ارشيف من :أخبار عالمية
القوات الهندية تحرر سبع رهائن في مومباي وتواصل المعارك مع المسلحين
دخلت معركة مومباي يومها الثاني، مخلفة حوالى 130 قتيلاً، حيث اندلع القتال، اليوم، بين القوات الهندية والمسلحين في المركز اليهودي "ناريمان هاوس"، فيما تواصل السلطات الهندية مساعيها للسيطرة على فندق "أوبروي".
وشهدت مومباي في غرب الهند امس الاول، سلسلة هجمات منسقة نفذها رجال مسلحون بأسلحة هجومية وقنابل استهدفوا فندقي "اوبرواي" و"تاج محل" وثمانية أهداف اخرى بينها محطة السكة الحديد المركزية ومركز يهودي ومستشفى. وذكرت الشرطة الهندية ان حصيلة الضحايا ارتفعت الى اكثر من ١٢٥ قتيلا ومئات الجرحى.
في هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام عدة أن القوات الخاصة الهندية استولت، صباحا، على مبنى "ناريمان هاوس" الذي يضم المركز اليهودي لكن السلطات لم تعلن نتيجة الهجوم.
وكانت القوة الخاصة قد أنزلت بواسطة مروحية على سطح المبنى وسط إطلاق كثيف لتغطية الهجوم، حيث حررت حاخاما ورهائن آخرين بعد أن قتلت مسلحين اثنين كانا يحتجزانهم هناك.
وأظهرت صور تلفزيونية أفراد القوات الخاصة وهم يهبطون باستخدام حبال على مبنى ناريمان هاوس، ذي الطوابق الخمسة، في حين قامت المروحيات بتوفير غطاء ناري لتمكينهم من دخول المبنى.
إلى ذلك، واصلت السلطات الهندية مساعيها للإفراج عن الرهائن المحتجزين في فندق "أوبروي"، بعدما أحكمت القوات القوات السيطرة على فندق "تاج محل"، حيث يقوم عناصر من قوات الأمن والقوات الخاصة بعمليات تمشيط من غرفة لغرفة، في محاولة لإنقاذ الرهائن والقبض على المسلحين وهم إثنين فقط أو قتلهم، فيما لم ترشح معلومات عن تحرير الرهائن الذين قدرت تقارير صحافية عددهم بـ40 شخصا.
وكانت القوات الخاصة قد تمكنت في الساعات الماضية من إخراج رهائن ونزلاء محتجزين وجثث قتلى من فندقي تاج محل وأوبروي اللذين اندلعت النيران في أجزاء منهما.
وتمكنت السلطات الهندية من إنقاذ نحو 100 من نزلاء فندق "ترايدنت"، والبرج الملاصق له، الذين كانوا محتجزين داخل غرفهم منذ يوم أمس.
وذكرت قناة "الجزيرة" أن قائمة القتلى، خلال العملية المتواصلة في فندقي "أوبروي والمركز اليهودي، مرشحة للتصاعد، حيث يحتجز مسلحان عددا من الرهائن في "أوبروي"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن مسلحا جريحا لا يزال يحتجز بعض رجال الأمن في "تاج محل"
وكانت هذه القوات قد تمكنت في الساعات الماضية من إخراج رهائن ونزلاء محتجزين وجثث قتلى من "تاج محل" و"أوبروي" اللذين اندلعت النيران في أجزاء منهما.
إلى ذلك، قالت الشرطة إنها قتلت سبعة من المسلحين وألقت القبض على تسعة آخرين. إلا أن وكالة "برس ترست" الهندية للأنباء أفادت أن قوات الأمن الهندية اعتقلت ثلاثة مسلحين، أحدهم باكستاني الجنسية، داخل فندق "تاج محل"، مشيرة إلى أن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى جماعة "عسكر طيبة" الباكستانية، التي تطالب باستقلال إقليم كشمير.
وأشارت الوكالة إلى أن الباكستاني المعتقل أجمل أمير كمال أبلغ المحققين الهنود أن مجموعة من 12 مسلحا، قد دخلت الأراضي الهندية بواسطة مركبة تجارية رست على بعد عشرة أميال عن المياه الإقليمية الهندية، ووصلت إلى مومباي بواسطة قوارب صغيرة سريعة.
وفي السياق، أوردت "برس ترست" تقريراً لوزير الاتحاد الهندي قابيل سيبال يفيد بان العملية اتسمت بكونها منظمة ومنسقة بشكل جيد، وتم التخطيط لها طوال شهور، بل وتم إعداد "غرف عمليات" في الفندقين المستهدفين.
وكان فريق إنقاذ إسرائيلي قد توجه إلى مومباي لمتابعة وضع عدد من الإسرائيليين المحتجزين في المركز اليهودي، إلى جانب محاولة معرفة مصير حوالي 20 إسرائيلياً في عاصمة المال الهندية.
وحاصرت الشرطة أحد المسلحين في فندق "أوبروي"، فيما يحاول عناصر الحرس الوطني "الاحتكاك" بالمشتبه به لدفعه إلى تسليم نفسه حياً أو "رؤية ما يمكن فعله إذا قرر المقاومة".
في غضون ذلك، ألقى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ باللائمة في الهجمات على مسلحين قدموا من دولة مجاورة في إشارة ضمنية إلى باكستان، داعيا مواطنيه إلى الاحتفاظ بهدوئهم.
وقال "الواضح أن الجماعة التي نفذت هذه الهجمات مقرّها خارج البلاد، وجاءت وهي مصممة تصميماً تاماً على إشاعة الفوضى في العاصمة التجارية لبلادنا". وأضاف "سنُفهم جيراننا أننا لن نتسامح مع استخدام أراضيهم لشن هجمات علينا، وأن عدم اتخاذهم الإجراءات المناسبة سيكون له ثمن". وذكر مسؤول عسكري هندي أن "المسلحين الذين شنوا هجمات مومباي أتوا من باكستان".
في المقابل، ردت إسلام آباد على خصمها التاريخي اللدود، طالبة من الهند عدم توجيه الاتهامات من دون أدلة. وقال وزير خارجيتها، شاه محمود قريشي، إن "تجربة الماضي تعلمنا أنه يتعين علينا أن نتجنب التسرع في استخلاص النتائج". وأضاف "علينا أن نلتزم الهدوء وأن نتبادل الدعم"، متحدثاً عن "تهديد إرهابي شامل يجب مواجهته جماعياً".
بدوره، شدد وزير الدفاع الباكستاني، أحمد مختار، على أن لا علاقة لبلاده بأي طريقة من الطرق بالاعتداءات، وقال "نحن متأكدون تماماً أن باكستان ليست متورطة".
وذكر مسؤول في الاستخبارات الروسية أن المجموعات التي نفذت الاعتداءات مرتبطة بتنظيم "القاعدة". ولفت إلى أن "الأمر يتعلق بمجموعة عسكر طيبة الإرهابية، مقاتلو هذه المجموعة تلقوا تدريبات في معسكرات القاعدة الموجودة على الحدود بين باكستان والهند".
من ناحيتها، نفت جماعة "عسكر طيبة" على لسان المتحدث باسمها عبد الله غزنوي أي علاقة لها بهجمات مومباي.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018