ارشيف من :أخبار لبنانية
الموالاة تضيق ذرعا بالزيارات الرسمية وغير الرسمية المتتالية الى دمشق وتبدي انزعاجا واضحا وعلنيا للمرة الاولى
كتب علي عوباني
ضاقت صدور قيادات قوى الرابع عشر من اذار بالزيارات الرسمية وغير الرسمية المتتالية الى دمشق ، وظهر انزعاج قيادييها اليوم على نطاق واسع وبشكل صريح الى العلن عبر تصريحاتهم المنتقدة لهذه الزيارات والتي جاء ابرزها اليوم على لسان رئيس الحزب التقديم الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ، وقوى 14 اذار ، والتي طالبت بوضع معايير ينبغي أن تتوافر في أي زيارة يقوم بها مسؤول لبناني سياسيا كان أم عسكريا الى سوريا، جاء ذلك في ختام اجتماع عقدته الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار رددت خلاله التهم التي دأبت على اطلاقها ضد سوريا مثل العمل الى العودة العسكرية الى لبنان واعتبار نفسها غير معنية بالمحكمة الدولية.
وفي هذا الاطار وجه النائب وليد جنبلاط اليوم انتقادا ضمنيا لقائد الجيش العماد جان قهوجي بسبب زيارته الى سوريا. وفي أول موقف له بعد الزيارة قال جنبلاط إنَّه لا يفهم لماذا الإستعجال في خطوات التطبيع مع سوريا من دون أن تكون دمشق قد التزمت بجدول أعمال محدد حول مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وفتح الإسلام وترسيم الحدود بين البلدين. وتساءل جنبلاط في تصريح صحفي هل حدَّد مجلس الوزراء جدول أعمال زيارة العماد قهوجي، أو هل هو مطّلع عليه.وأضاف جنبلاط : لدي مشكلة مع هذا السلوك الذي يسير بالتطبيع سريعاً وينسى الجوهر.
كلام جنبلاط هذا تقاطع مع بيان صادر عن قوى 14 اذار التي خوّلت نفسها الاهلية والصلاحية لتحديد سلسلة شروط مفروضة على من يرغب بزيارة دمشق ،
وقالت في بيان تلاه منسقها العام فارس سعيد إن اي زيارة لأي مسؤول لبناني سياسي او عسكري او امني لسوريا يجب ان تتم وفقا للمعايير التالية:
- موافقة مجلس الوزراء المسبقة على الزيارة وموافقة مجلس الوزراء على جدول اعمالها وبرنامجها والشخصيات التي تعقد معها اللقاءات من الجانب السوري .
- اطلاع مجلس الوزراء على نتائج الزيارة والموافقة على تلك النتائج.
- الحرص على النأي بأي زيارة عن مرجعية المجلس الاعلى وامانته العامة والاتفاقات التي عقدت.
هذا وفيما ينتظر ان يقوم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد عون بزيارة قريبة الى دمشق ، زار اليوم وفد من حزب الطاشناق سوريا والتقى الرئيس السوري بشار الاسد ، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزيري الداخلية والاعلام وقائد الجيش .
الرئيس السوري بشار الأسد جدد خلال استقباله وفد حزب الطاشناق اللبناني برئاسة أمينه العام هوفيك مختاريان استعداد سوريا لمساعدة الشعب اللبناني وقواه وأحزابه الوطنية بما يمكنها من مواصلة دورها في الحفاظ على وحدة لبنان الداخلية التي تضمن منعته وقوته .
وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات الإيجابية التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة وضرورة البناء على ما تم إنجازه وخاصة على صعيد العلاقات السورية اللبنانية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين في المجالات كافة.
بدوره أشاد الوفد الضيف بمواقف الرئيس الأسد الحريصة على وحدة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم وعلى تعزيز العلاقات الأخوية بين سوريا ولبنان.
من جهته رد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون على منتقديه والذين يهاجمونه نتيجة استعداده لزيارة سوريا وقوله "أن سوريا مهد المسيحية"، داعيا هؤلاء لأن يدرسوا كتب التاريخ لنشأة المسيحية والمسيحيين الاوائل. كما رد العماد عون على بيان 14 آذار الذي دعا الى ضرورة اخذ موافقة الحكومة المسبقة لزيارة دمشق ، قائلا: "ليقدموا مشروع تنظيم للحريات العامة في لبنان ونرسله الى الولايات المتحدة لأنه من اعداد تلاميذه".
وقال عون عقب اجتماع تكتل التغيير والاصلاح : "بعد عودتنا من سوريا سنفتح باب المناقشة لا سيما في المواضيع التي ستبحث فيها الزيارة". وشدد العماد عون على انه ذاهب الى سوريا بمواقفه الثابتة والراسخة وسيرجع منها ضمن المبادىء المتعارف عليها. معتبرا "ان التاريخ سيُكتب منذ الآن خصوصا ان الفريق الاخر يظن أنني ذاهب الى الشام وسأعيد معي سوريا وستقصف معراب وقريطم والمختارة، كما هم فعلوا عندما أداروا دباباتهم على بعبدا".
واشار عون الى انه سيقدم هدية لقوى الموالاة ان خسر شعبيته. قائلا: "لا أستطيع ان أقدمها مباشرة انما بطريقة غير مباشرة. أنا ذاهب الى سوريا وهكذا أخسر شعبيتي ويفوزون بالانتخابات وردا على رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي " قال عون :" النائب وليد جنبلاط لديه العديد من السنوات حراسة لبوابة الشام ربما يستطيع أن يعطيني اياها بضعة أيام".
وفي السياق ذاته رد عضو تكتل التغيير والاصلاح ايضا النائب شامل موزايا على الهجوم الذي يتعرض له العماد ميشال عون من قبل فريق 14 آذار، واعتبر في بيان له أن كل هذا التوتر والهجوم ليس إلاّ خوفاً من الانتصار الساحق للمعارضة الوطنية الذي ستحققه في انتخابات الألفين وتسعة، وخوفاً على مراكزهم وكراسيهم ومناصبهم التي ورثوها منذ عهد الوصاية. وقال النائب موزايا: أما لسمير جعجع الذي اعتبر ان زيارة العماد عون الى سوريا هي وصمة عار نقول له إن ماضيك وصمة عار في تاريخ لبنان، فالجنرال دافع عن لبنان وشعبه، أما أنت فقد شاركت بالهجوم على آخر معقل للحرية يوم الثالث عشر من تشرين الاول عام ألف وتسعمئة وتسعين. ولفت موزايا إلى أن العماد أعاد حقوق المسيحيين، أما جعجع فقد هجّر المسيحيين من الجبل وشرقي صيدا وزحلة والشمال.
من جهته اشار رئيس حزب التضامن إميل رحمة بزيارة العماد عون المرتقبة إلى سوريا مؤكداً أنها تطوي الشوائب لمصلحة أجيالنا. وفي حفل تكريمي أقامه له أهالي بلدة طليا قضاء بعلبك لفت رحمة إلى أن الذين يطلقون النار اليوم على السوريين كانوا هم المستفيدين إبَّان الوجود السوري، أما العماد عون فقد كان يخاصم بشرف ويذهب اليوم بشرف.