ارشيف من : 2005-2008

في ذلك المساء

في ذلك المساء

لم أحبك يوماً كما أحببتك عشية الثلاثاء الماضي يا سيد. في ذلك المساء الاحتفالي, الناس ينتظرون, الأطفال يخبرون بعضهم وأهلهم: "اليوم بدو يحكي السيد...". في ذلك المساء لم أرك سوى آية من آيات عظمة الله في خلقه، وهدية لهم إلى الصراط المستقيم. كنت دائماً تعلمنا أن نبتعد عن الثناء والتقديس للأشخاص، وأن نلتزم جانب المبادئ والتعاليم والقيم، وقلمي الآن لا يمدحك ولا يثني عليك، وإنما يقرأ في المبادئ والتعاليم التي خرجت من أكمامها، وعلى هذا الرب العظيم الذي أدبك فأحسن تأديبك كما فعل مع سيدك وجدك رسول الله (ص) رزقنا الله وإياك شفاعته.
تذكّرني يا سيد بكلمة للإمام الخميني "قده" وأنت تلميذه ومريده يقول فيها: إن أصل التأثير في هذا الوجود منحصر بالذات الإلهية المقدسة، وليس لسائر الموجودات فيها شراكة". لقد كتبت يا سيد بيدك الطاهرة الشريفة بقلم العقل على لوحة القلب حقيقة لا إله إلا الله، ولا مؤثر في الوجود إلا الله. لقد آمن قلبك بهذه اللطيفة الإيمانية والحقيقة البرهانية فحصلت لديك حالة الالتجاء إلى الله والانقطاع عن كل ما سواه. بمقام التوحيد القلبي الحقيقي تمّيزت حتى صرت بنظر المحللين النفسيين السياسيين الإسرائيليين "أشجع رجل في العالم ". شجاعتك يا سيد هي صنيعة الله فيك، وآية الله لنا وعلينا، فأنت الشاهد والشهيد على قومك يوم القيامة، وهذه المنّة من الله استحققتها برحمته ولطفه بك أولاً، وتالياً بصبرك وجهادك وتحملك الألم في سبيله. كنت كلما جنّ عليك ليل المصائب والهموم تفرّ إليه، وتناجيه من أعمق أعماقك: "يا غياث المستغيثين..". ولقد كان مولاك كعادته عند حسن ظنك به. صدق وعده ونصر عبده وأسبغ نعمته عليك، إنه نِعم المولى ونِعم النصير.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد الخاص بالانتصار ـ 17 آب/أغسطس 2007

2007-08-17