ارشيف من :آراء وتحليلات
"عبّارة" سوبردولوكس للعدو.. وحقولنا تغص بـ"القنابل العنقودية"

كتب مصطفى خازم
مسكين هو ابن الجنوب، ترى كيف كانت تعابير وجهه بالأمس وهو يشاهد الأمم المتحدة بقواتها تتشارك لتحل مشكلة العدو الصهيوني مع مياه الأمطار على حدود العديسة ـ كفركلا مع فلسطين المحتلة؟
بالتأكيد كان الوجوم يخيم على كل الوجوه.
بلجيكا تحفر وتبني وإسبانيا تفرغ البرك التي ستدخلها مياه الأمطار من فلسطين المحتلة وما بين بين. مجلس الإنماء والإعمار يشارك في العملية، وكل هذا خارج حدود فلسطين المحتلة، وخارج حدود الجمهورية اللبنانية، وخارج "الخط الأزرق".. ربما هي نقطة على المريخ!
لا معنى لكل هذه القضية إلا أمر واحد: ممنوع التسبب بالإزعاج للعدو، وممنوع "شغل باله" بقصة كهذه، فلديه ما يكفي!
يريد دراسة تكلفة الهجوم على غزة لإعادة "السيطرة عليها".. وكم سيقتل من أبناء القطاع المحاصر حتى الموت.
ولديه مشكلة الجولان وسرقة المياه والأرض، وكيفية كسب المزيد من المستوطنات ومراكز التزلج على الأراضي السورية المحتلة. فضلاً عن الإعدام البطيء لأسراه.
أما لبنان المقاومة، فمشكلته معه كبيرة وكبيرة، تصل إلى مستوى صواريخ أرض ـ جو وراجمات، وربما أكثر وأكثر، لتكون إلى ما بعد ما بعد.. وبعد.
فضلاً عن بعض مشاكل أراحت أميركا العدو منها على حد اعتراف رئيس الوزراء "الأفشل" في تاريخ الكيان وعلى مرأى العالم ومسمعه: "نشكر لأميركا جهودها لإراحتنا من العراق"!
ترى من في العالم يعرف كم طفلاً لبنانياً قتل بقنابل العدو العنقودية؟ او كم رجلاً أصبح معوقا بسببه؟ أو كما امرأة ـ تنادي الحملات اليوم بوقف العنف ضدها ـ أصيبت بشظايا هذه القنابل؟!
ترى هل تعلم الأمم المتحدة ان الاموال التي كانت مرصودة لنزع هذه القنابل قد جفت، وأن أكثر من ثلاثة أرباع ما رمته طائرات العدو على الجنوب اللبناني ما زال مطموراً ويشكل حالة من الاحتلال المقنع الذي يمنع المزارعين اللبنانيين من الوصول إلى حقولهم؟ وبرغم كل هذا تتداعى الأمم المتحدة لحل مشكلة المزارعين الصهاينة على حساب لبنان.
برغم كل ما جرى عاد الحل ليكون على حساب لبنان!
قناة "بلجيكية" على امتداد 60 مترا من الشريط الشائك تنقل مياه الأمطار المتجمعة الى بركة بطول ثلاثة أمتار وعرض ثلاثة أمتار وعمق ثلاثة أمتار خارج الخط الأزرق وخارج الأراضي اللبنانية.
ولاحقاً تأتي الصهاريج "الإسبانية" لشفطها ونقلها الى خارج المنطقة. وما بين بين يتولى مجلس الإنماء والإعمار الأشغال في داخل الأراضي اللبنانية.
إبداع دولي أنجز هذا الحل! "يا حرام" للمزارعين الصهاينة، فأين هذه العبقرية الدولية لا تعيد لمزراعي الجنوب أطرافهم المقطعة وحقولهم المحترقة والمفخخة بالقنابل العنقودية؟!
لن يأتي لا اليوم ولا غداً، فالعالم المتحد الاسرائيلي لا يرى لبنان على الخريطة، فكيف بجنوبه؟!
اليوم حل دولي للمياه، وغداً حل دولي للحقول والماشية.. أما القنابل العنقودية فعلى اللبنانيين "تقليع شوكهم" بأيديهم.
مياه أمطار لم يتحملها العدو في الشتاء، وغداً في الصيف سيحول عليها مجاري الصرف الصحي.. وتنتظرون خروجه من شبعا والغجر بالقرارات الدولية!
لا شبعا ولا غجر..
الانتقاد/ العدد 1319 ـ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر2008