الثلاثاء (11 تموز/ يوليو2006) بثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي تقريراً جاء فيه أن "حزب الله اخترق شبكات الكومبيوتر اللاسلكية المستخدمة في شمالي فلسطين المحتلة ما جعلها عرضة للتشويش فضلاً عن أن هذا الاختراق له مخاطر مادية ومعلوماتية، وتحديداً على الخدمات الطبية "نجمة داوود الحمراء"، وشركات وجامعات وبلديات شمال فلسطين المحتلة التي تستخدم هذه الشبكات، بالاضافة الى خشية لدى الجيش الإسرائيلي من أن يكون حزب الله قد تمكّن أيضاً من اختراق أو التشويش على أجهزة كومبيوتر "الكف" التي يحملها ضباط الجيش الإسرائيلي".
صباح يوم الاربعاء 12 تموز/ يوليو: المقاومة الاسلامية تفي بوعدها للأسرى وللأمة وتخطو أولى خطواتها باتجاه الحرية لسمير القنطار ورفاقه، هي عملية "الوعد الصادق" التي أكدت المقاومة الاسلامية من خلالها وفاءها وصدقها وإصرارها على تحقيق الحرية للأسرى.
بيان المقاومة الاسلامية حول العملية
العملية أعلنت عنها المقاومة الاسلامية في بيان هذا نصه:
"تنفيذاً للوعد الذي قطعته على نفسها بتحرير الاسرى والمعتقلين قامت المقاومة الاسلامية عند التاسعة وخمس دقائق بأسر جنديين اسرائيليين عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وتم نقل الاسيرين الى مكان آمن".
ضاع العدو لأكثر من نصف ساعة لحظة تنفيذ العملية، وتوقفت كل اجهزة استشعاره البعيدة والقريبة عن العمل، اقفلت كل الشبكات والاتصالات.. إلى اليوم.. فالمقاومة لا تزال تحتفظ بالسر، والذي سيأتي توقيت الكشف عنه عندما ترتئي ذلك.
الأسيران الصهيونيان لدى المقاومة الاسلامية في سطور:
 |
أودي غولدفاسر (31 عاماً ). ـ اسم الأب: شلومو. ـ اسم الأم: ميكي. ـ لديه شقيقان (يائير وجادي). ـ عاش في افريقيا الجنوبية ومن سكان مستعمرة "نهاريا". ـ جندي احتياط من عديد لواء "جفعاتي". ـ خريج كلية الهندسة ـ البيئة. ـ طالب ماجستير في المعهد الاسرائيلي للتكنولوجيا. ـ من هواياته تربية الحيوانات وقيادة المراكب البحرية واقتناء وركوب الدراجات النارية. ـ استكشف استراليا على دراجة نارية لمدة ستة أشهر. ـ انتقل من هواية التصوير الى العمل كمصور محترف. ـ متزوج. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ إلداد رغييف (26 عاماً). اسم الأب: تسفي اسم الأم: طوفه ـ لديه ثلاثة أشقاء (بيني وعوفر وإيال). ـ نشأ وتربى في مستعمرة "موتسكين". ـ جندي احتياط من عديد لواء "جفعاتي". ـ مسجل في السنة التحضيرية في جامعة "بارإيلان" ـ كلية القانون. ـ من هواياته كرة القدم والموسيقى وقراءة الكتب. |
كيف حصلت العملية؟
اعترف العدو الصهيوني أن العملية التي نفذت في "خلة وردة" خططت لها مجموعة خاصة خاضعة لتدريب عال، واستدل على ذلك من كون اختيار نقطة التنفيذ جاء في مكان مدروس ومختار بدقة بحيث لا يمكن رصده من أي مرصد او معرفة ماذا يجري هناك.
وقال الجيش الإسرائيلي إن استعدادات حزب الله للعملية كانت شاملة، وإن خلية للحزب عمدت إلى تنفيذ محاولة اقتحام أخرى لموقع عسكري في القطاع الغربي للتمويه عما يحصل.
اما بالنسبة للكاميرات التي نصبت على الشريط الحدودي، فقد وثقت احداها قذيفة "آر بي جي" تتجه اليها قبل أن تدمرها. ويبدو واضحاً في توثيقها أن صاروخ "آر بي جي" يتجه نحو الكاميرا ومن بعدها يظهر السواد. وفجّر مقاتلو حزب الله كل الكاميرات الموجودة على الحدود.
وقالت مصادر العدو انه عند التاسعة من صباح يوم العملية انهمرت القذائف على عدد من المستوطنات الشمالية، في نفس الوقت قامت مجموعة من حزب الله مستخدمة قاذفات مضادة للدروع بضرب ناقلتي جند مدرعتين من طراز "هامر" في منطقة زرعيت ـ عيتا الشعب على السياج الحدودي مباشرة. وكان في سيارتي الدورية جنود احتياط من اللواء الخامس.
وزعم تلفزيون العدو أن الجنديين المصابين أبلغا عن العملية قبل أن يقعا في الأسر. وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن مجاهدي المقاومة دخلوا مسافة مئتي متر وراء السياج الحدودي للوصول إلى المركبتين المعطوبتين. وقال أحد الضباط ان مقاتلي الحزب استخدموا سلّماً لاجتياز السياج الالكتروني عند العبور.
وحسب الرواية الاسرائيلية، فإن الجريحين الاسرائيليين تمكنا بعد 20 دقيقة من ابلاغ قيادتهما في بيرانيت بوقوع العملية، ووصلت اول دورية اليهما بعد عشرين دقيقة من ذلك، ولم يتحرك الاسرائيليون الا بعد عشرين دقيقة، اي ما مجموعه ستون دقيقة.
وكان القضاء قد جرى، وتم نقل الاسيرين الى "مكان آمن".
من جهتها، اكدت صحيفة "السفير" عن "مصادر حزب الله "ان العملية تم التخطيط لها منذ مطلع العام الحالي، وان امر العمليات وتحديد ساعة الصفر قد اتخذا قبل ثلاثة ايام من العملية، عندما تم نشر قوة خاصة من الاسناد الناري في منطقة القطاع الغربي، وان المواجهة حصلت بشكل مباشر عبر مباغتة الجنود في ناقلتي "الهامر" باشتباك مباشر وجهاً لوجه، وادى الى اسر جنديين ومقتل ثلاثة وجرح اثنين.
وعد "الصادق" الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله قال في احتفال استقبال الاسرى العائدين في عملية التبادل في 29 كانون الثاني/ يناير 2004: "يتساءل البعض ماذا يمكن أن تفعل، هناك عدة خيارات. هناك خيار يرتبط برون أراد، نحن مصممون أن نبذل كل جهد وفي أقصر وقت ممكن لكشف مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد، وقد انتهينا من نقاش المبادئ، لكن خلال فترة من الزمن لا نعرف إلى أين سنصل. أنا لا أريد أن أعلّق مصير المعتقلين على مصير أراد. والخيار الثاني هو الحلول الإبداعية المعني بها الطرفان، وبشكل أساسي الوسيط الألماني. وهناك خيار ثالث هو هذا الخيار..ـ وأشار سماحته الى صورة عملية شبعا ـ وتابع خيار المقاومة. وأعاهدكم باسم مجاهدي المقاومة الإسلامية أنهم سيأتون بالجنود في المرة القادمة أحياء وليس أمواتاً كما في السابق". |
الانتقاد/ العدد1223 ـ 13 تموز/يوليو2007