ارشيف من : 2005-2008
بعض ما يقال عن "التاريخ" و"الثقافة" في كواليس فريق السلطة!
في حالة من التوتر العصبي العالي المنسوب، فسأله الصحافي، ما رأيك بمبادرة الرئيس نبيه بري ودعوته للحوار الوطني، وهل يمكن أن تمشي معها، فأجاب جنبلاط بطريقته المعهودة أنا مستعد للسير بها ولكن هل "يمشي ذاك التافه بها".. وكان يعني النائب سعد الحريري.
وقبل أشهر وبالتحديد عندما زار النائب الحريري القاهرة واجتمع بالرئيس المصري حسني مبارك وخرج بعد الاجتماع ليدلي بتصريح على أبواب قصر الاجتماع ويتهم فيه سوريا ورئيسها بالتحضير لاغتياله سارع أحد الديبلوماسيين المصريين في بيروت ليبلغ أحد المحيطين بمسؤول في المعارضة رسالة ضمنية من القيادة المصرية فحواها "أن كلام الحريري ينم عن "ولدنة" وعن "مراهقة" و"عدم أهلية سياسية"، ويقول بصراحة ان القيادة المصرية على أعلى المستويات اتخذت قراراً ضمنياً بعدم استقبال الحريري رسمياً في القاهرة لفترة طويلة جداً، ولم يخف الديبلوماسي المصري الذي ما زال موجوداً في بيروت، يومها أن القرار الآخر لدى القيادة المصرية هو التعامل مع الرئيس فؤاد السنيورة والاتكال عليه واستقباله دوماً واعتباره "رجلنا الموثوق".
وصدق كلام الديبلوماسي المصري، فالحريري لم "يعتب القاهرة" من ذاك الوقت، ولكن كان "للرجل الموثوق" في نظر القيادة المصرية رأي آخر مختلف تماماً من أحد رموز السياسة والصحافة التاريخيين في مصر.
ففي الزيارة ما قبل الأخيرة للسنيورة إلى القاهرة طلب أن يلتقي بالصحافي والكاتب المخضرم محمد حسنين هيكل، فقصده إلى حيث يقيم في مزرعة يملكها خارج القاهرة، وكان بين الرجلين حوار، بدأه السنيورة كعادته، بالحديث عن تأثره بالفكر الناصري وانتسابه اليه عبر الانتماء إلى حركة القوميين العرب التي تبنت نهاية عقد الخمسينيات وبالتحديد بعد أزمة السويس طروحات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتوجهاته القومية.
وتقول المعلومات التي وردت إلى بيروت، أن هيكل رد بالقول أنا على علم بمسألة انتمائك إلى الحركة المذكورة، وعلى علم أيضاً بطريقة إخراجك منها ودواعي هذا الخروج، وهذا الأمر صار من الماضي لذا فهو حديث ذكريات.
ولكن، يضيف هيكل، أنا أريد أن أخبرك "بصراحة" أن عليك أن تعدل عن نهجك الحالي أو أن تعتزل وتتخلى عن طموحاتك الواضحة ورغبتك دخول أبواب التاريخ، فأنت رجل غير استثنائي في زمن استثنائي، ولدخول التاريخ أبواب أخرى غير الأبواب التي تسعى للدخول منها.
ولمن يستغرب هذا الكلام أو يرتاب به فعليه مراجعة هيكل الذي ما زال حياً يرزق، والذي حرص شخصياً إلى إبلاغ فحوى حديثه مع السنيورة إلى أصدقائه في خارج مصر وبالتحديد في بيروت.
الانتقاد/ العدد1262ـ 11 نيسان/ أبريل 2008
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018