ارشيف من : 2005-2008

الكرملين يوعز بانطلاق "السيل الجنوبي"

الكرملين يوعز بانطلاق "السيل الجنوبي"

الكرملين في الثاني والعشرين من نوفمبر الحالي اتفاقية إنشاء شركة مشتركة تشرف على تنفيذ واستثمار مشروع "السيل الجنوبي" (South Stream) الطموح. ويدور الحديث عن مد أنبوب غاز بطاقة 30 مليار متر مكعب في السنة وبكلفة تزيد على 10 مليارات دولار ليربط شاطئ البحر الأسود الروسي بإيطاليا.‏

ويجدر التذكير بأن ممثلي "Eni" و"غاز بروم" أعلنوا في روما في شهر يونيو من هذه السنة عن البدء بمشروع "السيل الجنوبي". وستقوم الشركة الروسية الإيطالية المشتركة المقرر تشكيلها بتنفيذ هذا المشروع، وقد يعهد إليها في المستقبل الإشراف على تشغيله. علما بأن حصة كل من "Eni" و"غاز بروم" في المؤسسة المشتركة تساوي 50 بالمائة، ولكن بوسع شركات من بلدان الترانزيت أن تشارك أيضا في المشروع لاحقا.‏

ومن المفروض أن يمر "السيل الجنوبي" من شواطئ روسيا عبر قاع البحر الأسود إلى الساحل البلغاري. ومن هناك يطرح خياران لمسار الأنبوب برا: الأول ـ خلال اليونان وألبانيا ومن ثم عبر قاع بحر الأدرياتيك حتى جنوب إيطاليا، والثاني ـ خلال البلقان إلى شمال إيطاليا وجنوب ألمانيا. ومن الممكن أن يصلح المساران الجنوبي والشمالي معا ليكمل بعضهما الآخر.‏

إن مشروع "السيل الجنوبي" شبيه في جوانبه الكثيرة بفكرة إنشاء "السيل الشمالي" (Nord Stream ) ـ أنبوب الغاز الذي يمتد عبر قاع بحر البلطيق ويربط روسيا بألمانيا. ويجري مد الخطين الجديدين بالمرتبة الأولى في مصلحة مستهلكي الغاز الأوروبيين. فإن زيادة عدد المسارات التي يضخ عبرها الغاز من روسيا إلى أوروبا ستكون من أهم ثمار هذين المشروعين. وفي النتيجة ستزداد ضمانات الإمدادات.‏

وفيما يتعلق بالاعتبارات المالية فلا بد من القول إن مشروع "السيل الجنوبي" لا يعد "غاز بروم" بنفع مادي كبير. فمن الممكن زيادة توريدات الغاز الروسي إلى البلقان وإيطاليا وبلدان أوروبا الغربية الأخرى بأسلوب أرخص أكثر عن طريق مواصلة مد وتوسيع الخطوط الموجودة حاليا. وعلى سبيل المثال، خط "سويوز" الذي يعتبر أكبر خط بين أنابيب نقل الغاز العاملة حاليا بين روسيا وأوروبا الغربية. ولكن المشاكل التي تواجهها "غاز بروم" بصورة دورية في مجال ترانزيت الغاز إلى الاتحاد الأوروبي خلال الأنابيب المارة عبر أراضي أوكرانيا وبيلوروسيا ترغم الشركة الروسية على البحث سوية مع الشركاء الأوروبيين الغربيين عن طرق إضافية أخرى.‏

وأما شركة "Eni" الإيطالية فهي على العكس ستربح من المشاركة في مشروع "السيل الجنوبي" بشكل مباشر. ذلك أن الإيطاليين سيحصلون أغلب الظن على حصة الأسد من عقود مد الأنبوب. كما ستزداد فرص هذه الشركة في المشاركة في مشروع مشترك آخر مع "غاز بروم" ـ بناء مصنع لتسييل الغاز على ساحل بحر البلطيق الروسي.‏

2007-11-26