ارشيف من : 2005-2008

مفاجآت عديدة تنتظر الاحتلال: المقاومة تنتصر في غزة وتستعد لمعارك جديدة

مفاجآت عديدة تنتظر الاحتلال: المقاومة تنتصر في غزة وتستعد لمعارك جديدة

غزة ـ "الانتقاد"
انجاز جديد تسجله المقاومة الفلسطينية في غزة بعد انجاز المقاومة في لبنان على صعيد المواجهة مع العدو الصهيوني.. العملية البرية الصهيونية التي شهدها شمال قطاع غزة كانت ربما مؤشرا لما يمكن أن يشهده الميدان من معارك أخرى، وبحسب ما يقوله المراقبون وكذلك المقاومون الفلسطينيون، فإنه إذا كان العدو لم يدخل إلى أي منطقة مكتظة بالسكان ولم ينزل إلى أي مواجهة برية حقيقية، ووقعت فيه هذه الخسائر "مقتل اثنين وإصابة سبعة حسب اعتراف العدو"، فإن دخولا بريا بعمق اكبر من شأنه أن يلحق أضرارا فادحة في صفوف جيش العدو الصهيوني.
 ويعتبر المقاومون والمراقبون أن مجرد صمود المقاومين بإمكانياتهم البسيطة أمام أعتى جيش في المنطقة، يعتبر نصرا كبيرا تحققه المقاومة الفلسطينية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عدم تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها الجيش لحملته العسكرية البرية، يعتبر نصرا جديدا للمقاومة الفلسطينية وهزيمة للجيش الصهيوني وفشلا ذريعا سيؤدي إلى فشل آخر وإحباط آخر على صعيد المعنويات الصهيونية ومعنويات الجنود على وجه الخصوص، لان الأمر لن يقاس بالنتائج الكلاسيكية للحروب في مثل هذه المعارك، خصوصا ما يتعلق بعدد القتلى والجرحى أو المسافات التي تقدّم بها الجيش الصهيوني داخل أراضي القطاع.
 وقد أستشهد أكثر من مئة وعشرين فلسطينيا نصفهم من المجاهدين من كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين، وثلثهم من الأطفال والنساء، والآخرون مدنيون استهدفهم القصف من دون مبرر، وفي غالب الأحيان انتقاما لاستمرار إطلاق الصواريخ أو لوقوع إصابات في صفوف الجيش الصهيوني على يد المقاومة..
على أن هذا الثمن الفادح الذي يدفعه الشعب الفلسطيني لا يعني مطلقا أن العدو حقق ما كان يصبو إليه، وإلا لتوقف إطلاق الصواريخ ولانتهت المقاومة الفلسطينية. وعلى كل فإن الجولات قادمة بين الجانبين لا مفر منها، وستكون أكثر ضراوة، والعدو سيعمد إلى المس بالمدنيين للانتقام من المقاومة بشكل اكبر، وكلما شعر بالفشل في تحقيق أي نصر على هذا الصعيد.
 وفي المقابل فإن المقاومة قد أعدت نفسها لمعركة من هذا النوع، ولكن المقاومين ينتظرون العدو لان يتقدم إلى العمق حيث الأرض الحقيقية لحرب العصابات..
 وقد قال لنا احد المقاتلين العارفين ان مفاجآت كبيرة تنتظر العدو الصهيوني في أية عملية برية من قبيل ما حصل في هذه العملية في لحظاتها الأولى. المقاتل الذي لم يُرد الحديث أكثر عن طبيعة وحجم هذه المفاجآت قال إن المفاجآت ستكون من فوق الأرض ومن تحتها.
وجدير بالذكر هنا أن أحاديث كثيرة تتناقلها بعض الأوساط أن حماس حفرت سلسلة أو شبكة من الأنفاق في الخطوط الأمامية الشرقية للقطاع، وكذلك الحال بالنسبة للشوارع الرئيسة في القطاع مثل شارع صلاح الدين وغيره من الشوارع، وكذلك الحال أسفل المباني في مختلف مناطق القطاع، وان هذه الأنفاق مزودة بكل ما يحتاجه المقاتل من عتاد وذخائر للمعركة وكذلك من غذاء ودواء.
وقد ذهب البعض إلى ابعد من ذلك بأن هذه الأنفاق مزودة بمستشفيات ميدانية وغرف نوم وأسرّة يمكن أن تمكن المقاتلين أولا من تنفيذ عملياتهم بشكل مباغت للعدو إذا ما تقدم واجتاز شارع صلاح الدين وسط القطاع، الذي يربط جنوبه بشماله، وتمكّن المقاومين من الاستمرار تحت الأرض أيضا لعدة أسابيع أو أشهر إن صحت هذه المعلومات، هذا إلى جانب القدرة على التخزين والاحتفاظ بالعتاد اللازم بما في ذلك من التقنيات والسلاح الجديد الذي تم إدخاله إلى القطاع، وإبعاده عن عمليات القصف التي يمكن أن تقضي عليه بضربات جوية بسهولة..
والى جانب ذلك فقد أكد لنا غير قيادي في المقاومة الفلسطينية أن ميدان المعارك لم يعد كما كان في السابق، أي من حيث الترتيب والتماسك، فقد ارتفعت حالة التنسيق بين مختلف فصائل المقاومة إلى حد كبير، وفرضت قواعد جديدة لهذه المعارك في الخطوط الأمامية للقتال خصوصا عندما تكون معارك برية مع العدو الصهيوني، وهذا أيضا قد يشكل نقطة قوة إضافية للجبهة الأمامية في مواجهة العدو..
وعليه فإن هذا الأمر هو ربما عنصر القوة الأساسية للمقاومة الفلسطينية.. ولكن بالتأكيد فإن عناصر أخرى تمكنت المقاومة من الحصول عليها يمكن أن تشكل مفاجأة وعنصر قوة إضافياً أمام أي زحف بري محتمل للجيش الصهيوني على قطاع غزة. وباختصار فإن حماس بشكل خاص وبقية فصائل المقاومة إنما تحاول أن تحاكي تجربة حزب الله على الأرض، وتحاول تطبيق مدرسة حزب الله المقاومة على كافة الصعد، وهو الأمر الذي يربك الكيان الصهيوني ويدمر معنويات الجيش والجنود الصهاينة الذين يشاركون في مثل هذه المعارك بمجرد أن يسمعوا أن أسلوب وإمكانيات وطرق حزب الله أتت إلى قطاع غزة.
وبكل الأحوال فإن إعلان العدو انتهاء المرحلة الأولى من المعركة البرية حتى يتسنى له تقويم الوضع والاستفادة من الدروس وكذلك الحفاظ على معنويات جنوده حتى لا يبدو كمنسحب أمام الفشل الذي يلاحقه، فإن هذا الإعلان لا يعني أن العمليات توقفت، فقد استمرت الطائرات الصهيونية في تنفيذ غاراتها كما نفذت عملية اغتيال استهدفت القيادي البارز في سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي يوسف السميري في عملية برية محدودة نفذتها القوات الصهيونية الخاصة بمشاركة مختلف الأسلحة في الجيش الصهيوني أدت أيضا إلى استشهاد طفلة رضيعة لا تتجاوز من العمر العشرين يوما..
الانتقاد/ العدد1257 ـ 7 آذار/مارس 2008  

2008-03-07