ارشيف من : 2005-2008

صفير غير راغب في التسمية.. لكنه ماض في مسعاه : يفهم قلق نصر الله ويطلب تفهم الآخرين ويفضل التوافق على الإنقاذ

صفير غير راغب في التسمية.. لكنه ماض في مسعاه : يفهم قلق نصر الله ويطلب تفهم الآخرين ويفضل التوافق على الإنقاذ

المعروف «صحيح لا تكسر وكسرا لا تأكل وكل حتى تشبع».‏

يسمع البطريرك صفير التصريحات المتتالية عن الاستحقاق الرئاسي والمتنافسة على الطلب اليه التدخل للحسم بمبادة «رغيف» يسد جوع الجميع ولا يغدق على هذا السلوى وذاك العلقم. يرفع يديه الى فوق ويقول «الله يدبر».‏

في الآونة الأخيرة برزت مطالبات من نوع آخر بأن «يحيد البطريرك عن هذا الإستحقاق ولتبعد عنه تجربة التسميات» وآخرها كان من منبر صاحب الدار وسيده. الأمر الذي «لا يشجع البطريرك على المضي قدما في مبادرته» على ما تؤكد أوساط مقربة من الصرح «فالبطريرك يستوعب الجميع ولكنه في النــهاية عندما يسمع مثل هذه التصريحات التي وصل بعضها الى انتقاد أحد المطارنة بشكل حاد لمجرد أنه قال إن الدســتور ينص على نصاب الثلثين لا يشجعه على مواصلة مسعاه».‏

ورغم كل ما يحيط بأروقة بكركي من «مع» و«ضد» و«مشجع» عن بعد أو عن خبث، فإن المبادرة البطريركية ماضية في طريقها وعلى أساسها ستتم لقاءات البطريرك مع مجموعة الموفدين الدوليين الذين سيطوفون على المرجعيات السياسية طوال الأيام الفاصلة عن يوم الاستحقاق والذين يخصون بكركي بزيارات مكثفة وأحيانا للافتتاح والختام معا على ما فعل الوفد الفرنسي.‏

بعض أقطاب «14 آذار» دعا الى «إعفاء البطريرك وإراحته من هذه المسؤولية»، ولكن «مهندسي» التواصل بين الفريقين أي رئيس المجلس نبيه بري والنائب سعد الدين الحريري كررا الدعوة هذه المرة الى البطريرك صفير للتسمية «والتشاور مع القيادات المسيحية للتوصل الى لائحة بعد جمعهم في بكركي». هذا الأمر لم تكن أصداؤه جيدة في أروقة المقر البطريركي إذ تطرح استفهامات حول «ماهية التشاور وهل هو يعني أن الثقة ليست موجودة في رأي البطريرك وحده» على ما تقول الأوساط نفسها التي تفسر هذا المطلب على أنه «الخوف من ألا تكون الأسماء على طراز الأسماء التي تخلق أي إشكال بين بكركي وأي مرجعية أخرى، أي البحث عن لائحة أسماء لا تحتمل «لو».‏

مقابل ذلك، تؤكد أن البطريرك «يفضل الآلية القائمة على أن تأتي الاقتراحات الى البطريرك، ويختار هو منها وهذه هي الأفضلية المطلقة بالنسبة الى سيد الصرح، فعندها لن يكون مضطرا الى وضع لائحة، وإنما قد يقتصر الأمر على إسمين». وعند باب التسميات يقف جميع قاصدي بكركي في هذه الأيام ويفرزون عند «العتبة» بين مؤكد أن البطريرك سيسمي في النهاية وبين جازم أنه لن يقع في الفخ نفسه أكثر من مرة.‏

وفي الغمرة الرئاسية، حل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مادة دسمة لقراءات متعددة لزوّار الصرح. وفي هذا السياق تعطي البطريركية صفة «غاية في الخطورة» للخطاب، على ما تقول الأوساط نفسها، كونه يجاري «دقة المرحلة التي تقارب الموضــوعات السياسية الساخنة». وهي تتلمس في كل بنود الخطاب من المخيمات الى السلاح فالملف الأمني برمته «قلقا لدى الحزب يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لأنه لن يعرف الراحة إلا إذا شعر بتضامن اللبنانيين حوله».‏

ولكنها تتابع: «صحيح أن البطريركية تتفهم هذا القلق ولكنها تشدد من جهة أخرى على قلق مقابل تعاني منه شرائح مختلفة ويجب على الحزب أن يسعى الى طمأنتها بدوره».‏

أما مناشدة الأمين العام رئيس الجمهورية القيام بـ«مبادرة إنقاذية» فلا ترى فيه بكركي «عنوان اطمئنان في ظل جو الاصطفاف السائد» على ما تؤكد أوساط مقربة من الصرح ومعنية مباشرة بهذا الملف، وتقرأ أيضا في كلام السيد «قلقا مشروعا».‏

أما لماذا ترفض بكركي حلا إنقاذيا فتجيب: «لان الأفضلية بالنسبة الى البطريركية اليوم هي لإتمام الاستحقاق الرئاسي في جو من التوافق. فهذه المبادرة ليست هي القاعدة وإنما الاستثناء».‏

ولم يحجب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان والذي ينعقد طوال هذا الأسبوع في بكركي «الحركة الرئاسية» لزوار الصرح. وفي هذا الإطار، التقى البطريرك بعيدا من الإعلام وقبل افتتاح أعمال المجلس في دورته الحادية والأربعين الوزير السابق ميشال إده الذي سئل بعد اللقاء عن آخر المستجدات الرئاسية فاكتفى بجواب من لا يريد الدخول في الموضوع من الأصل إذ قال: «كوستاريكا منيحة». واستمر توافد الزوار بعد الظهر فالتقى البطريرك ممثل الأمين العام للأم المتحدة غير بدرسن، الوزير السابق فارس بويز والمحامي شكيب قرطباوي.‏

المصدر : صحيفة السفير اللبنانية‏

2007-11-13