ارشيف من : 2005-2008
رئيس كتلة نواب الإخوان في البرلمان المصري محمد سعد الكتاتني للانتقاد:الإخوان يرفضون أي مسعى لنزع سلاح حزب الله..

باريس ـ نضال حمادة
نحن ضد كل المحاولات والقرارات الهادفة لنزع سلاح حزب الله، وهذا موقف ديني قومي لا مساومة حوله، وقد أعلنه المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد عاكف في أكثر من مناسبة، الكلام للأستاذ محمد سعيد الكتاتني رئيس الكتلة النيابية للاخوان المسلمين في مصر، الذي خص "الانتقاد" بحديث تناول فيه الأوضاع العربية والإسلامية، بشكل عام. السيد الكتاتني الذي كان في باريس في زيارة خاصة برفقة محامي الأخوان والعضو أيضا في كتلتهم النيابية صبحي صالح محمد، أوضح انه وبعد ثلاثين عاما على اتفاقية كامب ديفيد فإن مصر لم تحصل من هذه الاتفاقية إلا على كل ضرر، معتبرا "إسرائيل" المستفيدة الوحيدة من هذه الاتفاقية، التي عقدت في ظل اختلال في ميزان القوى الدولي لمصلحة "إسرائيل"، مؤكدا أن الإخوان سوف يعرضون هذه الاتفاقية على الاستفتاء العام في مصر في حال وصولهم لسدة الحكم. كتاتني قال إن الإخوان المسلمين في مصر متأكدون من أن غالبية الشعب المصري سوف تصوت لمصلحة إلغاء الاتفاقية في حال عرضت على الرأي العام.
وفي حديثه عن الأوضاع العربية والإسلامية قال الكتاتني إن الفراغ الذي أحدثه غياب مصر في العالم العربي لا تملأه سوى مصر، معتبرا أن التصدر السعودي مؤقت ولا يمكن أن يملأ مكان مصر في كل الأحوال، مضيفا أن العالم الإسلامي بحاجة إلى الوحدة في مواجهة القوى الكبرى لحماية المصالح الكبرى للأمة الإسلامية، ومن هذه الزاوية فقد أعرب عن سعادة الإخوان المسلمين بالتقارب الحالي الحاصل بين إيران ومصر، معتبرا أن هذا التقارب سوف يقوي موقف مصر في مواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية التي لا تنتهي برغم التبعية الكبيرة للسياسة الأميركية التي تتخذها الحكومة المصرية هذه الأيام.
وفي معرض حديثه عن المساعدات الأميركية لمصر قال الكتاتني إن هذه المعونات أتت لتحل محل مساهمة الدول العربية في حروب دول الطوق مع "إسرائيل"، وهي ليست مساعدات كما أنها تقدم على شكل عينات ولا تقدم بصيغة أموال بحيث يتصرف بها المصريون وفقا لاحتياجاتهم.
الخلافة في الرئاسة
في الأوضاع المصرية الداخلية قال الكتاتني إن التعديلات الدستورية الحالية تسهل الطريق لوصول جمال مبارك للحكم، مضيفا أن الجماعة ليس لديها اعتراض من حيث المبدأ على ترشيح جمال مبارك كواحد من أبناء الشعب المصري شريطة أن يسمح لغيره بالترشح وفقا لمعايير الديمقراطية وتكافؤ الفرص، مستطردا أن الإخوان المسلمين هم القوة الشعبية الأكبر في مصر غير أنهم نظرا للظروف الدولية فهم يرشحون فقط ما نسبته خمسة وعشرون بالمئة من عدد المقاعد النيابية، ويقتصر ترشيحهم في مدن دلتا النيل، والوسط، وهم ليس لديهم أي مرشح في مناطق الحدود والصحراء حيث توجد قبائل البدو العربية التي ـ في العادة ـ تفضل ترشيح احد أبنائها في الانتخابات ليمثلها في البرلمان.
الأقباط
في الموضوع القبطي شرح الكتاتني أن الإسلام أعطى للاديان الأخرى حرية ممارسة المعتقد والشعائر في ظل حماية المسلمين، قائلا ان مصر بلد إسلامي يوجد فيه غير مسلمين لهم حقوق المواطنة وعليهم واجباتها كما يحصل مع المسلمين، مع فارق وحيد وواضح وهو عدم جواز وصول غير مسلم لمنصب رئاسة الجمهورية لأن الرئيس هو القيم على هوية وقوانين البلد التي يحددها الدستور في أكثر من مكان، وهي أن الشريعة الإسلامية تشكل المصدر الأساس لمصادر التشريع في جمهورية مصر العربية.
القوانين الدولية تجيز للدول إلغاء أية اتفاقية وقعت في ظل ظروف فيها اختلال في موازين القوى
محامي الجماعة عضو الكتلة النيابية للإخوان صبحي صالح محمد شرح تصريحات مرشد الجماعة حول اتفاقية كامب ديفيد والتي قال فيها ان الأخوان ملتزمون بالاتفاقيات الدولية، قائلا ان سياسة الجماعة تقوم على أن احترام الاتفاقيات الدولية مصدر للاستقرار والسلام الدولي، غير أن القوانين الدولية تجيز للدول إلغاء أية اتفاقية وقعت في ظل ظروف فيها اختلال موازين القوى لمصلحة احد طرفي الاتفاقية، مضيفا أن هذه الحالة تنطبق على اتفاقية كامب ديفيد التي غبن فيها الطرف المصري، ومن هذا المنطلق فإن الأخوان سوف يعتمدون على هذا القانون الدولي في عملية إلغاء كامب ديفيد، وهم سوف يطرحون هذه الاتفاقية على الشعب المصري لقبولها أو رفضها.
الانتقاد/ العدد1247 ـ 28 كانون الاول/ ديسمبر2007