ارشيف من : 2005-2008
أربعون عاماً على النكسة
إسرائيلية المذلة؟ نعم وكلا.
نعم، فاليوم هناك مقاومة قادرة على أن تمحو من الذاكرة تواريخ الهزيمة والنكبات والنكسات بأخرى عنوانها الانتصار والتحرير وهنان انتفاضة لا تزال مستمرة ولدت من رحم العدوان والمعاناة. وكلا لأن الأنظمة العربية التي راحت تقدم التنازل تلو الآخر للعدو الإسرائيلي هي اليوم لا تزال تنتهج السياسة نفسها والمسار عينه من العجز والهوان وفقدان الإرادة وامتهان الكرامة، علماً أن فلسطين تبقى على ألسنة القادة والرؤساء والملوك العرب القضية المركزية، وما أوسع الفرق بين القول والتطبيق.
في مثل هذا اليوم من عام 1967 شنت "إسرائيل" حرباً عدوانيةً غاشمةً استهدفت كلاً من مصر وسورية والأردن أطلقت عليها وفق تسلسل الحروب بين العرب والإسرائيليين تسمية "الحرب الثالثة"، بعد نكبة فلسطين في عام 1948 والعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 وأطلق عليها الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر تسمية "نكسة 5 حزيران". وقام العدو الاسرائيلي خلال حرب الـ 6 ايام باحتلال كل فلسطين التاريخية وسيناء المصرية والجولان السوري.
وعقب هذه الحرب اصدر مجلس الامن الدولي القرار 242 لالزام "اسرائيل" بإعادة كل الاراضي العربية المحتلة قبل 4 حزيران 1967 لكن "اسرائيل" وبعد 40 عاما وبدعم امريكي لامحدود لا تزال تتمرد على الشرعية الدولية وترفض اعادة ما احتلته بعدوانها على الدول العربية في5 حزيران 1967.
لقد شكل تاريخ الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967 مقدمة ومدخلاً لتكرار وتكريس الهزيمة كل يوم حيث لم يتوقف الانزلاق نحو الهاوية والاستسلام خصوصاً وأن ما كادت حرب تشرين الأول/ أوكتوبر عام 1973 جاء من ينسفه بعقد الصلح مع العدو، فجاءت اتفاقيتا كامب ديفيد ووادي عربة مع كل من مصر والأردن لتعيد لهما أراضيهما المحتلة في الظاهر ولترتب على المنطقة العربية برمتها شروطاً مذلة وأثماناً باهظة.
في أيار/ مايو عام 2000 كرست المقاومة معادلة جديدة فرضت على العدو الإسرائيلي الانسحاب للمرة الأولى من أراض عربية دون قيد أو شرط بل تحت ضربات المجاهدين، وفي تموز/ يوليو 2006 تكرر المشهد وهذه المرة سقطت مقولة "الجيش الذي لا يقهر" باعتراف العدو نفسه.
في كتاب هذه الامة تواريخ مجيدة قادرة على محو تواريخ الهزيمة التي يبقى تذكرها فقط لأخذ العبر وللاستفادة من عامل القوة الذي تمثله "المقاومة" للعرب أجمع ولقضية فلسطين المركزية التي تحملها الأنظمة شعاراً وتدعي الدفاع عنها.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018