ارشيف من : 2005-2008

"أرش دو زويه" : أسماء فرنسية كبيرة وراء الفضيحة

"أرش دو زويه" : أسماء فرنسية كبيرة وراء الفضيحة

نضال حمادة ـ باريس      
منذ بداية أزمة جمعية "أرش دو زويه" (أزمة المتاجرة بأطفال دارفور وتشاد)، توجهت عائلة أحد أعضاء الجمعية بطلب إلى المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية والخيرية ـ وهو كونفدرالية دولية تضم أكثر من 160 جمعية خيرية وإنسانية ومقره جنيف ـ للتدخل من أجل الإفراج عنه. وكان المكتب في الوقت نفسه قد تلقى طلبا من جمعيات أفريقية لشجب تصرفات هذه الجمعية وأخذ موقف صارم منها. لذا كلف المكتب ثلاثة من أعضائه التحقيق في الموضوع عن كثب لتبيان البعد الجرمي للقضية مع احترام مبدأ قرينة البراءة.
وقد حصلت "الانتقاد" على أولى المعلومات الناجمة عن تقرير تقصي الحقائق المنتظر صدوره في نهاية شهر نوفمبر بحق هذه الجمعية الغريبة عن أوساط العمل الإنساني، إلا أنها معروفة في عدة أوساط رسمية وشبه رسمية.

في أولى وثائق الجمعية حُددت الغاية من وجود "أرش دو زويه" بتوفير شروط الحياة المقبولة للأطفال من ضحايا تسونامي وتقديم برامج إعادة تأهيل عائلي واجتماعي لضحايا الكوارث الطبيعية والمآسي، الأمر الذي لا يشير من قريب أو بعيد للتبني أو نقل الأطفال. وهذه الجمعية نشأت بمبادرة مؤسسة شبه حكومية فرنسية اسمها "باريس بيوتيك سانتيه"Paris" Biotech Santé"، وقد أطلعنا المكتب الدولي على عدد إشهارها في الجريدة الرسمية حيث نقرأ التالي:
«Siège social: 23, rue Hallé, 75014 Paris. Courriel:
. Le Journal officiel de la République française du 2 juillet 2005.
وحتى اليوم المسؤولية القضائية والعنوان ما زالا دون تغيير وهما السيدة ستيفاني لوفيفر المدير العام المساعد لمؤسسة "باريس بيوتيك سانتيه". وهذه الأخيرة منبثقة عن أربع مؤسسات رسمية فرنسية ذات سمعة هي: جامعة السوربون باريس الخامسة "رينيه ديكارت"، والمؤسسة القومية للبحث الطبي  "INSERM"، والمعهد المركزي العالي في باريس و ""ESSEC. بل لقد تشكلت لجنة تقييم لأداء عمل "أرش دو زويه" ضمت طبيب الأطفال فرانسوا ساركوزي ـ شقيق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ـ وأعطت تقييما جيدا لأداء الجمعية برغم الابتعاد عن الغاية الاجتماعية الأساسية لإشهارها. غير ذلك أكدت قريبة إحدى المعتقلات في نجامينا أنه جرى استقبال الجمعية رسميا ثلاث مرات من قبل وزارة الخارجية التي شجعت هذا المشروع القائم على انقاذ (1000) طفل من جنون البشر في دارفور. وتدّعي قريبة إحدى المعتقلات أن الجمعية طلبت دعما معنويا من سيسيليا ساركوزي التي لم تتردد بعد الاطلاع على الدعم الذي تلقاه الجمعية من أطراف رسمية. وفي معظم ما وزعت أثناء حملتها على الانترنيت كانت "أرش دو زويه" تستشهد بأقوال وأفعال الدكتور كوشنير وزير الخارجية الحالي، وخاصة تصريحاته النارية في شهري فبراير ومارس 2007 قبل استلامه منصبه. وقد هدد أكثر من عضو في الجمعية بإسقاط رؤوس كبيرة إذا لم يتدخل الرئيس الفرنسي مباشرة لإعادة المتورطين في القضية جميعهم من تشاد. وفي شهادة لقريبة عضو معتقل في نجامينا جاء حرفيا: "إما أن تهاجموا الحيتان التي صنعت "أرش دو زويه" أو تدافعوا عن الأسماك الصغيرة، لدينا قائمة بنواب اشتراكيين ومن الحزب الحاكم أرسلوا رسائل تأييد قبل السفر إلى تشاد، لا أحد يستطيع التنكر اليوم. بكل الأحوال لقد وعدتنا سكرتيرة حقوق الإنسان في الخارجية بالحماية والدفاع عنا، لهذا نتجنب التصعيد".
لا شك في أن هذه القضية سيكون لها تبعات، خصوصا مع تدخل جمعيات حقوق الإنسان على الخط واستنفار جمعيات العمل الإنساني لحماية سمعتها التي تأثرت كثيرا بما حصل، لا سيما ان أصابع الاتهام موجهة إلى الإعلام الفرنسي لمحاولته التغطية على ما حصل. والسؤال المطروح: ماذا لو كان الأمر معكوسا، أو ماذا لو كان ما حصل من قبل هؤلاء الأوروبيين حصل من قبل مسلمين؟ هل كانت ردود الأفعال ستكون متفهمة لهذه الدرجة؟
الانتقاد/ العدد1241 ـ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

2007-11-16