ارشيف من : 2005-2008

الفصائل الفلسطينية: علاقتنا جيدة مع الجوار اللبناني

الفصائل الفلسطينية: علاقتنا جيدة مع الجوار اللبناني

عاشت المخيمات الفلسطينية في الفترة الأخيرة وخصوصا في مخيم برج البراجنة أجواء من القلق والخوف من حدوث أي إشكال سواء كان إشكالا داخليا أو حتى مع أطراف لبنانية، وذلك بعدما حاولت بعض الجهات إشاعة الخوف من إمكانية إعادة تجربة ما حصل في مخيم نهر البارد في مخيم برج البراجنة. ومن اجل تفادي أي عمل مخل، التقت القيادات الفلسطينية واللبنانية على احتواء أي أمر قد يحصل. وبالفعل جرت لقاءات عديدة أثمرت حتى الآن نتائج ايجابية، أبعدت شبح الخوف عن أبناء المخيمات، وأعادت الثقة المتبادلة بين اللبنانيين والفلسطينيين، خاصة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى يوم الشهيد، الذي جزم خلاله بأن لا حرب مخيمات جديدة.

هذه العبارة تركت أثرا طيبا لدى أبناء المخيمات الفلسطينية ولدى قياداتها أيضا الذين أكدوا بدورهم أن العلاقة بين أبناء المخيمات والجوار هي علاقة جيدة، خاصة أن ما يجمع بينهم يتعدى حدود البقعة الجغرافية ليصل الى حمل نفس الهموم والقضايا وقضيتها المركزية قضية فلسطين المحتلة. 
ولفت ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان في حديث لـ"الانتقاد" الى أن حالة من القلق والخوف انتابت أبناء المخيمات نتيجة  هذا الموضوع. وأكد حمدان أننا كفصائل "كنا معنيين بأن لا يحدث أي مشكلة وبادرنا الى إجراء خطوات لمنع فرصة حدوث هذا الأمر، كإشكال داخلي في أي من المخيمات أو إشكال مع الجوار".
 وأكد حمدان أن "ما نشر من معلومات حول احتمال صدامات بين فصائل التحالف وفصائل المنظمة كان مختلقا، وما نشر في إحدى الصحف تحديدا جاء بعد أن ابرم التفاهم حول تشكيل القوة الأمنية، ما يعني أن كل ما كتب لم يستند الى اصل أو معلومات حقيقية". وأضاف: "نحن كقوى تحالف سنتابع هذا الإجراء ونرفض أن تتحول المخيمات الى ساحة أزمة فلسطيينة ـ فلسطينية أو إشكال فلسطيني ـ لبناني. ونحن ندرك حساسية وحرج الوضع اللبناني الحالي، لذلك نحن معنيون أن يساعدنا الجميع من الأطراف والأحزاب والقوى اللبنانية على المضي وفق الهدف الذي نعتقد انه الوحيد الذي يشغل الفلسطينيين وهو العودة الى فلسطين".
وطمأن حمدان الى ان "الخطوات التي جرى الاتفاق عليها بين الفصائل وأيضا الـتأكيد الذي أتى على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن لا حرب مخيمات، وخاصة ان أبناء مخيم برج البراجنة وأهله أشقاء لنا، نستطيع القول ان الأمور تسير نحو الاطمئنان أكثر والمناخ العام يشعرنا بأننا نستطيع أن نحمي المخيمات والفلسطيني من أي محاولة لتوريطهم في الشأن اللبناني، وان أي محاولة غير ذلك هي تضييع لحق العودة".
بدوره ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أكد لـ"الانتقاد" أن "الكلام الذي تناول المخيمات في الآونة الأخيرة هو جزء من تضخيم وضع المخيمات في ظل الاستحقاق الذي يجري في البلد، وخاصة ان لبنان يعيش حالة من التجاذب على المستوى الداخلي والبعض يسعى الى زج الفلسطيني في الداخل اللبناني"، لافتاً الى أن "المخيمات الفلسطينية لن تكرر ما حصل في الماضي، وهو درس لنا ولن نسمح أن يتكرر في أي مخيم لأننا ندرك أن هناك استهدافا واضحا للوجود الفلسطيني كقضية، واستهداف المخيمات كعنوان للنكبة ولجرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي طرد شعبا بأكمله من فلسطين".
يضيف: "إن هذه المخيمات تشكل تحديا للكيان الصهيوني وتحدياً لكل المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية".
وإذ تحدث عن القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة للسهر على امن المخيمات، أكد الرفاعي أن "خطاب السيد نصرالله طمأن ابناء المخيمات خصوصا في بيروت، وكذلك وعي الفصائل الفلسطينية وإدراكها لخطورة المرحلة، خفف من حدة الخوف الذي انتاب شعبنا داخل المخيمات". ويجزم أن "أبناء المخيمات لن يكونوا إلا داعما لاستقرار لبنان، وهم معنيون بحفظ أمن واستقرار هذا البلد والحفاظ على سلمه الأهلي".
وأكد أمين سر قوى التحالف الفلسطيني أبو خالد الشمال أن المخيمات الفلسطينية تنعم بالهدوء وهي على علاقة جيدة مع الجوار اللبناني. وقال لـ"الانتقاد" ان "الفلسطيني بكل أطيافه معروف بجانب من يقف، أي الى جانب المقاومة". واعتبر أن "ما أشيع من كلام يهدف إلى جرّ السلطة اللبنانية الى مواجهة مع المخيمات على غرار ما حدث في مخيم نهر البارد". وأكد "أننا مطمئنون وزاد من اطمئناننا خطاب السيد نصرالله الذي أكد فيه أن لا وجود لحرب مخيمات جديدة".
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1241 ـ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

2007-11-16