ارشيف من :أخبار لبنانية
ردود الفعل تتوالى على الخطاب التصعيدي والتقسيمي لقوى الموالاة والهادف لتحقيق أغراض إنتخابية ضيقة
كتب علي عوباني
توالت اليوم المواقف وردود الفعل المستغربة والمنتقدة لعودة خطاب قوى الموالاة التصعيدي ، والذي يتعارض مع اتفاق الدوحة واجواء التهدئة والمصالحات ومقررات الحوار الوطني ، ويصب في خدمة أهداف انتخابية في ظل عجقة الأزمات المعيشية الداخلية وتوالي التهديدات الصهيونية للبنان .
وفي هذا الإطار وردا على الأكاذيب والتخيلات التي وردت في المؤتمر الصحافي الأخير لحزب الكتائب أصدرت التعبئة التربوية في حزب بيانا جاء فيه اننا نتفهم طبيعة المرحلة وحساسية الإستحقاق الإنتخابي النيابي ونتفهم ظروف حزب الكتائب وحاجته الماسة لخطاب يثبت فيه ذاته أمام حلفائه قبل أخصامه إلا أن ما لم نفهمه فعلا هو استحضاره لكل أدبيات الحرب الغابرة ومفردات التقسيم ورفض الشريك الآخر واختلاق الأكاذيب بغية استجداء صوت أو استثارة عطف محايد وهذا ما يؤكد حقيقة مأزقهم. داعية من يتهم حزب الله بمحاولة الإلتفاف من خلال الجامعة اليسوعية الى الخروج من أحقاد الماضي ومن عقدكم وأعلموا أن ما نسجناه مع أهلنا وأخوتنا على امتداد الوطن وطوائفه هو أشد وأمتن. وان من دخل البيوت والقلوب من أبوابها الواسعة ونسج ثوب العزة والسيادة مع الكبار في هذا الوطن لن يغفل الصغار.أما الحديث عن الأحداث التي تتالت في الساحة الجامعية فأشارت التعبئة إلى الدور البارز الذي لعبه خطاب رئيس حزب الكتائب في تحريض الشارع وتجييشه ضد المقاومة وحزب الل بالتحديد والذي عكس توترا في مختلف الجامعات ليستكمل الطلاب ما بدأه زعيمهم وختمت التعبئة التربوية في حزب الل بيانها بالقول لكل المتطرفين لأي طائفة انتموا ان مستقبلكم لن يكون أفضل من حاضركم.
من جهته رأى "حزب الإتحاد" ان بعض السياسيين المحسوبين على فريق ما يسمى 14 أذار يطالعنا كل يوم بمناسبة أو بغير مناسبة بخطب تقسيمية تحت عناوين الفدرالية وأشباهها بالإضافة إلى تصريحات مأزومة فارغة من أي مضمون وطني توحيدي تجاوزها الزمن. واعتبر حزب الاتحاد ان هذا الفريق السياسي يحاول إعادة الإصطفاف السياسي حول شعارات قديمة بالية تجاوزتها الساحة الوطنية بفعل الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة بتحرير لبنان وحمايته من أعداء الخارج الحقيقيين ومراهنات أعوانهم في الداخل". واكد حزب الاتحاد في بيانه ان هذه الخطب والتصريحات هي خروج صريح وواضح عن أتفاق الطائف وعن اجواء التهدئة. وتعيد البلاد الى اجواء التوتر والإنقسام. وختم حزب الاتحاد بيانه محذرا هذا الفريق من التمادي في أساليبه المكشوفة. ومن المساس بالوحدة .
بدوره حمل عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب قاسم هاشم في تصريح له بعض فريق الموالاة المسؤولية بإعادة توتير الأجواء السياسية من خلال الخطاب الموتور وإثارة المشاعر والعواطف وعودة الحملات المسعورة واستحضار كل لغات الاختلاف والعداء والحقد استباقا للانتخابات النيابية ليتسنى لهذا الفريق مع ما تيسر له من مال سياسي الاحتفاظ بأكثرية نيابية تتيح لهم إشباع غرائزهم في الاستئثار والتفرد والتحكم بالبلاد والعباد لتأمين مصالحهم الرخيصة ومصالح أسيادهم اقليميا ودوليا لينقضوا بعد ذلك على الثوابت والخيارات الوطنية.
ورأى هاشم أن عودة الفريق الشباطي للغة التهديد والوعيد والتحريض تارة على المقاومة وقوى المعارضة وتارة أخرى على سوريا وايران في الوقت الذي نسمع فيه تهديدات ومناورات العدو الاسرائيلي بمستوياته السياسية والعسكرية ما هي الا الدليل على المستوى الذي وصل اليه الفريق الشباطي وانعدام حس المسؤولية الوطنية لديه وانقلاب المعايير والثوابت الوطنية حيث يصبح عنده العدو صديقا او حليفا ويتحول الشريك والشقيق والصديق الى موقع العدو".
واعتبر هاشم ان "لبنان أحوج ما يكون في هذه المرحلة الى الإدراك والوعي والحكمة بعيدا عن رهانات خاطئة وساقطة أثبتت الايام فشلها. ولبنان يبقى وطنا لكل مكوناته وصيغته وقويا بمقاومته ووحدة ابنائه. وخارج هذه الخيارات سيكون لبنان عرضة للاهتزازات الدائمة التي تعيده الى حالة اللااستقرار وهذا لن يخدم مصلحة اي فريق بل ان المصلحة الوطنية تكون مهددة بشكل واضح".
وفي السياق ذاته اكد النائب السابق ناصر قنديل أن المعركة المقبلة في لبنان وفلسطين والمنطقة هي معركة حق العودة. معتبرا ان لبنان هو الساحة التي يتقرر فيها مصير التوازنات ، لذلك الأشهر القادمة هي أشهر مصيرية يبذل من اجلها المال والعصبيات والإعلام والأكاذيب والتلفيقات حتى المحكمة التي استحضروا بداية أعمالها في آذار يريدون لها أن تكون جزءا من عدة المعركة الانتخابية. واعتبر قنديل خلال ندوة سياسية أقامها حزب الله في بلدة برج قلاويه "إذا فازت 14 آذار في الانتخابات النيابية المقبلة فان التوطين سيكون غدا وليس بعد غد" ورأى ان طرح الفدرالية الآن هو إعداد وتهيئة للمسرح السياسي عندما يطرح التوطين .
من جهته دعا عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس. خلال احتفال تأبيني في بلدة قانا الى "الإلتزام بأجواء التهدئة ومنطق المصالحات والتزام خطاب سياسي هادىء وموزون. والإقلاع عن خطاب التشنج الذي يعتمده البعض لأغراض إنتخابية وحسابات ضيقة". مشيرا الى ان "مصلحة الوطن أكبر من كل المصالح الشخصية". واضاف خريس ان الإستحقاق الإنتخابي النيابي يجب ان يكون محطة لتطوير حياتنا السياسية على أساس التكامل والشراكة من خلال عملية ديموقراطية يحدد فيها اللبنانيون إرادتهم ويرسموا خياراتهم" مؤكدا ان "المعارضة مجمعة على هذا النهج الوطني ولديها كل الثقة باللبنانيين الذين سيقولون كلمتهم". وانتقد النائب خريس "المال السياسي والإنتخابي الذي يستخدم لشراء الذمم والضمائر". معتبرا ان "هذا الأسلوب الرخيص سيسقط أمام خيارات الناس الشرفاء".