ارشيف من : 2005-2008
الشرّ الاميركي المستطير

لو سألت أي مسؤول لبناني.. هل سيأتي الرابع والعشرون من تشرين الثاني/ نوفمبر ويكون هناك رئيس جديد للجمهورية وفق الدستور وتحت مبدأ التوافق؟.. الجواب سيكون سريعاً ودون أي تردد: لا نعلم!
بالتأكيد ودون أدنى شك فإن صناع القرار اللبنانيين لا يعلمون مآل الاستحقاق الرئاسي..
لدى الفريق الحاكم نوايا مبيتة وتحضيرات لم تعد خافية على أحد للذهاب الى واحد من خيارين، إما رئيس بالنصف زائد واحد، أو الفراغ والإبقاء على حكومة فؤاد السنيورة اللادستورية لادارة البلاد، وفي المقابل فإن المعارضة حضّرت خياراتها لمواجهة الاحتمالين المذكورين.. ولكل احتمال منهما خيارها، والرئيس اميل لحود انتهى من جدولة خياراته وفق ما يتيحه له الدستور وما يتطلبه انقاذ البلد من يد هذه العصابة.
حتى الفرنسيون الذين قرروا الإقامة في لبنان عبر السفير جان كلود كوسران يبدو أنهم لا يعرفون ماذا ستحمل الأيام القليلة المقبلة، فالتفويض الأميركي ليس أكثر من وكالة محدودة الأمد والصلاحيات، والظاهر أن الفرنسيين فُوّضوا بتقطيع الوقت وليس بالحلّ، ما دامت دبلوماسيتهم لا تستطيع النفاذ الى رؤوس الفريق الحاكم لإقناعهم بخيار التوافق، وواشنطن لا تسمح لهم بالامساك مجدداً بمفاتيح الابواب اللبنانية.
من يملك الإجابة اذاً؟..
هو الأميركي الذي يحمل سر اللحظات الأخيرة، واشنطن التي تمسك برقاب قادة الفريق الحاكم وتديرهم كيفما تشاء.. إن أرادت التسوية فإنهم مستعدون ليكونوا ضحاياها ما داموا جنوداً في المشروع الاميركي كما قال وليد جنبلاط، وان تطلّب هذا المشروع الفوضى وما قد تستجلبه.. فإنهم لن يترددوا في حمل السلاح وأخذ البلد كلّه الى التهلكة تأكيداً لالتزامهم وتعهداتهم.
الايام القليلة المتبقية كفيلة بكشف جديد ما تخبئه ادارة بوش للبنان.. لا أدواتها في بيروت يعلمون ولا الفرنسيون يدركون حجم الشر الاميركي..
الاميركيون اتخذوا قرارهم بانتظار لحظة التنفيذ.. سكوتهم (في الايام القليلة الماضية) تصريح واضح عن نواياهم الشريرة.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1241 ـ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2007