كتب علي عوباني

فيما يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم للتوجه إلى ألمانيا في زيارة رسمية ، ينتظر ان يتوج مسلسل الزيارات النشطة للمسؤولين اللبنانيين باتجاه دمشق بمحطة بارزة وهامة تتمثل بالزيارة المرتقبة للعماد ميشال عون خلال الساعات المقبلة إلى دمشق والتي وصفت بالخطوة التاريخية خصوصا في ضوء رغبة الجانبين اللبناني والسوري بفتح صفحة جديدة من العلاقات أساسها الثقة والتعامل بروحية الجارين على الرغم من حملات التضليل الاعلامية وسهام التصويب والاستهداف المستمرة للنيل من جنرال وعماد الرابية التي يدأب عليها فريق الرابع عشر من آذار منذ مدة طويلة حتى وصل الأمر- بهذا الفريق الذي ضاق صدره بزيارة العماد عون وما سيترتب عليها من نتائج سياسية مهمة- وصل به الامر الى حد عقد الاجتماعات والمشاورات والمؤتمرات الصحافية لتخرج الأمانة العامة لـ 14 اذار بمواقف اقل ما يمكن وصفها بأنها تعبر عن حال من الحرج والضغوطا والإفلاس السياسي لاسيما حين دعت مجلس الوزراء لمنع أي شخصية لبنانية من زيارة سوريا إلا بعد الحصول على موافقة المجلس والاطلاع المسبق على جدول اعمال وعلى هوية الشخصية التي سيجري اللقاء معها ...  
في هذا الوقت أشاد نائب الامين العام لحزب الل الشيخ نعيم قاسم بجهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خصوصا لجهة اعادة العلاقات الطبيعية والمميزة مع سوريا وتثبيت هذه العلاقة كما شدد سماحته الذي كان يتحدث خلال لقاء سياسي نظمه حزب الل في منطقة الاوزاعي على ضرورة الاستمرار في التهدئة الاعلامية والسياسية ...
وبالعودة لزياردة العماد عون التاريخية إلى دمشق المرتقبة خلال الساعات المقبلة ، فان التحضيرات لها لا زالت جارية على قدم وساق ، حيث تشرف الدوائر الرئاسية السورية على أدق تفاصيل الزيارة إلى دمشق ، وهو ما يضفي على الزيارة المزيد من الأهمية نظرا لما تشكله بمضامينها السياسية في هذه المرحلة ، على أن هذه الزيارة التاريخية للعماد عون تأتي بالتوازي مع اجراءات فتح سفارتين في بيروت ودمشق قبل نهاية العام الحالي وذلك في إطار تزخيم العلاقات الثنائية بين البلدين.
صحيفة السفير ذكرت أمس ان زيارة العماد عون إلى سوريا ستكون خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، مشيرة إلى أنها ستشكل بترتيباتها التنظيمية ومضامينها السياسية زيارة تاريخية بكل معنى الكلمة، ولعل إشراف دوائر الرئاسة السورية على أدق تفاصيلها هو أكبر مؤشر في هذا الاتجاه.
في هذا الوقت رجحت مصادر لبنانية رفيعة مقربة من سوريا ان تتم زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى دمشق بعد غد الأربعاء وإلا فالخميس حتماً ... فيما قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر لصحيفة الحياة أمس ان كل ترتيبات الزيارة أنجزت بما فيها إعداد جدول ألأعمال لكن موعدها يبقى طي الكتمان لأسباب أمنية.
من جهة اخرى واصل فريق الرابع عشر من آذار تصويبه على حركة الزيارات المتتالية الى سوريا وآخر إرهاصات هذا الفريق حتى وصل الأمر بها إلى اشتراط موافقة مجلس الوزراء على أي زيارة لمسؤول لبناني سياسي أو عسكري الى دمشق كما جاء في بيان للأمانة العامة لقوى 14 آذار .
رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رد من جهته أمس على منتقدي زيارته إلى دمشق ، وقال انه ذاهب الى دمشق بقناعاته وسيعود بها .
وفي السياق ذاته توجه عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب شامل موزايا لمنتقدي زيارة عون بالقول :" ليعلم القاصي والداني أنّ العماد عون سيدخل إلى سوريا زعيماً وطنيّاً لتكريس المصالحة بين الشعبين ولتكريس معادلة سوريا في سوريا ولبنان في لبنان. ولكلّ هؤلاء الشتّامين نقول إنّ الشعب سيُحاسبكم في إنتخابات العام ألفين وتسعة وستُفتح السجون لمحاسبة السارقين والمجرمين القتلة".         
بدوره القيادي في التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا أكد أن حالة الخصومة الاستثنائية التي كنا نعيشها مع سوريا لا يمكن أن تستمر  لا سيما في ظل وجود الكيان الصهيوني ، واستغرب أبي رميا الانتقادات لهذه الزيارة وخاصة من قبل النائب وليد جنبلاط الذي كان أول من طبع علاقات التبعية مع سوريا ...
الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني أكّد أنّ زيارة العماد عون إلى سوريا تُشكّل أكبر مصالحة مسيحيّة مع دمشق واصفاً عون بالوجه المسيحي العربي بإمتياز. بقرادوني وفي حديث لصحيفة الأنباء الكويتيّة إستبعد الحديث السوري مع عون في ملف الإنتخابات النيابيّة، لافتا الى  أنّ زمن الحروب في المنطقة ولّى. 
من جهته قال وزير الدفاع الياس المر الذي يقوم بالتحضير لزيارة دمشق ايضا أن  هدف زيارته إلى سوريا هو أن يستفيد لبنان منها ومن نتائجها مشيرا الى انه يجري الان تحضير ملف يتعلق بالحدود ويهم البلدين ، وردا على سؤال حول انتقاد قوى 14 اذار للزيارات الى سوريا.قال الوزير المر: ان الذين يهاجمون او غالبية الذين هاجموا وزير الداخلية او قائد الجيش على زيارتهما الى سوريا. هؤلاء يهاجمون بالوكالة وليس بالاصالة عن الاشخاص الذين دفعوا دما   معتبرا ان احدا لايستطيع المزايدة عليه مؤملا في حال زيارته سوريا الا يسمع الانتقادات التي سمعها في ما خص وزير الداخلية وقائد الجيش ....
بدورها اعتبرت اللجنة السياسية المشتركة بين "جبهة العمل الإسلامي" وحزب الله" ان الزيارات المتتالية للمسؤولين اللبنانيين إلى سوريا من شأنها تطبيع الأجواء وتوثيق العلاقات ورص الصف وإزالة كل أسباب الاحتقان والتشنج المصطنع بين البلدين الشقيقين.
وفي هذا السياق اسف الامين العام لحركة النضال العربي النائب السابق فيصل الداوود للمواقف 14 شباط من الزيارات التي يقوم بها مسؤولون لبنانيون الى سوريا حيث يتعاطون معها بالسلبية وكان اخرها ما حصل مع زيارتي وزير الداخلية وقائد الجيش الناجحتين ، وراى الداوود في تصريح ادلى به اليوم ان زيارة العماد قهوجي ازعجت بنتائجها قوى 14 شباط لانها اعادت التاكيد على عمق العلاقة القومية بين الجيشين وتصديهما للخطر الاسرائيلي الذي يهدد البلدين، مؤكدا ان تلك القوى لا تريد عودة العلاقات بين لبنان وسوريا بل كل ما ترغبه هو الوصول الى معاهدة سلام مع اسرائيل بضرب العلاقة مع سوريا ونزع سلاح المقاومة.
وفي دمشق جدد الرئيس السوري بشار الأسد أمام وفد من حزب الطاشناق امس استعداد سوريا لمساعدة الشعب اللبناني وقواه وأحزابه الوطنية بما يمكنها من مواصلة دورها في الحفاظ على وحدة لبنان الداخلية التي تضمن منعته وقوته..