ارشيف من : 2005-2008

نقطة حبر: الطيور المهاجرة

نقطة حبر: الطيور المهاجرة

الطيور التي هاجرت إلى الله مثل غيمة تحملها الريح وتسير بها فوق السهول والجبال والمحيطات، هي الطيور الناجية من الكسل والأسن والتحول إلى كائنات أخرى لا تتقن الطيران ولا تطيق الصبر على جهوده ومجاهداته المضنية، لذلك فهي تحولت إلى كائنات أخرى كدجاج الأرض أو حيوانات بحرية كالنقمة على سبيل المثال.. لكن حتى دجاج الأرض والفقمة وغيرهما لا تصلح لضربها أمثالاً للطيور التي تخلفت عن الطيران، لأن هذه الحيوانات لم تخلق للطيران، وإنما كان لها بحسب المشيئة الإلهية وظيفة ودور تقوم بهما ضمن منظومة الخلق والأمر الإلهي.. أما من اتبع هواه وأخلد إلى الأرض ولم يتطلع إلى السماوات التي فوقه، فإن أمره فرط، بحسب التعبير القرآني، وهو من الواقعين في شرك الغفلة (اللهم نجنا منها برحمتك). كان الإمام الصدر يقول: "اعلموا يا اخوتي أنكم كموج البحر، متى توقفتم انتهيتم"! الطيور التي تسبح في الفضاءات تعرف هذه المعادلة، تعرف أنها عندما تتوقف عن الرفيف بأجنحتها ستهوي من عل وتموت وتكون غذاءً لهوام الأرض.. لذلك فهي لا تتوقف عن الطيران الا لترتاح، فتسبل أجنحتها وتسلم نفسها لموجة من أمواج الريح تحملها على أكتافها، كأن أكتاف الريح سريرها وبيتها وموطنها.. أما مقصدها فهو طير النور المقدس، أو الـ"سيمرغ" على حد تعبير الشيخ فريد الدين العطّار النيسابوري.
اليك يطيرون يا الله.. وإياك يعبدون.. وإياك يستعينون.. فأعنهم يا الله.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1261ـ 4نيسان/ أبريل 2008

2008-04-04