ارشيف من :آراء وتحليلات
استراتيجية أوباما الجديدة ... محاولة بائسة لتجديد الهيمنة الأميركية !

عقيل الشيخ حسين
تحاول الاستراتيجية الجديدة حول الأمن القومي الأميركي، أن تقدم نفسها كتعبير عن "التغيير" الذي وعد به أوباما، والذي تمكن من الوصول على أجنحته إلى البيت الأبيض.
كلمة التغيير تشترك مع صفة "الجديدة" التي تطلق على سياسات واستراتيجيات أوباما، في تعبير صريح عن الاعتراف بعدم صلاحية ما هو قديم في السياسات والاستراتيجيات السابقة.
وهي، في نهاية المطاف، تعبير صريح، وإن لم يفطن أوباما إلى ذلك، عن الاعتراف بعدم صلاحية الجديد... بقدر ما يأتي هذا الجديد كاستمرار للقديم، ولكن بعد طلائه بغشاء رقيق من الألفاظ الباهتة.
فالجديد الأساسي الذي تتباهى به استراتيجية أوباما الجديدة هو المزاوجة بين الديبلوماسية والقوة، مع التنويه بأن القوة ستسخدم بشكل أكثر حكمة وبطرق تتجنب اللجوء المباشر إلى القوة... ما يعني، طالما أن الديبلوماسية، قد تكون أشد نكاية من القوة، أن التغيير لا يطال سياسات الهيمنة الأميركية، بل يتركز على الوسائل المستخدمة في تطبيق تلك السياسات.
وإذا كانت استراتيجية أوباما تحاول تمييز نفسها عن استراتيجية بوش عبر التخلي عن بعض العبارات "الفظة" في خطاب بوش، من قبيل "الحرب الاستباقية" و"الحرب على الإرهاب" والاستهداف الصريح للإسلام، فإن بنود هذه الاستراتيجية تعج بمفاهيم تنطوي على توجهات أشد عدوانية من تلك التي كانت شائعة في أيام بوش.
وإذا كان مفهوم الإرهاب قد تقلص في هذه الاستراتيجية ليلتصق بتنظيم القاعدة وحده، وهو التنظيم الذي شنت إدارة بوش من أجل ملاحقته حربي أفغانستان والعراق، فإن ملاحقة هذا التنظيم وروافده الإرهابية تقتضي، وفق إدارة أوباما نقل الحرب إلى كل مكان "يتآمرون فيه ويتدربون في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال وما وراء ذلك" أي في كل مكان من العالم. ما يعني أن أوباما متمسك بالحرب "العالمية" التي أطلقها بوش في العام 2001.
صحيح أن استراتيجية أوباما لا تتحدث عن الاستخدام المباشر لصواريخ توما هوك والأسلحة النووية التكتيكية، ولكن قائد القيادة الأميركية العسكرية الوسطى، دايفد بترايوس، استبق استراتيجية أوباما بالتبشير بـ "توسيع النشاط العسكري "السري" في دول الشرق الأوسط، بغية القضاء على الجماعات المسلحة أو مواجهة التهديدات في إيران والسعودية والصومال وغيرها من دول المنطقة".
وبالطبع، طالما أن الشرق الأوسط يحظى باهتمام خاص في الاستراتيجية الجديدة، فقد تضمنت هذه الاستراتيجية فقرات حول علاقة الشراكة القوية مع "إسرائيل"، والتعاون الواسع في قضايا مختلفة مع "صديقنا القريب إسرائيل"، إضافة إلى تعهد "لا يتزعزع" بضمان أمن "إسرائيل" ودمجها في ما أسماه بالشرق الأوسط الذي وصفه بـ " الكبير"، في إصرار واضح على تمسكه بتصورات المحافظين الجدد حتى بعد اندحار هذه التصورات.
وفي إصرار لا يقل وضوحاً على ما يعنيه مفهوم الدمج في ظل الإصرار الأميركي والإسرائيلي على يهودية الدولة الإسرائيلية.
وبالطبع يتمسك أوباما بمقترح سلفه حول حل الدولتين، حيث تشير استراتيجيته إلى التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه بدولة ! دولة لا يجرؤ أوباما على إعطائها حتى صفة "القابلة للحياة" التي كان يعرج عليها سلفه بوش، ما يدل على أن مواصفات هذه الدولة هي المواصفات تفسها التي حددها نتنياهو في كلام أطلقه خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، وأكد فيه على ضرورة أن تكون منزوعة السلاح لضمان عدم تغلغل النفوذ الإيراني إليها.
وعلى هذا القياس قس لجهة عزل إيران وتطوير العلاقات الأمنية الرئيسية مع دول المنطقة كمصر والأردن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في إطار شراكة تستطيع عبرها "قواتنا وأنظمتنا الدفاعية العمل معاً بشكل أكثر فعالية".
وكلام مشابه عن كوريا الشمالية وترسانة الأسلحة الصينية وروسيا المطالبة بأن تكون "مسالمة" وأن تتصرف كشريك مسؤول في أوروبا وآسيا...
مع ملاحظة ميل الاستراتيجية الجديدة إلى محاولة استغواء بلدان كروسيا والصين والهند عبر التلويح بالنية في إقامة علاقات مستقرة متعددة الجوانب في إطار ما يفهم على أنه استعداد أميركي لتقبل إقامة عالم متعدد الأقطاب، ولكن في ظل دولة عظمى واحدة هي الولايات المتحدة على ما شرحته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
لكن هيلاري تعترف، في شرحها للاستراتيجية بأن الولايات المتحدة لا يمكنها بمفردها حل أية مشكلة ذات طابع عالمي، في محاولة واضحة لاستدراج الدول المشار إليها أعلاه، في ظل تسييل لعابها بالتعددية القطبية، نحو تحالفات تطمح الدولة العظمى الواحدة إلى وضعها في خدمة عظمتها المتلاشية.
تحاول الاستراتيجية الجديدة حول الأمن القومي الأميركي، أن تقدم نفسها كتعبير عن "التغيير" الذي وعد به أوباما، والذي تمكن من الوصول على أجنحته إلى البيت الأبيض.
كلمة التغيير تشترك مع صفة "الجديدة" التي تطلق على سياسات واستراتيجيات أوباما، في تعبير صريح عن الاعتراف بعدم صلاحية ما هو قديم في السياسات والاستراتيجيات السابقة.
وهي، في نهاية المطاف، تعبير صريح، وإن لم يفطن أوباما إلى ذلك، عن الاعتراف بعدم صلاحية الجديد... بقدر ما يأتي هذا الجديد كاستمرار للقديم، ولكن بعد طلائه بغشاء رقيق من الألفاظ الباهتة.
فالجديد الأساسي الذي تتباهى به استراتيجية أوباما الجديدة هو المزاوجة بين الديبلوماسية والقوة، مع التنويه بأن القوة ستسخدم بشكل أكثر حكمة وبطرق تتجنب اللجوء المباشر إلى القوة... ما يعني، طالما أن الديبلوماسية، قد تكون أشد نكاية من القوة، أن التغيير لا يطال سياسات الهيمنة الأميركية، بل يتركز على الوسائل المستخدمة في تطبيق تلك السياسات.
وإذا كانت استراتيجية أوباما تحاول تمييز نفسها عن استراتيجية بوش عبر التخلي عن بعض العبارات "الفظة" في خطاب بوش، من قبيل "الحرب الاستباقية" و"الحرب على الإرهاب" والاستهداف الصريح للإسلام، فإن بنود هذه الاستراتيجية تعج بمفاهيم تنطوي على توجهات أشد عدوانية من تلك التي كانت شائعة في أيام بوش.
وإذا كان مفهوم الإرهاب قد تقلص في هذه الاستراتيجية ليلتصق بتنظيم القاعدة وحده، وهو التنظيم الذي شنت إدارة بوش من أجل ملاحقته حربي أفغانستان والعراق، فإن ملاحقة هذا التنظيم وروافده الإرهابية تقتضي، وفق إدارة أوباما نقل الحرب إلى كل مكان "يتآمرون فيه ويتدربون في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال وما وراء ذلك" أي في كل مكان من العالم. ما يعني أن أوباما متمسك بالحرب "العالمية" التي أطلقها بوش في العام 2001.
صحيح أن استراتيجية أوباما لا تتحدث عن الاستخدام المباشر لصواريخ توما هوك والأسلحة النووية التكتيكية، ولكن قائد القيادة الأميركية العسكرية الوسطى، دايفد بترايوس، استبق استراتيجية أوباما بالتبشير بـ "توسيع النشاط العسكري "السري" في دول الشرق الأوسط، بغية القضاء على الجماعات المسلحة أو مواجهة التهديدات في إيران والسعودية والصومال وغيرها من دول المنطقة".
وبالطبع، طالما أن الشرق الأوسط يحظى باهتمام خاص في الاستراتيجية الجديدة، فقد تضمنت هذه الاستراتيجية فقرات حول علاقة الشراكة القوية مع "إسرائيل"، والتعاون الواسع في قضايا مختلفة مع "صديقنا القريب إسرائيل"، إضافة إلى تعهد "لا يتزعزع" بضمان أمن "إسرائيل" ودمجها في ما أسماه بالشرق الأوسط الذي وصفه بـ " الكبير"، في إصرار واضح على تمسكه بتصورات المحافظين الجدد حتى بعد اندحار هذه التصورات.
وفي إصرار لا يقل وضوحاً على ما يعنيه مفهوم الدمج في ظل الإصرار الأميركي والإسرائيلي على يهودية الدولة الإسرائيلية.
وبالطبع يتمسك أوباما بمقترح سلفه حول حل الدولتين، حيث تشير استراتيجيته إلى التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه بدولة ! دولة لا يجرؤ أوباما على إعطائها حتى صفة "القابلة للحياة" التي كان يعرج عليها سلفه بوش، ما يدل على أن مواصفات هذه الدولة هي المواصفات تفسها التي حددها نتنياهو في كلام أطلقه خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، وأكد فيه على ضرورة أن تكون منزوعة السلاح لضمان عدم تغلغل النفوذ الإيراني إليها.
وعلى هذا القياس قس لجهة عزل إيران وتطوير العلاقات الأمنية الرئيسية مع دول المنطقة كمصر والأردن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في إطار شراكة تستطيع عبرها "قواتنا وأنظمتنا الدفاعية العمل معاً بشكل أكثر فعالية".
وكلام مشابه عن كوريا الشمالية وترسانة الأسلحة الصينية وروسيا المطالبة بأن تكون "مسالمة" وأن تتصرف كشريك مسؤول في أوروبا وآسيا...
مع ملاحظة ميل الاستراتيجية الجديدة إلى محاولة استغواء بلدان كروسيا والصين والهند عبر التلويح بالنية في إقامة علاقات مستقرة متعددة الجوانب في إطار ما يفهم على أنه استعداد أميركي لتقبل إقامة عالم متعدد الأقطاب، ولكن في ظل دولة عظمى واحدة هي الولايات المتحدة على ما شرحته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
لكن هيلاري تعترف، في شرحها للاستراتيجية بأن الولايات المتحدة لا يمكنها بمفردها حل أية مشكلة ذات طابع عالمي، في محاولة واضحة لاستدراج الدول المشار إليها أعلاه، في ظل تسييل لعابها بالتعددية القطبية، نحو تحالفات تطمح الدولة العظمى الواحدة إلى وضعها في خدمة عظمتها المتلاشية.