ارشيف من :من الصحافة اللبنانية
"الهوى جنوبي" ....ونهار الشباب

بـثـيـنـة عـلّيق
أصابنا ملحق "شباب النهار" بالحيرة تجاه أسلوب التغطية الذي اختاره لرحلة "الهوى جنوبي" التي نظّمها طلاب الجامعة اليسوعية الى الجنوب . فلا هو أرسل مراسلاً خاصاً للوقوف على مختلف زوايا الرحلة ونقلها وفق ما تقتضيه الشروط المهنية المتعارف عليها خصوصاً أن الحدث يمكن تصنيفه شبابياً ويستحقّ متابعة الملحق الشبابي الأبرز بين الصحف اللبنانية، ولا هو اكتفى بنشر ما أوردته وكالة الانباء الفرنسية.
إختار ملحق النهار طريقة خاصة تركت القارىء في حيرةٍ من أمره ازاء المعلومات المتناقضة حول حدث لا يحتمل التأويلات والتخمينات. الملحق أورد تقديماً لتغطية وكالة الانباء الفرنسية بأسطرٍ قليلة، لم تخلُ من سقطات مهنية عديدة. ذكر خبر الوكالة (الفرنسية) ان الرحلة ضمّت 500 طالب من مختلف الطوائف اللبنانية، إلا أن ملحق النهار حسم بشكل قاطع أن المشاركين "(...) معظمهم من الشيعة وانصار التيار الوطني الحر مع عدد قليل من ابناء الطوائف والاحزاب الاخرى(...)" . قواعد الموضوعية البسيطة كانت تتطلب من نهار الشباب ان تطلب من منظمي الرحلة تزويدها بلوائح التوزيع الطائفي للمشاركين الذي يبدو من اولى اهتمامات نهار الشباب!!!
اما توصيف الرحلة على انها " خطوة أولى لم يعتدها الحزب الذي بدأ يمارس سياسة الانفتاح"، فسقطة مهنية لأن ما كتب في هذا السياق يظهر جهلاً مطبقاً بسياسة حزب الله وتحديداً السياسة الشبابية الطلابية التي يفترض بدليل الشباب ان يكون على اطلاعٍ وافٍ بها. وتتضمّن الاسطر القليلة غمزاً من قناة وسائل الاعلام الزميلة التي اتهمها الملحق " بالتهليل والمبالغة في شرح ابعاد الرحلة العلائقية".
لم يستشهد الملحق بما ذكرته وسائل الاعلام المتّهَمة، واكتفى بايراد ما جاء في موقع القوات اللبنانية. وما قدّمه الموقع القواتي أقرب لفيلم سينمائي يتحدث عن عملية اختطاف لا يقبلها العقل وعن عملية خداع تعرض لها "مغفّلون" ، وهم في هذه الحالة وبحسب رواية القواتيين ، طلاب الجامعة اليسوعية!
أسطر قليلة وردت في ملحق الشباب عكست وجهة نظر الملحق تجاه الرحلة. الا انها إفتقرت للموضوعية بما لا يليق بملحقٍ مثل شباب النهار، وتركت العديد من الاسئلة : لماذا ينزعج بعض الاعلام في لبنان من تلاقي اللبنانيين وتحديدا الشباب مع أن هذه اللقاءات تساهم في كسر الحواجز النفسية وتخفف من الاحتقان؟ وقد نقلت وسائل الاعلام اللبنانية بمعظمها كلاماً لطلاب ينتمون للقوات تحدثوا عن تعرفهم على الجنوب للمرة الاولى، وإظهارهم لتعاطفٍ معيّن مع المقاومة على الرغم من عدم تخليهم عن قناعاتهم، وهذا هو المطلوب في لبنان: أن نتقبل اختلافاتنا بعيداً عن التشنّج والاحتقان، ولكن لماذا يزعج هذا الأمر نهار الشباب ؟