ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: تمخّض الجبل...

كتب محمد يونس
اهتز الجبل وتمخض فولد صرصورا وعذرا من الصراصير، نعم ويا ليته لم يتمخض وبقي مستقرا جامدا.
فبعد طول انتظار بلغت معاناة أهل غزة المستوى الذي يجب فيه أن يجتمع وزراء الخارجية العرب لبحث السبل الآيلة لرفع هذه المعاناة، طبعا لم يكن أحد يظن أن الاجتماع سيخرج عنه مثلا دعوة الجيوش العربية مجتمعة لتهب لنجدة الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع تخنقه الدبابات الإسرائيلية، ولم يكن هناك عاقل ليعتقد أن السادة الوزراء قد يقررون مثلا فرض حصار اقتصادي على إسرائيل والولايات المتحدة أسوة بأهل غزة، وما كان الظن ليذهب إلى حد استخدام الأسلحة المالية أو النفطية أو السياسية لإجبار العدو على فك الحصار ووقف هذه المهزلة الدولية.
لكن يبدو أن المهزلة الدولية أبت إلا أن ترافقها مهزلة عربية فاقتها هزلاً وتهكما، فالاجتماع الحدث وبعد شائعات إعلامية عن شجارات ومشاحنات يخرج بالقرار الإنجاز، ألا وهو قرر العرب خرق الحصار الإسرائيلي لغزة بإرسال قافلة مساعدات غذائية ودوائية إلى أهلنا الصامدين هناك.
أي أن العرب وبمجرد إيصال هذه القافلة يكونون قد أدوا قسطهم إلى العلا ورفعوا عن أكتافهم أي عتب قد يوجه لهم، أليس هذا ديدنهم في أي مكان توجد فيه مقاومة وممانعة للمشروع الأميركي. لبنان مثلا مولوا عمليات تدميره بقذائف أميركية، ثم انهالوا عليه بمساعدات عربية، العراق أمنوا للأميركيين القواعد التي انطلقوا منها لتفتيته وتفكيكه وهم الآن يرسلون المساعدات، وغيرها السودان، الصومال الخ.... وبعض الأماكن يشاركون بحصارها ويمنعون عنها المساعدات...
طبعا إسرائيل ستسمح بمرور هذه القافلة العربية الإنسانية فهي لا تستطيع الوقوف أمام المد الإنساني للأنظمة العربية، ماذا سيقول عنها العالم؟؟ وربما ستشكرهم لأنهم ساعدوها في استمرارها بهذا الحصار.
وقف المواطنون في غزة يستمعون لمقررات وزراء الخارجية العرب حتى نهايتها، نظروا إلى بعضهم البعض وتعانقت أفكارهم وأمنياتهم بأمنية واحدة لا غير.
يا ليت هذا الجبل اهتز وتمخض وولد... فأراً.
الانتقاد/ العدد 1319 ـ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
اهتز الجبل وتمخض فولد صرصورا وعذرا من الصراصير، نعم ويا ليته لم يتمخض وبقي مستقرا جامدا.
فبعد طول انتظار بلغت معاناة أهل غزة المستوى الذي يجب فيه أن يجتمع وزراء الخارجية العرب لبحث السبل الآيلة لرفع هذه المعاناة، طبعا لم يكن أحد يظن أن الاجتماع سيخرج عنه مثلا دعوة الجيوش العربية مجتمعة لتهب لنجدة الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع تخنقه الدبابات الإسرائيلية، ولم يكن هناك عاقل ليعتقد أن السادة الوزراء قد يقررون مثلا فرض حصار اقتصادي على إسرائيل والولايات المتحدة أسوة بأهل غزة، وما كان الظن ليذهب إلى حد استخدام الأسلحة المالية أو النفطية أو السياسية لإجبار العدو على فك الحصار ووقف هذه المهزلة الدولية.
لكن يبدو أن المهزلة الدولية أبت إلا أن ترافقها مهزلة عربية فاقتها هزلاً وتهكما، فالاجتماع الحدث وبعد شائعات إعلامية عن شجارات ومشاحنات يخرج بالقرار الإنجاز، ألا وهو قرر العرب خرق الحصار الإسرائيلي لغزة بإرسال قافلة مساعدات غذائية ودوائية إلى أهلنا الصامدين هناك.
أي أن العرب وبمجرد إيصال هذه القافلة يكونون قد أدوا قسطهم إلى العلا ورفعوا عن أكتافهم أي عتب قد يوجه لهم، أليس هذا ديدنهم في أي مكان توجد فيه مقاومة وممانعة للمشروع الأميركي. لبنان مثلا مولوا عمليات تدميره بقذائف أميركية، ثم انهالوا عليه بمساعدات عربية، العراق أمنوا للأميركيين القواعد التي انطلقوا منها لتفتيته وتفكيكه وهم الآن يرسلون المساعدات، وغيرها السودان، الصومال الخ.... وبعض الأماكن يشاركون بحصارها ويمنعون عنها المساعدات...
طبعا إسرائيل ستسمح بمرور هذه القافلة العربية الإنسانية فهي لا تستطيع الوقوف أمام المد الإنساني للأنظمة العربية، ماذا سيقول عنها العالم؟؟ وربما ستشكرهم لأنهم ساعدوها في استمرارها بهذا الحصار.
وقف المواطنون في غزة يستمعون لمقررات وزراء الخارجية العرب حتى نهايتها، نظروا إلى بعضهم البعض وتعانقت أفكارهم وأمنياتهم بأمنية واحدة لا غير.
يا ليت هذا الجبل اهتز وتمخض وولد... فأراً.
الانتقاد/ العدد 1319 ـ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008