعلى المقاومة، وثانيا من موقعها في الوطن وثالثا من موقعنا جميعا في الوطن.
العنوان الأول: موقع هذه المنطقة المجاهدة والمقاومة من حرب تموز 2006، أنا هنا أوصف وأذكر ما حصل بالإختصار الممكن لأنني لن أطيل عليكم... أنا أوصف ما حصل على مستوى المعركة في هذه المنطقة، أولا البقاع وبعلبك الهرمل بالتحديد أرسلت خيرة أبنائها وفلذات أكبادها إلى الجبهة للقتال فيالخطوط الإمامية ولم تبخل لا بالرجال ولا بالسلاح وولا بالمال ولا بالمؤن بالرغم من ظروفها الصعبة، قاتل أبناؤكم أبناء البقاع وبعلبك الهرمل في الخطوط الأمامية قاتلوا في بنت جبيل وعيناتا وعيتا والخيام والطيبة والغندورية في كل الوديان والمواقع التي كانوا يتواجدون فيهاإلى جانب إخوانهم المقاومين والمجاهدين من أبناء بقية المناطق والعائلات وهنا
أريد أن أعلق على سخافة الصهاينة عندما شرحوا وعللوا بعض إنزالاتهم في البقاعوفي مدينة بعلبك قالوا أننا كنا نريد المس بمقاتلي حزب الله في البقاع وأن أقول لهم إنمقاتلي حزب الله من البقاع كانوا على حدودكم وكانوا ينتظرونكم في الوديان وفي التلال وفي الجبال وعجزتم عن المس بهم،وهم الذين واجهوكم بكل بطولة وبكل شجاعة كما واجهوكم في بعلبك وكما واجهوكم في بوداي.
ثانيا، قدمت هذه المنطقة من أبنائها المقاومين والمجاهدين في ساحات القتال والمواجهة سواء في الجنوب أو في البقاع من خلال مواجهة الإنزالات شهداء مقاومين مقاتلين مباشرة.
ثالثا تعرضت هذه المنطقة لقصف جوي عنيف جدا لم تتعرض له في أي ظروف سابقة،أنا أود ان أحتاطلكن بحسب معلوماتي وعلمي لا أعتقد أنه مر على هذه المنطقة ظروف واعتداء مشابه لما حصل في تموز 2006 ودمر عدد كبير من البيوت بالمئات وتضرر آلاف المنازل، هذه المنطقة إذا واجهت القصف الجوي والاعتداءات الجوية وكانت المحصلة والنتيجة شهداء مدنيون من أهلها من سكانها وصولا إلى مجازر في أكثر من بلدة،واسمحوا لي ألا أدخل في التسميات إلى حد أن عائلات بأكملها استشهدت في هذا القصف، وحمل سكان المنطقة شهداءهم بكل احتساب وصبر ويقين ورضا كما فعل أهل المناطق و وكل عوائل الشهداء عموما، هدمت المنازل وهجر جزء كبير من الناس إلى خارج المنطقة وجزء
هجر في داخل المنطقة وصبروا على التهجير وجزء كبير صمد وبقي بالرغم من القصف الجوي وجزء ألجاه القصف الجوي المباشر وهدم المنازل والمجازر إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أمنا ولكن كل هذه التضحيات لم تمس بإرادة وعزم ويقين وإيمان أهل المنطقة الشرفاء وصولا إلى المواجهة العسكرية المباشرة في مواجهة الإنزالات الجوية، الكل ومنهم نحن كنا نتصرف على قاعدة كل التجارب السابقة أن منطقة بعلبك الهرمل منطقة البقاع لكن بعلبك الهرمل بالتحديد هي منطقة خلفية هي خزان المقاومة وداعم للمقاومة ترسل مجاهديها ليقاتلوا في الخطوط الأمامية وهي ليست خط مواجهة أمامي. لكن في حرب تموز 2006 تحولت إلى خط مواجهة أمامي عندما جاءت الانزالات الاسرائيلية، هنا أريد أتكلم قليلا عن موضوع الإنزالات نحن نعم لم نتعهد لا في الجنوب ولا في البقاع ولا في أي مكان من لبنان أننا سنحول دونحصول انزالات اسرائيلية ووصول الطائرات الاسرائيلية أو الجنود الاسرائيليين إلى الأرض، نحن واقعيون وصادقون ولا نبالغ في ادعاءاتنا أو في ما نعرفه عن امكانياتنا، ولكن كنا
نحرص في كل مكان يحص فيه الانزال أننواجه وأن نقاتل عندمت نكون متواجدين في منطقة الانزال. في الجنوب حصلت انزالات عديدة وكثيرة وواجهنا هذه الانزالات على سبيل المثالالإنزال قرب مدينة صور الذي تصدى المجاهدون في المقاومة وضباط وجنود الجيش اللبناني الوطني وكان هناك شهداء من المقاومة وشهداء من الجيش اللبناني وقتلى وجرحى في صفوف العدو وفشلت أهداف الإنزال الصهيوني في محيط مدينة صور، عندما جاء إلى بعلبك نعماستطاع أن ينزل على الأرض في مستشفى دار الحكمة ولكنه ايضا ووجه بالمقاتلين والمقاومين والرصاص فكان منا الشهداءوكان منه القتلى و الجرحىوكان هناك شهداء مدنيون كثر في هذه المواجهة لأنّ الإسرائيليين اضطروا لقصف البيوت والمحيط والأحياء
لمنع المجاهدين من الوصول إلى تلك النقطة ومن استكمال المعركة ولتأمين انسحاب جنودهم.
كذلك حصل في مواجهة الإنزال في بوداي عندما وقف إخواننا ببطولة وببسالة وأفشلوا وعطلوا نتائج هذا الإنزال وقتلوا ضابطا وقائدا كبيرا من وحدة المظليين على ما أذكر إما قائد وحدة المظليين أو نائب قائد وحدة المظليين وهو بالمناسبة قائد القوة التي جاءت إلى قصرنباواختطفت الأخ المجاهد أبو علي الديراني ومن معه في ذلك الوقت.
نعم، في العسيرة كان هناك إنزال عسكري كبير ودمرت بيوت وهنا نستطيع أن نتحدث عن نجاح عسكري اسرائيليفيالوصول إلى الأرض وهم وصلوا إلى الأرض في أماكن أخرى في الجنوب ونحن لا ننكر ذلك، ولكن هنا حصل فشل أمني وفشل إعلامي وفشل معنوي كبير، هم بالفعل جاؤوا وكانوا يعتقدون أنهم يلقون القبض على الأمين العام لحزب الله وأنهم يلقون القبض على قيادة حزب الله المتواجدة في منطقة العسيرة من مدينة بعلبك، من الطبيعي أن يتوقعوا أن أكون موجودا في مدينة بعلبك هذا تحليل منطقي وطبيعي لما لي من صلة بالمدنية والمنطقة وكان يمكن أن يتوقعوا أيضا أن تكون غرفة العمليات المركزية موجودة في مدينة بعلبك وبالتالي في منطقة العسيرة، اشتبه عليهم الإسم
وهنا أتوجه بالتحية الخاصةإلى العائلة التي أسرت واختطفت وتألمت وتعذبت بسببي وبسبب تشابه الإسم، أرجو ألا يلحق هذا الإسم بكم ضررا آخر وأرجو أن يكون هذا الإسم مفيدا في يوم من الأيام لمن يتشابه اسمه مع اسمي. على كل حال نحن نعرف ان الأخطاء تحصل، تشابه الأسماء في النمعابر الحدودية عنا في لبنان في المصنع والمطار، لكن أن تنفذ عملية عسكرية واسعة وقوة إنزال كبيرة وتدمر عدد كبير من المنازل وتقود عملية الانزال هذه القيادة العسكرية المركزية الأركان الإسرائيلية ويتوقعون أنهم ألقوا القبض على كل قيادة المقاومة ويمهدون الأجواء، لذلك هذا يعبر عنفشل أمني كبير واستخباري كبير وعن فشل إعلامي وعن فشل معنوي ارتد سلبا على قيادة العدو وجيش العدو وشعب العدو الذي كان يمني النفس بشيء من هذا القبيل.في كل الأحوال في مواجهة الإنزالات كان إخواننا يقاتلون وفي الحقيقة يجب أن نتصرف من الآن
فصاعدا نحن وأنتم والدولة والمقاومة الجيش اللبناني والقوة الأمنية والمقاومة وأنتم سكان المنطقة ان منطقة بعلبك الهرمل خصوصا والبقاع عموما هو لم يعد منطقة خلفية هو منطقة أمامية هو خط أمامي تماما كما هو جنوب الليطاني كما هو شمال الليطاني كما هي القرى التي قاتلت في الخطوطالأمامية، أضف إلى ذلك هذه المنطقة احتفظت بالآلاف من المجاهدين الجاهزين على سلاحهم طوال 34 يوما للدفاع عن أهلها وسكانها ومواجهة الإعتداء ولتقديم المدد البشري والإنساني للجبهة طوال الثلاثة وثلاثين يوما ولم تبخل بذلك على الإطلاق، في هذه المنطقة بقيت قياداتنا الأساسية وعلماؤنا الكبار بقوا على جانب أهلهم وإخوانهم مع العلم أن القصف كان يلاحقهم من منزل إلى منزل ومن بلدة إلى بلدة وهم الذين كانوا مستهدفين بالدرجة الأولى من خلال الإنزالات الصهيونية سواء في مستشفى دار الحكمة أو في منطقة بوداي، أيضا أهل المنطقة واصلوا شراكتهم وحضورهم في هذه الحرب وفي هذه المواجهة في 14 آب عندما عادوا سريعا إلى ديارهم وقراهم ومدنهم وبيوتهم المهدمة وأبوا أن يبقوا في حالة التهجير واستوعبوا حالة الخسائر والتضحيات وتمسكوا بالخط والخيار ولم يندموا على موقفهم ولا على التزامهم ولا على وفائهم ولا على تضحياتهم، وبالرغم من كل صعوبات العيش والظروف القاسية ومعطيات وظروف إعادة الإعمار بقي البقاع وبعلبك الهرمل
كما كانت وكما ستبقى إنشاء الله، هذه هي منطقتكم في حرب تموز شريط كامل وحقيقي وأساسي في صنع الإنتصار الإهلي التاريخيالإستراتيجي للبنان وللعرب وللمسلمين وللأحرار وللأمة كلها وبالتالي أنتم ساهمتم في إفشال أهداف هذا العدوان وأنتم صنعتم كل النتائج المشرقة والعظيمة التي تحققت في لبنان وفي الأمة وأنتم قدمتم والتضحيات وصبرتم عليها من دمائكموأبنائكم وبيوتكم وأرزاقكم، وهذا لم يكن جديدا على البقاع وعلى بعلبك الهرمل هذه المنطقة هذا هو موقعها الطبيعي في هذا الصراع وهذا هو موقعها الطبيعي في هذه المعركة، هذه المنطقة التي كانت أول من استجاب لنداء سماحة الامامالقائد السيد موسى الصدر أعاده والله ورفيقيه بخير عندما دعا إلى تشكيل المقاومة وتأسيس المقاومة وإلى حمل السلاح لمقاومة الاعتداءات الاسرائيلية والإحتلال الإسرائيلي للجنوب وكانت معسكرات التدريب عندكم وكان أبناؤكم أول من التحق بمسيرة الإمام السيد موسى الصدر وأنتم بعد ذلك أول من احتضن المقاومة الإسلامية منذ تأسيسها في البدايات وهي تأسست عندكم في أرضكم في مدينة بعلبك في مدرسة الإمام المنتظر الدينية عجل الله تعالى فرجه الشريف، عندما التقى عدد من علمائنا المخلصين والقيادات والشخصيات المجاهدة وفي مقدمهم سيدنا ومولانا وأستاذنا وقائدنا سيد شهداء المقاومة الإسلامية الأستاذ السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، عندما اجتمعوا هناك وكانت الانطلاقة وكانت البداية وكانت المقاومة وكان اسم حزب الله المبارك الذي أطلق على هذه المسيرة، أنتم منذ البدايات احتضنتم مئات وآلاف المهاجرين المجاهدين مع عائلاتهم من الجنوب وبيروت والضواحي والبقاع الغربي عندكم في بيوتكم في قراكم في جبالكم ووديانكم تدرب هؤلاءوأمن هؤلاء وشعروا بالنصرة والحماية والإحتضان وانطلقت المقاومة لتقاتل وتحملتم في سبيل هذا الموقع وهذا الموقف منذ عام القصف الاسرائيلي والإعتداءات الإسرائيلية الكثيرة والمتكررة والمتنقلة، وأرسلتم منذ ذلك الوقت أبنائكم ليقاتلوا، في أغلب البلدات والقرى في منطقتكميوجد شهداء شهود على موقعكم في هذه المعركة على تاريخجهادكموشراكتكم في هذه المقاومة، إذا أنتم شركاء في صنع المقاومة وانطلاقة المقاومة وأنتم شركاء في استمرار المقاومة حتى عام 2000 وأنتم شركاء في صنع التحرير والنصر في أيار عام 2000 وأنتم شركاء في حماية واحتضان المقاومة منذ عام 2000 إلى عام 2006 إلى اليوم وأنتم تعرفون ما تعرضت له المقاومة خلال السنوات الماضية عندما استهدف وجودها واستهدف سلاحها بفعل الكثير من المؤامرات وأشكال الحصار السياسي والنفسي والاجتماعي والمعنوي والاقليمي والدولي فلم تتخلوا عنها في يوم من الأيام وكنتم شركاء المواجهة والصمود وشركاء الإنتصار الإلهي التاريخي في تموز 2006.
من هنا أنا لا أقول هذا لاشرح لكم، أنتم صنعتم هذا وإنما لأشرح للعالم الذي يسمعنس اليوم ليعرف أنّ هناك منطقة في لبنان كانت أخا وصديقا ووفياوجارا وعونا ونصيرا منذ الساعات الأولى منذ الأيام الأولى للجنوب المقاوم والمتألم والمجروح والمحتل ونهاية للجنوب المنتصر ولم يتذرع أهلها لا في بعد المسافة ولم يقل أهلها ليس لنا سهول محتلة ولا بيوت تقصف ولا أولاد في الاعتقال بل أرسلوا أولادهكم ليكونوا شهداء وليقاتلوا وبالتالي كانوا هؤلاء الشركاء الحقيقيين ومن هناأنا من واجبي وبالنيابة عن المقاومة وعن كل لبنان وعن كل الأمة وعن كل الذي اعتز بانتصار تموز 2006 وقبل ذلك بانتصار أيار 2000 اتوجه بالشكر إليكم أحييكم وأحيي شهداءكم وعوائل شهدائكم، جرحاكم وعوائل جرحاكم، أحيي أهلكم وعائلاتكم المباركة عشائركم البماركة كباركم
صغاركم شيوخكم نساءكم رجالكم وكل هذه الأرواح الطيبة والارادات والعزم الذي تملكونها ولطالما عبرتم عنه.
أما العنوان الثاني : موقع هذه المنطقة من الوطن والدولة.منذ تأسيس الدولة اللبنانية وصولا إلى دولة الإستقلال واتفاق الطائف وحكومات اتفاق الطائف المتعاقبة وصولا إلى الحكومة الأخيرة، هذه المنقطة كانت تواجه دائما منذ القدم منذ البداية بسياسة واحدة من قبل السلطة والدولة والحكومات وهي سياسة الإهمال. سياسة الإهمال والتجاهل التي تؤدي بطبيعة الحال إلى الحرمان إلى التخلي عن المنطقة إلى ضعف البنية التحتية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والمعيشية وغلى الفقر وإلى الجوع وحتى إلى اختلال الأمن وإلى المزيد من الأزمات المتنوعة، في الماضي القريب حاول البعض واليوم أيضا يحاول البعض من جديد بعض المتطفلين على انتماء وهوية وعنوان والتزام هذه المنطقة يحاول أن يقول
لكمأنّ الإهمال والحرمان الذي تواجهون به سببه خياركم السياسي وانتماؤكم السياسي وأنكم تعاقبون على انتمائكم السياسي وخياركم السياسي، فلو بدلتم خطكم والتزامكم وإيمانكم وخياركم وموقعكم سوف تتخلصون من سياسية الإهمال والحرمان المتعمدة وسوف تأتي الدولة إليكم لتحتضنكم ولتخدمكم ولتغير أحوالكموأوضاعكم، في هذا الكلام مغالطة كبير وكذب كبير من جهة وخداع كبير من جهة أخرى، وإن كان قبل أن أعلق سريعا على هذه المغالطة وهذا الخداع، أنا لا أطرح هذا الموضوع من موقع التوضيح أو الخشية من الإلتباس أو التأثير عيلكم من قبل هؤلاء أنا أعرفكم جيدا والمقاومة تعرفكم جيدا والسيد عباس وكل شهداؤنا يعرفونكم جيدا، نحن نعرف التزامكم وايمانكم ويقينكم ونعرف أنكم الذين قدمتم الدماء لن تبيعوا إيمانكم وجهادكم وشهداءكمبالدراهم والدنانير، وأنا أعلم علم اليقين أنكم كنتم وما زلتم وستبقون، قلوبكم مع
الحسين سيد الشهداء وسيوفكم مع الحسين سيد الشهداء بالرغم من الحصار والجوع والعطش، ولكن شبهة تلقى ويجب ان تلقى الجواب، أين هي المغالطة؟ أولا أنا أسأل هؤلاء أين كان حزب الله والمقاومة الإسلامية في بدايات القرن الماضي بدايات تشكيل دولة لبنان الكبير أو الكيان اللبناني، لم نكن موجودين ولكن هذه المنطقة كانت تتعرض للإهمال والحرمان من الإنتداب الفرنسي إلى دولة الإستقتلال إلى ما قبل الطائف إلى بعد الطائف إلى اليوم، في ذلك الحين أين كان حزب الله والمقاومة، لربما لم تكن هناك إسرائيل عندما كانت هذه المنطقة تتعرض للإهمال وللحرمان لم يكن هناك احتلال ومقاومة احتلال، وهو خياركم السياسي، عندما كانت هذه المنطقة تتعرض للإهمال والحرمان.
هذا قبل نعم في بداية السبعينات مع الإمام السيد موسى الصدر بدأ يتكون هوية سياسية وخط سياسي والتزام سياسي واضح لهذه المنطقة مع الامام الصدر كما العديد من المناطق اللبنانية الأخرى، أما قبل ذلك ما هو الخيار السياسي الذي كنتم تعاقبون عليه؟ أنا أريد هنا أن أصحح أحيانا حتى نحن حتى بعض اخواننا قد يشتبه عليهم الأمر ويقول نعم أنتم تعاقبون على خياركم السياسي أنا أشكك بهذه المقولة وأقول في الماضي لم يكن هناك خيار سياسي تلعاقب عليه هذه المنطقة أو يستحق أن تعاقب عليه هذه المنطقة وكانت دائما تعاقب وتهمل وتحرم، هذا أولا إذا المسالة سابقة على التزام منطقة بعلبك الهرمل والبقاع بالوقاومة وبخط وخيار المقاومة، وهذا استمر بعد 82 لأن السبب ما يزال موجود وسأتكلم عنه بعد قليل.
ثانيا في هذه المغالطة، لو عملنا مقايسة بين البقاع وبعلبك الهرمل خصوصا ومناطق لبنانية أخرى، سأتناول الشمال على سبيل المثال، الشمال كله الشمال المسيحي والشمال المسلم وبالتحديد منطقة عكار، ولن أقايس مع بقية المناطق اللبنانية لأنه تكفيني المقايسة بين منطقتين حتى ننفي الأسباب ونفهم الأسباب الحقيقة، إذا قيل أن الهوية السياسيةلبعلبك الهرمل والبقاع هي هذه وبالتالي تواجه بالإهمال والحرمان، حسنا في الشمال لا يوجد حزب الله لماذا الشمال كان دائما يواجه بالحرمان والإهمال وهناك مناطق في الشمال تساوي الحرمان والمظلومية والفقر نفسه الموجود في بعلبك الهرمل يمكن أن تكون هناك مناطق أشد، إذا الخيار السياسي ليس هو السبب. ثانيا يمكن أن يقولوا لنا أن السبب هو الهوية المذهبية والطائفية أن هذه المنطقة شيعية، هذا غير صحيح أولا بعلبك الهرمل والبقاع عموما ليس منطقة شيعية فيها شيعة فيها مسيحيين فيها سنة فيها دروز فيها من كل الطوائف، حتى بعلبك الهرمل هي منطقة مختلطة مذهبيا وطائفيا، حسنا أريد القول حتى لو كانت شيعية ليس السبب أنها شيعية بدليل أنّ الشمال ليس شيعي، الشمال مسيحي وسني وفيه علويون وفيه قليل قليل من الشيعة، ولكن الشمال أيضا يعاني نفس الظروف ونفس الأوضاع سابقا وحاليا، إذا ليس صحيحا أن يقال أن السبب هو الهوية السياسية، في هذه السنتين الشمال أعطى في الانتخابات لخيار سياسي واضح هو فريق 14 شباط، طبعا هناك أصوات كثيرة أعطيت للوائح الأخرى، ولكن في النهاية لوائح 14 شباط هي التي فازت لكن ماذا تغير في الشمال في هذه السنتين، حتى في البقاع الأوسط وفي البقاع الغربي الذين أعطوا أصواتهم للفريق الآخر ماذا تغير في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والانمائي حتى في المناطق التي أعطت أصواتها لخيار سياسي آخر.
أحببت أن اقول هذا لأصل إلى السبب الحقيقي لأنفي أن الخيار السياسي هو السبب، قد يكون عامل مساعد نعم، قد يكون عنصر ثانوي أو إضافي نعم، لكن ليس هو السبب بدليل عندما لم يكن هذا الخيار السياسي كانت هذه المنطقة معاقبة وبدليل انه في مناطق لبنانية أخرى ليس عندها هذه الهوية السياسية وهي تواجه الوضع نفسه والاشكال نفسه لأصل إلى السبب الحقيقي وهو:
السبب الحقيقي هو في عقلية السلطة اللبنانية وهنا يجب أن يكون التصحيح الخليل في عقلية السلطة اللبنانية منذ قيام دولة لبنان الكبير العقلية التي لا تعترف بالأطراف يعني بالمحافظات التي هي أطراف مثل الجنوب والشمال والبقاع وكانت في البداية تعتبر أن لبنان هو عبارة عن العاصمة وجبل لبنان وأن المحافظات التي أضيفت إلى جبل لبنان وإلى العاصمة هي محافظات في خدمة النواة الأصلية.
السبب الحقيقي هو في عقلية السلطة اللبنانية، وهنا يجب أن يكون التصحيح، الخلل في عقلية السلطة اللبنانية منذ قيام دولة لبنان الكبير ، العقلية التي لا تعترف بالأطراف، يعني بالمحافظات التي هي أطراف مثل الجنوب والشمال والبقاع، وكانت في البداية تعتبر أن لبنان هو عبارة عن العاصمة وجبل لبنان وأما المحافظات التي أضيفت إلى جبل لبنان وإلى العاصمة هي محافظات في خدمة النواة اللبنانية الأصلية باعتقادهم، ولذلك كان المطلوب من هذه المحافظات، بمعزل عن الاعتبار السياسيوالاعتبار الطائفي والاعتبار المذهبي، هذا ليس موضوع مسلمين مسيحيين أو شيعة أو سنة ، لأن في الجنوب والشمال والبقاع يوجد مسلمين ومسيحيين من كل المذاهب ومن كل الاتجاهات. عقلية
السلطة قامت على هذا الأساس، أن المحافظات مهمتها أن تخدم النواة، المركز، ولكنها لا تستفيد شيئاً من نعم هذا المركز. هنا الخلل الحقيقي . في السنوات الأخيرة للأسف حال جبل لبنان وحتى جزء كبير من العاصمة أصبح مشابهاً لحال البقاع والجنوب والشمال والمحافظات. أصبح كل لبنان أطراف لمصلحة الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال الكبرى وللاقتطاع السياسي الكبير وللبنوك الكبرى. حتى العاصمة وجبل لبنان التحقوا بالأطراف، بدل أن يتحسن البلد ، وخصوصاً بعد اتفاق الطائف، بدل أن تصبح المحافظات التي هي أطراف ينظر إليها كجزء أصيل من لبنان ومن نواة لبنان وكيان لبنان، أصبح ما يعتبر نواة وهو جبل لبنان والعاصمة ألحق بالأطراف وأصبح الكل شركاء في الفقر والحرمان والإهمالإلا بعض الأماكن الخاصة التي لها عناية خاصة فقط. هذه هي الحقيقة التي نواجهها اليوم.
من هنا عندما جاء اتفاق الطائف . عندما جاء اتفاق الطائف حاول أن يعالج هذا الخلل في عقلية السلطة وليوثق مبدأ رئيسياً، وهنا أنا أتحدث للتذكير فقط عن عنوانين: العنوان الأول، الانماء المتوازن الذي تحدث عنه اتفاق الطائف، وأنا أريد أن استشهدا باتفاق الطائف، لأن كل يوم صباحاً ومساءً يقولون لك اتفاق الطائف ويحاجونك باتفاق الطائف ويطالبونك باتفاق الطائف . أنا في خطاب بنت جبيل كنت واضحاً ، تفضلوا هذا اتفاق الطائف أمامنا، يوجد بنك في اتفاق الطائف يتحدث عن الإنماء المتوازن . أين هو الانماء المتوازن منذ اتفاق الطائف، وأغلب الفريق الموجود في السلطة كان موجوداً في الحكومات المتعاقبة، وكان مسؤولاً عن الجانب الاقتصادي والمالي والانمائي " حتى ما حدا يطلع بكرا ويقول لي : يا سيد عم بتحاسبنا نحنا ما كنا" ، انتم الذين كنتم. الضرائب والسياسة المالية الاقتصادية انتم كنت مسؤولين عنها. الذي تسموه أنتم "الوصاية السورية" ونحن نسميه الإدارة السورية كانت عاهدة لكم بالملف الاقتصادي والمالي والاجتماعي، انتم كنتم تديرون. اتفاق الطائف يقول باعتماد خطة إنمائية موحدة شاملة للبلاد قادرة على تطوير المناطق اللبنانية وتمنيتها اقتصادياً واجتماعياً وتعزيز موارد البلديات ـ الآن ، في العكس إذا كان يوجد فلسين للبلديات يقومون بحجزهم ـ والبلديات الموحدة والاتحادات البلدية بالإمكانيات المالية اللازمة. أين هذا كله؟ الإنماء المتوازن أين؟
أتينا إلى موضوع الكهرباء، في الانماء المتوازن يجب ان تصل الكهرباء إلى كل بيت لبناني وإذا انقطعت ساعتين تنقطع عن كل اللبنانيين المدة نفسها، نحن نتمنى أن يضيء لبنان كله 24 ساعة ، لا نريد أن نأخذ من حصة أحد ، لكن نحن نطالب بالعدالة والمساواة والانماء المتوازن، وإلا ما هي الحجة السياسية أو المنطقية أو الأخلاقية أو القانونية للتمييز بين المناطق في إيصال التيار الكهربائي؟ غير مفهوم حتى الآن ؟
جاء اتفاق الطائف حتى يتحدث عن الانماء المتوازن، لأن الذين اجتمعوا هناكوالذين رعوا اتفاق الطائف يعرفون أن المشكلة الحقيقة هي في عقل السلطة التي لم تكن قادرة أن تنظر إلى المحافظات التي اعتبرت أطراف في ذلك الحين.
العنوان الثاني، اللامركزية الإدارية، اللامركزية الإدارية حتى يرتاح الناس قليلاً ، البلديات ترتاح، المحافظات ترتاح، يعاد تقسيم إلى البلد إلى محافظات إدارية لديها صلاحيات تستطيع أن تعالج وتخفف مشاكل الناس وجرجرتهم إلى أماكن بعيدة، لم نر شيئاً من هذا الموضوع . خلال السنوات الماضية، بذلنا جهداً كبيراً حتى تصبح بعلبك – الهرمل محافظة ، وتعاونّ مع نواب شماليين حتى تصبح عكار محافظة، ومشي الحال بعد التي والتي ومعاناة لا وقت لذكرها، وكان في فريق يرفض محافظة بعلبك – الهرمل ويرفض محافظة عكار، لكن في النهاية أُخذ قرار في هذا الموضوع، لكن حتى الآن لم ينفذ، لماذا لم ينفذ؟ لأن الفريق الموجود في السلطة منذ سنتان هو من البداية لم يكن موافقاً على هذا التقسيم، ولديه وجهة نظر مختلفة. حتى بعض الأشكال الإدارية التي تخفف معاناة الناس في هذه المحافظات وتسهل معاملاتهمويمكن أن تحسن بعض الظروف المعيشية لهم، نحن لا نقول أن تشكيل محافظة في بعلبك - الهرمل أو في عكار سوف يقلب الموازين "ويشيل الزير من البير" معيشياً واقتصادياً، لكن أكيد يخفف الكثير من معاناة والمشاكل التي يواجها المواطنين، ولكن لا حياة لمن تنادي.إذاً هنا المشكلة، لا في اللامركزية الإدارية يوجد جدية عند فريق السلطة الذي يريد أن يمسك كل شيء ويسيطر على كل شيء ويستأثر بكل شيء
في البلد، حتى بأموال الضرائب التي تأخذها البلديات، يريد أن يسيطر عليها ويهيمن عليها، لا يريد أن يعطي أي هامش لإدارة بلدية أو إدارة قضاء أو إدارة محافظة، لأن عقلهم عقل إدارة بنك، عقل إدارة شركات مالية ضخمة، عقل جباية، ليس عقل انفاق ، عقل يرى الباطون المسلح قبل أن يرى الناس ودموعهم ودمائهم ومعاناتهم وآلماهم وجوعهم وعطشهم، وهذا الذي يحتاج إلى معالجة، وصولاً إلى الإصلاح المالي والإداري وغيره من الذي جرى الحديث عنه في اتفاق الطائف.
إذاً هنا تكمن المشكلة، ولذلك نحن عندما أتينا إلى هذه الحكومة وشاركنا فيها منذ البداية، كنا نأمل من خلال وجودنا في الحكومة أن ندافع عن خياراتنا السياسية، وكنا نأمل من خلال التحالف الرباعي الغير مأسوف على شبابه، كنا نأمل من خلال حكومة قالوا إنها جدية وأن أولويتها معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، أن ننجز شيئاً ما على هذا الصعيد.
أقول لكم أنه من جملة القضايا الأساسية التي اختلفنا حولها في الحكومة هو الخطة الاقتصادية الانمائية ، وأول مظاهرة عملناها ضد الحكومة عندما نزل 250 ألف في شوارع بيروت، أول مظاهرة نزلت ضد هذه الحكومة كانت لأسباب اقتصادية وسياسات اقتصادية، موضوع التعاقد الوظيفي وغيره. وجدنا في داخل الحكومة، وكنا نخوض معركةحقيقية ، أن الخطة الاقتصادية للحكومة ستؤدي بلبنان إلى المزيد من الهلاك وباللبنانيين إلى المزيد من الوقوع تحت خط الفقر، وأنها تستجيب بشكل أعمى لشروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولذلك كانت المظاهرة. كانت مظاهرة سلمية، حضارية ومدنية وهادئة بالرغم من أن أناس وقفوا وقتها وقالوا ـ وسموا ثلاث جهات : حزب الله وأمل والتيار الوطني، رغم أن المشاركين كانوا كل الأحزاب الموجودة الآن في المعارضة ـ قالوا إن هؤلاء الثلاثة يريدون أن يخربوا لبنان ـ لأني أريد أن أناقشك في خطة اقتصادية تخّرب لبنان أكون أنا أريد أن أخرب لبنان !؟
سارت التظاهرة على خير.
كلما اخذنا موقف للدفاع عن مصالح الناس، لمنع سياسات اقتصادية خطيرة، نتهم بتخريب البلد!؟
نعم، كبرت المشكلة بعد الحرب، هناك شيء له علاقة بالحرب وشيء له علاقة بطريقة تهريب قرار المحكمة الدولية ، التي مصلحة لبنان ومصلحة العدالة ومصلحة كشف الحقيقة أن تكون معاهدة حقيقية مدروسة بين لبنان والأمم المتحدة.
اليوم ، هذا هو الخلل، وهنا يجب أن يكون العلاج في عقلية السلطة وعقلية الحكومة وعقلية الإدارة التي تدير البلد، وهذا ما نسعى إليه بالوسائل السلمية والمدنية والحضارية. سابقاً أنا وقفت على مرجة رأس العين وقلت لا يمكن أن نحقق الانماء المتوازن بقوة السلاح. السلاح يُدمر البلد، نحن نملك القوة، ولكن استخدام القوة في الداخل ليس لمصلحة لبنان ولا أي قضية من قضايا لبنان، هذا السلاح للدفاع عن لبنان وليس لتخريب لبنان. نحن نستخدم الوسائل السياسية والمدنية لمعالجة هذا الخلل في عقل السلطة، ولذلك كنا نشارك في الانتخابات النيابية والعملية السياسية ودخلنا إلى الحكومة من أجل هذا الأمر وفي هذا السياق.
اليوم أيضاً ، نقول لهم : نحن سنواصل هذا النضال السياسي من اجل تحقيق دولة قانون ومؤسسات حقيقية، من أجل سلطة عيناها تنظر إلى كل المناطق اللبنانية في آن واحد، سلطة ترى اللبنانيين جميعاً بعين واحدة، وتساوي بينهم في الحقوق وفي الواجبات، تخدمهم جميعاً ، تدافع عنهم جميعاً ، تعمر مناطقهم جميعاً، تحميهم جميعاً، تحفظ أمنهم جميعاً، هذا ما نتطلع إليه.
وقلت في خطاب بنت جبيل وأنا بحاجة أن أعيد وأكرر : نحن لا نبحث لا عن سيطرة على حكومة ولا عن سيطرة على دولة، نحن نبحث عن الدولة الواحدة الموحدة التي تحفظ لبنان في الزمن الذي تريد الإدارة الأميركية فيه أن تمزق فلسطين وأن تمزق العراق وأن تمزق المنطقة كلها، نحن نبحث في لبنان عن العيش المشترك والتآخي الحقيقي في الوقت الذي تعمل فيه الإدارة الأميركية على إيجاد الفتن والحروب الأهلية في فلسطين وفي العراق وفي الخليج وعلى امتداد منطقتنا، وبين دول هذه المنطقة وتأتي بالسلاح بمليارات الدولارات لتشعل الحروب في هذه المنطقة. نحن في داخل لبنان نبحث عن الوحدة عن العيش المشترك عن السلام الداخلي عن التعاون والتضامن والتآزر والشراكة، لأن لبنان لا يمكن أن يقسم ولا يتحمل أن يقسم من الناحية الواقعية والموضوعية ، ولبنان لا يمكن أن يحمى ويدافع عنه ولا يمكن أن يبنى ولا يمكن أن يقوم إلا بوحدة أبنائه وتعاونهم جميعاً.
السياسة الأميركية في لبنان تدفع فريقاً إلى الاستئثار وإلى ارتكاب الحماقات، والمحصلة المزيد من التأزم الداخلي. أمريكا زجت بإسرائيل في الحرب في تموز من أجل شطب فريق لبناني من المعادلة، وهذا قلتته في الخطاب الماضي وأنا أصر عليه وأنه قائم وموجود، وهي اليوم بعد فشل حرب تموز، تستخدم كل إمكانياتها السياسية والإعلامية والمالية والقانونية لترهيب وإخافة ومحاصرة الفريق اللبناني المسمى بالمعارضة من أجل أن يخضع لفريقها الموجود في السلطة. هذا كله لن يجدي نفعاً.
لبنان لا يمكن أن يقوم أو يستمر أو ينهض من كبوته ومن أزماته بالتعاون وإلا بالوحدة.
تريدون اتفاق الطائف، تعالوا لنطبق اتفاق الطائف، أليس هذا هو المطروح؟! بعض الناس في لبنان لا يرون من اتفاق الطائف إلا نزع سلاح المقاومة وإلا اتفاقية الهدنة مع إسرائيل! عجيب هؤلاء! أما اتفاقية الهدنة مع إسرائيل عام 1949 فقد دمرتها وحطمتها ومزقتها إسرائيل وملأتها من دماء أطفالنا ونسائنا ورجالنا في الجنوب والبقاع وكل المناطق اللبنانية، في بيروت في الجبل في الضاحية في الشمال ، لم تبق منطقة في لبنان لم تقدم شهداء مدنيين أو شهداء مقاومين من المقاومة والجيش . إسرائيل التي تعتدي وشنت الحروب على لبنان، يأتي ويقول لك اتفاقية الهدنة مع إسرائيل! مع ذلك قلنا لهم هذا نناقشه في إطار استراتيجية دفاعية وطنية، أنا لا أريد أن أنفي أن أرفض.
سلاح المقاومة قلنا لهم هذا سلاح مقاومة وليس سلاح ميليشيات ونحن نقبل أن نحاوركم على هذا السلاح، ونقبل بمعالجة هذا السلاح في إطار استراتيجية دفاع وطنية . نحن لا نريد أن نحتفظ بهذا السلاح إلى الأبد، ونحن لا نريد أن نتحمل هذه المسؤولية إلى الأبد، نحن سنكون شاكرين عندما تكون هناك دولة قوية وجيش قوي وشعب قوي يحمي لبنان، يحمي جنوب لبنان، يحمي كل قرى وبلدات ومدن لبنان، سنكون سعداء وشاكرين. هذا من جهة، تعالوا لنناقش استراتيجية دفاع وطنية، وأنا قدمت لهم على طاولة الحوار استراتيجية دفاع وطنية، وبكل صراحة لم يكن هناك منطق يواجه المنطق ولا حجة تواجه الحجة،بل كان الرد، وأقسم لكم أن الرد على الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي قدمتها المعارضة وأيدتها بشكل أو بآخر المعارضة على طاولة الحوار، كان حرب تموز 2006، لأنهم ليس قادرين على مواجهة منطقنا وحجتنا وطرحنا الاستراتيجي والعملي والمستدل عليه بفعل التجربة والوقائع.
إذاً بالحوار والمنطق لا نستطيع نزع سلاح المقاومة، إذهبوا إلى الحرب وحاولوا أن تنتزعوا عنق هذه المقاومة وتقطعوا يد هذه المقاومة لتصادروا سلاحها.
هم لا يرون من اتفاق الطائف إلا اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وسلاح المقاومة، وانا أقول لهم جيد، وهذا حاضرون أن نعود إلى نقاشه في إطار استراتيجية دفاعية وطنية، وهذا مثبت في اتفاقية التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ولكن لا نناقشه على طاولة حوار قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية، فلتشكل حكومة وحدة وطنية ولتناقش استراتيجية دفاع وطنية ونحن حاضرون للإلتزام . لكن ماذا ستفعلون ببقية المناطق؟ ماذا ستفعلون بالمناطق التي تهملونها وتحرمونها وتظلمونها وتسلبونها حتى أبسط الحقوق كمنطقة البقاع والشمال وبعلبك الهرمل وعكار بالتحديد كأقضية ومحافظات.
هنا المشكلة في العقل وفي طريقة التفكير وفي الأولويات. نحن نطالب بحكومة تدير دولة لا تدير بنكاً ولا تدير شركة، نحن نطالب بحكومة تتحمل مسؤولية سياسية اتجاه مواطنين من لحم ودم وعاطفة من مجموعة بشر وأناس متساويين في الحقوق وفي الواجبات، هذا ما نطالب به وهذا ما نسعى إليه. نحن نريد أن يكون المسلمون والمسيحيون سوياً ومعاً.
اليوم في معركة المتن، أنا لا أريد أن أدخل في معركة المتن، أريد أن أعلق تعليقاً سريعاً: عندما استمع إلى خطاب فريق 14 شباط وهو يهاجم التيار الوطني الحر والتحالف الآخر ويأخذ عليه بقوة التفاهم مع حزب الله! تصوروا ذنب التيار الوطني الحر وبقية التيارات المسيحية اليوم أنها احتضنت المقاومة في تموز 2006، ذنبها أنها تسعى إلى السلام الداخلي مع بقية المسلمين في لبنان، ذنبها أنها تبحث عن خيارات وطنية حقيقية، وبالتالي تتحالف مع الشرفاء.
أنا أريد أن أعلق لأنني استمعت لأحد القادة السياسيين الذين بخل عليه حلفاؤه في 14 شباط بمقعد نيابي " ووقتها حرد وزعل وما بيستاهل جيب اسموا على لساني" عندما يخرج ويقول للناس "بدكن تنزلوا بتقلكن وهو كل لعندو ما بعرفش قديش" يقول لهم "بدكن تنتخبوا" هذه معركة لبنان ووجود لبنان وبقاء لبنان، كل شيء عندهم حياة وموت وجود وبقاء، مقعد نيابي "بيصير هيك"، ومع ذلك ماذا قال لهم ؟ قال لهم هذه المعركة يجب أن لا ينتصر فيهاـ طيب أنت تتحدث عن العماد ميشال عون ، قل العمل ميشال عون ـ لكن هو عمداً قال "ميشال نصر الله" بقصد أن يستفز المسيحيين!؟ أنا مضطر طالما أنهم يتحدثون بهذه اللغة أن أقول كلمتين وأن أخاطب المسيحيين أيضاً، مع من تحالف التيار الوطني الحر؟ مع حزب الله، عظيم، الفريق الآخر مع من يتحالف ؟ أريد أن أوجه أسئلة للمسيحيين:
حزب الله هدم بيوتكم؟! حزب الله ارتكب بكم مجازر؟! حزب الله هدّم كنائسكم؟! حزب الله يمنعكم من العودة إلى قراكم ؟! حزب الله من صنع هذا أم الذين تتحالفون معهم هم من صنعوا بكم هذا ؟
حزب الطاشناق ودولة الرئيس ميشال المر والآخرون الذين يخوضون انتخابات اليوم، الذين صنعوا تحالفا سياسيا هم الذين عملوا هكذا بالمسيحيين، حزب الله الذي عمل هكذا! ألم تروا حزب الله عام 2000 كيف تصرف مع كل اللبنانيين وأعود وأكرر بدون منّة وبدون جميلة منه وبدون فضل منه، هذه أخلاقنا والتزامنا وفهمنا للبلد وهذا ديننا وهذه ثقافتنا وهذه قيمنا، هل أحرقنا بيت في الجنوب في الشريط الحدودي هل اعتدينا على أحد أو قتلنا أحد أو دمرنا كنائس أو عملنا تغيير ديموغرافي؟ أم حافظنا على كرامات الناس؟ مع العلم أنّ الكثيرين من أصحاب هذه البيوت قتلوا لنا إخوة وارتكبوا مجازرا وقصفوا مدننا وقتلوا أطفالا في النبطية وصيدا، وكثير من هؤلاء عذبوا إخواننا في معتقل الخيام واعتدوا حتى على حرماتنا وكراماتنا في المعتقلات، لكن كيف تصرفنا، هل حملنا المسيحيين المسؤولية ؟
إذا، اليوم ضعوا الغرائز والأكاذيب والتضليل على جنب، هناك تفاهم بين التيار الوطني الحر وبين حزب الله، نعم البعض يخجل من التحالف مع المقاومة التي تقاتل إسرائيل وتحرر لبنان وحررت لبنان ولا يخجل من التحالف من الذين أمضوا حياتهم في المعسكرات الإسرائيلية وفي الخنادق الإسرائيلية وتعاونوا وتحالفوا مع عدو لبنان ودمروا لبنان وأحرقوه.
الجيش اللبناني
الجيش اللبناني كمؤسسة والذي نوجه إليه التحية لقيادته وضباطه وجنوده وجرحاه وشهدائه وهو شريكنا في المقاومة والحرب والصمود والإنتصار، وهو مؤسسة تعني اللبنانيين جميعا ولكن يعرف اللبنانيون أيضا أنها تعني المسيحيين أكثر، من الذي ضعف هذا الجيش ودمره وحاربه وقتل ضباطه، هل حزب الله أم غيره، اليوم أريد أن يفكر المسيحيون وكل اللبنانيين مسلمون ومسيحيون بواقعية وجدية وموضوعية وينظروا : من هي القوى والتيارات التي تشكل دفاعا عن لبنان وعنصر استقرار وسلم في لبنان؟ نحن نحيي الجيش وكلكم تعرفون أنّ ضباطا وعناصرا من الجيش اللبناني أطلقت على صدور رجالنا ونسائنا النار في 13 أيلول 1993 وقتلت عشر شهداء وجرحت أكثر من خمسين ولكن رفضنا أن نقاتل الجيش لأنّ الجيش أهلنا وإخواننا وأولادنا وأحباءنا ومؤسسة تشكل ضمانة للبلد واعتبرنا أنّ الذي أعطى الأمر للجيش بقتلنا إنما يريد الفتنة بين المقاومة والجيش.
هذه هي نظرتنا، وليست نظرته أننا نقاتله ونقتله ونمزقه عندما نريد أن نجري تقسيما وإدارة مدنية أو نزج به في حروب لمصلحة المشروع الأمريكي في المنطقة، نحن حريصون على الجيش من أجل لبنان وليس من أجلنا، حريصون على الجيش من أجل وحدة لبنان وسلمه واستقراره، هذا هو خيارنا اللبناني وهذا هو خيارنا الوطني الذي لا يتنافى على الإطلاق مع انتمائنا العربي ومع انتمائنا الإسلامي.
منذ اتفاق الطائف هم نسوا الهوية العربية للبنان والعلاقات اللبنانية السورية، نسوا كل هذا و "رايحين بدون يعملو حرب مع سوريا، بدون يجيبو أميركا تعمل حرب مع سوريا، وبحمل ذمتي وبقول اشتغلو كتير بحرب تموز لاسرائيل تحارب سوريا ويمكن بعدون عم يشتغلو كتير لحتى تصير حرب إسرائيلية سورية". للأسف هذا هو الواقع الموجود في بلدنا، أم نحن لا، واقعا نحن نريد خيارنا الوطني وخيارنا اللبناني ونريد بلدنا ولا يوجد لدينا خيار ثاني، نحن قدمنا كل هؤلاء الشهداء وأنتم قدمتم خيرة شهدائكم وفلذات أكبادكم، والله لا شيء في هذه الدنيا يساوي قطرة دم من شهدائكم، قطرة دم من السيد عباس أو أم ياسر أو حسين عباس الموسوي أو أي طفل أو مرأة أو شهيد أو رجل من لبنان، ولكن هي الكرامة وهي السياسية وهي العزة وهي العيش الكريم وهي الحرية وهي الإستقلال التي لا نستطيع أن نتسامح بها، قد نتسامح لمرحلة من الزمن مًع مَن يجوّعنا لكننا لم نتسامح ولن نتسامح مَع مَن يحاول أن يطال من عزتنا وكرامتنا وسيادتنا، ولذلك قدمنا الدماء وقدمتم الدماء.
اليوم ندعوهم إلى هذا الخيار، لـ "يطلعوا من هَيْ السوالف، كل شوي يطلعو سوري وإيرني"، أنا على طاولة الحوار تحديتهم وقلت إأتوا لي بمثل واحد أنّ حزب الله عمل أمرا هو ليس مصلحة وطنية لبنانية، أو عمل أمرا فيه مصلحة إيرانية أو مصلحة سورية على حساب مصالح لبنان وأنا أعود وأتحداهم، مثلما أتحداهم بأن ينشروا محاضر مجلس الوزراء أيام الحرب، ردوا بالدعوة لنشر محاضر جلسات طاولة الحوار! ما علاقة هذا بالأمر، هذا (محاضر جلسات الحوار) كان قبل الحرب، ليروا الفضائح في الحكومة أيام الحرب وليعرف اللبنانيون ماذا جرى. أنا أعود فأقول إذا أراد شخص أن يصنف الناس ويقول سوري وإيراني بهذه البساطة، وفي كل يوم جورج بوش يعمل كل شيء ليحمي هذا الفريق وليدافع عنه ويطلع (السفير الأمريكي جيفري) فيلتمان على المكشوف ليتحدث ويقول : ممنوع المعارضة
أن تأخذ الثلث الضامن أو الثلث المعطل، يطلع بوش ليقول : أنظروا يا لبنانيين، الذي يزعزع حكومة السنيورة "بدي اعمل سوّي فيه" قانونيا وماليا واقتصاديا وأمنيا، نعم أمنيا وأنا لا أخوّفكم لأنّه سبق وجرى الكلام بهذا الأمر، لماذا ترهيب وإخافة اللبنانيين؟ اليوم هناك رسالة لكل اللبنانيين الذين يتحدثون عن حكومة استقلال وسيادة وحرية تمثلها حكومة الفريق الحالي : عندما يطلع بوش ويعتبر أنّ حكومة السنيورة جزء من الأمن القومي الأمريكي وجزء من السياسية الأمريكية، نحن أيها اللبنانيون نطالب بحكومة هي أمن قومي لبناني وليست أمن قومي أمريكي، طبعا هذه الحكومة هي أمن قومي أمريكي لماذا؟ لأنّ معركة الدفاع عن لبنان تتبرأ منها وتتنصل منها وتطعنها في الظهر أي حرب تموز، أم الحروب لمصلحة المشروع الأمريكي والإحتلال الأمريكي في العراق تسارع لها وتغطيها وساعتئذ تتواجد الاموال وينوجد الدعم وكل شيء، ويزج بالجيش اللبناني في هذه المعركة ويترك في هذه المعركة، لقد تركوا الجيش وقيادته في مخيم نهر البارد وذهبوا ليتجولوا في العالم ويزوروا ويسيحوا ويجروا لقاءات ويخططوا كل شيء، أمّ المعركة هناك كيف تعالج وكيف تحل وكيف يتوقف النزف وكيف تحسم فلم يعودوا هم معنيين، رموها بوجه قيادة وضباط وجنود الجيش وجلسوا وبين الحين والآخر يصدرون بعض بيانات التضامن...
كل ما ندعو إليه أن يكون لبنان هو لبنان، أولا حريصا على مصالحه وسيادته وكرامته وجزءا من هذه المنطقة، أعود وأكرر الأمريكيون لا ينفعوننا في شيء ولا ينفعوكم في شيء ومنذ زمن الإسرائيليين لم يقدروا على البقاع كم يوم في الجبل حتّى يحولوا دون تغيير معادلات في الجبل بين الأحزاب والقوى التي كانت تتقاتل. الخيار أن نعتمد على أنفسنا وعلى بعضنا بعد التوكل على الله، المقاومة في لبنان انتصرت لأنها اعتمدت على شعبها وأهلها وعلى أهلها الشرفاء في البقاع وفي بعلبك الهرمل وفي الجنوب والشمال والجبل وبيروت والضاحية، لأنها اعتمدت على السواعد السمراء، شهداؤنا هم أبناء قرانا وبلداتنا وأحيائنا وزواريبنا وعائلاتنا الشريفة، شهداؤنا ومجاهدونا هم أبناء تلك الأرحام المطهرة والأصلاب الشامخة والرقاب التي لا تحنوا إلاّ لله سبحانه وتعالى.
تعالوا لنصنع خيارا لبنانيا وطنيا حقيقا فنحمي بلدنا ونحمي جيشنا ونبني دولتنا وسلطتنا الوطنية التي تفكر بعقل وطني إنساني أخلاقي وليس بعقل فئوي بنكي شركاتي ومالي وخاص وضيّق، تعالوا لنضع يدا بيد ونخرج بلدنا مما هو فيه بعيدا عن كل الخيارات وكل المشاريع، نحن حاضرون لتسوية في الداخل بمعزل عمّا يجري في فلسطين وبمعزل عما يجري في العراق، ولكن هل سادتهم الأمريكيون يسمحون بذلك؟ هم الذين يربطون المسائل، نحن الوطنيون نحن حماة الوطن، نحن الذين قدمنا أبناءنا وليس أبناء الآخرين وفلذات أكبادنا لندافع عن وطننا وكرامته وسيادته.
أيها الإخوة والأخوات، مسيرتنا طويلة معكم أنتم يا أهلنا الشرفاء في بعلبك الهرمل وفي البقاع، أنتم الصادقون في الوعد وفي العهد وفي البيعة وفي الميثاق وفي الإلتزام بالخط، نحن معكم في مسيرة المقاومة والكرامة والعمل من أجل بناء الدولة ومسيرة الإنماء، والكل يعرف في غياب الدولة نحن قدر جهدنا نحاول أن نفي بوصية سيد شهدائنا وأن نخدمكم بأشفار عيوننا... نحن وإيّاكم إنشاء الله سنواصل هذا الطريق وأنا أؤكد لكم بكل يقين، ليس أمامكم هزائم ولن تكون أمامكم هزائم إنشاء الله. أنتم شعب منتصر ومقاومة منتصرة وأمة منتصرة، منذ عام 2000 بدأ زمن الإنتصارات بل من عام 1982، منذ أن حسمنا خيارنا جميعا في المقاومة وفي التضحية وفي العطاء بلا حدود وبالتوكل على الله، أنتم بعطائكم وبتوكلكم وثباتكم المنتصرون، وإلى مزيد من العطاء ومزيد من اللقاء مع أنبياء الله العظام، مع سيد الشهداء مع كل الشهداء، مع راية النصر الآتي، مع الراية الآتية من بعيد في ظهر الغيب مع صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، هذه أمّة منتصرة، ولّى زمن الخضوع والركوع والخنوع والهزائم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018