ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: يا حادي قوافل الشهداء..

يمرّ بك الشهداء مرور المسافرين، تلتقون في المطارات، تتصافحون ثم يحزم كل واحدٍ حقائبه، وتودعون فتغرق المسافات بالأسى والحنين، هذا قدرك يا سيد، وهذه أقدراهم، الشيخ راغب، السيد عباس، رضا الشاعر، سمير مطوط، صلاح غندور، هادي نصر الله، الحاج رضوان.. هذا قدرنا الملحمي يا سيد، تفتحت أعيننا في غابة الحراب، حلّقنا في عين العاصفة، لم يكن لدينا خيار، فإما أن نرفع أيدينا مستسلمين أذلاء كما الكثير من الأعراب، فنرث الاحتلال والهوان ونورثه لأبنائنا جيلاً بعد جيل، وإما أن نلتزم طريق الحرية ونطرق بابها بيدنا المضرجة الحمراء.
إذا كنا قد خلقنا في قلب المعركة فماذا يعني حملنا للراية البيضاء سوى الذل والجبن والهوان!؟ ماذا يعني السلام مع الصهيوني سوى الخنوع والذل والانكسار!؟ لذلك كان الحاج رضوان يقول: ليس لدينا خيار سوى أن نتشظّى على مفارق الزمن. ولم يكن لديك خيار سوى ترك الحوزة العلمية والنزول إلى ساحة الجهاد والتسلح بالصبر وقوة الشكيمة، وشدة البأس والتوكل على الله، هذا القدر الملحمي قدرنا يا سيد، بدل السلام والعلم والجامعات، القتال على الجبهات.
كان علينا أن نختار السلام الحقيقي، بدل السلام الموهوم، ففي عالم الملحمة لا مكان للأقنعة والألغاز وأنصاف المواقف وأشباه الرجال.
إنه فريق الحق الذي اختاره الرجال أمثالك وأمثال الحاج عماد، واخترناه نحن بنعمة الله وعلى خطى الشهيد عماد بعد أن قرأنا في كتاب الأزمنة السابقة، وطالعنا في سمائها المرصّعة بالنجوم، خريطة السبل المفتوحة إلى الله.
مرة أخرى نعزيك يا حادي قوافل الشهداء، ونسأل الله لك الصبر والسلوان، والنصرة والتمكين من الأعداء، إنه قريب مجيب.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008