ارشيف من :أخبار لبنانية
الشيخ قاسم لـ"الديار": ملتزمون اتفاق الطائف والفدرالية خرابٌ للبلد

أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان مشروع الحزب هو الدولة العادلة والقادرة، وان الحزب ملتزم اتفاق الطائف والفدرالية خراب البلد، مشيراً الى ان اللامركزية الادارية مشروع مطروح في مجلس النواب وتأخر اقراره بسبب التجاذبات السياسية المختلفة، لافتاً إلى أن "هذا الامر يختلف تماما عن الفيدرالية والتقسيم وكل العناوين الاخرى التي تجعل للطوائف كانتونات داخل الكيان الواحد".
وأوضح الشيخ قاسم، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الديار" أنه "بشكل موضوعي لا بد ان تكون هناك ضوابط تؤدي الى اللامركزية الادارية لتسهيل امور الناس، فعندما نناقش الامر من جهة تسهيل على الناس ويمكن تخفيف البيروقراطية الادارية فهذا امر حسن وهو اداري بحت لتسهيل امور الناس"، مجدداً الرفض لأي "شكل من اشكال الكانتونات، او اي شكل من اشكال النقاء الطائفي الذي يؤدي الى استقلال كل طائفة عن طائفة اخرى في داخل البلد الواحد، فأمامنا اتفاق الطائف لنطبقه".
وتطرق إلى التجربة اللبنانية وتوزيع عدد اعضاء مجلس النواب على الطوائف والمذاهب، معتبراً ان المشكلة هي في التطبيق، "فإما ان يكون هناك محاولة لتقسيم لبنان او فدرلته فهذه مشكلة كبرى، تؤدي الى خراب البلد، وان يصبح لبنان حصصاً للدول الاجنبية وكذلك هذا الامر يضر بوحدة لبنان، مضيفاً "نحن مع وحدة لبنان ومع كل المعالجات التي تسهل امور المواطنين، ولا تميز بين الطوائف جغرافياً ولا سياسياً".
ودعا إلى الإنصراف نحو القضايا التي تهم الناس حقيقة وان "نعد العدة للتعبير عن حضورنا ووجودنا كل من موقعه، مذكراً بأننا مقبولون على انتخابات نيابية، لافتاً إلى أن ان هناك "خطراً حقيقياً وفعلياً داهماً، اسمه الخطر الاسرائيلي حيث اسرائيل في اجوائنا اكثر من 20 مرة في اليوم وبتصريح تقرير الامم المتحدة يبرز هذه القضية". وأشار إلى أن الخطرالاسرائيلي "لا يمكن مواجهته بالهروب، وانما يجب مواجهته بابراز القوة التي رآها قبل التحرير وفي عدوان تموز الذي شهد هزيمته فيه".
وأضاف "مشروع حزب الله مكشوف وواضح ومعلن ليس فيه تقية، ولسنا في زمن نحتاج فيه لحماية الناس من الاغيار، وعلى هذا الاساس كل ما لدينا نعلنه بشكل واضح". وأردف "فإذا اراد احد ان يحاسبنا، او ان يناقش فكرتنا او مشروعنا عليه ان يعود الى ادبياتنا وخطابنا السياسي، والى تطبيقاتنا العملية الموجودة على الارض، وهنا ليس من الصحيح ان يكون النقاش على النوايا او على التصورات المحتملة في ذهن من يناقش هذا التصور لاننا امام وقائع".
من جهة أخرى، اعتبر قاسم انه "لولا وجود خلاف في وجهات النظر لما كان هناك حاجة لطاولة الحوار، ولولا ان الخلاف على مستوى استراتيجي وعلى مستوى كبير لما كانت هناك حاجة لاعطاء طاولة هذا الزخم والمستوى من نقاش قضية مفصلية، لها علاقة بمستقبل لبنان ودوره وخصوصيته وحضوره في المنطقة".
واضاف "نحن لا ننكر انه يوجد رؤيتان في لبنان لكن هذا لا يحل من خلال التظاهرات الاعلامية او المناكفات السياسية والبهورات التي تحصل بين حين وآخر، وانها تعالج بنقاش هادىء وكل طرف يقدم مشروعه ورؤيته ونحاول من خلال المشروعين ان نفتش على القواسم المشترك وان نعالج نقاط الخلاف بالحكمة ربما نقدّر كجماعة تتحاور المصلحة اللبنانية وبانتظار ان تحسم طاولة الحوار الاتجاه ان نحترم بعضنا بعضاً وتحررت الارض بسببها".
ودعا قاسم إلى "تعزيز قدرة المقاومة وتوسيع دائرتها والتأكيد على مجتمع المقاومة، الذي يعطي كل من موقعه بما يخدم مشروع الاستقلال ومواجهة اسرائيل"، موضحاً أن هذا هو الاتجاه في الوقت الحاضر، و"اذا كان هناك من يريد التغيير في المسار العام، هذا يرتبط بطاولة الحوار، ولن يكون الامر سهلاً ان ننتقل من حال المواجهة الى تعديل المواجهة من دون مشروع واضح يجعل اي انتقال الى فكرة اخرى ومشروع آخر فيه مصلحة لبنان".