ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: ساركوزي يراسل الأسد بعد يوم واحد من لقائه الملك السعودي
دمشق ـ راضي محسن
تلقى الرئيس السوري بشار الأسد رسالة شفهية من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي "حول العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط" قام بنقلها الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت يرافقهما مستشار الرئيس الفرنسي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بوريس بوالو واللذين استقبلهما الرئيس الأسد اليوم.
وتأتي هذه الرسالة بعد يوم واحد فقط من زيارة قام بها ساركوزي إلى الرياض حيث بحث مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفق مصادر إعلامية متعددة، "توتر العلاقات الفرنسية السعودية، بسبب إستراتيجية ساركوزي بالتقارب مع دمشق"، فيما لم تستبعد مصادر أخرى أن يكون البحث تطرق أيضاً إلى توتر العلاقات السورية السعودية على خلفية الأوضاع في لبنان قبل انتخاب الرئيس ميشيل سليمان في أيار/مايو الماضي.
وقال بيان رئاسي سوري إنه تمَّ خلال اللقاء "التأكيد على ضرورة البناء على ما تحقق في الفترة الماضية لناحية تعزيز العلاقات السورية الفرنسية وأهمية استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين خاصة بعد أن ثبتت نجاعة هذا التعاون فيما يتعلق بمصالح البلدين وخدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم".
وشهدت العلاقة بين دمشق وباريس تحسناً واضحاً بعد جمود طويل استمر قرابة الأربع سنوات بسبب تعاطي الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مع جريمة اغتيال رئيس الحكومة السبق رفيق الحريري من منطلق شخصي بسبب علاقة الصداقة التي ربطته بالحريري واتهام سورية بالضلوع في الجريمة وهو ما نفته دمشق بالمطلق.
وجاء هذا التحسن بعد الدور الهام الذي لعبته دمشق (باعتراف قطر وفرنسا وكثير من الفرقاء السياسيين في لبنان وعدد من الدول ذات الصلة) بإنجاز اتفاق الدوحة في شهر أيار/مايو الماضي بين الأطراف السياسية في لبنان ما سهل انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية بعد شغور سدة الرئاسة في قصر بعبدا ستة أشهر، وتمكين تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وعلى خلفية هذه التطورات الإيجابية زار الأسد باريس في تموز/يوليو الماضي وعقد قمة ثنائية مع الرئيس ساركوزي وأخرى رباعية انضم إليها الرئيس سليمان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأعلن حينها اتفاق دمشق وبيروت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، كما زار الرئيس ساركوزي دمشق أوائل أيلول/سبتمبر الماضي.
ونقل البيان عن الرئيس الأسد "ارتياحه للدور الذي تلعبه فرنسا من خلال العمل مع دول المنطقة لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجهها داعياً الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي للعمل من اجل رفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يتسبب يوماً بعد يوم بالمزيد من الكوارث الإنسانية".
وقال البيان إن الجانبان "عبرا عن ارتياحهما للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات السورية اللبنانية، وناقشا الأوضاع في دارفور وضرورة التوصل إلى حل يضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه".
ومنتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أصدر الرئيس الأسد مرسوماً يقضي "بإنشاء علاقات دبلوماسية" بين دمشق وبيروت "وإحداث بعثة ديبلوماسية لسورية بدرجة سفارة في عاصمة الجمهورية اللبنانية"
وبعدها صدر في لبنان وسورية مرسومين يقضيان بإنشاء علاقة دبلوماسية بينهما، وإحداث كل بلد سفارة له في عاصمة البلد الآخر، ووقع وزيرا الخارجية فوزي صلوخ ووليد المعلم في دمشق "البيان المشترك لإعلان بدء العلاقات الدبلوماسية بين سورية ولبنان" التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من 15 تشرين الأول/أكتوبر 2008.
من جانبه أعرب غيَّان "عن سعادة فرنسا بقرب التوقيع على اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي بالأحرف الأولى وعن تقدير بلاده العالي للدور المحوري الذي تقوم به سورية وشدد على عزم باريس مواصلة العمل والتنسيق مع دمشق بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
واتفقت سورية والاتحاد الأوروبي على موعد الرابع عشر من الشهر المقبل للتوقيع بالأحرف الأولى على النص المحدث لاتفاقية الشراكة السورية الأوروبية التي جُمِدت المصادقة النهائية عليها منذ نحو أربع سنوات.
وكان الجانبان وقعا أواخر العام 2004 الاتفاقية بالأحرف الأولى إلا أن إجراءات المصادقة عليها توقفت من قبل الأوروبيين بسبب توتر العلاقة مع دمشق إثر اغتيال الحريري واتهام سورية بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته بشدة.
وأثناء لقائه بالرئيس الأسد في باريس، قدم ساركوزي "التزاماً" لدمشق "باعتباره رئيساً لمجلس أوروبا بأنه سيتخذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإطلاق عملية المصادقة عليه في أقرب وقت ممكن".
وسورية هي الدولة الوحيدة من دول "إعلان برشلونة" التي لم توقع بشكل نهائي على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى إنشاء سوق حرة بين الدول المتوسطية بنهاية الفترة الانتقالية المحددة في سنة 2010.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018