ارشيف من :آراء وتحليلات
الطيش الأميركي في مواجهة اتفاق التبادل النووي!

عقيل الشيخ حسين
أغلب الظن أن واشنطن كانت تعتقد بأن جهود البرازيل وتركيا لن تسفر عن نتائج إيجابية تدفع بالملف النووي الإيراني باتجاه الحلحلة.
وعلى هذا الاعتقاد بنت آمالاً عراضاً على ما كان سيصيب البرازيل وتركيا من إحباط يدفعهما إلى الانضمام إلى الجوقة الدولية المؤيدة لفرض مجموعة جديدة من العقوبات المشددة على إيران.
وكان بعض كبار المسؤولين الأميركيين قد التمسوا، مراراً وتكراراً، من كل من البرازيل وتركيا، وهما العضوان الفاعلان في مجلس الأمن، مواقف تساعد المساعي الأميركية لفرض العقوبات.
وكان من الواضح أن الزيارة التي قام بها الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي إلى طهران للمشاركة في قمة مجموعة الـ 15، ستهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق تقدم على مستوى حلحلة الملف النووي الإيراني.
ثم انعقدت القمة وخرجت بمجموعة قرارات كان أبرزها الاتفاق على تبادل الوقود النووي على الأراضي التركية.
وعلى الفور، كرت سبحة الترحيب بالاتفاق الذي حصل على تأييد جميع الأطراف المعنية. تأييد لم تبخل به جهات كفرنسا إضافة إلى الصين وروسيا اللتين كانت واشنطن تراهن على جهوزيتهما للتصويت على العقوبات الجديدة بحق إيران.
والتأييد نفسه صدر عن واشنطن التي وصفت الاتفاق بالإيجابي، وإن أكدت أنه لم يبدد جميع المخاوف المتعلقة بالملف النووي.
المهم أن واشنطن اعترفت بإيجابية الاتفاق ولم يبق لديها من وسيلة للعرقلة غير اشتراط عرض الاتفاق على وكالة الطاقة الذرية قبل أن يصبح تقويمه ممكناً من قبل المجتمع الدولي.
وعندما وصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاتفاق بالإيجابي، وطلبت من إيران تعهداً خطياً بتطبيق الاتفاق ـ وهذا دليل إضافي على اعترافها بإيجابيته ـ وشعر العالم بأن الأبواب قد أصبحت مشرعة على الحل، عادت واشنطن إلى عادتها القاهرة في معاندة المجتمع الدولي، على ما هو معروف في استخداماتها التعسفية الشهيرة لحق النقض في كل مرة كان يتحقق فيها إجماع دولي على موقف من هذه أو تلك من القضايا البالغة الأهمية والحساسية.
فقد اختارت واشنطن أن تتجاهل اتفاق التبادل، وأن تتصرف كما لو أنه غير موجود، ضاربة بذلك عرض الحائط بكل تفاؤل المجتمع الدولي، وخصوصاً بكل النجاح الذي تحقق على يد البرازيل وتركيا، وبمشاعر هذين البلدين الجديرين بأن يقابلهما العالم بآيات الشكر والتقدير.
واختارت واشنطن أن تطرح على مجلس الأمن، وسط الارتياح الدولي، مسودة مشروعها الجديد لفرض عقوبات مشددة على إيران.
صحيح أن الصين وروسيا وافقتا على طرح مسودة المشروع، وهو الأمر الذي تعاملت معه واشنطن وكأنه محطة فاصلة في اتجاه التاريخ، لكن ذلك لا يعتبر مكسباً لأميركا ما دام أن الديبلوماسية مطاطة، وأن تحويل المشروع إلى قرار يمر بأشهر طويلة من النقاشات والتطورات والمساومات التي تعود بعدها الصين وروسيا إلى اتخاذ الموقف المعروف الذي تمليه عليهما مصالحهما الاستراتيجية غير المتناغمة مع المصالح الأميركية.
وعلى ذلك تكون واشنطن قد فضلت أن تمنى بهزيمة مؤجلة، وإن كانت بوادرها ملموسة بحدة منذ الآن، ولكن تحت غبار مكسب وهمي هو موافقة مجلس الأمن على الشروع بمناقشة مسودة مشروع العقوبات.
وكل ذلك لكي تظهر بمظهر من يستعيد الإمساك بزمام المبادرة بعد النجاح المجلجل الذي حققته إيران بصدقها وإيجابيتها اللذين أثارا إعجاب العالم وتقديره، إضافة إلى قدرتها، في أصعب اللحظات، على توهين الموقف الغربي وضعضعة الجوقة الدولية المعارضة لبرنامجها النووي.
وبالطبع، أدى الطيش الأميركي الذي لا يزداد إلا استفحالاً في ظل تراكم الإخفاقات الأميركية على جميع الصعد، أدى إلى المزيد من نفور البرازيل وتركيا إزاء السياسات الأميركية. وإلى المزيد من إصرارهما على المضي قدماً في طريق القطيعة مع تلك السياسات.
فبالإضافة إلى مطالبتهما المباشرة بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، طالب البلدان بالانضمام إلى مجموعة الـ 5+1 في بادرة تدل بوضوح على رفض تفرد القوى الكبرى بإدارة الشأن الدولي، كما طالبت البرازيل بإعادة النظر في بنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وبالطبع، أدى الطيش الأميركي إلى مزيد من تعزيز موقع إيران على الصعيد الدولي، بعد سنوات من العمل الأميركي الدؤوب من أجل عزل إيران
أغلب الظن أن واشنطن كانت تعتقد بأن جهود البرازيل وتركيا لن تسفر عن نتائج إيجابية تدفع بالملف النووي الإيراني باتجاه الحلحلة.
وعلى هذا الاعتقاد بنت آمالاً عراضاً على ما كان سيصيب البرازيل وتركيا من إحباط يدفعهما إلى الانضمام إلى الجوقة الدولية المؤيدة لفرض مجموعة جديدة من العقوبات المشددة على إيران.
وكان بعض كبار المسؤولين الأميركيين قد التمسوا، مراراً وتكراراً، من كل من البرازيل وتركيا، وهما العضوان الفاعلان في مجلس الأمن، مواقف تساعد المساعي الأميركية لفرض العقوبات.
وكان من الواضح أن الزيارة التي قام بها الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي إلى طهران للمشاركة في قمة مجموعة الـ 15، ستهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق تقدم على مستوى حلحلة الملف النووي الإيراني.
ثم انعقدت القمة وخرجت بمجموعة قرارات كان أبرزها الاتفاق على تبادل الوقود النووي على الأراضي التركية.
وعلى الفور، كرت سبحة الترحيب بالاتفاق الذي حصل على تأييد جميع الأطراف المعنية. تأييد لم تبخل به جهات كفرنسا إضافة إلى الصين وروسيا اللتين كانت واشنطن تراهن على جهوزيتهما للتصويت على العقوبات الجديدة بحق إيران.
والتأييد نفسه صدر عن واشنطن التي وصفت الاتفاق بالإيجابي، وإن أكدت أنه لم يبدد جميع المخاوف المتعلقة بالملف النووي.
المهم أن واشنطن اعترفت بإيجابية الاتفاق ولم يبق لديها من وسيلة للعرقلة غير اشتراط عرض الاتفاق على وكالة الطاقة الذرية قبل أن يصبح تقويمه ممكناً من قبل المجتمع الدولي.
وعندما وصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاتفاق بالإيجابي، وطلبت من إيران تعهداً خطياً بتطبيق الاتفاق ـ وهذا دليل إضافي على اعترافها بإيجابيته ـ وشعر العالم بأن الأبواب قد أصبحت مشرعة على الحل، عادت واشنطن إلى عادتها القاهرة في معاندة المجتمع الدولي، على ما هو معروف في استخداماتها التعسفية الشهيرة لحق النقض في كل مرة كان يتحقق فيها إجماع دولي على موقف من هذه أو تلك من القضايا البالغة الأهمية والحساسية.
فقد اختارت واشنطن أن تتجاهل اتفاق التبادل، وأن تتصرف كما لو أنه غير موجود، ضاربة بذلك عرض الحائط بكل تفاؤل المجتمع الدولي، وخصوصاً بكل النجاح الذي تحقق على يد البرازيل وتركيا، وبمشاعر هذين البلدين الجديرين بأن يقابلهما العالم بآيات الشكر والتقدير.
واختارت واشنطن أن تطرح على مجلس الأمن، وسط الارتياح الدولي، مسودة مشروعها الجديد لفرض عقوبات مشددة على إيران.
صحيح أن الصين وروسيا وافقتا على طرح مسودة المشروع، وهو الأمر الذي تعاملت معه واشنطن وكأنه محطة فاصلة في اتجاه التاريخ، لكن ذلك لا يعتبر مكسباً لأميركا ما دام أن الديبلوماسية مطاطة، وأن تحويل المشروع إلى قرار يمر بأشهر طويلة من النقاشات والتطورات والمساومات التي تعود بعدها الصين وروسيا إلى اتخاذ الموقف المعروف الذي تمليه عليهما مصالحهما الاستراتيجية غير المتناغمة مع المصالح الأميركية.
وعلى ذلك تكون واشنطن قد فضلت أن تمنى بهزيمة مؤجلة، وإن كانت بوادرها ملموسة بحدة منذ الآن، ولكن تحت غبار مكسب وهمي هو موافقة مجلس الأمن على الشروع بمناقشة مسودة مشروع العقوبات.
وكل ذلك لكي تظهر بمظهر من يستعيد الإمساك بزمام المبادرة بعد النجاح المجلجل الذي حققته إيران بصدقها وإيجابيتها اللذين أثارا إعجاب العالم وتقديره، إضافة إلى قدرتها، في أصعب اللحظات، على توهين الموقف الغربي وضعضعة الجوقة الدولية المعارضة لبرنامجها النووي.
وبالطبع، أدى الطيش الأميركي الذي لا يزداد إلا استفحالاً في ظل تراكم الإخفاقات الأميركية على جميع الصعد، أدى إلى المزيد من نفور البرازيل وتركيا إزاء السياسات الأميركية. وإلى المزيد من إصرارهما على المضي قدماً في طريق القطيعة مع تلك السياسات.
فبالإضافة إلى مطالبتهما المباشرة بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، طالب البلدان بالانضمام إلى مجموعة الـ 5+1 في بادرة تدل بوضوح على رفض تفرد القوى الكبرى بإدارة الشأن الدولي، كما طالبت البرازيل بإعادة النظر في بنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وبالطبع، أدى الطيش الأميركي إلى مزيد من تعزيز موقع إيران على الصعيد الدولي، بعد سنوات من العمل الأميركي الدؤوب من أجل عزل إيران