ارشيف من : 2005-2008
باختصار: مأزق بحاجة لأحمق

تعيش المنطقة والعالم مأزقا خطيرا يضعها على شفير هاوية قد تقلب الأمور رأسا على عقب، وقد تكون محطة تاريخية، وكل ذلك بفضل انسداد الأفق الأميركي الاسرائيلي.
فالأميركي الذي واجه الفشل بكل حيثيات مشروعه في المنطقة انطلاقا من أفغانستان مرورا بالعراق ففلسطين ولبنان، يواجه مأزقا داخليا أظهرته التحضيرات الانتخابية لكل من الحزب الجمهوري الحاكم والحزب الديمقراطي، إذ أظهرت هذه التحضيرات انحدارا كبيرا في شعبية الحزب الجمهوري الذي يبدو على أهبة التسليم بالهزيمة ما لم يستطع جورج بوش تحقيق اختراق ما يستغله كإنجاز له ولحزبه.
أما الاسرائيلي فتداعيات حرب تموز 2006 ما تزال تفرض أجواءها على فريق الحكم عنده، وكان آخرها تقرير فينوغراد الذي حذر من سلبيات الهزيمة الأولى لهذا الكيان الغاصب وتأثيراتها على مستقبله ووجوده.
وبناء عليه فإن هذا المحور الذي وجد نفسه محشورا في الزاوية بات أمام احتمالين: إما التسليم بالفشل وبالتالي الهزيمة وما ينتج عنها من أثر على مستقبل كيان العدو أولاً، ومصير المشروع الأميركي في المنطقة ثانياً، وإما افتعال هزة أمنية تكون من الكبر ما يؤهلها لإعادة خلط الأوراق لعلها تفتح كوة في الأفق المسدود، لكن حتى هذا الخيار لا تبدو فيه النتيجة محسومة أو معروفة، إذ أن من شأن أي هزة أمنية أن تأخذ المنطقة إلى المجهول، فمن يضمن أن تؤدي إلى ما يشتهيه هذا المحور، ومن يقول إن النتيجة ستكون أقسى من التسليم بالهزيمة.
هناك في الولايات المتحدة من يقول إنه لكي تقوم بذلك يجب أن يكون لديك حمقى على رأس الأجهزة التنفيذية.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008