ارشيف من : 2005-2008
لبنان يحيي الذكرى الثلاثين لاعتقال عميد الأسرى سمير القنطار ويوم الأسير اللبناني والعربي

احيا لبنان الذكرى الثلاثين لاعتقال عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار ـ يوم الاسير اللبناني والعربي فعمت الاحتفالات التضامنية المناطق والمخيمات الفلسطينية تكريما له وللأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، كما أزيح الستار عن لوحة تذكارية تؤرخ العملية البطولية التي نفذها القنطار ورفاقه في مستوطنة نهاريا.
وأقامت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين احتفالاً بالمناسبة في مدرسة شاهد ـ طريق المطار بحضور حشد من الشخصيات السياسية والفعاليات الاجتماعية ووفود من المناطق اضافة الى عائلة الاسير القنطار، وتحدث خلاله نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم والاسير القنطار من خلال رسالة تلاها شقيقه بسام القنطار عاهد فيها من معتقل هداريم في فلسطين المحتلة ان يكون وفياً دوما لنهج المقاومة الإسلامية و"ان يكون طموحي الواحد هو نيل المنزلة التي نالتها قوافل طويلة من الشهداء منذ مئات السنين وحتى اليوم، وان لا أساوم أبداً على القيم والمبادىء والإيمان بحتمية نصر الله مهما بلغت التضحيات، وأن اكون مستعداً بعد الانعتاق من الأسر لأواصل الدرب على الثغور مع أخواني المجاهدين في المقاومة الإسلامية".
واستهل الشيخ قاسم كلمته بالحديث عن حجز حرية الأسير سمير القنطار وما نتج عن هذا الاعتقال من تداعيات، وقال: "يتحمل مجلس الأمن والدول الكبرى مسؤولية إطالة الأزمة المرتبطة بالأسرى والمعتقلين لأنهم دائما يتصرفون بطريقة غير مبالية(..) ينسون ان أكثر من أحد عشر ألف فلسطيني وعربي ولبناني وإيراني وآخرين موجودون في السجون الإسرائيلية، ومع ذلك هم يتصرفون وكأن شيئا لم يكن، لكن عندما يكون الأسير إسرائيليا، واليوم عندهم ثلاثة أسرى، اثنان في لبنان وواحد في فلسطين، تقوم الدنيا ولا تقعد، ويصبح موضوع الأسرى الإسرائيليين في المحافل الدولية وفي قرارات مجلس الامن وفي لقاءات القمة، وكلما التقوا مع شخصية معينة في منطقتنا تحدثوا عن الأسرى الإسرائيليين"، مؤكداً حرص حزب الله على تحرير الاسرى، وقال: "ثبت لنا بالتجربة ان لا تحرير الا بالقوة، واستخدمناها وسنستمر في هذا المسار لنحرر جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية إن شاء الله"، وقال: "وليعلم الإسرائيلي أننا لا يمكن أن نفرط بحقوقنا ولا يمكن أن نتخلى عن أسرانا مهما كان الثمن ومهما كانت الصعوبات".
وأوضح الشيخ قاسم ان "المسار التفاوضي حول الأسرى مستمر، ونحن نقوم بعملنا على أكمل وجه، وأي نتيجة إيجابية تبرز سنعلنها للرأي العام بشكل مباشر فليس لدينا ما نخفيه، لكن عندما لا نتحدث عن تفاصيل المفاوضات إنما يكون ذلك حماية لها من أجل أن تصل إلى نتيجة".
وأعاد سماحته التذكير بدافع حزب الله لاعتقال جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى ومعتقلين لبنانيين، وما تلاه من عدوان إسرائيلي في تموز 2006، وكيف "ان أميركا و"إسرائيل" أرادتا من هذه الحرب تحقيق هدفين، الاول ولادة الشرق الاوسط الجديد من بوابة لبنان كما قالت رايس، والثاني إنهاء مقاومة حزب الله لإبطال قدرة الممانعة في لبنان، وبالتالي إسقاط كل روح للمقاومة في المنطقة".
وشرح قاسم كيف أن "أميركا خاضت عدوانا سياسيا هو الأوسع على لبنان ولم تترك فرصة إلا واستغلتها، وحرضت دول العالم وبعض الدول العربية وعملت على تحريض الداخل وبذلت الاموال واشتغلت وسائل الإعلام وقامت الدنيا في مواجهة المقاومة والمعارضة".
وانتقد قاسم تقرير لارسن وقال: "فليعلموا أن "إسرائيل" ليست خطرا على فلسطين فقط، "إسرائيل" خطر على الأمن الدولي وعلى الإنسانية جمعاء وخطر على مصالح العالم"، سائلا عن تهديد ولش بصيف ساخن، قائلاً "هنا أسأل ولش هل تهديدك بالصيف الساخن لإخافتنا او لاستدراجنا الى الاستسلام؟ فليعلم ولش ان عندنا ما يعيد السخونة الى مصدرها إن شاء الله وأكثر، لا أحد يجربنا و"الذي يجرب المجرب كان عقله مخرب". وبالتالي لا داع لهذا التهويل الذي لا يمر على أطفالنا لأنهم رضعوا حليب المقاومة وهم وحدهم يردون عليكم".
وتوقف قاسم عند الشأن السياسي الداخلي ومطالب المعارضة، وقال: "نحن كمعارضة نريد المشاركة وهم كقوى سلطة لا يريدون المشاركة"، مؤكداً ان "المشاركة بالنسبة إلينا بناء لبنان السيد المستقل المقاوم القوي، عدم المشاركة يعني الاستفراد والحصار والقضاء على المقاومة وآمال الشعب اللبناني بأن يكون سيدا وحرا".
وفي موضوع القانون الانتخابي سأل قاسم فريق الموالاة: "ماذا تريدون؟ قانون القضاء, نصنع قضاء على الكل, قانون المحافظة, محافظة للكل, قانون النسبية, نسبية عند الجميع, أما أن نركّب لكل واحد ما يأتي به نائبا، فهل هي مزرعة! نحن نريد وطنا ولا نريد مزرعة. من هنا نحن نريد رئيسا يساهم في اخذ البلد نحو المعالجات المختلفة وتكون الأيدي متشابكة معه من الموالاة والمعارضة لإنقاذ لبنان، وهم يريدون الرئيس معبرا للقضاء على المعارضة في لبنان وللامساك بكل مفاصله وإعطائه للوصاية الاميركية, لا يمكن ان نقبل ولا احد يفكر إذا طال بنا الزمن سنتعب ونستسلم وأننا غير مهيئين, "نحن عاملين حساب لسنوات"، فلذلك إذا كنتم تراهنون على تعبنا فلا تراهنوا، وإذا كنتم تراهنون على جمهورنا فانه من اشرف الناس، وإذا كنتم تراهنون على الدول الكبرى فمصالحهم سوف تتغير".
ودعا قاسم فريق السلطة إلى الأخذ بمبادرة بري الحوارية "وتقريب المسافات، والتفاهم على السلة المتكاملة"، رافضاً "الهيمنة الإقليمية والدولية على لبنان من أي جهة أتت"، وقال: "نحن نريد الدولة بحسب دستور الطائف ولا تلعبوا على العبارات، نريد الدولة الجامعة ويمارسون الدولة المزرعة, ونريد دولة المواطنين ويتصرفون هم بعقلية الميليشيات بتركيبة الدولة, نريد الدولة العادلة ويتهموننا عندما نساعد الفقراء والمحتاجين ونساهم في الاعمار، وهذا تقصير من الدولة، ونحاول أن نسد العجز والفراغ الذي أحدثته الدولة, نريد الدولة القوية ويريدون لبنان الضعيف لأنهم يأخذون مكانتهم من ضعفهم لأنهم يعلمون بأن لا شعبية كافية فيعتمدون على الضعف ومساندة الوضع الدولي من اجل أن يأخذوا حصصهم في لبنان على حساب لبنان".
وحمل قاسم حكومة السنيورة مسؤولية "كل خراب في لبنان, وكل غلاء وكل فساد وكل عدم استقرار في لبنان(..) اذا كان الجواب لا فاتركوا الكرسي لمن يتحمل المسؤولية. عشرات الجرائم حصلت ويبكون أمام الناس، فلماذا إذاً ما زلتم تتمسكون بالكرسي والوضع الاقتصادي يتفاقم".
بشامون
وبدعوة من الحركة الثقافية الاجتماعية، وتيار المجتمع المدني المقاوم، ومنتدى إنسان، وجمعية إحياء تراث عبيه أقيم في بلدة بشامون ـ قضاء عاليه "مهرجان الوفاء للأسير القنطار ورفاقه الأسرى"، حضره حشد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية، وفعاليات بلدية واختيارية ورؤساء جمعيات وحشد من أهالي المنطقة. وألقيت في المناسبة كلمات عدة ابرزها للوزيرة المستشارة في السفارة الكوبية ماري ايزاب، ورسالة للأسير القنطار تلاها شقيقه بسام متوجها بها إلى أبناء منطقته.
لوحة تذكارية في المعلية
وعند شاطئ المعلية قبالة بلدة القليلة (قضاء صور) المكان الذي انطلق منه الأسير القنطار لتنفيذ عمليته في مستوطنة نهاريا أزيح الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل صورته "حراً رغم القضبان" وتاريخ انطلاقه من المكان عبر زورق عند العاشرة من ليل الحادي والعشرين من نيسان قبل ساعات من اعتقاله بعدما أصيب بخمس رصاصات، بحضور ممثل جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين وراعي بلدة دردغيا الأب وليم نخلة ورئيسي بلدتي دير قانون رأس العين، وممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية المحلية والفصائل الفلسطينية والنوادي والجمعيات الثقافية والاجتماعية في المنطقة.
وتحدث في المناسبة الأمين العام للجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين محمد صفا، أما شقيق عميد الأسرى بسام القنطار فأكد "ثقته الكاملة بالمقاومة وبالسيد حسن نصرالله في إعادتهم مرفوعي الرأس". كما تحدثت في المناسبة الطفلة الفلسطينية آية مرعي، ورائد عطايا باسم "اتحاد الشباب الديموقراطي"، ووليد جمعة باسم جبهة التحرير الفلسطينية. وانتهى الاحتفال بإضاءة شموع.
اعتصام
ونظمت القوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية ولجان دعم قضية المعتقلين اللبنانين والفلسطينيين وهيئة ممثلي الاسرى والمعتقلين، في العاصمة والمناطق اعتصاما تضامنيا، امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت، شارك فيه ممثلون عن الاحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية والهيئات الانسانية، وعائلات الاسرى في السجون الاسرائيلية واسرى محررون. وسلم المعتصمون خلاله مذكرة حول "معاناة الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني" الى رئيس البعثة في لبنان جوردي رايك، موجهة الى رئيس اللجنة في جنيف جاكوب غالنبرغر.
وتحدث في المناسبة رئيس الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين عطا الله حمود، باسم عائلات الاسرى والاسرى المحررين، فاعتبر: "ان اعتصامنا اليوم هو وصمة عار على جبين الانظمة المتخاذلة والمتعاونة مع هذا العدو".
بعد الاعتصام، زار وفد من ممثلي الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، في مكتبه الذي دعا الى انشاء متحف ذاكرة الاسرى والمحررين لـ"تعريف الأجيال الشابة بتاريخ امتهم".
جنوباً
وأقامت الفصائل الفلسطينية اعتصامات عديدة في مخيمات الشمال والجنوب، وفي مخيم القاسمية، اقامت الجبهة الديموقراطية احتفالا، في قاعة الامام الحسين(ع)، تضامنا مع الاسرى ألقيت خلاله كلمات للفصائل الفلسطينية، وأخرى لحزب الله القاها عضو قيادة منطقة الجنوب في حزب الله ابو احمد سرور، واجمعت الكلمات على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، والتمسك بالثوابت والمقاومة حتى دحر الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي ساحة الشهداء في صيدا، نظمت منظمة التحرير الفلسطينية اعتصاما تضامنيا، ألقى خلاله عضو المجلس البلدي عفيف حشيشو كلمة، ممثلا رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري.
صور
وفي صور نظمت جبهة التحرير الفلسطينية والجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين احتفالا تضامنيا مع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، لمناسبة يوم الأسير، في قاعة منتدى الفكر والأدب في صور. بمشاركة رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، ورئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فران، رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين الشيخ عطا لله حمود، وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية وحشد من الشخصيات والفعاليات.
ووزعت لجنة "دعم المعتقلين في السجون الإسرائيلية" بياناً اعتبرت فيه ان "استمرار اعتقال 11 الف اسير فلسطيني وعربي في السجون الاسرائيلية في ظل اوضاع صحية واجتماعية بالغة السوء، واستشهاد 179 اسيرا تحت التعذيب ودخول بعض الاسرى العام الحادي والثلاثين في الاعتقال امثال سعيد العتبة ونائل البرغوتي وسمير القنطار، جريمة حرب ضد الانسانية وانتهاك فظيع لكل القوانين والمواثيق الدولية"، منددة "بالصمت العربي والدولي حول هذه الجريمة المتمادية"، ومنتقدة "عجز الجامعة العربية والامم المتحدة وتلكؤ المنظمات الانسانية الدولية وتقصيرها تجاه ملف الاسرى والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال".
الانتقاد/ العدد1264 ـ 25 نيسان/أبريل 2008