ارشيف من : 2005-2008

المؤتمر الدولي الثالث للاعلام العربي والاسلامي : الجلسة الاولى

المؤتمر الدولي الثالث للاعلام العربي والاسلامي : الجلسة الاولى

البرلمان اللبناني عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله.‏

واكد فضل الله في بداية الجلسة ان:" اعلامنا العربي والاسلامي قدم نموذجا رائدا في تعامله مع الاحداث خلال العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان ومقاومته الباسلة حيث استطاع هذا الاعلام تجاوز كافة الوسائل الاعلامية والاعلانية الصهيونية وان يثبت وجوده عبر معلومات دقيقة وحقيقية وصادقة لما كان يجري في ارض المعركة، إلى درجة قلبت المعادلة وبات الاعداء الصهاينة يقولون لرئيس وزراء العدو انت تكذب والسيد حسن نصرالله يقول الحقيقة.‏

واشار الى ان الاعلام العربي والاسلامي الملتزم هو الذى يدافع عن القضايا العربية العادلة ويحمي ويدافع عن المقاومة والقضية الفلسطينية وهو الاعلام الذي يقدم الموضوعية والمصداقية بالاحداث التي تجري.‏

رسالة القنطار‏

وبناء على توصية اللجنة المنظمة تلا بسام القنطار شقيق عميد الاسرى اللبنانيين في سجون العدو على المشاركين والحضور رسالة الأسير سمير القنطار للمؤتمر الإعلامي الدولي لدعم الشعب الفلسطيني والتي جدد فيها فيها باسمه واسم كافة الأسرى في سجون العدو الصهيوني عميق التحيات والتقدير لكل الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية ولكل وسائل الإعلام المساندة والداعمة، على ما يقدمونه من جهد وإخلاص ووفاء لنضال وعذابات الأسرى وإصرار على حمل أشرف راية خفاقة فوق ثرى الأمة راية المقاومة الباسلة.‏

وأضاف القنطار أمام المؤتمرين " إننا ندرك جيداً عبء المسؤوليات والمهام التي تتحملونها في سبيل بقاء صدى تضحياتنا يدوي وندرك جيدا أن تحملكم المسؤوليات ترتب وما زال يترتب عليه أعباء بالغة الصعوبة والقسوة في ظل الجهود التي تبذلها دوائر الاستكبار والتآمر لإخماد كل صوت داعم للمقاومة ولشهدائها وجرحاها وأسراها ومحاولة دفننا أحياء هنا في قبورنا الجماعية.نحن ندرك أيها الأعزاء أن حرباً ضروس تشن ضد الإعلام المقاوم، وضد الإعلام المساند لقضايا الشعوب المظلومة والرافضة للهيمنة والتسلط والاحتلال والقهر بكل أشكاله، ويترافق ذلك مع بروز منابر ووسائل إعلامية عربية تهدف إلى انسلاخ شعوبنا عن قضايا النضال والتحرير.‏

تابع القنطار : دائما يصل إلى مسامعنا ما تعانونه من مضايقات وحصار لأنكم ترفضون التنازل عن الانتماء للمقاومة والحق وتصرون على استمرار تشابك أياديكم مع أيادينا لنشكل سويا حالة تواصل لا تنقطع.‏

وتابع القنطار "إن لهذا المؤتمر دور كبير في ترسيخ مفهوم وثقافة المقاومة في وسائل إعلامنا، ولا يكفي إن نقول أن المقاومة ليست إرهاباً لكي ندعي أننا نواجه ما يحاك ضد امتنا وشعوبنا، بل يجب أن نبحث عن أساليب إبداعية وخلاقة في إيصال رسالتنا، وإبراز قدرات وطاقات الإعلاميين وخصوصاً الشباب منهم لأنهم يمتلكون الحماسة والرؤية ويمتلكون أيضاً الجرأة لكي يوازنوا بين المهنية والالتزام الوطني والقومي والإنساني في الوقت الذي يطغى على بعض وسائل إعلامنا مسألة الاحتراف والمهنية ويغرق بعضها الآخر في الالتزام الشكلي والمبتذل".‏

ورفض القنطار إن يتم التعاطي مع الأسرى كمجرد أرقام، وقال: "نحن بشر يحق لنا أن نعيش وان نتمسك بحقنا في الحد الأدنى لشروط الحياة الإنسانية داخل زنازين الصهاينة".‏

وأضاف" قبل سنوات وكما هو معلوم للجميع خاض جموع الأسرى السياسيين في سجون العدو الصهيوني إضرابا شهيرا عن الطعام الذي بدأ في 27/6/1992 وتواصل تسعة عشر يوما سقط خلاله شهيدا داخل السجون وشهداء وجرحى في مظاهرات التضامن مع إضراباتنا التي اندلعت في فلسطين المحتلة ولقد حقق الأسرى سلسلة إنجازات ترقى بمستوى حياتهم للأفضل ومن بين ما تم تحقيقه هو السماح لنا بمشاهدة بعض محطات التلفزة العربية أي بواسطة الالتقاط الفضائي. وبقدر سعادتنا بالحصول على حق مشاهدة الفضائيات العربية بقدر ما شكلت لنا التجربة صدمة كبيرة خصوصاً عندما راجت بشكل مبتذل برامج " اتصل واربح" التي اعتقد أنها تعمم ثقافة الربح السريع لدى جيل الشباب وتؤدي به إلى الانحراف".‏

وطالب القنطار المؤتمرين بالتالي:‏

ـ تفعيل الإعلام المقاوم في وجه كل محاولات التضليل الإعلامي الخارجي‏

ـ فضح الانتهاكات الإسرائيلية خصوصاً الاعتقالات التعسفية والمحاكمات الجائرة ومنع زيارات الاهل والعزل والمعاملة المهينة والحاطة بالكرامة والتعذيب والضغط الجسدي والنفسي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الأسرى.‏

ـ تكثيف كافة أشكال التغطية الإعلامية للأنشطة المتعلقة بالأسرى بغض النظر عن حجمها وتوقيتها ومضمونها. وعليكم أن تعلموا أن هذه التغطية بقدر ما تسهم في رفع الصوت من اجل حريتنا بقدر ما تعزز صمودنا هنا داخل الأسر، خصوصاً عندما نرى عائلاتنا ترفع صورنا أو عندما يستطيع أسير ما أن يرى ابنه أو أقربائه عبر الشاشة في الوقت من المحظور عليهم زيارته.‏

ـ تسليط الضوء على الحالات الإنسانية خصوصاً الأمهات والأطفال الأسرى‏

ـ تسليط الضوء على أدب الحركة الأسيرة داخل السجون التي خرّجت شعراء وفنانين وأدباء ومبدعين.‏

وفي ختام رسالته توجّه القنطار "بتحيات قلبية إلى رجال المقاومة في لبنان وفي مقدمهم القائد الحبيب سماحة السيد حسن نصر الله. وأبعث بالتحية والتقدير إلى فلسطين وشعبها المقاوم المرابض، إلى العراق المقاوم المنتفض في وجه المحتلين، إلى سوريا قلعة العروبة والى رئيسها الدكتور بشار حافظ الأسد، والى الجمهورية الإسلامية في إيران ورئيسها محمود احمدي نجاد، والى الرئيس المناضل هيوغو تشافيز في فنزويلا، وكل معسكر رافضي الهيمنة الأميركية الصهيونية وأعاهدكم أن تكون هامتي مرفوعة وقامتي قوية لا تلين".‏

المقداد‏

ثم قدم النائب فضل الله نائب وزير الخارجية السوري الدكتورفيصل المقداد،ومما جاء في تعريفه له:‏

أحتار من أين أبدأ من المقاوم في أروقة مجلس الامن الدكتور فيصل المقداد، أم من الباحث .. ونائب وزير الخارجية ولذا ساجمع بينهم مقاوماً وباحثاً..‏

حمل بحث الدكتورالمقداد عنوان "دور الاعلام في التفريق بين المقاومة (الكفاح الوطني) والارهاب".‏

وتناول المقداد في بحثه موضوع الارهاب وتاريخه واسبابه ومن هو الارهابي والتفريق بين المقاومة والارهاب ودور بعض وسائل الاعلام الغربية في تشويه الحقائق والخلط بين الارهاب والمقاومة ودور الاعلام في التفريق بين المقاومة والجهاد من جهة والارهاب من جهة اخرى.‏

ثم يخلص البحث الى كيف نقضي على الأرهاب؟‏

واستعرض الدكتور المقداد تاريخ الارهاب حيث اكد ان الارهاب ليس امرا جديدا واعماله قديمة قدم التاريخ نفسه ولكنها كانت على نطاق ضيق ومحلي وليست كما اليوم حيث اصبحت جريمة منظمة لها طابعها الخاص من حيث التنظيم والتمويل وامتدت لتشمل كافة الارجاء وهذا الارهاب الحديث له طبيعته وصوره واشكاله واسبابه ومسببوه.‏

واشار الى ان اسباب الارهاب تكمن في التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفي برامجها التعليمية والدراسية والتربوية ومحاولات طمس هويتها وثقافتها كما ان سعى الولايات المتحدة الامريكية الى اضفاء الصفة الدولية على الشؤون الداخلية للدول والاعتماد على سياسة الاحلاف العسكرية وتنوع مصادر القوة وتبنى سياسة الردع يؤدى ايضا الى خلق اسباب الارهاب اضافة الى ان العمل على منع الدول الاخرى من امتلاك اسباب قوتها ونهضتها وتطورها وخلق نظام دولي يخدم مصالح الولايات المتحدة ولا يراعى مصالح البلدان الفقيرة والشعوب الضعيفة وازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية وخاصة في منطقتنا وعدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي كل ذلك يؤدى الى الفوضى الدولية وتشجيع العنف.‏

وبين نائب المقداد ان "اسرائيل" هي التى ادخلت الارهاب الى منطقة الشرق الاوسط من خلال المنظمات الارهابية المعروفة التى كانت تمارس كافة فنون القتل والترويع والاغتيال ضد الفلسطينيين بهدف طردهم وترحيلهم من اراضيهم وبيوتهم كما انها ومنذ قيامها تمارس الارهاب المفتوح ضد لبنان وداخل فلسطين المحتلة وضد الدول العربية وقامت مخابراتها بممارسة الارهاب على الساحة الدولية وخاصة في اوروبا تحت شعار مكافحة الارهاب.‏

وعقد المقداد في بحثه مقارنة بين موضوع الارهاب وحق الشعوب المحتلة اراضيها ومقاومة الاحتلال حيث اكد ان كافة النصوص والاعراف الدولية والانسانية واحكام الشريعة الاسلامية تؤكد التباين بين المقاومة والجهاد من جهة والارهاب من جهة ثانية وذلك في مختلف الجوانب القانونية والسياسية والاجتماعية وبالوسائل التي تستخدم في الحالتين واهدافهما.‏

ولفت الى دور الاعلام والدعاية الاعلامية في تشويه الحقائق حيث تعد الدعاية من اقدم النشاطات الاعلامية التى ميزت الدولة الحديثة بمختلف اشكالها ومضامينها وبالاخص في الدعاية السياسية وتعد الدعاية الاعلامية فنا من فنون الترويج لفكرة أو رأى أو مذهب.‏

واشار نائب وزير الخارجية الى ان خطة التحرك الاعلامي الخارجي التي عملت جامعة الدول العربية على تحديثها وتطويرها ورصدت لها حوالي 6 ملايين دولار بهدف الارتقاء بالاعلام العربي وتسخيره لخدمة المجتمعات والقضايا العربية في الغرب وايضاح الرؤية العربية للكثير من الامور العالمية ووجهة نظر المواطن العربي داعيا لاستثمارها على النحو الامثل وتطوير‏

قدرات الاعلاميين العرب لمواجهة الاعلام الغربي ونقل الصورة الحقيقية والصادقة لما يحصل.‏

سيد احمد‏

من جهته اشار مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية في القاهرة الدكتور رفعت سيد احمد (والذي اعتذر عن الحضور بسبب المرض) في خلاصة بحثه والذي جاء تحتن عنوان "الخطاب الاعلامي العربي بين المهنية والالتزام بالقضايا الوطنية والعربية" القاه عنه الباحث اسامة عبد الحق الى ان الخطاب الاعلامي العربي بحاجة الى ان يكون متمايزا بخصوصية ارتباطه بقضايا الامة وتأثره بها وتأثيره فيها وان يكتسب مصداقيته وفاعليته من خلال تناوله ومعالجته للقضايا العربية وضرورة ان يمتلك هذا الاعلام هامشا اوسع من الحريات.‏

وتناول الباحث موضوع المهنية والالتزام اللذين يعتبران جوهر الصراع في الملفات العربية الرئيسية ومعالجة الاعلام العربي لها حيث كثيرا ما يتهم الخطاب الاعلامى العربي بأنه منعزل وبعيد عن قضايا الامة.‏

الحسن‏

بدوره اشار الباحث الفلسطيني بلال الحسن في بحثه والذي حمل عنوان "الخطاب الاعلامى الغربى تجاه قضايا المنطقة:فلسطين نموذجا" الى ان جميع وسائل الاعلام الغربية تقوم على قاعدة اساسية هي تأييد "اسرائيل" اولا ومن ثم تأييد حقوق الشعب الفلسطيني وتتغاضى دوما عن الجرائم والمجازر التي ترتبكها "اسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني الاعزل.‏

واكد الحسن ضرورة ان يتصدى الاعلام العربي والاسلامي للهيمنة الاعلامية الغربية وان يساهم في نقل الحقيقة بكل شفافية ومصداقية.‏

زينين‏

وكان المحلل السياسى الروسي يوري زينين استعرض في مداخلته طبيعة وسائل الاعلام الروسية فيالوقت الحالي والنظرة الى قضية الشرق الاوسط على المستويين الشعبي والرسمي مؤكدا انها ترتبط بالتوجه السياسي العام والنزعات الرئيسية في المجتمع وبسياسة الدولة في تلك المنطقة.‏

وقدم زينين احصاءات رسميةعن عدد وسائل الاعلام في روسيا والتيوصلت في العام 2005 الى قرابة 50 الف وسيلة اعلامية مطبوعة، و12 الف وسيلة اعلامية الكترونية أما عدد محطات التلفزة والاذاعة المصرح له فقد وصل الى 3720 محطة.‏

وأضاف ان الجزء الاكبر من وسائل الاعلام الروسية تصنف نفسها على انها غير تابعة او مسخرة سياسياً، واعتبر انه من الطبيعي ان تكون وسائل الاعلام مضطرة لأخذ وجهة نظر متابعيها والرأي العام عموماً، وأشار الى ان المجتمع الروسي بشكل عام يتعامل مع القضايا الحيوية الملحة الداخلية اوالخارجية الاقليمية والدولية،بما فيها قضايا الشرق الاوسط من خلال هذين المنظورين او القطبين الفكريين وهما :‏

القطب الاول : مؤيدو أفكار الانتقال السريع نحو سياسة السوق بموجب قواعد وصيغة التطورفي الغرب.‏

القطب الثاني : التيار اليساري، والقوى القومية المخافظة والذييرى في توجهات القطب الاول مغامرة قد تؤدي الى غخضاع روسيا للغرب وفقدانها لذاتيتها.‏

وبين هذين القطبين هناك اطياف واسعة ومجال واسعجداً من الاراء ووجهات النظر المتقلبة والمتبدلة.‏

وأشار إلى انه مطلع ايار/ مايو الجاري سيشهد انطلاقة بث أولى المحطات الروسية الناطقة باللغة العربية وبدعم من الحكومة الروسية، واشار إلى ان هناك توجه لعرضرؤية اكثر اتزاناً لوجهات النظر العربية حول مختلف الاحداث.‏

وتابع انه وبحسب استطلاعات الرأي فإن التعاطف في بداية الامر كان الى جانب "اسرائيل"، إلى انه ومع تطورالاحداث ومع ظهور لوحات الدمار والكوارث في لبنان على شاشات التلفزة الروسية، وكذلك عرض إجلاء العائلات الروسية،والروسية ـ العربية المختلطة في لبنان، تحول تعاطفالرأي العام الروسي الى جانب اللبنانيين.‏

كذلك أشار إلى الى المؤتمرات الصحفية والطاولات المستدسرة التي تنظمها وسائل الاعلام الروسية لتعريف الصحفيين على القضية الفلسطينية بمبادرة ودعوة من الصحافيين العرب.‏

2007-05-01