ارشيف من : 2005-2008
سعد الدين الحريري: خطاب السيد نصرالله هاجم الحوار والتوافق والنية الحسنة لدى قوى 14 اذار وبهذه الطريقة يساهم في تصعيد التوتر السني الشيعي وايران مسؤولة عن ذلك
المبادرة الفرنسية التي تم التنسيق بشانها مع الدول العربية الصديقة مثل مصر والمملكة العربية السعودية والجامعة العربية من شانها التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
اضاف:نحن نريد ان تنجح المبادرة الفرنسية ونريد انتخاب رئيس يتم التوافق عليه على المستويين الوطني والنيابي ونريد التوصل مع المعارضة الى توافق على مرشحي 14 اذار او على مرشح يكون قريبا جدا من 14 اذار لان الغالبية هي غالبية ولا نستطيع ان ننتخب رئيسا تختاره الاقلية فقط لان هذا امر غير ديموقراطي ولا منطقي ولن نقوم به.
واشار النائب الحريري الى ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير هاجم الحوار والتوافق والنية الحسنة التي لدى قوى 14 اذار للتوصل الى حل مع المعارضة،مشددا على رفض انتقال عدوى الاقتتال في العراق الى لبنان ولكنه قال:الكل يعرف ان هناك توترا كبير جدا يتصاعد مع اطلاق تصريحات كالتي اطلقها السيد نصرالله والطريقة التي اطلقها بها. ولهذا عليه ان يعلم هو وايران ان مثل هذه التصريحات وقوله انه هو الذي يقرر من سيكون رئيس الجمهورية المقبل ورئيس الحكومة وقائد الجيش ورؤساء الاجهزة الامنية، هذه امور غير مقبولة لان لبنان بلد ديموقراطي وحين يتكلم احدهم بهذه الطريقة فانه يساهم بتصاعد حدة التوتر السني الشيعي وايران مسؤولة عن ذلك.
كلام النائب الحريري جاء في مقابلة ادلى بها اليوم لتلفزيون فرانس 24 تبث الليلة، وفيما يلي نص المقابلة:
سئل:بعد ثلاث سنوات على استشهاد والدك ما هو الوضع الان؟
اجاب:لقد كانت ثلاث سنوات صعبة جدا،مرَّ خلالها لبنان بمصاعب كثيرة، وكانت حرب تموز ومحاولة المعارضة اسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، و اقرار المحكمة الدولية، وكانت ذكرى والدي معي خلال كل هذه الفترة.وعلى الرغم من كل ذلك فنحن ملتزمون بان يكون لبنان مستقلا سيدا وحرا من اية تدخلات في شؤونه الداخلية،وخاصة التدخل السوري. بعد مرور ثلاث سنوات تعلمنا الكثير، ولبنان اليوم يواجه الكثير من الصعوبات، ومن الضروري ان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري أي قبل 24 تشرين الثاني.
سئل:لم نفهم جيدا في فرنسا وفي عدد من البلدان ما هي المشكلة تحديدا التي تواجهكم في الانتخابات الرئاسية؟
اجاب:المشكلة في لبنان هي ان هناك غالبية تريد ان تنتخب رئيسا منها،وهناك معارضة مسلحة بشكل كبير ومتحالفة مع سوريا و ايران تحاول ان تتحكم بالديموقراطية كما تريد.وتريد رئيسا تابعا بشكل كلي لسوريا.نحن نحاول اقناع المعارضة بضرورة احترام الديموقراطية، وان للغالبية الحق بالاقتراع للرئيس الذي تريد،واذا كنا نحن اليوم نشكل الغالبية الا ان الامر قد لا يكون على ما هو عليه في أي انتخابات مقبلة، ولكن حينها لن نفعل ما فعلته المعارضة مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، بل سنحترم الديموقراطية التي تقضي باحترام راي الاخر.المشكلة مع المعارضة هي في رفضها قبول راي الغالبية.في دستورنا هناك تفسيرات متعددة لانتخاب الرئيس.نحن نقول انه بامكاننا انتخاب رئيس بغالبية النصف زائد واحد،وهم يحاولون القول ان نصاب الثلثين هو المهم بالنسبة للانتخابات.هذا النصاب براينا ضروري لاجراء الدورة الاولى، وفي حال لم ينتخب الرئيس باكثرية الثلثين تعقد دورة ثانية يمكن خلالها انتخاب الرئيس بغالبية نصف زائد واحد.انهم يتلاعبون بمسالة النصاب، وهذا امر غير ديموقراطي.اذا اردنا احترام الديموقراطية فاننا لن نقوم بما يقومون به.نريد ان ينتخب رئيس بأعلى نسبة اصوات وقد اطلقنا حوارا مع المعارضة، وفرنسا لعبت دورا مهما من خلال جهود الرئيس نيكولا ساركوزي.في وقت من الاوقات لم يكن هناك حوار مع المعارضة فقرر الرئيس الفرنسي ارسال الوزير كوشنير وكان لقاء لا سيل سان كلو الذي اعاد اطلاق الحوار بين اللبنانيين،واليوم نتحاور ونحاول ايجاد حل للانتخابات الرئاسية.
سئل:هل توصلتم الى اتفاق مع الرئيس نبيه بري؟
اجاب:لم نتوصل بعد الى اتفاق،لدينا في 14 اذار مرشحينا، ونريد التوصل مع المعارضة الى توافق عليهما او على مرشح يكون قريبا جدا من 14 اذار.الغالبية هي الغالبية ولا نستطيع ان ننتخب رئيسا تختاره فقط الاقلية،هذا امر غير ديموقراطي ولا منطقي و لن نقوم به.اننا نتعامل مع المبادرة الفرنسية بايجابية كبيرة على الرغم من التهجمات السورية عليها من خلال كلام احمد جبريل وحسن نصرالله وحتى بثينة شعبان، التي تهجمت على الرئيس ساركوزي شخصيا.يقولون امرا ويفعلون عكسه.نريد في 14 اذار السير حتى النهاية، و معرفة ما اذا كانوا يريدون اجراء هذه الانتخابات ام لا.نريد الحوار ونريد ان تنجح المبادرة الفرنسية ولدينا النية الحسنة،كما اننا نسعى الى انتخاب رئيس يتم التوافق عليه على المستويين الوطني والنيابي،وسنرى خلال الايام القليلة المقبلة ما اذا كانوا صادقين .
سئل:كان حسن نصرالله واضحا جدا حين قال انه في حال لم يتم التوصل الى رئيس توافقي فان البلد سيكون منقسما سياسيا ودستوريا الى جزئين، و سيكون لهم رئيس للجمهورية واخر للحكومة ، فهل تعتقد ان حزب الله تحديدا سيقوم بتشكيل حكومة ثانية؟ وهل انتم مستعدون للمجازفة بهذا الامر؟
اجاب:مشكلة السيد حسن نصرالله والمعارضة بشكل عام، انهم يعتقدون انهم وحدهم موجودون في البلد، في وقت نشكل فيه نحن اغلبية حقيقية تمثل الشعب اللبناني وليس الاقلية.ان تشكيل حكومة ثانية ليس امرا سهلا وتترتب عليه عواقب عدة،وستكون هناك مقاومة له.نحن لا نريد ذلك ولا نريد الانتخاب بالنصف زائد واحد، بل نريد النجاح للمبادرة الفرنسية التي تم التنسيق بشانها مع اصدقائنا في الدول العربية مثل مصر والمملكة العربية والجامعة العربية من اجل اجراء الانتخابات الرئاسية.المشكلة هي في التهجم على هذه المبادرة من قبل حسن نصرالله وغيره ،وانا اعتقد ان هذا ليس امرا ايجابيا، خاصة وان خطاب نصرالله هاجم الحوار والتوافق والنية الحسنة التي لدينا للتوصل الى حل مع المعارضة.وازاء كل ما يطلقونه من تهديدات عليهم ان يعرفوا انهم ليسوا وحدهم في البلد.
سئل:لكن حزب الله لديه جيشه الخاص الى جانب الجيش اللبناني، وشبكة اتصال خاصة به وشبكة كهرباء، فهو يبدو كدولة ضمن دولة الا تعتقد ان هذه التهديدات تستند الى هذه القوة؟
اجاب:برايي هذه ليست دلائل قوة بل دليل ضعف. ان امتلاك السلاح هو دليل ضعف، واذا ارادوا ان يتحولوا الى ميليشيا فهذا ليس الحل،واذا اراد حزب الله خلق شغب او عدم استقرار في لبنان، فهذا دليل ضعف، لان اللجوء الى هذه الاساليب لا يكون بدافع القوة بل بسبب العجز عن تحقيق ما يريدونه بالطرق الديموقراطية.
اننا في بلد ديموقراطي، وانا مع حلفائي في 14 اذار ومع الرئيس امين الجميل وسمير جعجع ووليد جنبلاط و قرنة شهوان، لا نريد زعزعة الاستقرار في لبنان ،ولكن الذين سيقومون بذلك سيدفعون الثمن لانهم سيكونون هم البادئين بهذا الامر.
سئل:هل تغيير الرئيس الفرنسي قد غير الاوضاع في نظركم في ظل العلاقة الوثيقة التي تربط بين عائلتكم والرئيس جاك شيراك؟
اجاب:ان الصداقة بين الرئيس شيراك ووالدي تعود الى العام 1975، وقد دامت اكثر من ثلاثين عاما. و مع الرئيس ساركوزي نرى ان فرنسا ملتزمة حيال لبنان بالطريقية نفسها التي كانت مع الرئيس شيراك .العلاقة مع الرئيس نيكولا ساركوزي هي علاقة صداقة واحترام، واعتقد ان الرئيس الفرنسي ينظر الى لبنان بالطريقة نفسها التي كان الرئيس شيراك ينظر اليه فيها،وهو يريده ان يكون بلدا مستقرا،ولا يريد ان يتدخل احد في شؤونه الداخلية،بل يريده نموذجا للديموقراطية لكل من يريد الحرية و العدالة والديموقراطية .المبادئ التي يتمسك بها الرئيس ساركوزي هي نفسها المبادئ التي نتمسك بها نحن، وارى شخصيا ان العلاقة مع الرئيس ساركوزي علاقة ودية ومهنية جدا ايضا.
سئل:لديكم علاقة صداقة ايضا مع الرئيس شيراك ؟
اجاب:طبعا.
سئل:هل يوجه اليكم النصح احيانا؟
اجاب:بالطبع، فانا التقيه كلما زرت باريس وهو صديق للعائلة.فرنسا كانت دائما صديقة للبنان الذي ينظر اليها دائما في الازمات،وهي لطالما كانت الى جانبه مع الرئيسين فرنسوا ميتران وجاك شيراك ومع الرئيس ساركوزي اليوم.فرنسا لم تغير يوما سياستها تجاه لبنان، وهذا ما نتمسك به ونريده.ان الصداقة بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس شيراك كانت تهدف الى ارساء الديموقراطية في لبنان وتطوره ونموه.
سئل:بالعودة الى الانتخابات هل تتوقعون ان يكون هناك رئيس جديد للبنان في 24 تشرين الثاني؟
اجاب:انا متفائل واعتقد اننا في 14 اذار لدينا النية الحسنة لاجراء هذه الانتخابات، ولا نريد الفراغ الدستوري بل نريد ان ينعم لبنان بالاستقرار، و نريد رئيسا للبنانيين من الطراز اللبناني الاول وليس رئيسا كالموجود حاليا ينظر الى سوريا وايران اولا.نريده رئيسا يهتم للبنان ولمصالحه اولا، وانا متفائل لان المبادرة الفرنسية التي نوقشت مع اصدقائنا في البلدان العربية من شانها ان تؤدي للتوصل الى رئيس.
سئل:هل من الممكن ان يكون الجنرال عون رئيسا مقبولا؟
اجاب:سبق وابلغت جوابي للجنرال عون بالنسبة لترشحه،لدينا الكثير من الامور التي نتفق عليها معه، ولكن المشكلة لدي هي في تحالفات الجنرال مع حزب الله وغيره وهي تحالفات لا استطيع القبول بها.
سئل:هل تخاف ان تنتقل يوما العدوى العراقية الى لبنان و ان تندلع فتنة سنية - شيعية؟
اجاب:نحن لا نريد هذا، ولكننا نعرف ان هناك توترا كبيرا جدا، يتصاعد مع اطلاق تصريحات كالتي اطلقها السيد نصرالله ،لهذا فانه على حسن نصرالله وايران ان يعلما ان هذه التصريحات، والطريقة التي تطلق فيها ، وقول الامين العام لحزب الله انه هو الذي يقرر من سيكون رئيس المقبل للجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش ورؤساء الاجهزة الامنية، هذه امور غير مقبولة .ان لبنان بلد ديموقراطي، وحين يتكلم فيه احدهم بهذه الطريقة فانه يساهم بتصاعد حدة التوتر السني- الشيعي.وايران مسؤولة عن ذلك.
سئل:ماذا بعد ثلاث سنوات على تحملك مسؤولية كبيرة جدا؟
اجاب:لقد فقدت خلال هذه السنوات اصدقاء لي كبيار امين الجميل وجبران تويني وانطوان غانم ووليد عيدو الذي كان نائبا عن تيار المستقبل،كما فقدنا جميعا اشخاصا من قوى 14 اذار تم اغتيالهم.هناك هدف متمثل بقوى 14 اذار وآلة قتل تستهدفهم .بالنسبة لنا فان الرئاسة يجب ان تحمي الدماء التي اريقت من اجل لبنان، دماء رفيق الحريري وباسل فليحان وجميع اعضاء البرلمان .ان وجودنا على المحك، وكذلك وجود لبنان حر سيد تحكمه العدالة. هذا هو ما ندافع عنه.
سئل:كرئيس للغالبية فانكم تشكلون ضمانة للعديد من الامور اليس الحمل الذي القي على اكتافك حمل ثقيل؟
اجاب:انه حمل ثقيل لكني اتحمله، ولم يكن لدي خيار لذلك.انا اؤدي مسؤوليتي وعلينا ان نحمي البلاد وان ننظر الى مصلحة لبنان.انا اؤمن كثيرا بالله و بانه لن يتركنا وحدنا، وان هناك عجائب تحدث في الدنيا .في السابق لم يكن احد ليعتقد ان لبنان سيتحرر يوما من السوريين، واليوم نرى ان لبنان اصبح بلدا متحررا من الجيش السوري على الرغم من بقاء المخابرات السورية، التي تحاول اغتيال البرلمانيين، ولكننا اصبحنا احرارا.
سئل:هل تعتقد بوجود معجزة لبنانية؟
اجاب:اجل كما انني ارى ان لبنان بحد ذاته معجزة.
سئل بالانكليزية: هل تعتقد انه سيكون للبنان رئيس في الرابع والعشرين من تشرين الثاني؟
اجاب:يجب ان يكون للبنان رئيس في هذا التاريخ،ويجب ان تجري هذه الانتخابات.نحن نرفض التدخل من أي جهة اتى وخاصة من النظام السوري.لقد تم انتخاب اعضاء البرلمان من قبل اللبنانيين، وقد يرفض البعض القانون الذي جرت الانتخابات على اساسه ،لكن في النهاية جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين صوتوا لهؤلاء النواب.ان محاولات بث القسمة بين المسيحيين و المسلمين هي جريمة بحق الديموقراطية، واتفاق الطائف واضح جدا لجهة تقسيم السلطة بين الطوائف والمذاهب اللبنانية .
سئل:هل ستحدث فتنة سنية -شيعية؟
اجاب:الناس متخوفة من هذا الامر، ولا انكر وجود توتر بسبب بعض التصريحات وبسبب رفض المعارضة للمحكمة الدولية و هي محكمة ليست فقط من اجل رفيق الحريري بل من اجل باسل فليحان وبيار الجميل وجبران تويني ووليد عيدو وانطوان غانم ومئات الاشخاص الذين استشهدوا معهم، وهذا النوع من التوتر هو الذي يوقد النزاع الطائفي والتوتر.على المعارضة ان تفهم بان هذا التوتر من شانه ان يتصاعد كلما عارضت الناس الذين تم الاعتداء عليهم لمطالبتهم بحرية و سيادة لبنان. هذا امر غير مقبول خاصة عندما نرى المعارضة تقف في الصفوف الامامية للدفاع عن النظام السوري، و القول ان هذا النظام لم يقم باغتيال رفيق الحريري او سائر النواب. وبرايي الخاص هذا امر معيب.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018