ارشيف من : 2005-2008
النائب عبد الرحمن الجمل: مشاركة حماس في العمل السياسي شكل من أشكال المقاومة ونجحت في وقف الهرولة نحو الحلول التصفوية

دخول حماس لدائرة العمل السياسي ومشاركتها في الانتخابات التشريعية، أسهم بشكل كبير في وقف الهرولة نحو الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية.
معتبراً أن مشاركة حماس في العمل السياسي هي شكل من أشكال المقاومة، وأن حركته نجحت في كسر تفرد حركة فتح في إدارة شؤون المجتمع الفلسطيني، واصفاً تجربة العمل السياسي لحماس بالتجربة المفيدة رغم الآلام والصعاب.
جاء ذلك في حوار صريح، أجرته شبكة الوسطى الإعلامية مع اقتراب مرور عامين على نجاح حماس وفوزها بغالبية مقاعد المجلس التشريعي.
حماس متمسكة بشعارها "يد تبني ويد تقاوم "
وشدد النائب الجمل على أن حماس لازالت متمسكة بشعارها الذي رفعته خلال حملتها الانتخابية "يد تبني ويد تقاوم"، معتبراً أن الحرب التي أُعلنت على حركته وعلى الحكومة منذ اليوم الأول والحصار، والمؤامرات الداخلية والخارجية، حالت دون تنفيذ البرامج التنموية كما يجب.
وفي الإطار ذاته أشار النائب الجمل إلى تمسك حركة حماس بالمقاومة، وأنها لم تغادر هذا الميدان، وأن اليد التي تقاوم لازالت ضاغطة على الزناد، رغم القتل،والقصف، والاجتياحات والتجريف، وليس أدل من قوافل الشهداء والمرابطين الذين لا زالت تقدمهم الحركة دفاعاً عن كرامة الأمة، وتصدياً للاجتياحات والعدوان، مشيداً في الوقت ذاته بعملية "الوهم المتبدد" التي أسر فيها الجندي جلعاد شليط، وعمليات
من يسهم في تعطيل المجلس يتساوق مع لاحتلال
ومن جهة أخرى أعتبر النائب الجمل أن بعض الكتل البرلمانية غير معنية بنجاح المجلس التشريعي، ولا تريد أن تسجل أي نجاحات لقائمته الكتلة الأكبر في المجلس.
جاء ذلك في معرض تعليقه على استمرار مقاطعة الكتل البرلمانية لجلسات المجلس التشريعي، و أشار الجمل إلى أنه في ظل اعتقال الاحتلال لأكثر من 40 نائباً، وسعيه لتعطيل المجلس التشريعي، توقع الجميع أن تبارك الكتل الأخرى نجاح المجلس التشريعي في الحصول على توكيلات من النواب المعتقلين، لاستئناف جلسات المجلس التشريعي، واصفاً ذلك بالخطوة الرائدة في مقاومة الاحتلال، لكنه أبدى استغرابه وصدمته اعتبار الكتل الأخرى لهذه الخطوة بالخطوة الغير قانونية.
وأضاف الجمل بأن المجلس في الفترة الراهنة يقوم بدوره في سن القوانين، والرقابة على السلطة التنفيذية، معتبراً أن من يرفض المشاركة في تفعيل المجلس التشريعي وإنجاح جلساته، سيسجل التاريخ رفضه وتساوقه مع المحتل في تعطيل عمل المجلس.
بعض الفصائل تنظر بعين واحد إلى الساحة الفلسطينية
وألمح النائب الجمل إلى بعض الفصائل الفلسطينية التي تنظر بعين واحدة إلى الساحة الفلسطينية، وتغض طرفها عما تتعرض له حماس ومؤسساتها، وأبناؤها في الضفة الغربية، من حملات استئصال حقيقة، مرجعاً السبب في ذلك إلى ارتباط مصالح تلك الفصائل بحركة فتح، وأنه موقف طبيعي لمن يخاف على مصالحه، لذا من وجهة نظر النائب الجمل "لا غرابة أن يغضوا أبصارهم عن الايجابيات في غزة وهي كثيرة، ويضخمون السلبيات وهي قليلة"، متسائلاً " أين أصوات تلك الفصائل في ظل قطع الرواتب للموظفين، وما تتعرض له حماس وأبناؤها ومؤسساتها في الضفة الغربية".
"أنابوليس" و تقاسم الأدوار مع الاحتلال
وندد النائب الجمل باللقاءات والمؤتمرات التي تعقد في ظل القتل والحصار لشعبنا، معتبراً أن تلك المؤتمرات تأتي في إطار تجميل صورة المحتل، وتقاسم الأدوار مع الاحتلال، وكان دور الاحتلال تصعيد الحرب على غزة لحملها على الاستسلام والخضوع، معتبراً في الوقت ذاته أن ارتقاء أكثر من 60 شهيدا منذ "أنابوليس" ، لن يضعف من عزيمة المجاهدين والمرابطين.
التهدئة: مشروطة، متبادلة، متزامنة، وليست مجانية
وحول تسريبات أثارتها مصادر إعلامية مختلفة حول التهدئة مع الاحتلال شدد النائب الجمل على أن الاحتلال في كل مرة هو من يخرق التهدئة، وأن أي حديث عن التهدئة فلا بد أن تكون متزامنة، ومتبادلة، ومشروطة، ولن تكون مجانية، وأن يتوقف العدو عن استهدافه لكل شيء في الشعب الفلسطيني، فإذا التزم العدو بذلك فللمقاومة أن تدرس خياراتها.
أصحاب القرار في فتح مرتهنين بأمريكا وإسرائيل
وعلى صعيد الحوار مع حركة فتح في ظل ما تردده وسائل الإعلام بين الفنية والأخرى، أكد أن دول عربية تسعى لرأب الصدع بين الحركتين، والجهود متواصلة، واستهجن الشروط التي تضعها فتح للجلوس مع حماس، فيما تستمر اللقاءات مع العدو الصهيوني دون شروط، على وقع القصف والاجتياحات، معتبراً أن "فتح" تمتنع عن الجلوس مع حماس تساوقاً مع من يسعى لإسقاط حماس، وإبعادها عن الحلبة السياسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أطراف داخل فتح تؤمن بضرورة الحوار مع حماس، لكن أصحاب القرار في فتح أًصبحوا مرتهنين لأمريكا ولإسرائيل، على حد تعبيره.
إنجازات رغم الحصار والمؤامرات
وتحدث الجمل عن أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها لصالح المنطقة الوسطى، منوهاً إلى أنه تم تحقيق بعض الإنجازات، في ظل الحصار، والمؤامرات الداخلية والخارجية، وكان على رأس ذلك العمل على تطوير مستشفى شهداء الأقصى، الذي يخدم سكان الوسطى، وتأمين قطعة أرض لزيادة مساحته، والعمل على تطوير مستوى الخدمات التي يقدمها، وافتتاح أقسام جديدة فيه، كذلك جرى توفير قطعة أرض لبناء مدرسة في دير البلح، وتأمين العديد من الاحتياجات وخزانات المياه لعدد من المدارس، لا يتسع المجال لذكرها، وكذلك نجح نواب الوسطى في توفير مساعدات للطلبة والعائلات المستورة، وتشغيل 100 معاق على بند البطالة المؤقتة.
لن يضيع حق وراء مطالب
وختم النائب الجمل حواره برسالة إلى الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة، دعاه فيها إلى الصبر والمصابرة، وأنه يعتز بانتسابه لشعبه الفلسطيني المسلم الذي يأبى الانكسار، ويجوع ولا يساوم على حقوقه وثوابته، داعياً إلى مزيد من الثبات في وجه الحصار والمؤامرات، مثمناً دور المقاومة في وجه الاحتلال، لأنه لن يضيع حق وراءه مطالب.
التاريخ: 29/12/2007