كشف رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد سعيد الخنسا أن انتهاء العمل في المرحلة الاولى من مشروع جسر ونفق طريق المطار سيكون في شهر اذار/ مارس المقبل، وان التأخير هو لاسباب طارئة، لافتاً الى ان هناك مشاريع اخرى لحل أزمة السير تنتظر الضاحية الجنوبية.
ويشهد طريق مطار بيروت منذ أشهر عديدة ورشة كبيرة لتشييد نفق وجسر بالاتجاهين من العاصمة بيروت باتجاه المطار ومن الجبل والضاحية باتجاه العاصمة، من ضمن مشروع النقل الحضري لمدينة بيروت الذي انطلق العمل به قبل أكثر من عام.
ويعتبر جسر المطار الذي دمر في العدوان الصهيوني صيف العام 2006 شرياناً حيوياً يربط العاصمة بمطار بيروت والضاحية، ويقع على تقاطع أساسي وسط بلدة الغبيري على أوتوسترادين أساسيين، في حين أن مساربه تربط الضاحية الجنوبية بعضها ببعض وبالعاصمة ايضا، والمشروع يشكل بناءً على تطويره ضرورة كبيرة لحل أزمة السير بين الضاحية والعاصمة.
ويؤكد الخنسا على "اهمية هذا المشروع الاستراتيجي في المنطقة مع وجود تقاطعات اساسية ضمن خطوط مشروع النقل الحضري لبيروت الكبرى", ويوضح ان "مشروع الجسر والنفق يربطان تقاطعين أساسيين، الاول شرقي يبدأ من قلب بيروت حتى مداخل طريق المطار وخلدة في خط الطول, والآخر يبدأ من منطقة السلطان ابراهيم حتى كنيسة مار مخايل على خط العرض".
ويلفت الى أن الدراسات التي أجريت لمشروع الجسر والنفق لحظت بشكل أساسي أن يتواصل مع جسر الحازمية ـ طريق المطار، حيث سيكون هناك جسر ونفق أيضا, معتبرا ان "هذين المشروعين استراتيجيان لمنطقة الضاحية الجنوبية خصوصا، ومدينة بيروت والجبل عموما".
ويشرف على مشروع جسر ونفق المطار مجلس الانماء والاعمار الذي لزّمه لشركة الخضري، ويؤكد الخنسا أنه "كان مقرراً انتهاء العمل في القسم الاول من النفق في نهاية شهر كانون الاول/ ديسمبر من هذا العام, لكن المتعهد أعلمنا ان انجاز المرحلة الاولى من المشروع سيتأخر نحو ثلاثة اشهر، والسبب يعود بذلك الى امور عدة منها:
اولا: طريقة توزيع البنى التحتية وتحويلاتها في مكان المشروع.
ثانيا: اكتشاف بعض الاثريات القديمة خلال الحفريات، ما استدعى تدخل المديرية العامة للاثار، وهي تقوم بالاعمال اللازمة لبعض الحفريات، ووُعدنا بإنهاء العمل خلال فترة سريعة.
ثالثا: الاوضاع السائدة في البلاد والتعطيل القسري الذي يؤثر على وتيرة العمل ايضا.
رابعا: قلّة الايدي العاملة.
ويلفت الخنسا الى ان "المتعهد أكد لنا انه مع نهاية شهر آذار المقبل يكون قد تم إنجاز النفق، وهذا يسهل علينا حل أزمة كبيرة في حركة السير وبشكل جذري".
ويسبب العمل في المشروع أزمة سير على طريق المطار ومحيطه ما دفع البلدية الى انشاء تحويلات بهدف تسهيل المرور والتخفيف من آثار المشروع، ويشير الخنسا في هذا الصدد الى أن "عددا من الاجتماعات عُقد مع الاستشاري والمتعهد ومديرية الآثار ومفرزة السير في قوى الامن الداخلي لمناطق الضاحية الجنوبية للتنسيق حول كيفية تسهيل حركة السير، كما جرى شق الطرق البديلة للمواطنين عوضا عن سلوكهم طريق المطار من جهة الورشة القائمة, وكذلك تم التنسيق مع ادارة كهرباء لبنان لتأمين الخطوط البديلة من خلال نقل الكابلات لتأمين التيار الكهربائي في المناطق المجاورة, اضافة الى حل وضع الاستملاكات بشكل تام".
ويقول: "ليس أمامنا خيار سوى المراقبة والتعاون بين الشرطة والقوى الامنية لتأمين حركة السير اثناء الازدحام الكثيف على طريق المطار", مشيرا الى أن "بلدية الغبيري طالبت المتعهد بتكثيف جهود العمل حتى في فترة الليل ووعدنا بذلك، كما قام باستقدام الاليات الحديثة, وفي اعتقادنا ان مرحلة مهمة قد انجزت ونأمل ان تنتهي في الوقت المحدد".
ويدعو الخنسا المواطنين الى "استعمال وسلوك الطرق الفرعية الاخرى قدر الامكان وعدم سلوك طريق المطار إلا للضرورة، فالقادمون من منطقة الضاحية والجبل باتجاه بيروت يمكنهم استخدام طريق الطيونة، كما يمكن للمتجهين من الضاحية الجنوبية باتجاه بيروت استخدام الطريق الذي شقته البلدية قرب "الرماية والقتال" سابقا، وبهذا تكون حركة السير اقل ازدحاما من السابق, وكذلك تحويلة من جهة العاملية بمحاذاة جسر الحازمية".
اما بالنسبة الى جسر الحازمية ونفق طريق المطار فيؤكد ان "المرحلة الاولى منه قد شارفت على الانتهاء", مشيرا الى ان "هذا الجسر سيمر فوق طريق المطار للقادمين من جهة الحازمية الى مطار بيروت الدولي، والعمل فيه مستمر وسيصبح سالكا امام المواطنين بشكل عادي قريبا".
وكشف الخنسا عن مخطط لمشروع جديد وهو عبارة عن "نفق من امام مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى منعطفا تجاه مخيم برج البراجنة", ولكن بعد دراسة متأنية تبين ان "مناطق الضاحية الجنوبية كلها في ورشة كبيرة، وستسبب مباشرة العمل فيه أزمة سير خانقة فتم تأجيل المشروع الى وقت لاحق، اي الى ما بعد انتهاء المشروعين الاخيرين".
ويخلص الخنسا الى القول ان "الضاحية الجنوبية تمر في حركة نهوض عمراني كبير، وذلك عبر عدد من المشاريع الكبيرة كمشروع وعد لاعادة اعمار ما تهدم في العدوان الصهيوني، أو على صعيد حركة السير والطرقات والجسور للسيارات وللمشاة، اضافة الى الحدائق التي تم انشاؤها في بعض المناطق وعلى اطرافها، كل ذلك بناءً للوعد الصادق لاهلنا بإزالة اثار العدوان الاسرائيلي".
محمد طالب
الانتقاد/ العدد1247 ـ 28 كانون الاول/ ديسمبر2007