ارشيف من : 2005-2008
خاص "الانتقاد.نت": وعد تطلق مشروع إعادة إعمار الضاحية الجنوبية.. منعمرها أحلى
حديث المهندسين.
إنه مشروع "وعد" الذي أطلقه الامين العام لحزب الله مباشرة من قلب العدوان، لإعادة إعمار ما دمره العدوان، "أفضل مما كان"..
بداية المؤتمر ببركة القرآن الكريم..ثم نشيد الوطن المقاوم والمنتصر..
وأولى الكلمات لنائب رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، رئيس بلدية حارة حريك الاستاذ سمير دكاش، قدم فيها مطالعة لاحوال الضاحية والتي "عانت منذ الاستقلال وحتى هذا اليوم شتى انواع الحرمان، وكأنها منطقة نائية في أدغال افريقيا وابناؤها ليسوا لبنانيين". 
وتابع: "بنيت الضاحية الجنوبية بزنود وسواعد وعرق جبين ابنائها وابناء الجنوبيين والبقاعيين وجبل لبنان واصبحت مزدهرة تنبض فيها الحياة يعيش فيها، نسيج سكاني من كل الطوائف والمذاهب والاديان السماوية، تتعانق فيها قبة الكنيسة بمئذنة الجامع وتسمع تراتيل المصلين في جميع ارجائها وكلها تمجد الخالق".
ثم فصل بعض الأرقام المتعلقة تحديداً ببلدة حارة حريك، التي كان لها "النصيب الأكبر إذ أن عدد الابنية التي دمرت بشكل كامل وسويت بالارض بلغ عددها حتى اليوم 219 مبنى من مجموع الابنية التي دمرت في الضاحية وعددها 281 بناء، لماذا حارة حريك؟ نقول لانها بلدة التعايش المسيحي الاسلامي، بلدة الوفاق الوطني، بلدة الوحدة الوطنية ـ بلدة المقاومة والمقاومين".
وتابع : حصل ما حصل، ماذا فعلت الدولة تجاه ما حصل؟ 
لقد فعلت الدولة ما يلي:
1 ـ قامت بتكليف احد الاشخاص برفع انقاض البنايات المهمة.
2 ـ رشت مبيدات على ركام احدى البنايات بإعلام فضفاض.
3 ـ كلفت مكتبا استشاريا بدراسة اوضاع الابنية المتصدعة والمتضررة.
4 ـ بنت تصاوين للابنية المهدمة والتي رفعت انقاض مستودعاتها.
5 ـ تقوم بترميم بعض الابنية وتهدم بعض الابنية المتصدعة .
هذا كل ما فعلته الدولة، هل هكذا تدار الامور امام كارثة كبيرة ؟
ماذا حصل بما فعلته الدولة؟
1 ـ عند رفع الانقاض صدمت الآليات والمجنزرات والشاحنات البنى التحتية التي لم يتمكن العدوان الاسرائيلي من هدمها، وتحولت الطرق الى حفر اضطرت البلدية الى ترميمها وتزفيتها باموالها الخاصة او باموال هبات جاءت من الامم المتحدة.
2 ـ اضطرت البلدية الى رش المبيدات على انقاض البنايات حفاظا على الصحة العامة ومنع انتشار الاوبئة والامراض وهو ما كان مفروض على الدولة القيام به.
3 ـ اعادت البلدية ترميم البنى التحتية التي هدمت بفعل العدوان والبنى التحتية التي هدمتها جرافات متعهد اشغال رفع الانقاض وتزفيت الطرقات ورفع الردميات التي تخلفها اعمال الهدم والترميم والشاحنات".
4 ـ تقوم الدولة بإعادة ترميم بعض الابينة دون استشارة البلدية ودون الحفاظ على السلامة العامة وحقوق الآخرين اذ يقوم متعهد الترميم بالاعمال فيما المحال التجارية في المبنى مفتوحة ابوابها والزبائن تدخل وتخرج والركام يتساقط من الابنية بالاضافة الى قطع الطرقات احيانا والتسبب في زحمة السير دون الرجوع الى البلدية للتنسيق معها.
وسأل، أين مسؤولية الدولة تجاه مواطنين دمرت منازلهم وتصدعت أبنيتهم وقطعت أرزاقهم؟
هل وضعت الدولة خطة للنهوض بالضاحية؟
هل كلفت نفسها بدرس الاوضاع ووضع مشروع لإعادة البناء بعد مرور حوالي العشرة أشهر؟
أين الاموال التي قدمت لإعادة الإعمار، وكيف صرف قسم من هذه الاموال لالحاق الضرر بما تبقى من الضاحية؟
ونفى دكاش أن يكون هناك أي مخالفة واعتبرها تبريراً للتقاعس بل واكثر للنيل من الضاحية ومعاقبة أبنائها لأنهم دعموا المقاومة.
وختم كلامه بالتأكيد على ان البلديات في الضاحية الجنوبية ستبذل كل جهد وتتعاون إلى أقصى الحدود مع مشروع "وعد" لأنها تؤمن بالبناء وتؤمن بأبناء ضاحية الشرفاء وتؤمن بما قدمته المقاومة في سبيل عزة لبنان وكرامة ابنائه.
جشي
الكلمة الثانية كانت للمدير العام لمشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية المهندس حسن جشي، الذي قدم شرحاً لما كانت عليه الاوضاع حيث قال "أثناء القتال وبعده كان التفكير الدائم والاستعداد للانطلاق مجدداً بإعادة إعمار وكانت الندوات واللقاءات من جميع المهتمين في هذا الشأن من نقابة المهندسين الى جميع المؤسسات والإدارات الذين أخذوا على عاتقهم الرد على البربرية الصهيونية بإزالة آثار العدوان وإعادة ما تهدم وبأجمل مما كان. 
ثم تحدث عن اللجنة التي شكلت لغرض البحث في إعادة الإعمار ومعالجة ملف الضاحية الجنوبية، والتي تشكلت من السادة رئيس مجلس الانماء والإعمار ونقيب المهندسين، مدير عام وزارة المهجرين، مستشار الصندوق المركزي للمهجرين، مدير عام التنظيم المدني، مستشار رئيس الحكومة، ممثل وزارة المالية، رؤساء بلديات الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة والشياح ومندوبين عن حزب الله وحركة امل اواخر شهر
آب/ أغسطس 2006، وحضر رئيس الحكومة اول جلستين في هذه اللجنة.
ثم عدد جشي التوصيات التي خرجت بها هذه اللجنة:
ـ المقاربة الإنسانية لهذا الملف
ـ المعالجة السريعة
ـ احترام القوانين
ـ إعادة النسيج الاجتماعي
وعلى ضوء هذه التوصيات صدر القرار 146 الذي أقر التعويضات لأصحاب الحقوق، وحدد الاليات.
ثم شرح الصيغ التي اعتمدت بين الاهالي بعد اللقاء مع سماحة الامين العام لحزب الله والذي حضره ما يقارب 4000 صاحب حق، وتمت مناقشة الامور وانتهت الى صيغتين:
الصيغة الاولى: أن يقوم مالكو الأقسام لكل مبنى بالتفاهم والتنسيق بينهم لإعادة الإعمار وذلك بقبض التعويضات من الدولة، واذا كانت الكلفة أكبر من ذلك تعهد سماحة الامين العام بدفع هذا الفارق.
الصيغة الثانية: أن يقوم مالكو الأقسام بتكليف جهاد البناء بإعادة الإعمار بحيث يوكلون جهاد البناء بقبض مستحقاتهم وهو يقوم بدوره بإعادة البناء مهما كانت التكلفة.
وجرى توزيع استمارات خاصة ليختار كل شخص وبإرادته أية صيغة يريد، وبعدما ظهرت النتائج وتبين ان معظم الناس تريد الصيغة الثانية اطلقت جهاد البناء الإنمائية مشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية.
ثم فصل جشي مهام مشروع وعد وأنها ليست شركة تبغي الربح بل هي تقوم بالبناء نيابة عن اهلها، وفقا لتكليف قانوني صريح.. وأن كل تكاليف المهندسين والذي تجاوز عددهم 400 مهندس بالاضافة الى احتياجاتها ومصاريفها كلها على عهدة جهاد البناء ولا يتحمل اصحاب الحقوق أي قرش مقابل هذه الخدمة..
وحدد السياسات العامة للمؤسسة وهي: 
ـ السرعة القصوى في إنجاز المشروع.
ـ اعتماد مبدأ الجودة لمواصفات المباني.
ـ تقديم نموذج معماري متقدم يعكس رؤيتنا في التنظيم المديني.
ـ الالتزام الكامل بالجوانب القانونية.
ـ اعتماد مبدأ التكامل مع البلديات والجهات الرسمية المعنية ومشاركة الناس في آرائهم.
ـ تقديم سلة من التحسينات وفقاً للقوانين والإمكانات المالية المتوفرة.
ـ إزالة الشوائب التي قد تكون موجودة في الأبنية لمراعاة الجانب الجمالي.
ـ اعتماد مبدأ رعاية السلامة العامة.
ـ المحافظة على المصالح التجارية لأصحاب المؤسسات بما يراعي السلامة العامة والمظهر الجمالي للمنطقة.
ـ العمل بروحية خدمة الناس.
ـ الابتعاد عن الروتين الإداري والتعقيدات وإدارة المشروع بشكل محكم وشفاف وواضح واستخدام افضل نظم المعلوماتية، كذلك اختيار الكادر الكفؤ والامين وصاحب السمعة الطيبة.
وكشف جشي أن عدد الابنية المهدمة كلياً أو جزئياً بلغ 281 مبنى في كل حارة حريك ـ برج البراجنة ـ الشياح ـ الحدث وبقي أربعة مبان ما زالت قيد الدرس لدى شركة خطيب وعلمي لتحديد أوضاعها هدماً او ترميماً والمساحة الوسطية للمبنى الواحد 3950 متراً مربعاً وبذلك يكون مجموع ما يجب إعادة بنائه حوالي مليون ومئة ألف متر وعليه فإن التعويضات المقدمة من الدولة في حال دفعها كاملة لن تكون كافية لإعادة الإعمار.. وسيتكفل مشروع وعد الفارق..
وأشار جشي الى ان التمويل سيكون من الهبات والتبرعات ونوه بمبادرة صندوق التنمية الكويتي الذي أخذ على عاتقه إعادة بناء 12 مبناً في المنطقة الممتدة بين شارع حارة حريك شرقاً وطريق المطار غرباً بكلفة قيمتها حوالي 15 مليون دولار. 
وعدد جشي بعض المواصفات والتحسينات وفقاً لمعايير السلامة العامة في المباني ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
ـ اعتماد نظام الحماية من الزلازل.
ـ اعتماد الحوائط المزدوجة توفيراً للطاقة ولعزل الصوت.
ـ تأمين مرائب للسيارات للمباني التي كانت تعاني من هذه المشكلة إما بشراء طوابق سفلية او استحداث أخرى.
ـ اعتماد الباب المزدوج للمصاعد.
ـ تأمين مولد كهربائي لتأمين الخدمات المشتركة.
ـ اعتماد نظام التأريض للتمديدات الكهربائية.
ـ اعتماد نظام الإطفاء وجهاز الغنذار لغرف الكهرباء.
ـ تأمين حركة مرور سهلة (منحدرات) لذوي الاحتياجات الخاصة.
وختم جشي كلمته، "باسمي وباسم اخواني واخواتي العاملين في المشروع وكل الغيارى من ابناء وطننا وامتنا الذي تعاونوا وسيتعاونوا معنا نعدك يا سماحة الامين العام، كما وعدك سادتنا وقادتنا، رجال الله، في المقاومة الاسلامية بالنصر على العتاة الجبابرة، وصدقوا، فإننا نعدك بعد التوكل على الله الا نعرف الكلل والملل ونكون اليد السمراء التي بها تنفذ وعدك".
فياض
الكلمة الثالثة كانت لنقيب معماري العرب المهندس المعماري رهيف جبرائيل فياض، حدد فيها الهدف الاول لإعادة الإعمار: 
ـ تأمين عودة سريعة للناس إلى اماكن سكنهم وأماكن عملهم، كي لا يطول انقطاعهم وتطول غربتهم، فتحدث فجوات في ذاكرتهم الجماعية يصعب ردمها، ولكي يحافظ على تعلقهم العاطفي بالأمكنة التي سكنوها عقوداً، وليعودوا الى حقوقهم كاملة في كافة اشكل استخدام المجالات المبنية.
ـ في الطوابق الأرضية
ـ في الطوابق السفلية
ـ في الطوابق العلوية
وليعودوا الى ضاحيتهم، كما ألفوها، وتملكوها لا إلى ضاحية متخيلة غريبة مغربة تزعم التحديث والتطوير المعاصر.
علم الدين
الكلمة الرابعة كانت للمهندسة هناء علم الدين حيدر، وشرحت عملية إعادة تشكيل الشوارع وتوزيع الحدائق والتشجير والاستفادة من كل المساحات المتاحة في زيادة المساحة الخضراء.
خوام
ثم تحدث المهندس جاك خوام عن الاليات التي اعتمدت في تحديد الشركات التي ستساهم في الاعمار ومواصفاتها التي كانت العامل الاساس في اختيارها. وفي الختام قام الحضور بجولة على مبنى مشروع وعد واقسامه.
الصور للزميل موسى الحسيني
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018