ارشيف من :ترجمات ودراسات

خشية إسرائيلية من مسار دولي يُسلِّم بإيران نووية

خشية إسرائيلية من مسار دولي يُسلِّم بإيران نووية
كتب المحرر العبري
لم يكن مفاجئا، الاهتمام الواسع الذي لقيه الاتفاق الثلاثي بين تركيا والبرازيل وإيران حول "التبادل النووي"، في الكيان الإسرائيلي، والذي كان احد ابرز تجلياته دعوة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو لعقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر، والطلب من وزرائه كم أفواههم، عن التعقيب على هذا الاتفاق.
ووفقا لما تضمنته التقارير الإعلامية الإسرائيلية فإن المشاركين في المجلس خلصوا إلى اعتبار الاتفاق مناورة إيرانية لتجاوز العقوبات التي ينوي مجلس الأمن الدولي فرضها عليها.
من الواضح أن الدعوة لجلسة طارئة، للمجلس الوزاري، تعكس حجم الاهتمام الإسرائيلي بمضمونه وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج، خاصة وان مواجهة التهديد الإيراني يحتل رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية.
أما بخصوص دعوة نتنياهو وزرائه لالتزام الصمت فيعود ذلك إلى عدم اتضاح مآلات هذا المسار لدى القيادة الإسرائيلية، في ظل مسارعة واشنطن للإعلان عن مسودة عقوبات تحظى برضا الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في محاولة لإيجاد نوع من التوازن السياسي مع الجمهورية الإسلامية بعد "ضربة المعلم" التي أقدمت عليها. وما يعزز خيار الصمت، كموقف اولي على الأقل، هو ضيق الخيارات العملانية أمام الكيان الإسرائيلي.
من هنا يأتي ما نقلته تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر سياسية رفيعة المستوى قولها أن "إسرائيل معنية بانتظار آراء الأسرة الدولية وكيفية ردها على الاتفاق النووي".
في كل الأحوال، ينبغي الإشارة إلى حقيقة أن المعيار الوحيد لدى الكيان الإسرائيلي للحكم على أي صيغة اتفاق تتعلق بالمشروع النووي الإيراني، هو إن كان يتضمن إنهاءه خاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
ويرى الكيان الغاصب أن أي مساع دبلوماسية تجريها الدول العظمى مع إيران تصب في مصلحة الأخيرة، لأنها تمكنها من كسب الوقت. خاصة وان كل ذلك يجري بالتزامن مع تواصل عمليات تطوير البرنامج النووي فضلا عن استمرار تخصيب اليورانيوم.
من جهة أخرى يخشى قادة العدو من أن يكون ما يجري بداية مسار يسلم فيه المجتمع الدولي بحقيقة تحول إيران إلى دولة نووية. وهذا ما أشارت إليه رئيسة المعارضة، ورئيسة حزب "كديما"، تسيبي ليفني، في كلمة لها في معهد أبحاث الأمن القومي، بالقول ان "المسار الدولي في التسليم بايران نووية، بدأ ونتيجة لذلك هناك دول في المنطقة تجلس على الجدار بين المعسكر المعتدل والمتطرف وتحاول كسب ود الطرفين.. مثل تركيا.
2010-05-22