كتب مصعب قشمر
برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري افتتح المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي المعرض التوجيهي المهني الأول بعنوان الاتجاه الصحيح في قصر الاونيسكو. المعرض الذي يعتبر الأول على صعيد لبنان تشارك فيه عشرون جامعة أساسية في لبنان تعرض كل ما لديها من اختصاصات وتسهيلات للطلاب، بالإضافة الى العديد من القطاعات المهنية. ولم يعد أمام الطالب حيرة في اختيار توجهاته العلمية، لانه سيحصل على الإرشادات المطلوبة لاختيار الاختصاص الذي يناسبه، وذلك من خلال دليل الجامعات ودليل الاختصاصات، الموجودة في المعرض، فضلا عن وجود مرشدين وأساتذة مختصين في هذا المجال. 
لمحة عن المركز
تأسس المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي سنة 1995. وانطلق  بداية لدعم  الطلاب الذين يودون الدخول الى الجامعات وخصوصا طلاب الجنوب والبقاع الغربي خلال فترة الاحتلال، أي الطلاب الذين يريدون إكمال الدراسة الجامعية وأوضاعهم المعيشية والمالية صعبة، لكن بنفس الوقت لديهم امكانيات علمية جيدة، ويشكون غياب الرعاية من قبل الحكومة، فاجتمع عدد من أصحاب الخير ليدعموا هؤلاء الطلاب، ثم تطور العمل في المركز وتشعب، ولدى المركز هدفان رئيسان:
 أولاً: مساعدة الطلاب الذين لديهم قدرة علمية جيدة عبر المنح والقروض.
أما الهدف الثاني فهو تأمين خدمة التوجيه المهني والتربوي للطلاب، الذين هم في صفوف الثامن والتاسع اساسي وفي المراحل الثانوية.

يتضمن المعرض قسماً خاصاً بالجامعات وآخر بالقطاعات المهنية ومحاضرات ولقاءات توجيهية زلزلة: يمكن للطلاب أن يحصلوا على دليل الجامعات والاختصاصات

ويتضمن برنامج التوجيه أربعة محاور:
1ـ محور الدافعية والتعلم
2ـ محور المهارات الحياتية
3ـ محور مهارات التعلم
4ـ محور التوجيه المهني
هذه المحاور الأربعة تغطي الصفوف التي تم ذكرها.
يتناول المحور الأول تحفيز الطلاب نحو التعلم وإكسابهم مهارات ووضع أهداف مهنية وتعليمية.
يتناول المحور الثاني الطلاب الذين لديهم مهارات إدارة الوقت، مهارة التواصل مع الآخرين والذات، تحضير الطلاب للعمل الفريقي.
ويتناول المحور الثالث تعريف الطلاب وإكسابهم في مجال القراءة الفعالة، تدوين الملاحظات أو ما يسمى بخرائط المعرفة، بناء تقدير الذات عند الطلاب، التحضير للامتحانات ومواجهة قلق الامتحانات.
المحور الرابع يهدف الى مساعدة الطلاب على اتخاذ القرار المهني المناسب من خلال اختيار التخصص الجامعي الذي يتناسب مع ميول ورغبات الطالب وقدراته العلمية ومهاراته الذاتية وأنواع الذكاءات التي يمتلكها للوصول بالطالب الى التوافق المهني والمجتمع لاحقا.
وفي حديث الى "الانتقاد" يقول رئيس المركز المهندس علي زلزلة: "نحن نعتمد مبدأ التوجيه المهني المبكر الذي يبدأ في المراحل الدراسية الأولى، ليثبت الوعي المهني عند الطلاب، ولدينا حصة دراسية اسبوعية، أي أن البرنامج يتوزع على حصص اسبوعية يخضع فيها الطلاب لورش عمل تستند الى عمل المجموعات الناشطة وادارة الحوار بين الطلاب لاستخراج ما لديهم من امكانيات وقدرات". ويضيف "بالنسبة لطلاب مستوى الصف التاسع الاساسي  فيتعرف الطالب الى  مختلف الشخصيات المهنية واجراء الاختبارات ليكتشف الطالب أي نوع من الشخصية المهنية يريد، ثم الملاءمة بين هذه الشخصيات والقطاعات المهنية التي تنسجم مع هذه الشخصيات، وبالتالي يتعرف الطالب الى العديد من الاختصاصات والمهن عبر الفيديو والمستندات والوثائق، أما الصف الأول الثانوي فيهدف البرنامج الى تحديد المسار العلمي اللاحق للطالب (علمي او أدبي) من خلال عرض نظرية الذكاءات المتعددة لكل طالب، أي نوع الذكاءات التي يمتلكها(الذكاء اللغوي، المنطقي، الموسيقي، الحركي، الاجتماعي) ثم ربط هذه الذكاءات بالقطاعات المهنية المناسبة له، آخذين بعين الاعتبار قدراته العلمية وعلاماته المدرسية".
لكن على مستوى الصف الثاني والثالث الثانوي، فيلفت زلزلة الى انه "يتم تفعيل وتفصيل حول الشخصيات المهنية واجراء اختبارات عالمية للشخصيات المهنية، وتعريف الطلاب الى عدد  كبير من الاختصاصات الجامعية، وتعريفهم بمؤسسات التعليم العالي في لبنان من حيث الكليات والفروع والاختصاصات والشهادات الممنوحة وشروط الدخول الى الجامعة وأنظمة التعليم فيها ومواعيد التسجيل والأقساط والرسوم، وتحضير الطلاب على المستوى الذهني والتربوي لدخول عالم الجامعة وتحديد الفروقات مع التعليم الثانوي، على سبيل المثال: طريقة التعلم في الجامعة يختلف عن المرحلة الثانوية، تحضير البيئة الاجتماعية في الجامعة، طرق مختلفة في التعليم والاندماج الاجتماعي والتعود على التعلم من خلال البحث".
ويؤكد "ان هذه البرامج تطبق في المدارس والمعاهد مع الطلاب، وهناك بعض الدورات التدريبية للمعلمين والمرشدين لتطبيق البرامج، الذين هم اهل خبرة واختصاص، والجديد في هذا الموضوع الذي يطبق في المدارس، سوف يبدأ تطبيقها في مبنى المركز بداية العام 2009"، والمرشدون في هذا البرنامج يخضعون دائما لتدريب مستمر، ومن ضمن التخطيطات التي تطبق على الطلاب  ستطبق ايضا على الأهالي والمعلمين في المدارس".
وسائل وأدوات بتطبيق هذا البرنامج
1- يمتلك المركز بنك معلومات حول كل الجامعات في لبنان، ويصدر سنويا دليل الجامعات في لبنان وهو العاشر هذه السنة، والطبعة الأخيرة صدرت عبر الموقع الالكتروني وعلى قرص مدمج.
2-  لديه قاعدة بيانات حول الاختصاصات المتوافرة في الجامعات اللبنانية، تغطي الحاجات الفعلية للطالب اللبناني، وهذه القاعدة متوافرة على صفحة الانترنيت وعبر القرص المدمج.
3- توافر دليل الجامعات ودليل  الاختصاصات على موقع الانترنيت الخاص بالمركز، بالإضافة الى شريط فيديو عن المهن الحرة، والعديد من المقالات والتوجيهات التربوية للمعلمين والطلاب، فضلا عن اخبار المركز والربط الالكتروني مع كل الجامعات اللبنانية والعربية والعالمية.
المعرض
يتضمن المعرض محاضرات توجيهية في مختلف الاختصاصات وهو ينقسم الى قسمين:
قسم خاص للجامعات وتشترك في المعرض أمّات الجامعات اللبنانية، حيث لكل جامعة جناح خاص بها تعرض كل ما لديها من اختصاصات وأقساط ولقاءات مع الطلاب.
قسم القطاعات المهنية ويتوزع على عدة أجنحة، وتحت كل جناح يتضمن احد القطاعات المهنية على الشكل التالي:
1- القطاع الصحي
2- القطاع الزراعي
3- قطاع العلوم الهندسية
4- قطاع المعلومات والتكنولوجيا
5- قطاع الإدارة والحقوق
6- قطاع التربية الاجتماعية
بالإضافة الى جناح خاص للتوظيف وشركة المايكرو سوفت والمركز التربوي للبحوث والإنماء.
ويشير زلزلة "الى انه سيوجد في المعرض أصحاب اختصاص من مختلف القطاعات المهنية ليشرحوا للطلاب التفاصيل الضرورية حول الاختصاصات والمهن، على سبيل المثال: شروط العمل، مهام المهنة، سوق العمل، الافق المستقبلي للمهنة، الدراسات العليا، أنواع التدريب المطلوبة لكل مهنة. كما سيكون هناك عروض دائمة للمهن عبر شاشات كبيرة وندوات عديدة لمختلف القطاعات المهنية". ويتابع مدير المركز الاسلامي بالقول "ان المركز سيوفر اجنحة خاصة لاجراء اختبارات حول الذكاءات والاختبارات المهنية (اختبارات يخضع لها الطالب لاكتشاف ميوله المهنية) وسوف يتم توزيع ملف خاص لكل طالب حول التوجيهات التربوية، تحضير الامتحان، الشخصيات المهنية، تحضير العام الجامعي الأول". ويؤكد زلزلة "ان الدعوات وزعت الى كل مدارس وطلاب لبنان برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري".
ميزة المعرض ومستقبله
يقول زلزلة "ان المعرض يتميز بوجود أجنحة وأقسام غير مسبوقة بالمعارض الشبيهة، خصوصا لجهة الربط والمقابلة بين الطلاب وأصحاب الاختصاص. كما يتميز بأن الطالب يحصل على دليل الاختصاص ويحضر الندوات ويحاور أهل الاختصاص والمرشدين". ويضيف "ان المعرض يطمح على مستوى عملية التوجيه المهني والتربوي في السعي عبر المؤسسات الشبيهة والمدارس والمؤسسات الموجودة في الوزارة  لتعميم برامج التوجيه المهني، ليشمل كافة المدارس الرسمية والخاصة قريبا، وسنرى خطوات عملية في هذا المشروع، وهناك سعي مع الوزارة لإدخال عملية التوجيه كحصة دراسية اسبوعية في المنهج الدراسي، وخاصة ان بعض الجمعيات أدخلت هذا الأسلوب من خلال حصة اسبوعية ضمن برنامجها السنوي".
على صعيد المعرض في المواسم القادمة، يجري العمل على توسيع القطاعات المهنية من خلال مشاركة كل الجمعيات والنقابات المهنية والمؤسسات الصناعية والمعاهد المهنية لتعميم هذه الثقافة وتزويد الطلاب بأكبر قدر ممكن من الوعي المهني، بالإضافة الى محاولة التنسيق مع المؤسسات المذكورة  لجمع المعلومات أو الدراسات حول المهن ودراسة سوق العمل واتجاهات المستقبل في لبنان والعالم العربي.
الانتقاد/ العدد 1319 ـ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008