ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاثنين 19/11/2007

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاثنين 19/11/2007

ومحلية،تحمل الشيء ونقيضه، بدءاً من قمة دمشق الطارئة والأولى من نوعها بين الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني عبدالله الثاني والاتصالات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس بعدد من المسؤولين اللبنانيين ولا سيما الرئيس نبيه بري وتأكيدها له «دعمها لانتخاب رئيس لبناني يحظى بدعم كل اللبنانيين، وصولاً الى قرار وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير بالتوجه من القدس المحتلة الى بيروت التي سبق وصوله اليها تصريح على متن الطائرة يعلن فيه أن الوضع في لبنان «بات أكثر تعقيداً وهناك وضع جديد وأنا أقل ثقة حالياً.‏

وعدا الأسئلة التي طرحها توقيت لقاء القمة الأردني السوري فإن ما أعلنه الرئيس الأسد والملك عبد الله من تأكيد على ضرورة التوصل الى حل توافقي «والتأكيد على اهمية الدور الذي يمكن لسوريا لعبه لضمان امن واستقرار لبنان، ترك أيضا خلفه الكثير من الأسئلة، ربطاً بما يجري من مشاورات دولية وإقليمية حول مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس.‏

وقالت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة الأردنية لـ«السفير ان الجانبين شددا على دعم الجهود التوافقية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لكنهما لم يتفقا على الآلية المؤدية لذلك.‏

وبين هذا وذاك، عكست مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة المصرية وجود انطباعات متناقضة حيال الملف اللبناني، وهو الأمر الذي دفع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أن يبقى متريثاً، قبل أن يقرر بعد ظهر اليوم، ما اذا كان سيتوجه فعلا الى بيروت، أم يستمر بمتابعة الموقف من القاهرة، خاصة في ضوء مؤشرات متناقضة حول المدى الذي بلغته عملية الاتصالات الاقليمية والدولية للدفع باتجاه التوافق اللبناني حول الملف الرئاسي وذلك على عتبة 72 ساعة من موعد الجلسة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.‏

وفيما قال مصدر مسؤول في الجامعة العربية لـ«فرانس برسان «هناك مؤشرات ايجابية على طريق الوفاق اللبناني حصل عليها موسى، الذي تشاور أمس هاتفياً مع كل من الرئيسين بري وفؤاد السنيورة، فإن مصادر دبلوماسية أخرى في القاهرة قالت لـ«السفير إن الصورة لم تنجل وهناك اتصالات تشارك فيها عواصم دولية وإقليمية، وأن موسى على تواصل دائم مع كوشنير.‏

ولم تستبعد المصادر احتمال أن يكون الموفد الفرنسي جان كلود كوسران قد توجه الى طهران لهذه الغاية، فيما تردد أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش ينوي التوجه الى بيروت في الساعات المقبلة، وهو الأمر الذي لم تنفه أو تؤكده مصادر السفارة الأميركية في بيروت.‏

ووفق مصادر دبلوماسية لبنانية في العاصمة الفرنسية، فإن الملف اللبناني سيكون عنواناً بارزاً، اليوم، على جدول اجتماع وزراء خارجية ودفاع الدول الـ27 الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، وتوقعت صدور بيان «يحث اللبنانيين على انتخاب رئيس توافقي ضمن المهلة الدستورية، ولم تستبعد المصادر احتمال أن ينضم وزيرا خارجية اسبانيا وإيطاليا ميغيل آنخيل موراتينوس وماسيمو داليما مجددا الى الجهود الدولية عبر التوجه الى العاصمة اللبنانية اذا تبلغا وجود معطيات جديدة، خاصة في ضوء نتائج زيارة «شريكهماالفرنسي برنار كوشنير.‏

وبقيت الرياض وطهران على خط الاتصالات، من خلال المشاورات التي جرت بينهما على هامش اجتماع دول الأوبيك في الرياض، حيث دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اللبنانيين إلى «ضرورة حل مشكلة انتخاب رئيس جديد. وقال رداً على سؤال «نحن ندعو ونساعد ولكن القرار بالنهاية أولا وأخيرا بيد اللبنانيين.‏

أما على الصعيد المحلي، فقد أوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري معاونه النائب علي حسن خليل، امس للقاء العماد ميشال عون حيث عقد معه خلوة مطولة ودخلت للمرة الأولى فيطرح الأسئلة حول ما يمكن أن يقبل به «الجنرال مقابل سيره في خيار الرئيس التوافقي.‏

وغاب الرئيس بري صباحاً عن عيون الصحافيين و«الأصدقاء و«الحركيين، غداة لقائه الأول مع النائب سعد الحريري، بعد استلامهما لائحة الأسماء الخطية (الستة التي نشرتها «السفيرالسبت) من بكركي، وفسر مقربون منه ذلك بالقول إن بري «انتقل الى مرحلة اتخاذ القرار.‏

وعندما اتصلت «السفير ليل أمس، بالرئيس بري لسؤاله حول آخر المستجدات اكتفى بالقول «كان اليوم (أمس) يوم عطلة ولا جديد عندي أقوله‏

، ووصف نتائج اجتماعه بالحريري أمس الأول بأنه كان ايجابيا وأنهما اتفقا على إبقاء مشاوراتهما مفتوحة.‏

ولم يكن «حزب الله بعيداً عن دائرة الاتصالات، خاصة مع بري وعون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حيث عقدت سلسلة لقاءات بعيدة عن الأضواء، ناقشت الخيارات المتاحة.‏

وأظهرت محصلة مشاورات المعارضة أن عقبة الاسم لم تجلُ حتى الآن، وأن ثمة «فيتوات‏

متبادلة من المعارضة والأكثرية، سواء على الـ«ميشالين‏

إده والخوري أو روبير غانم، بعد أن تم وضع الأسماء الثلاثة لكل من عون ونسيب لحود وبطرس حرب خارج «دائرة المحظوظين‏

ولوحظ في هذا السياق، أن النائب سعد الحريري ابتعد، عن الكلام السياسي، كما الرئيس بري، وهو أجرى سلسلة مشاورات شملت معظم حلفائه، وذلك بهاجس الحفاظ على الهيكل السياسي لقوى الرابع عشر من آذار، وخاصة مسيحيي الأكثرية، حيث برزت عند سمير جعجع والمرشحين منهم، لهجة اعتراض قاسية على الحريري وصلت حد اتهامه بـ«محاولة ابرام صفقة مع بري و«حزب الله على حسابهم، واعتبروا أن ما يجري «ظاهرة غير ديموقراطية. وشدد جعجع على أن ميشال الخوري «هو مرشح الحد الأدنى(على خلفية انتمائه سابقاً لقرنة شهوان).‏

ومن المقرر أن يتوجه النائب الحريري اليوم الى موسكو في زيارة رسمية تستغرق ساعات عدة يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس.‏

بدوره، زار رئيس «اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط نواب كتلته وآخرين في فندق «الفينيسيا وأبلغهم بحيثيات ما يجري من اتصالات، وأبلغهم أنه قرر المشاركة في جلسة الانتخاب وذلك بأي مرشح توافقي بهدف تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وشدد على أن هناك قراراً دولياً وإقليمياً كبيراً يقضي بإجراء الانتخابات «ومن يقف بوجهه سيكون مصيره 13 تشرين الأول سياسي جديد!‏

ولم تستبعد مصادر متابعة أن تكون «جهات قواتية قد أوعزت الى محطة «ال. بي. سي، بث خبر في نشرتها المسائية، أمس، حول قيام الوزير السابق ميشال اده، بزيارة دمشق، أمس الأول، وهو الأمر الذي سارع إده الى نفيه، وقال لـ«السفير رداً على سؤال حول الموضوع «أنا لا أخجل مما أفعله أبداً، مشيراً أنه لم يزر دمشق منذ ثلاث سنوات وأنه أمضى نهار السبت في بيروت والتقى عدداً كبيراً من قيادات الأكثرية في بيروت.‏

يذكر أن إده سيزور، اليوم، العماد ميشال عون.‏

وقالت مصادر متابعة للاتصالات لـ«السفير ان هناك اتفاقا بين بري والحريري على التوافق، ولكن الخلاف على الآلية والتفاصيل، وبالتالي هناك سلسلة عقبات أبرزها، عقبة التسمية أولاً، ثم ماذا بعد انتخاب الرئيس التوافقي، وخاصة موضوع الحكومة والبيان الوزاري ثانياً، وما هي حدود التفويض الممنوح لكل من بري والحريري ثالثاً، خاصة في ضوء تأكيد «حزب الله، أمس، بأنه لا يمكن لكل المعارضة (بمن فيها الرئيس بري) أن تقبل بما لا يقبل به ميشال عون وذلك تحت عنوان «أي حل لازمته التوافق مع عون‏

وكان الوزير كوشنير قد جاهر بعد وصوله الى مطار بيروت ليل امس بأن الوقت يضيق «ويظهر أن التحالفات قد تبدلت قليلاً، وبكل الأحوال فإن التحالفات التي كانت قائمة قد طرأت عليها بعض التغييرات التي لم نكن لنتوقعها، (قالت مصادر مقربة منه انه كان يشير بذلك الى تلويح النائبين ميشال المر وإيلي سكاف بالسير بالتوافق وأن يغردا خارج سرب تكتل التغـــيير، وكــــذلك الى تلويح نواب من مسيحيي الأكثرية بعدم التجاوب مع خيـار التوافق اذا كان على حساب نسيب لحود وبطرس حرب).‏

وقال كوشنير ان المعطيات الجديدة سنأخذها بالاعتبار، وأن التوصل الى رئيس توافقي يقتضي أن يعمل الطرفان سويا للتوصل الى اتفاق «ولكن يبدو أن ذلك أكثر صعوبة مما كنا نظن‏

ولوحظ أن برنامج لقاءات كوشنير اليوم قد أخضع لتعديلات لم تحدد اسبابها، ولو أن مقربين منه قالوا انه سيجري مشاورات «مركزة مع جميع القيادات المسيحية.‏

صحيفة النهار:‏

النهار قالت : اذا كان سباق ماراتون بيروت الدولي الخامس الذي أجري أمس في العاصمة شكل فسحة تفاؤل للبنانيين بامكان انسحابه على السباق الرئاسي، فان المعطيات والمعلومات المتجمعة حتى الليل عن الاستحقاق المصيري لم تحمل ما يكفل من ضمانات للجزم بأن الاستحقاق سيمر مرورا آمنا وسالما.‏

وقد شكلت العودة العاجلة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت مساء امس، في زيارة هي السادسة له، بعدما غادر العاصمة اللبنانية ليل الثلثاء الماضي، انعكاسا لمعطيات قاتمة تبلغها من بيروت وأوجبت تقديم موعد عودته في محاولة أخيرة لاستدراك فشل الوساطة الفرنسية. ولم تكن عودته وحدها المؤشر لـ"انسداد" حقيقي أصاب المشاورات والاتصالات والمساعي الداخلية والخارجية للتوصل الى توافق لبناني على مرشح او مرشحين "توافقيين" قبل أقل من ثلاثة أيام من موعد جلسة 21 تشرين الثاني، بل ان ملامح استنفار ديبلوماسي دولي وعربي ارتسمت امس حيال الاستحقاق اللبناني عاكسة القلق المتصاعد من امكان اخفاق الافرقاء اللبنانيين في التوصل الى توافق يضمن اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.‏

وطبقا لما كشفته "النهار" أمس عن "معركة الفيتوات" الضمنية المتبادلة على أسماء المرشحين المصنفين توافقيين في لائحة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، اتخذت هذه المعركة في الساعات الاخيرة طابع "حرق الاسماء" مما دفع أوساطا عدة الى التخوف من عدم وجود تفاهمات دولية – اقليمية ضامنة فعلا للآلية الجارية للتوافق الداخلي على الرئيس الجديد، أقله حتى البارحة.‏

وقالت مصادر واسعة الاطلاع ومعنية بالاتصالات الجارية لـ"النهار" امس ان الساعات الثماني والاربعين المقبلة ستشكل الاختبار الحاسم للقوى الدولية والمحلية في عملية انقاذ الاستحقاق الرئاسي من محاولات تبدو جدية لعرقلته، ومع أن هذه المصادر لم تقلل خطورة الالغام التي برزت في اليومين الاخيرين في عملية محاصرة للاستحقاق والجهود المبذولة لانجاحه، فانها في المقابل لم تقلل ايضا أهمية الاستنفار الديبلوماسي الدولي الذي برز امس وكذلك الجهود الداخلية التي شكلت استنفارا موازيا للبحث عن صيغ توافقية جدية تخرج الاستحقاق من لعبة حرق الاسماء تباعا ربما لطرح بدائل مفاجئة وغير محسوبة.‏

وأوضحت ان لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري مساء السبت، وان اتسم برغبة مشتركة في التوصل الى حصر أسماء المرشحين المقبولين لدى الطرفين، لم يتوصل الى أي اتفاق على اسم أو أكثر يمكن ان يحدث ثغرة في الجدار المسدود. ووفق المعلومات المتوافرة عن هذا اللقاء ان بري أبلغ الى الحريري بوضوح ان فريق المعارضة لا يوافق على النائب روبير غانم فيما لم تطرح المعارضة تحفظات عن الوزير السابق ميشال اده. لكن الحريري لم يبلغ الى بري موافقة الغالبية على اده لان ثمة قوى في فريق 14 آذار لا توافق على ترشيحه، فيما توافق الغالبية على ترشيح غانم.‏

وبدت العقدة عالقة عند اسمي غانم واده في انتظار عودة كل من بري والحريري الى حلفائه.‏

وأضافت المصادر ان ثمة معلومات تناهت الى فريق الغالبية عن ان مرجعاً معارضاً كبيراً ابلغ الى جانب دولي ان المعارضة ترفض من لائحة البطريرك أربعة أسماء: النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود والنائب روبير غانم والشيخ ميشال الخوري، وان المعارضة قد تقبل بميشال اده وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وشكل "زج" اسم سلامة في اللائحة البطريركية على اساس انه الاسم السابع "الاضافي"، لغزاً اختلفت حوله التفسيرات والاجتهادات. فالبعض تحدث عن ايراد الاسم اصلاً مقروناً بشرط ثبوت عدم الحاجة في ترشيحه الى تعديل دستوري، وبعض آخر قال ان اسمه اضيف بفعل مداخلات معينة وظلّ قائماً على نحو "شفوي" لا خطي لان البطريرك صفير ابلغ الى مراجعيه في شأنه انه سمى من سمى ولا يريد اضافة أي اسم آخر.‏

وليل أمس افادت أوساط متصلة بقوى المعارضة ان بروز اسم حاكم مصرف لبنان مجدداً جعل الفريق المعارض يشترط تعديلاً لأسماء المرشحين بحيث يشمل ايضاً اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان.‏

وفي معلومات لـ"النهار" ان حركة غير اعتيادية رصدت بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" انطلاقاً من الزيارة التي قام بها مساء السبت النائب جورج عدوان للرابية، ولقائه العماد ميشال عون. وتشير هذه المعلومات الى ان ثمة "مناخاً طارئاً" بين الفريقين بدأ يتبلور من منطلق لقائهما على التحفظ عن الآلية المتبعة للانتخابات الرئاسية، وان المشاورات الجارية بينهما تهدف الى البحث عن بديل، ولا يستبعد ان تتوج المشاورات بلقاء بين العماد عون ورئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع. واسترعى الانتباه في هذا السياق ايضاً تشديد النائب بطرس حرب أمس على "عدم تفرد بري والحريري" بالقرار حول الاستحقاق الرئاسي وترحيبه بأي تشاور وتنسيق بين القوى المسيحية في هذا الشأن وتحديداً مع العماد عون، محذراً من "أي صفقة" للمجيء برئيس لا يتمتع بالمواصفات الضرورية.‏

كوشنير اقل ثقة‏

وسط هذه الاجواء وصل كوشنير قرابة التاسعة والنصف مساء أمس الى مطار بيروت الدولي آتياً من القدس في طائرة خاصة، وكان في استقباله القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، وفي حديث أدلى به في الطائرة التي نقلته من القدس أعلن كوشنير ان "هناك وضعاً جديداً وأنا أقل ثقة حالياً"، مضيفاً ان "الوضع بات اكثر تعقيداً". وتحدث عن "الشقاق داخل الصف المسيحي".‏

اما في المطار، فصرح بأنه سيعاود لقاء كل الاطراف اللبنانيين وقال: "ها نحن اليوم وأيام قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات لم يعد هناك متسع كبير من الوقت ويظهر ان التحالفات قد تبدلت قليلاً، وتركيبة التحالفات التي كانت قائمة قد طرأت عليها بعض التغييرات التي لم نكن نتوقعها، ويجب تالياً اخذ هذه المعطيات في الاعتبار". وأضاف: "سنرى ما اذا كان الطرفان سيجمعان على الرئيس الجديد، ولكن يبدو ان ذلك اكثر صعوبة مما كنا نظن. يجب اخذ ذلك في الاعتبار". وعزا تقديم موعد عودته من مساء الثلثاء كما كان مقرراً اصلاً الى مساء الاحد الى "انني كنت على مقربة منكم فقلت في نفسي ان العودة الى فرنسا ومن ثم المجيء الى بيروت مساء الثلثاء في اللحظة الاخيرة لأبقى ايام الاربعاء والخميس والجمعة غير كافية. ان لبنان يستأهل اكثر من ذلك حتى لو كان ذلك على حساب راحتي الشخصية وحياتي العائلية".‏

رايس‏

وسبقت وصول كوشنير جولة اتصالات هاتفية اجرتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس هي الأولى من نوعها على هذا المستوى الديبلوماسي الاميركي منذ مدة. وشملت اتصالات رايس الرئيس بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والبطريرك صفير والنائب الحريري، وأفاد المكتب الاعلامي لبري ان رايس اكدت خلال اتصالها به "دعمها لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يحظى بدعم كل اللبنانيين".‏

موسى‏

كذلك تلقى بري والسنيورة اتصالين من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي ابلغهما بأنه سيزور بيروت غدا.‏

واوضح مدير مكتب موسى في القاهرة هشام يوسف ان موسى سيقوم بزيارة "عاجلة" للبنان "لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين حول التطورات على الساحة اللبنانية والعمل على تمرير الاستحقاق الرئاسي المقرر في جلسة مجلس النواب في 21 من الجاري".‏

وقال مصدر مسؤول في الجامعة طلب عدم ذكر اسمه ان "هناك مؤشرات ايجابية على طريق الوفاق اللبناني حصل عليها الامين العام"، وان هذه المؤشرات حصل عليها موسى بعد زيارة موفده هشام يوسف لبيروت وبعد المحادثات الهاتفية التي اجراها امس مع رئيس مجلس النواب ورئيس الاكثرية النيابية.‏

ويشار في هذا السياق الى ان النائب الحريري سيتوجه في الساعات المقبلة الى موسكو في زيارة سريعة ويرجح ان يعود الى بيروت غدا.‏

صحيفة المستقبل:‏

المستقبل قالت : بفاصل ثمان وأربعين ساعة عن موعد جلسة انتخاب رئيس جديدللجمهورية الأربعاء المقبل، وغداة لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "تيار المستقبل النائب سعد الحريري ليل أول من أمس، بعد تسلمهما اللائحة البطريركية بأسماء المرشحين، تكثّفت المساعي والاتصالات السياسية والديبلوماسية لمواكبة إنجاز الاستحقاق.‏

فقد عاد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء امس، الا أنه أعلن في الطائرة التي نقلته من القدس الى بيروت ان "هناك وضعاً جديداً وأنا أقل ثقة حالياً" بامكان التوصل الى اتفاق حول الانتخابات الرئاسية في لبنان، مضيفاً "الوضع بات أكثر تعقيداً". وتطرق الى "الشقاق داخل الصف المسيحي".‏

في المقابل، أجرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اتصالات هاتفية بالرئيس بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب الحريري واستعرضت معهم آخر المستجدات.‏

وأعلن مكتب بري أن رايس "أكدت خلال الاتصال دعمها لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يحظى بدعم كل اللبنانيين".‏

لكن في مقابل هذا الحراك الهادف الى دعم المسار الدستوري السلمي في لبنان، أطلت محاولة سورية جديدة لتعطيل هذه المساعي وخصوصا منها مبادرة البطريرك صفير، فبعد التفجيرات والخطب النارية والشتائم التي فشلت جميعا في تعطيل المبادرة، جاء دور اشتراط "الإجماع المسيحي" على لسان القوى الحليفة لسوريا و"حزب الله" تحديدا، أي الإجماع من متنافسين على المنصب نفسه، قبل السير في التوافق الوطني على هذا الامر. بمعنى أوضح لا يزال الفراغ هو المرشح المفضل لدى النظام السوري، وهو الأمر الذي بات يعرفه اللبنانيون جميعا ومعهم المجتمع الدولي.‏

عربياً‏

وفي القاهرة أعلن مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى السفير هشام يوسف أن موسى سيقوم اليوم "بزيارة عاجلة لبيروت لاجراء مباحثات مع المسؤولين حول المستجدات والعمل لتمرير الاستحقاق الرئاسي".‏

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مسؤول في الجامعة ان "هناك مؤشرات ايجابية على طريق الوفاق اللبناني حصل عليها الامين العام"، مضيفا ان موسى حصل على هذه المؤشرات "بعد زيارة موفده لبيروت وبعد المحادثات الهاتفية التي اجراها (أمس) مع الرئيس بري والنائب الحريري".‏

وكان موسى أجرى أمس، اتصالات هاتفية بكل من الرئيسين بري والسنيورة والنائب الحريري وأبلغهم عزمه زيارة بيروت مطلع الأسبوع.‏

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن ارتياح مصر الى خطوة البطريرك صفير تقديم أسماء مرشحين، وجدد تأكيد موقف بلاده عدم التدخل في التسميات، موضحا أن "ما نتطلع اليه هو مساعدة اللبنانيين وتمكينهم من انتخاب رئيسهم بحرية ومن دون تدخلات وخلال المهلة الدستورية".‏

صفير‏

في هذه الأثناء، جدّد البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في عظة الأحد التذكير بأن "نواب الأمة يعرفون ما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب، وسيقومون به، على الرغم من جميع العوائق، ولا شك أن التاريخ سيسجل على كل منهم، وعلى كل مسؤول في لبنان، مواقفه في مثل هذه الظروف المصيرية"، متمنياً "أن يعي كل منهم مسؤوليته، ويتصرف بمقتضى ضميره الوطني". وقال ان "العيش المشترك بين ابناء الوطن هو ضرورة لا يمكن تجاهلها، ويجب أن يكون هناك تفاهم بينهم خاصة عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس للجمهورية، وبقدر ما يتم الإجماع أو شبه الإجماع حوله، تسهل مهمة هذا الرئيس، ويستطيع إذ ذاك أن يستقطب جميع أبناء البلد الواحد (..)".‏

السنيورة‏

من جهته، دعا الرئيس السنيورة الى "تركيز كل الاهتمام على إتمام الاستحقاق الرئاسي والتزام تسليم الحكومة الامانة الى الرئيس الجديد ما يعطي للناس فسحة أمل ومجالا لعودة لبنان حسب ما يتوقعه اللبنانيون"، ورأى أن "الأمل كبير بأن تتم هذه العملية الدستورية ولا نصل الى اي خيارات ثانية ليست في مصلحة لبنان"، مشددا على أن "الوضع الان هو مسؤولية النواب للتمكن من ممارسة مسؤولياتهم، وهي مسؤولية المستقبل، والتاريخ سيحاسب كل من لا يقوم بواجباته"، لافتا الى انه "عند إنجاز الاستحقاق علينا العودة الى مبدأ الاستماع الى بعضنا البعض".‏

واذ وصف انتخاب الرئيس "بالخطوة الاساسية ومرحلة تأسيسية جديدة يمكن ان نبني عليها من اجل معالجة شتى المسائل والقضايا"، أكد أنه "لن يكون هناك فراغ"، وقال "لو افترضنا، لا سمح الله، أن الاستحقاق الرئاسي لم يتم، فهناك حلول موقتة على خلفية السعي في كل دقيقة وكل ساعة للعودة الى المسار الذي يتم فيه الحل الدائم وهو انتخاب رئيس للجمهورية"، لافتا الى أن "هناك حكومة شرعية واحدة وقانونية ودستورية وميثاقية ولا مجال لاثنتين (..)".‏

بدوره، أكد مستشار الرئيس السنيورة، السفير محمد شطح في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، ان رئيس الجمهورية اميل لحود "لا يملك أية صلاحية بعد نهاية ولايته ابتداء من 24 الجاري"، مشيرا الى ان حكومة الرئيس السنيورة "شرعية بغض النظر عن الخلاف حولها، وهي ستتولى الامساك بصلاحيات رئيس الجمهورية اذا تعذر انتخاب رئيس جديد، كما ان الأجهزة الأمنية الشرعية مستعدة لحمايتها (..)".‏

"حزب الله"‏

في المقابل، رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن "ان الوضع في لبنان ما زال "راوح مكانك"، وقال "فيما نحن نتحدث عن التوافق يصعد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ليقول نحن لدينا ضمانات دولية بأن الدول ستعترف برئيس بالنصف زائدا واحدا، ومكاري هو ظل النائب الحريري، ويدعو الى جلسة وليست لديه صلاحية رئيس مجلس النواب بموجب الدستور والعيش المشترك"، مضيفا "نحن في المعارضة لسنا ضعفاء ولسنا باكين او متباكين، نحن جاهزون للدفاع عن وطننا في وجه من تستقدمهم اميركا وادوات التقسيم والسيطرة وهذا ما لا نسمح به بكل الوسائل (..)".‏

طهران‏

في المقابل، اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في ختام قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في الرياض الولايات المتحدة وإسرائيل بالعمل على إحباط اي انتخابات رئاسية لبنانية تتم بالتوافق بين اللبنانيين، وقال في مؤتمر صحافي "انطباعنا من المسرح اللبناني ان الحكومتين الاميركية والاسرائيلية تحاولان الا يحصل توافق بين المكونات اللبنانية"، مضيفا ان "افضل شيء هو التوافق بين الاطراف اللبنانية لكن معلوماتنا تقول ان ايدي الجهات الاميركية والاسرائيلية دخلت لكيلا تسمح بانتخاب الرئيس المتفق عليه".‏

وذكر نجاد ان الاميركيين والاسرائيليين يعملون "حتى تكون هناك اجتماعات تختار رئيسا بعيدا عن البرلمان اللبناني"، وقال "من اجل تعويض الهزائم الفادحة في العراق وافغانستان، تبحث الولايات المتحدة عن خوض مغامرات في الساحة البنانية (..) لقد دقوا (الاميركيون) اسفينا في الصفوف اللبنانية وحاولوا ان يُشعلوا حربا اهلية في لبنان"، وخلص الى القول "فليعلموا ان كل هذه المخططات لن تؤدي الى نتيجة والشعب اللبناني وشعوب المنطقة على يقظة للفتن التي يثيرونها"،ـ ولفت الى أن بلاده تعترف "باستقلال لبنان وحقه في تقرير مصيره"، مؤكدا ان المحادثات "مع السعوديين تدور حول هذه النقاط".‏

بالتوازي، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني أن "كل الجهود الخاصة بالتطورات في لبنان تتمحور حالياً حول التوصل إلى إجماع بين كل الفئات اللبنانية"، مشدداً على أن إيران "تتبع هذا النهج".‏

دمشق‏

في دمشق، حذرت صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم العرب من طلب المساعدة من الأجنبي والتحالف معه لأنه "يشكل خطراً حقيقياً" على مصالحهم، وقالت في افتتاحيتها إن "الملفات المطروحة اليوم بالغة الخطورة"، مؤكدة أن "الانقسام في لبنان مازال خطراً يتهدد هذا البلد الصغير"، مضيفة انه في لبنان الذي "يواجه الاستحقاق الرئاسي لا يزال الانقسام خطيرا ويهدد الوطن الصغير بفضل رهانات البعض على المشروع‏

الأميركي واستفزازاته لمحيطه العربي وجمهور المقاومة العريض فيه وقد قدم أغلى التضحيات لحماية لبنان واستقلاله ووحدته (..)".‏

أما صحيفة "الوطن" فنقلت عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور طهران "بهدف متابعة التنسيق والتشاور بين الجانبين عشية جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس جديد (..)".‏

صحيفة الأنوار :‏

من جهتها قالت الانوار: اسبوع حاسم على الصعيد الوطني يبدأه لبنان اليوم ويمكن أن يحدد مساره ومصيره. وانطلاقا من هذه الأهمية والخطورة تكثفت التحركات العربية والدولية باتجاه تأمين انتخاب رئيس يوم الاربعاء المقبل. فقد وصل وزير الخارجية الفرنسي كوشنير مساء أمس، ويصل الأمين العام للجامعة العربية مساء اليوم، وأجرت وزيرة الخارجية الأميركية رايس اتصالات بكل من الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري والبطريرك صفير. كما شهدت دمشق لقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أعلنا فيه التأكيد على حل توافقي لتجاوز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في اطاره الدستوري، وادانة الاغتيالات ورفض التدخلات الخارجية (التفاصيل في مكان آخر من هذه الصفحة). هذا الزخم العربي والدولي ترافق مع تراجع في الاندفاعة التفاؤلية التي برزت بعد تسليم البطريرك صفير لائحة اسماء المرشحين الى الرئيس بري والنائب الحريري. وعبّر كوشنير عن هذا التراجع أمس بالقول انه (أقل ثقة بالتوصل الى اتفاق)، وان (الوضع بات أكثر تعقيداً). كما ترافق مع معلومات عن اضافة اسم سابع الى لائحة بكركي بطلب فرنسي هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامه. وهذا (الملحق) للائحة أدى الى المطالبة باضافة اسم العماد ميشال سليمان الذي يحظى بتقدير قوى 14 و8 آذار معاً وتنطبق عليه الشروط الدستورية نفسها. كوشنير: الوضع صعب وقد عكس وزير الخارجية الفرنسي لدى وصوله مساء أمس جواً غير متفائل وقال ان اتفاق الطرفين في لبنان على رئيس جديد، يبدو انه أكثر صعوبة مما كنا نظن. وأضاف: ان تركيبة التحالفات التي كانت قائمة قد طرأت عليها بعض التغييرات التي لم نكن لنتوقعها، وبالتالي فان هذه المعطيات الجديدة يجب أخذها في الاعتبار. وذكر انه باق في لبنان الى موعد الانتخابات الرئاسية، وكان كوشنير قد أعلن في حديث صحافي أدلى به في الطائرة التي نقلته من القدس الى بيروت (هناك وضع جديد وأنا أقل ثقة حالياً. الوضع بات أكثر تعقيداً). وتطرق الوزير الفرنسي الى (الشقاق داخل الصف المسيحي).‏

اتصالات رايس‏

بدورها أجرت وزيرة الخارجية الأميركية رايس أمس اتصالات هاتفية بكل من الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني صفير والنائب سعد الحريري. وقد أكدت لرئيس المجلس دعمها لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم من اللبنانيين.‏

كذلك أجرى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالا بكل من الرئيسين بري والسنيورة، وأبلغهما انه سيزور بيروت مطلع هذا الاسبوع للمساعدة في تسهيل العملية السياسية وضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.‏

وكان مصدر مسؤول في الجامعة العربية بالقاهرة أعلن أمس ان (هناك مؤشرات ايجابية على طريق الوفاق اللبناني حصل عليها الأمين العام). وأضاف ان موسى حصل على هذه المؤشرات بعد زيارة موفده لبيروت وبعد المحادثات الهاتفية التي أجراها امس مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الأكثرية النيابية النائب سعد الحريري).‏

عظة صفير‏

وقد تناول البطريرك صفير في عظة الأحد موضوع الاستحقاق وقال: العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، هو ضرورة لا يمكن تجاهلها. ويجب أن يكون هناك تفاهم بينهم خاصة عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس للجمهورية. وبقدر ما يتم الاجماع أو شبه الاجماع حوله، وتسهل مهمة هذا الرئيس، ويستطيع اذ ذاك أن يستقطب جميع أبناء البلد الواحد، ويسير بهم الى ما يضمن أمن البلد واستقراره وازدهاره. وهذا ما نأمل أن يتوفر لبلدنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بالمنطقة وبلبنان. وأنا لعلى يقين أن نواب الامة يعرفون ما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب، وسيقومون به، على الرغم من جميع العوائق، ولا شك في أن التاريخ سيسجل على كل منهم، وعلى كل مسؤول في لبنان، مواقفه في مثل هذه الظروف المصيرية. فعسى أن يعي كل منهم مسؤوليته، ويتصرف بمقتضى ضميره الوطني.‏

لحود وقانون الدفاع‏

وبانتظار أن تتبلور الاتصالات الجارية، تحدثت مصادر معارضة ان الرئيس اميل لحود يتجه الى اتخاذ اجراء يعتبره دستورياً في حال عدم التوصل الى انتخاب رئيس وفاقي، وهو اللجوء الى قانون الدفاع، وبالتالي اعلان حالة طوارئ.‏

وفي مجال عرض اللقاء حول أسماء المرشحين، قالت محطة (المنار) الناطقة بلسان (حزب الله) مساء أمس ان لقاء بري والحريري مساء أمس الأول قسم لائحة بكركي الى ثلاثة أقسام: قسم من الأسماء وضع تحت عنوان المرشحين المحسوبين، وبالتالي فهم ممن لا حظ لهم في الحل التوافقي، وهم بحسب هذه المصادر: العماد ميشال عون، والنائب بطرس حرب، والنائب السابق نسيب لحود. وقسم آخر، أعطى عنوان (نص عَ نص)، وهي الأسماء المقبولة من جهة ومرفوضة من الجهة الثانية، وعلى رأس هؤلاء النائب روبير غانم. أما القسم الثالث، فهي الأسماء التي لا تنتمي لا الى هذا الطرف ولا الى ذاك، لكن اختيارها رهن بمدى قدرة كلا الطرفين على استثمار وصولها الى سدة الرئاسة، وفي هذا الاطار تشير الأصابع الى الوزير السابق ميشال اده.‏

وتابع تقرير المحطة يقول انه علاوة على كل ذلك، فان أحداً لا ينكر على رئيس المجلس النيابي تفاؤله بأن دخاناً أبيض سيخرج من البرلمان يوم الاربعاء ليكفي اللبنانيين شر السيناريوهات، وتعتمد حجة هؤلاء على ان حسابات اللاعبين الخارجيين لن تكون بمنأى عن ضرر الفوضى اللبنانية، وان كانت المصادر لا تقفل الباب على أي احتمال.‏

سيناريوهات‏

وهذه السيناريوهات، تحدثت عنها وكالة (فرانس برس) وقالت (في حال أثمرت المساعي الجارية مرشحا توافقياً أو أكثر، ستطرح هذه الأسماء في جلسة تعقد بنصاب الثلثين). وفي حال فشل التوافق، المرجح وكما يقول معظم أركان الأكثرية، اجراء الانتخابات بنصاب النصف زائد واحد.‏

وتتراوح التوقعات بين عقد جلسة يدعو اليها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في فندق (فينيسيا) حيث يقيم نواب الأكثرية أو في قصر بيت الدين، أو في قاعدة القليعات العسكرية التي شهدت انتخاب الرئيس الشهيد رينه معوض عام .1989 وذهب البعض الى الحديث عن جلسة تعقد خارج لبنان.‏

وتابعت الوكالة الفرنسية انه في حال انتخاب رئيس بنصاب الأكثرية المطلقة، أو في حال الفراغ، فان المعارضة تطالب بتشكيل حكومة تتسلم صلاحيات الرئاسة. وقالت ان مسألة وجود حكومتين متنافستين تثير تخوفا من انقسام واسع في البلاد شبيه بما حصل في 1988 عندما تعذر اجراء انتخابات رئاسية. وقد تحدث الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الى لبنان الخميس عن اتجاه لبنان (الى حافة الهاوية) في حال لم ينتخب رئيس جديد.‏

ومضت الوكالة تقول: بالاضافة الى ذلك، لا يزال الحديث قائماً عن موجة جديدة من الاغتيالات والاعتداءات في البلاد. وتسري شائعات عن مسيرات شعبية في الشوارع وقطع طرق واحتلال مراكز رسمية لمنع الرئيس الجديد من تسلم مهامه، وعن مسيرات شعبية في المقابل الى قصر بعبدا في حال رفض لحود مغادرة القصر أو سلمه الى حكومة غير حكومة السنيورة.‏

على صعيد آخر، اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس في ختام قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في الرياض الولايات المتحدة واسرائيل بالعمل على احباط اي انتخابات رئاسية لبنانية تتم بالتوافق بين اللبنانيين.‏

وقال نجاد في مؤتمر صحافي (انطباعنا من المسرح اللبناني ان الحكومتين الاميركية والاسرائيلية تحاولان الا يحصل توافق بين المكونات اللبنانية) حول الانتخابات الرئاسية.‏

واضاف بحسب الترجمة العربية الفورية لتصريحاته بالفارسية (افضل شيء هو التوافق بين الاطراف اللبنانية لكن معلوماتنا تقول ان ايدي الجهات الاميركية والاسرائيلية دخلت لكي لا تسمح بانتخاب الرئيس المتفق عليه).‏

وذكر احمدي نجاد ان الاميركيين والاسرائيليين يعملون (حتى تكون هناك اجتماعات تختار رئيسا بعيدا عن البرلمان اللبناني). واضاف (فليعلموا ان كل هذه المخططات لن تؤدي الى نتيجة والشعب اللبناني وشعوب المنطقة على يقظة للفتن التي يثيرونها).‏

كما اكد ان بلاده تعترف (باستقلال لبنان وحقه في تقرير مصيره) مؤكدا ان المحادثات (مع الاخوة السعوديين تدور حول هذه النقاط).‏

صحيفة الشرق :‏

الشرق قالت : يومان فقط لتحديد مسار الاستحقاق وربما مصير هذا البلد، وقد تكثفت الاتصالات الدولية والإقليمية في وقت ترددت أنباء لم يتم تأكيدها عن مغادرة رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري الى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن يعود اليوم. وفي هذه الاثناء تسارعت الاتصالات بين مسيحيي الرابع عشر من آذار وفتحت قنوات اتصال مع الرابية... كما وصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير وأعلنت الجامعة العربية ان الامين العام عمرو موسى سيصل مساء اليوم.‏

وفي نتيجة الأمر توقعت مصادر ان تعقد جلسة الحادي والعشرين من الحالي في موعدها بينما اكدت مصادر اخرى ان الجلسة سيتم تأجيلها الى يوم الجمعة حيث سيتم انجاز الاستحقاق لحاجة الاطراف الى مزيد من التشاور.‏

ووفق معلومات أكدت ان لائحة صفير تضم ستة اسماء ارتفعت الى سبعة بعدما أدخل إليها شفوياً اسم لمصرفي كبير والجوجلة قد بدأت بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري وتم الحديث عن بورصة للأسماء. إلا ان شيئاً مؤكداً لم يصدر عن أي جهة موثوقة..‏

في سياق متصل، تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي اتصلت ايضاً برئيس مجلس النواب نبيه بري وبرئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبرئيس تيار المستقبل سعد الحريري وأكدت الوزيرة رايس خلال اتصالاتها دعمها لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يحظى بدعم كل اللبنانيين.‏

وكان الرئيس نبيه بري تلقى اتصالاً ظهر امس من امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، وتداول معه في المراحل التي قطعتها المساعي التوافقية، وأبلغ موسى الرئيس بري انه سيزور لبنان مطلع الاسبوع المقبل للمساعدة في تسهيل العملية السياسية وضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.‏

كما وصل الى بيروت امس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وأفاد ديبلوماسي فرنسي ان زيارته الى بيروت تندرج في إطار الجهود التي يبذلها للتوصل الى توافق بين المسؤولين السياسيين اللبنانيين لانتخاب رئيس يتمتع بتأييد واسع.‏

وقد أعلن كوشنير في حديث مع الصحافيين في الطائرة، انه أقل ثقة حالياً، مضيفاً "الوضع بات أكثر تعقيداً".‏

وتطرق الوزير الفرنسي الى الشقاق داخل الصف المسيحي في إشارة الى المسيحيين اللبنانيين المنقسمين بين أكثرية ومعارضة.‏

> صفير‏

في غضون ذلك، قال البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في عظة الاحد، ان العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد هو ضرورة لا يمكن تجاهلها. ويجب ان يكون هناك تفاهم بينهم خصوصاً عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس للجمهورية. وبقدر ما يتم الإجماع أو شبه الإجماع حوله، وتسهل مهمة هذا الرئيس، ويستطيع إذ ذاك ان يستقطب جميع أبناء البلد الواحد، ويسير بهم الى ما يضمن امن البلد واستقراره وازدهاره. وهذا ما نأمل ان يتوفر لبلدنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بالمنطقة وبلبنان. وأنا لعلى يقين ان نواب الامة يعرفون ما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب، وسيقومون به، على الرغم من جميع العوائق، ولا شك في ان التاريخ سيسجل على كل منهم، وعلى كل مسؤول في لبنان، مواقفه في مثل هذه الظروف المصيرية. فعسى ان يعي كل منهم مسؤوليته، ويتصرّف بمقتضى ضميره الوطني".‏

السنيورة‏

ودعا الرئيس فؤاد السنيورة في حديث لبرنامج إذاعي من إذاعة "صوت لبنان" الى تركيز كل الاهتمام على إتمام الاستحقاق الرئاسي والتزام تسليم الحكومة الأمانة الى الرئيس الجديد والى مجلس النواب، وإجراء الاستشارات بحسب نص الدستور وقال، هناك حكومة شرعية واحدة وقانونية ودستورية وميثاقية ولا مجال لحكومتين، والتجارب الماضية اثبتت ان مغادرة الدستور والعيش المشترك وبال علينا.‏

وأضاف "ان إقرار المجتمع الدولي بان الـ425 لم ينفذ بكامله انجاز هائل للحكومة"، وتابع قائلاً "بقدر من الفهم والديبلوماسية نستطيع ان ننأى بلبنان عن ان يكون ساحة، وأردنا خروج الجيش السوري لا لنستبدله بوجود آخر وهذا ما يجب السعي إليه".‏

وقال "عند إنجاز الاستحقاق الدستوري هناك سلسلة كبيرة أيضاً من المسائل والقضايا التي يجب معالجتها، وبداية تتم معالجتها بين بعضنا البعض بأن تعود الى مبدأ أساسي درجنا عليه في الماضي وهو الاستماع الى بعضنا البعض. ونفى حصول اجتماعات في لندن لصندوق النقد الدولي تحضيراً للتعاطي مع حكومتين في لبنان.‏

اتصالات السبت‏

وكان يوم اول امس السبت قد شهد اتصالات مكثفة. إذ تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون، وتلقى اتصالاً آخر من وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس.‏

كما تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك، كما تلقى اتصالاً هاتفياً من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.‏

وكان المكتب الاعلامي لرئيس المستقبل سعد الحريري أصدر بياناً أكد فيه اللقاء في عين التينة بين الحريري والرئيس بري بحثا في خلاله في الاستحقاق الرئاسي على ضوء اللائحة التي تسلماها من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في اطار المبادرة الفرنسية المدعومة عربياً ودولياً.‏

وكانت أجواء البحث ايجابية وقد ساهمت في تعزيز فرص التوافق على الرئاسة للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة من الاستقرار ومعالجة شؤون اللبنانيين الملحة.‏

وقد اتفق الرئيس بري والنائب الحريري على إبقاء مشاوراتهما مفتوحة حتى الوصول الى انتخاب رئيس توافقي للبلاد من بين الاسماء الواردة في اللائحة التي تقدم بها البطريرك صفير وضمن المهلة التي نص عليها الدستور.‏

صحيفة الحياة:‏

الحياة قالت : قبل يومين من موعد الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بعد غد الأربعاء لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، وقبل أربعة أيام من انتهاء ولاية الرئيس الحالي اميل لحود منتصف ليل الجمعة - السبت المقبل، تسارعت أمس وتيرة الاتصالات والتحركات العربية والدولية في اتجاه بيروت ودمشق للضغط من اجل توفير أجواء ملائمة لانتخاب الرئيس في موعده الدستوري، على أساس ان يكون توافقياً ومن بين الأسماء الواردة في اللائحة التي أعدها البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.‏

وفيما التقى ليل أول من أمس بري ورئيس كتلة «المستقبل النيابية سعد الحريري في أول اجتماع بينهما بعد تسلمهما لائحة صفير من القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان اندريه باران، علمت «الحياة ان اللقاء اقتصر على تقديم المواقف واستعراض الأسماء الواردة في لائحة بكركي، من دون ان يتوصلا الى تفاهم حاسم على اسم المرشح التوافقي. وتوجهت الأنظار أمس الى دمشق حيث استقبل الرئيس السوري بشار الأسد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مسعى أردني لدى القيادة السورية لتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.‏

وتزامنت زيارة العاهل الأردني دمشق مع عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت ليل أمس، لمواكبة تفعيل لقاءات بري - الحريري المدعومة من بكركي للتفاهم على رئيس توافقي، خصوصاً ان المفاوضات بينهما ما زالت في أول الطريق ولم تدخل في دائرة الحسم، لأن كلاً منهما يجري مشاورات مع حلفائه والتي لا يمكن ان تسجل أي تقدم ملموس ما لم تتبلور مواقف الأطراف الدوليين والعرب في شأن الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً موقفي دمشق وطهران اللتين يبدو، كما تؤكد قيادات في قوى 14 آذار لـ «الحياة، أنهما لم تعطيا الضوء الأخضر لعدد من حلفائهما في بيروت للسير قدماً في تأمين انتقال هادئ للسلطة بانتخاب رئيس جديد قبل 24 الجاري.‏

وفي هذا السياق علمت «الحياةان مفاوضات بري - الحريري التي يفترض ان تعاود قريباً تتوقف على ما يحمله معه كوشنير الى بيروت، خصوصاً بالنسبة الى الموقف السوري، في ضوء ما نقلت مصادر سياسية لبنانية عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي اتصل امس برئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وأبلغهما رغبته في المجيء الى بيروت اليوم الاثنين، من انه سمع من الرئيس الأسد عندما التقاه اخيراً في دمشق كل استعداد لتسهيل إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري.‏

وإذ نقل موسى الى بري والحريري أن لدى الأسد الكثير من النيات الطيبة للمساعدة في انتخاب الرئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي، أكد لهما في المقابل ان الرئيس السوري أبلغه انه توصّل مع الفرنسيين الى اتفاق كامل في هذا الشأن يشمل آلية انتخاب الرئيس، وأن باريس تتولى حالياً رعاية تنفيذه مع الأطراف اللبنانيين المعنيين.‏

لكن مصادر قيادية في «14 آذارقالت لـ «الحياةان أقوال الرئيس الأسد تحتاج الى ترجمة فعلية، خصوصاً من قيادة «حزب الله، نظراً الى ان بري راغب في التوافق على الرئيس بينما الحزب يربط موقفه برئيس تكتل «التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي لا يزال يصر على ترشحه لرئاسة الجمهورية بعدما فشلت الجهود الدولية التي تولاها وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما وممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون في إقناعه بالعدول عن الترشح والتحول الى ناخب اساسي.‏

وبالنسبة الى المحادثات التي باشرها كوشنير في بيروت قالت مصادر أوروبية لـ «الحياة ان زميليه في الترويكا الأوروبية وزيري خارجية ايطاليا ماسيمو داليما وإسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس سينضمان قريباً إليه، في إطار المساعي الضاغطة للاتحاد الأوروبي لمنع حصول فراغ في الرئاسة تترتب عليه تداعيات امنية وسياسية تدفع سريعاً باتجاه الفوضى.‏

وأكدت المصادر ان وزراء الترويكا الأوروبية يدعمون من دون أي تردد مبادرة البطريرك صفير والحوار بين بري والحريري كأساس للتوافق على الرئيس، وقالت ان زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف غداً الثلثاء دمشق ناقلاً رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الأسد تتعلق بضرورة توفير كل التسهيلات لتمرير الاستحقاق الرئاسي، تصب في إطار تعاظم الجهود العربية والدولية لإنجاح مبادرة بكركي.‏

ونقلت مصادر وزارية عن كبار المسؤولين اللبنانيين ان حكومة السنيورة على تواصل مع التحرك الروسي في اتجاه دمشق وأن رسالة بوتين الى الأسد تبقى في حدود حثه على التجاوب مع الجهود العربية والدولية الرامية الى انتخاب الرئيس والحفاظ على الاستقرار العام في لبنان.‏

بدورها اتصلت امس وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بالبطريرك صفير والرئيسين بري والسنيورة والحريري واستطلعت منهم، بحسب مصادر رسمية، آخر ما آلت إليه الاتصالات المحلية من اجل التوافق على الرئيس. ولفتت المصادر نفسها الى ان رايس أكدت دعمها المبادرة الفرنسية وانتخاب رئيس توافقي يحظى بدعم كل اللبنانيين. وأكدت المصادر ان السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان كان مهد لاتصالات رايس بالقيادات اللبنانية، واعتبرت ان موقف رايس جاء رداً على الحملات التي يقودها بعض أطراف المعارضة ضد واشنطن متهماً إياها بأنها تعمل ضد التوافق وتدفع في اتجاه تصعيد الخلاف بين اللبنانيين.‏

على صعيد لقاء بري – الحريري قالت مصادر مواكبة انه لم يكن حاسماً ويندرج في إطار البدء بغربلة اسماء المرشحين الواردة في لائحة صفير، وأن كلاً منهما، وإن كان يحاول تحسين شروطه في اختيار الرئيس، فإنهما في المقابل يعلقان اهمية على دورة الاتصالات الدولية والعربية التي تضمن تأمين شبكة أمان، ليكون في مقدور الأطراف الداخليين التوافق على الرئيس. ويفترض ان تتبلور الصورة في الساعات المقبلة بعد ان يكون كل منهما استكمل مشاوراته مع حلفائه، كمدخل الى بلورة المواقف النهائية من المرشح التوافقي.‏

وبالنسبة الى العماد عون علمت «الحياةان عروضاً أوروبية أغدقت عليه في اليومين الأخيرين في محاولة لإقناعه بالعدول عن ترشحه في مقابل توفير كل المخارج اللائقة له، سواء بالنسبة الى اعتباره ناخباً اساسياً في الرئاسة الأولى أو بالنسبة الى حضوره الفاعل في الحكومة العتيدة التي ستؤلف بعد انتخاب الرئيس.‏

وبحسب المعلومات فقد قيل لعون ان خروجه من المعركة يمكن ان يؤدي للعب دور الى جانب بري والحريري في تعاونهما مع صفير لاختيار الرئيس خلافاً لاستمراره فيها، لأن من غير المنطقي ان يكون في موقع يتيح له ان يكون واحداً من أبرز عناصر انتخاب الرئيس طالما انه ماض في ترشحه.‏

كما ان عون لم يقفل الباب في وجه الاعتراف له بوزنه المميز في الحكومة الجديدة، لكنه اشترط الإسراع في فتح ملفها وهذا ما طرح تساؤلات لدى الوسطاء عن ما اذا كان طرح مسألة الحكومة بالتزامن مع انتخاب الرئيس يراد منه تأخير إنجاز الاستحقاق الرئاسي.‏

وإلى حين انتهاء بري والحريري من مشاوراتهما للعودة الى المفاوضات حول اسم الرئيس، فإن المصادر المواكبة للحركة الداخلية تسأل عن موقف «حزب الله‏

في حال أصر عون على ترشحه، وما اذا كان سيقف الى جانب بري لتشجيعه على الاستمرار في مهمته الى جانب الحريري لتظهير اسم الرئيس التوافقي، ام انه سيتعاطف مع زعيم «التيار الوطني الحر‏

من جهة ثانية، تأكد لـ «الحياة‏

من مصادر متعددة في الأكثرية والمعارضة ان لائحة صفير ضمت اسماء المرشحين: ميشال عون، نسيب لحود، بطرس حرب، روبير غانم، ميشال خوري وميشال اده، لكنها لم تغلق الباب كلياً في وجه مرشح سابع، المقصود به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إذا كان انتخابه لا يحتاج الى تعديل الدستور.‏

وبحسب المعلومات فإن صفير سمى سلامة، الذي استحصل على دراسات قانونية تجيز له الترشح من دون الحاجة الى تعديل الدستور، فيما تعتبر مصادر سياسية ان ترشحه يتطلب تعديلاً دستورياً.‏

صحيفة الشرق الاوسط:‏

الشرق الأوسط قالت :‏

قبل نحو 48 ساعة من موعد جلسة مجلس النواب في 21 الشهر الحالي لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية، بدت الانظار شاخصة الى المتحاورين باسم المعارضة والموالاة، الممثلين برئيس المجلس نبيه بري ورئيس «تيار المستقبل‏

النائب سعد الحريري، على امل ان يتوافقا على اسم مرشح رئاسي يجمع عليه النواب من مختلف الكتل استناداً الى مبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير لوضع لائحة بالمرشحين المفترضين.‏

وفي غضون ذلك، تواصلت المشاورات على غير صعيد، لتمكين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي من تجاوز مأزق الفشل في انجازه وبالتالي تعريض البلاد لما لا تحمد عقباه. وفي هذا الاطار، تلقى الرئيس بري امس اتصالاً من امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى تداولا خلاله في المراحل التي قطعتها المساعي التوافقية لانتخاب الرئيس الجديد. وابلغ موسى بري انه سيزور لبنان مطلع الاسبوع الحالي للمساعدة في تسهيل العملية السياسية وضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري. واتصل موسى ايضاً برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وابلغه بزيارته المزمعة الى بيروت مطلع الاسبوع.‏

كذلك تلقى بري اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تم البحث خلاله في المستجدات على الساحة اللبنانية. وقد اكدت رايس دعمها لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم كل اللبنانيين. وافيد ان وزيرة الخارجية الاميركية اتصلت ايضاً برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعرضت معه اوضاع لبنان والمنطقة كما اجرت اتصالا مع البطريرك الماروني نصر الله صفير لمتابعة المستجدات.‏

واستقبل الرئيس بري القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران. وافادت مصادر متابعة ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يفترض ان يصل مساء (امس) الى بيروت في زيارة كان اعلن عنها في السابق لمتابعة المبادرة الفرنسية الهادفة الى تمكين النواب اللبنانيين من انتخاب رئيس توافقي. كذلك علم ان وزيري الخارجية الايطالي ماسيمو داليما والاسباني ميغيل انخل موراتينوس سيصلان الى بيروت خلال اليومين المقبلين، ليكتمل بذلك عقد الترويكا الاوروبية المتابعة لجهود مساعدة اللبنانيين على انجاز الاستحقاق الرئاسي. وعلم ان مواعيد حددت للقاءات سيجريها موراتينوس الخميس المقبل.‏

وكان الرئيس بري والنائب الحريري، وبعد تسلمهما لائحة البطريرك صفير بالمرشحين الرئاسيين، التقيا ليل السبت ـ الاحد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وباشرا بحث المهمة الوفاقية المسندة إليهما. وأشارت مصادر متابعة الى ان اجواء البحث «كانت ايجابية وساهمت في تعزيز فرص التوافق على الرئاسة للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة من الاستقرار ومعالجة شؤون اللبنانيين الملحة. وقد اتفق بري والحريري على ابقاء مشاوراتهما مفتوحة حتى الوصول الى انتخاب رئيس توافقي للبلاد من بين الاسماء الواردة في اللائحة التي تقدم بها البطريرك صفير وضمن المهلة التي نص عليها الدستور.‏

الى ذلك، اكد المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب ان تشاور الرئيس بري والنائب الحريري في لائحة اسماء مرشحي بكركي للرئاسة هو «اطار مقبول لتسهيل الحل، انما ليس الاطار النهائي مشيراً الى «ان الحل النهائي يكون بعرض اللائحة المذكورة لاقتراع النواب عليها تحت قبة البرلمان‏

وقال في تصريح ادلى به امس انه شريك في اتصالات بري ـ الحريري، معرباً عن قناعته بأن «بري والحريري لا يرغبان بالتفرد بالقرار حول الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا المجال يتواصل الحريري مع حلفائه وبخاصة المسيحيين منهم. كذلك بري هو على اتصال دائم مع حلفائه في حزب الله كما من المفترض ان يكون على اتصال مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، لكنني لست متأكداً من ذلك‏

وامل «الا تكون عملية انتخاب الرئيس نتيجة صفقة، متخوفاً من «عدم التوقف عند المواصفات الضرورية لشخص الرئيس‏

وأكد البطريرك صفير على وجوب ان يكون هناك تفاهم عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس الجمهورية. وقال في عظة القاها امس: «العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد هو ضرورة لا يمكن تجاهلها. ويجب ان يكون هناك تفاهم بينهم خاصة عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس للجمهورية. وبقدر ما يتم الاجماع او شبه الاجماع حوله، تسهل مهمة هذا الرئيس ويستطيع إذ ذاك ان يستقطب جميع ابناء البلد الواحد ويسير بهم الى ما يضمن امن البلد واستقراره وازدهاره. وهذا ما نأمل ان يتوفر لبلدنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بالمنطقة وبلبنان. وأنا على يقين بان نواب الامة يعرفون ما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب وسيقومون به على رغم كل العوائق‏

واستقبل صفير الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص الذي قال عقب اللقاء: «قمت بهذه الزيارة لصاحب الغبطة اثر اعلانه مبادرته، اذ تقدم ببعض الاسماء برسم التوافق في الانتخابات الرئاسية. وباركت هذه الخطوة واعربت للبطريرك صفير عن امتنان اللبنانيين له لاقدامه على هذه الخطوة، لان الانظار كلها كانت شاخصة نحوه للقيام بمثل هذه الخطوة فقام بها وقام بواجبه. والآن الكرة في ملعب النواب الذين عليهم ان يتفقوا حول مرشح توافقي معين. وبالطبع الانظار شاخصة الآن نحو المتحاورين باسم الاكثرية والمعارضة اي الرئيس بري والنائب الحريري عسى ولعل ان يتم الاتفاق بينهما حول اسم يجمع عليه مجلس النواب‏

وعلى صعيد ذي صلة، اعتبر رئيس الحكومة السابق عمر كرامي «ان موقع رئاسة الجمهورية في نظامنا اللبناني هو موقع اساسي، وخصوصاً في الظروف الحاضرة التي يعيشها لبنان. واكد ان النائب ميشال عون «لا يزال مرشح المعارضة الوحيد. وقال: «ان انتخاب رئيس سيحدث انقلاباً كبيراً في سياسة الدولة اللبنانية وخصوصاً ان هناك انقساماً كبيراً في الرأي العام اللبناني بين فئتين. ولا اقول انه انقسام سياسي، بل اقول انه انقسام وطني. فموقع رئاسة الجمهورية في هذه المرحلة هو اساسي ومهم. ومهامه خطيرة جداً ويمكن ان تقلب الوضع في المنطقة ككل. لذلك نرى هذا الاهتمام الكبير للبنانيين بهذا الاستحقاق‏

ونبه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الى «ضرورة وعي خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان. وقال في تصريح ادلى به امس: «ان الوحدة الوطنية هي الكفيلة حل كل ما نعاني منه من ازمات. لذا يجب على كل اللبنانيين التوحد والابتعاد عن التصعيد السياسي الذي لا يخدم لا لبنان ولا اللبنانيين. وأضاف: «العالم كله همه الاستحقاق الرئاسي وكأنهم أحرص منا على بلدنا وشعبنا. نحن مع كل مبادرة انقاذية سواء مبادرة الرئيس بري او البطريرك صفير. وكل من يريد ان يقدم نصيحة نحن نشكره. لكن على اللبنانيين ان ينهضوا من كبوتهم ويقوموا بحركة انقاذية تضع البلاد والناس على المسار الصحيح لان لبنان لم يعد يحتمل كل هذه الازمات. وعلى النواب التوجه الى مجلس النواب الاربعاء لانتخاب رئيس جديد للبلاد. نحن نريد رئيسا واحدا للجمهورية، فلماذا لا يتنازل اللبناني لاخيه اللبناني ويجتمع النواب في المجلس النيابي لان الاجتماع في فينيسيا لا فائدة منه؟‏

ودعا «اللقاء التشاوري الصيداوي في ختام اجتماع عقده امس بدعوة من النائبة بهية الحريري في دارة العائلة في مجدليون، جميع النواب الى «القيام بواجبهم الوطني والدستوري في هذه اللحظات المصيرية التي يعيشها لبنان والتجاوب مع المبادرة التوافقية التي رعاها البطريرك صفير والرئيس بري والنائب الحريري‏

. واكد اللقاء «ان استقرار مدينة صيدا وامنها هو مسؤولية كل المخلصين فيها. ولا سلاح في المدينة الا سلاح الشرعية ممثلة بالجيش اللبناني والقوى الامنية المدعوة لأن تتحمل المسؤولية الوطنية في التصدي لأي محاولة للاخلال بالامن والنظام‏

وقالت النائبة الحريري، في تصريح عقب الاجتماع: «ان الوضع الاستثنائي في البلاد استدعى عقد هذا اللقاء الاستثنائي. وان المجتمعين أجمعوا على مناشدة النواب القيام بواجباتهم تجاه الاستحقاق المنتظر من كل الشعب اللبناني ومواصلة الحوار وصولا الى التوافق على الانتخاب وعدم ترك لبنان للفراغ والتجاوب مع الارادة التي أظهرها البطريرك صفير بوضع لائحة الأسماء التي أرسلت الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري‏

ورأى عضو كتلة نواب «حزب الله حسين الحاج حسن «ان الوضع السياسي في لبنان ما زال راوح مكانك. وقال: «الاتصالات مستمرة للوصول الى رئيس توافقي. وأمامنا اربعة ايام تفصلنا عن موعد الجلسة. وترافق الاجواء مؤشرات تحاول تعطيل التوافق. وسمعنا منذ ايام طرفين اساسيين يحاول احدهما فك التوافق والتحالف مع الآخر. فالنائب الحريري قال للعماد عون انت شخص مؤهل للرئاسة وانت ابو 14 آذار ومشكلتك انك تتحالف مع حزب الله. والحريري رئيس اكثرية بسبب تحالفه مع حزب الله ولم ينل الاكثرية الا لانه تحالف مع حزب الله. واذا كان يخجل من حزب الله ويحرض الجنرال عون فليستقل نوابه الذين اتوا بهذا التحالف وساعتئذ يكون رئيساً لاقلية‏

وشدد على رفض اي فتنة سنية ـ شيعية، متسائلاً: «من يستفيد من هذه الفتنة ولمصلحة من؟ ونقول بكل وضوح المقاومة في لبنان وحزب الله هما الضمانة الاساسية الاولى والراسخة في وجه اي فتنة. والذين يحرضون على الفتنة هم الذين انخرطوا في مشاريع الفتن سابقاً‏

وقال عضو كتلة نواب حركة «امل علي بزي: «من يتكلم عن التوافق والوفاق يأخذ في الاعتبار مصلحة لبنان وكل اللبنانين لان الوفاق هو حامي الجمهورية وهو الذي يصون الوحدة الوطنية الداخلية ويزيل الالتباسات والمخاوف والهواجس والشكوك ويكرس قواعد العيش المشترك ويحفظ وحدة البلاد والعباد ويبدد الخوف ويلغي السجالات، لكن للتوافق والوفاق عناوين وأسساً اولها ان نحتكم الى الدستور وآلياته ومواده والى اتفاق الطائف ونصاب الثلثين في انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية .‏

صحيفة اللواء:‏

اللواء قالت : اقتربت ساعة الحقيقة في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فقبل 48 ساعة من الموعد الرسمي المقرر لجلسة الانتخاب بعد غد الاربعاء، ارتفعت حرارة الاتصالات المحلية والدولية واللقاءات العربية والاقليمية من اجل تثبيت التفاهم على التوافق، وتذليل العقد الطارئة المتصلة باسم الرئيس العتيد· ومع أن اوساط الرئيس نبيه بري لم تستبعد مفاجأة سارة في الساعات المقبلة، الا ان ما صدر عن لسان الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي شارك في قمة "الأوبيك" في الرياض "من ان معلوماته تقول بأن ايدي الجهات الأميركية والاسرائيلية دخلت لكي لا تسمح بانتخاب الرئيس المتفق عليه"، وما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبيل وصوله الى بيروت بأنه "اقل ثقة" بامكانية التوصل الى اتفاق حول الانتخابات الرئاسية في لبنان، ارخت بظلال من الريبة حول امكان التوصل الى توافق في الساعات التي تسبق الاربعاء المقبل، وربما في الأيام الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس اميل لحود، وبالتالي ترجيح احتمال تأجيل جلسة الاربعاء الى يوم الجمعة المقبل·‏

ولئن اعتبرت الأوساط الديبلوماسية ان الاتصالات التي اجرتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع كل من الرئيسين بري وفؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير والنائب سعد الحريري تصب في باب "التشجيع على المضي بالعملية التوافقية، بحسب الدستور، ودعمها لانتخاب رئيس يحظى بدعم كل اللبنانيين"، وكذلك عودة الوزير كوشنير الذي ينتهي تفويض بلاده الأربعاء، ومجيء الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم لاعادة تحريك مساعي الجامعة، تندرج جميع هذه التحركات في اطار انقاذ التفاهم، واعتبار ان العقبات التي اعترضت التوافق على اسم الرئيس العتيد لا ينبغي ان تشكل انسداداً في الأفق الرئاسي اللبناني·‏

وعليه، كشفت مصادر سياسية رفيعة لـ"اللواء" ان البحث بدأ عن اسماء توافقية من خارج اللائحة السداسية، وبتوافق قوى الأكثرية والمعارضة وبدعم دولي وعربي· ورجحت هذه المصادر استئناف اللقاءات بين بري والحريري بعد عودة الثاني من الزيارة الخاطفة التي سيقوم بها الى موسكو للاجتماع الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين·‏

وكان الرجلان قد اجتمعا مساءالسبت في عين التينة، "وبحثا في الاستحقاق الرئاسي، في ضوء اللائحة التي تسلماها من البطريرك الماروني، في اطار المبادرة الفرنسية المدعومة عربياً ودولياً"، حسب البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس كتلة "المستقبل"، والذي اكد ان اجواء البحث كانت "ايجابية وقد ساهمت في تعزيز فرص التوافق على الرئاسة للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة من الاستقرار ومعالجة شؤون اللبنانيين الملحة"·‏

وأوضح البيان ان الرئيس بري والنائب الحريري "اتفقا على ابقاء مشاوراتهما مفتوحة حتى الوصول الى انتخاب رئيس توافقي للبلاد من بين الأسماءالواردة في اللائحة التي تقدم بها البطريرك صفير وضمن المهلة التي نص عليها الدستور"· ومع ان البطريرك صفير كان قد اعلن السبت انه قدم لائحة تتضمن خمسة الى ستة اسماء، الا ان "المؤسسة اللبنانية للارسال"، أوردت مساء امس معلومات وصفتها بأنها موثوقة، قالت فيها ان اسماء اللائحة ارتفعت لتصبح سبعة "بعدما ادخل اليها شفوياً" اسم لمصرفي تردد ان ادخاله تم بتمنٍ فرنسي·‏

وقالت ان احد المرشحين ممن قيل ان اسمه على اللائحة وهو وزير سابق زار سراً العاصمة السورية ليل امس الاول، يرافقه وزير ونائب سابق وأحد النواب الحاليين ومسؤول رفيع في "حزب الله"·‏

وكشف تلفزيون المؤسسة أيضاً في معلومات اخرى ان وزيراً سابقاً غير مرشح، زار دمشق وعاد بأجواء نقلها الى حلفائه، كما اطلع الرئيس لحود على ما عاد به من انطباعات، وفيها ان العاصمة السورية لا تعارض احد الأسماء الذي ورد في لائحة صفير، وهو الاسم الذي زار دمشق سراًً·‏

وفي تقدير الأوساط المطلعة، ان تسريب هذه المعلومات جاء في اطار "الفيتوات المتبادلة" بين المعارضة والموالاة، رداً على رفض المعارضة، بلسان قناة "المنار" امس لاسم المرشح النائب روبير غانم باعتبار انه من قوى 14 آذار، وكذلك ما اعلنه الوزير السابق سليمان فرنجية قبل ايام من رفض المعارضة لاسم الحاكم السابق لمصرف لبنان ميشال الخوري للاعتبار ذاته، في مقابل رفض الاكثرية لترشيح العماد ميشال عون·‏

ومن الطبيعي حيال هذه المعطيات ان تتسارع الاتصالات بين مسيحيي 14 آذار وقوي لقاء "قرنة شهوان" وكذلك فتحت قنوات اتصال مع الرابية لتقويم المواقف والتطورات، خصوصا بعدما تبين ان خط بيروت - دمشق عاد الى حيويته، وهو ما دفع ايضا البطريرك صفير، في عظته الاخيرة قبل موعد الجلسة، الى مناشدة نواب الامة، الى ان يقوموا بما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب، على الرغم من جميع العوائق"، مؤكدا بأن "التاريخ سيسجل على كل منهم، وعلى كل مسؤول في لبنان، مواقفه في مثل هذه الظروف المصيرية، فعسى ان يعي كل منهم مسؤوليته ويتصرف بمقتضى ضميره الوطني"·‏

بري·· والمفاجأة السارة‏

وفي المقابل، اكدت مصادر مقربة من الرئيس بري ان الاجواء الدولية اصبحت مشجعة ومؤاتية، وان الخطوة اصبحت الآن مطلوبة من اللبنانيين بعد ان تهيأت لهم الظروف لإنجاز الاستحقاق الرئاسي·‏

ولفتت المصادر الى ان الرئيس بري ما زال على تفاؤله، وان اللقاءات مع النائب سعد الحريري متوقعة في اي لحظة مواكبة لتطورات الاستحقاق·‏

وقالت المصادر ان الرئيس بري وكذلك النائب الحريري يقومان بالتشاور إما هاتفيا او عبر موفدين مع حلفائهما حول لائحة البطريرك صفير·‏

ولم تستبعد ان يكون لبنان على وشك مفاجأة سارة بخصوص الاستحقاق·‏

الى ذلك، وفي قراءة لمصادر مطلعة حول السبل الآيلة الى تبني مرشح توافقي، ان يصار الى الآتي: تعرض اسماء المرشحين امام كتل الموالاة والمعارضة والاسم الذي يحصل على الاكثرية اصوات هذه الكتل يتم تبنيه كمرشح توافقي، وفي حال حصل اسم آخر على رقم قريب يتم عرض الاسمين في جلسة الانتخاب والذي يحصل على غالبية الاسماء تكون الرئاسة من نصيبه·‏

وتوقعت المصادر ان تشهد بيروت زحمة موفدين عرب واجانب، وستكون هذه لقاءات سريعة، لكن مكثفة، في سبيل انضاج الطبخة الرئاسية التي وضعت على نار حامية جداً، مشيرة الى ان وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير سيبقى في بيروت الى ما بعد يوم الاربعاء·‏

كوشنير‏

على ان اللافت في تصريحات الوزير كوشنير الذي وصل قرابة التاسعة والنصف من مساء امس، الى بيروت آتياً من الاراضي الفلسطينية المحتلة، على متن طائرة فرنسية خاصة، اشارته الى "تبدل في التحالفات" في لبنان الامر الذي دفعه الى تسريع عودته الى بيروت بدلاً من غد الثلاثاء، معتبراً ان التغيير في تركيبة التحالفات التي كانت قائمة "لم تكن متوقعة" وبالتالي يجب اخذها بعين الاعتبار·‏

واوضح انه سيعاود لقاء جميع الاطراف اللبنانية من جميع الطوائف للاستماع اليهم، من اجل التوصل الى انتخابات حسب الآلية الدستورية وبما يتوافق مع الاصول الديمقراطية·‏

واكد ان فرنسا حاضرة لان تلعب دوراً مفيداً وبناء اذا طلب منها ذلك، مشيراً الى انه يمكنها ان تكون ايضاً اكثر من مراقب يقظ وصديق، وعاطفي، حتى تجري الامور بشكل جيد ونأمل ذلك·‏

واكد كوشنير ايضاً على انه باقٍ في لبنان حتى انتهاء عملية انتخاب رئيس جديد، وخاطب الصحافيين في المطار قائلاً:‏

"عليكم ان تعرفوا انها دبلوماسية جديدة لا تقوم على مجرد لقاءات سريعة ومصافحة أياد ومن ثم مغادرة فورية·‏

اعتقد ان اصول الدبلوماسية الجديدة تقتضي علينا ان نعيش مع الشعب، ليس فقط لأننا دولتين صديقتين ولكن لان فرنسا تكرس مستعاً من الوقت لهذا الشأن· وكما تعرفون هنالك حاجة لفهم الامور، وكما تعلمون لفهم واقع لبنان يحتاج لسنوات،و كم انا مندهش لتصرف بعض الوزراء الذين يأتون الى لبنان ومن ثم لا يعودون اليه ويتساءلون بعد ذلك عن الحل"·‏

واشار الى انه كان من المتوقع ان يعود الى بيروت مساء الثلاثاء، لكنه طالما انه كان على مقربة من لبنان، ارتأى العودة قبل العودة الى فرنسا ومن ثم المجيء الى بيروت، معتبراً ان الايام الثلاثة المتبقية على نهاية ولاية الرئيس لحود غير كافية، وقال: "ان لبنان يستحق اكثر من ذلك، حتى ولو كان ذلك على حساب راحتي الشخصية وحياتي العائلية"·‏

وردا على سؤال اجاب كوشنير ان التوصل الى رئيس توافقي يجعلني سعيدا جدا، وهذا هو في الاساس موقفنا، هناك اكثرية ومعارضة ولكي يتم انتخاب رئيس لا بد من ان يعمل هذان الطرفان سوية ويتوصلا الى هذا الاتفاق، سوف نرى ما ذاا كان الطرفان سيُجمعان على الرئيس الجديد، ولكن يبدو ان ذلك اكثر صعوبة مما كنا نظن، يجب اخذ ذلك بعين الاعتبار·‏

موسى وابو الغيط‏

الى ذلك، أبلغ الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في اتصالين اجراهما امس بكل من الرئيس بري والسنيورة عن زيارة سيقوم بها اليوم الى بيروت، في اطار الجهود العربية لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية، حسب ما اعلن مدير مكتبه السفير هشام يوسف الذي اكد للصحافيين في القاهرة ان موسى "سيقوم خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة بزيارة عاجلة لبيروت لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين حول المستجدات على الساحة اللبنانية والعمل على تمرير الاستحقاق الرئاسي المقرر في جلسة مجلس النواب في الحادي والعشرين من هذا الشهر"·‏

وكان يوسف أجرى الاسبوع الفائت مشاورات مع مختلف القادة اللبنانيين تحضيرا لزيارة الامين العام لبيروت وقدم اليه تقريرا شاملا حول نتائج هذه المشاورات·‏

وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية رفض كشف هويته ان "هناك مؤشرات ايجابية على طريق الوفاق اللبناني حصل عليها الامين العام"·‏

واضاف المصدر ان موسى حصل على هذه المؤشرات "بعد زيارة موفده لبيروت وبعد المحادثات الهاتفية التي أجراها امس (الاحد) مع الرئيس نبيه بري ورئيس الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري"·‏

داليما‏

تجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الايطالية ماسيمو داليما الذي زار بيروت السبت واجرى لقاءات مكثفة مع القادة اللبنانيين، وعد بالانضمام الى محادثات كوشنير في بيروت الثلاثاء·‏

واوردت وكالة "رويترز" ان داليما ابلغ الى المراسلين الصحافيين الايطاليين المرافقين له في زيارته لبيروت، قبل عقده المؤتمر الصحافي، ان الزعماء اللبنانيين المتنافسين يقولون ان في امكانهم الاتفاق على رئيس جديد في خطوة تعتبر ضرورية لنزع فتيل الازمة السياسية "ومع ذلك فقد ينتهي كل شيء الى الفشل"· واضاف ان المحادثات الهادفة الى تحقيق اتفاق قبل جلسة 12 تشرين الثاني تعثرت بسبب اصرار العماد ميشال عون على ان يتولى الرئاسة·‏

وابلغ داليما الى المراسلين في اشارة الى عون ان "المفاوضات وصلت الى مرحلة صعبة على نحو خاص بسبب وجود طرف يقول انا المرشح ومن الواضح ان هذا يمثل مشكلة"·‏

واضاف: "هو يعتقد انه المرشح الذي يستطيع ان يوحد البلاد لكني كمراقب لا يبدو لي ذلك مرجحا"·‏

وقال داليما: "ابلغني بري والحريري ان من الممكن التوصل الى اتفاق على احدى الشخصيات الواردة في اللائحة ولكن لست متأكدا انهما يفكران في الشخص نفسه"، واضاف: "مقومات الاتفاق موجودة، ومع ذلك فقد ينتهي كل شيء الى الفشل"·‏

وفي السياق نفسه، اعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، عن ارتياح مصر للخطوة التي اتخذها البطريرك الماروني نصر الله صفير بتقديم قائمة باسماء المرشحين الذين يراهم مؤهلين لتولي منصب رئيس الجمهورية في لبنان، وذلك على اثر مطالبة وتوقع جميع الاطراف في لبنان خلال المرحلة الماضية بأن يلعب البطريرك دورا رئيسيا في هذا الموضوع· واعاد ابو الغيط التأكيد على موقف مصر من انها ليست في وارد الدخول في المداولات الخاصة باسماء المرشحين، باعتبار ان ذلك الامر يخص اللبنانيين، موضحا ان ما نتطلع اليه هو مساعدة اللبنانيين وتمكينهم من انتخاب رئيسهم بحرية ودون تدخلات وخلال المهلة الدستورية التي تنتهي بعد ايام قليلة"·‏

نجاد‏

من جهته اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس في ختام قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في الرياض الولايات المتحدة واسرائيل بالعمل على احباط اي انتخابات رئاسية لبنانية تتم بالتوافق بين اللبنانيين· وقال احمدي نجاد في مؤتمر صحافي "انطباعنا من المسرح اللبناني ان الحكومتين الاميركية والاسرائيلية تحاولان الا يحصل توافق بين المكونات اللبنانية" حول الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 12 الجاري·‏

واضاف بحسب الترجمة العربية الفورية لتصريحاته بالفارسية "افضل شيء هو التوافق بين الاطراف اللبنانية لكن معلوماتنا تقول ان ايدي الجهات الاميركية والاسرائيلية دخلت لكي لا تسمح بانتخاب الرئيس المتفق عليه"· وذكر احمدي نجاد ان الاميركيين والاسرائيليين يعملون "حتى تكون هناك اجتماعات تختار رئيسا بعيدا عن البرلمان اللبناني"·‏

واضاف "من اجل تعويض الهزائم الفادحة في العراق وافغانستان، تبحث الولايات المتحدة عن خوض مغامرات في الساحة البنانية (··) لقد دقوا (الاميركيون) اسفينا في الصفوف اللبنانية وحاولوا ان يشعلوا حربا اهلية في لبنان"· وخلص احمدي نجاد الى القول "فليعلموا ان كل هذه المخططات لن تؤدي الى نتيجة والشعب اللبناني وشعوب المنطقة على يقظة للفتن التي يثيرونها"·‏

كما اكد ان بلاده تعترف "باستقلال لبنان وحقه في تقرير مصيره" مؤكدا ان المحادثات "مع الاخوة السعوديين تدور حول هذه النقاط"·‏

المعلم الى طهران قريباً‏

من جهة ثانية، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصادر مطلعة في دمشق ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة العاصمة الايرانية قبل نهاية الاسبوع الحالي لمتابعة التنسيق والتشاور بين دمشق وطهران بشأن قضايا المنطقة، واضافت المصادر ان زيارة المعلم تأتي قبل الجلسة المقررة لمجلس النواب اللبناني في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لانتخاب رئيس جديد للبنان وبعد اقل من شهر على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني متكي الى دمشق·‏

صحيفة الديار:‏

الديار قالت : اظهرت تطورات الساعات الاخيرة ان افق التسوية السياسية الرئاسية بدأ يميل الى الانسداد دون ان يقفل الباب تماما ما حتم قيام وزير الخارجية الفرنسي بتسريع زيارته الى لبنان حيث وصل ليل امس للعمل على حلحلة العقد التي لم يتم تذليلها حتى الان ويتوقع ان يساعد كوشنير في ادارة غرفة عمليات رئاسية لتحقيق اختراق‏

ورافق زيارة كوشنير حدث عربي ببعد لبناني لا يقل اهمية فقد عقد الرئيس الاسد والملك الاردني قمة مفاجئة في دمشق كان من للملف اللبناني منها حصة كبيرة حيث دعوا الى حل توافقي في لبنان‏

ويمكن لهذين الحدثين ان يعيدا الدماء الى شرييان المساعي الهادفة الى تسريع انضاج الحل وتظهيره في جلسة بعد غدج الاربعاء لا سيما ان تاجيل هذه الجلسة او تطييرها قد يؤدي الى تضييق الهامش الزمني المتبقي لاتمام الاستحقاق الرئاسي في 24 تشرين الثاني‏

وبموازاة الانسداد الحاصل لعملية اختيار الاسماء وجوجلتها فان اشارة اساسية وردت من الاميركيين تمثلت في اتصال اجرته الوزيرة رايس بكل من الرئيسين بري والسنيورة والنائب الحريري والبطريرك صفير وشكلت هذه الخطوة عنصرا مساعدا لاتمام التسوية خصوصا ان اطرافا في الداخل كالنائب جنبلاط سبق لها ان ترجمت تاييدا لمنطق التسوية‏

ومساء امس جرت اتصالات ولقاءات مكثفة في اطار الاستحقاق الرئاسي وتردد ان لقاء اخر عقد ولكن لم يتاكد ذلك وقالت مصادر ليلا ان ما جرى من تطورات يعزز الاتجاه الوفاقي‏

الى ذلك كشفت معلومات دبلومايبة غربية ان من اسباب تقديم كوشنير زيارته الى لبنان اتت نتيجة اطلاعه على المعطيات التي تقول ان التفاهم على الاسماء بين بري والحريري مستبعد وان خشيته من فوضى امنية حدت به للاسراع الى لبنان الذي سيبقى فيه لمدة 5 ايام حتى انجلاء صورة الاستحقاق وما بعده هذا في حين علم ان عمرو موسى سيزور لبنان في الساعات المقبلة‏

كما سجل تظهير معلومات عن قيام وزير سابق مرشح للرئاسة برفقة نائب ووزير سابق بزيارة دمشق يرافقهما مسؤول في حزب الله ولدى استيضاح الامر افادت مصادر للديار ان هذا التسريب يقصد به الوزير ميشال اده السابق ميشال‏

وعلى صعيد علمت الديار من اوساط مطلعة ان عملية جوجلة الاسماء دخلت في عدة مطبات فالنائب الحريري رفض التوافق على اسم اده في ما رفض اسم غانم من جهة اقليمية اساسية اما بالنسبة الى المرشحين فقد علم ان اسهم رياض سلامة بات يتقدم كخيار اساسي لكن مع منافسة مع اده‏

وعلمت الديار ان جزءا اساسيا من مسيحيي 14 اذار مسناء من اداء الحريري وكيفية التفاوض وقال مصدر مسيحي في 14 اذار ان التفويض المعطى للحريري هو للتفاوض وليس لاتخاذ القرر وان مسيحيي14 اذار لهم الحق الاساس في اختيار الاسم .‏

2007-11-19