ارشيف من :أخبار لبنانية
عيّنات من اعتداءات ميليشيا "المستقبل" على المواطنين
لا تتوانى ميليشيا تيّار "المستقبل" عن نقض ما اتفقت عليه الموالاة والمعارضة في العاصمة القطرية الدوحة، فتراها تماطل عن قصد في تنفيذ مضمونه الذي أعاد الحياة إلى لبنان، وتتهرّب من التقيّد بفحواه ولا سيّما لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحضير قانون للانتخابات النيابية، ولذلك لجأت إلى ارتكاب سلسلة اعتداءات منظّمة واستفزازات مقصودة ومكشوفة في غير منطقة من بيروت امتدت إلى محافظات أخرى وباتت تهدّد بإحراق لبنان.
ومنذ التوقيع على "اتفاق الدوحة" يوم الأربعاء في 21 أيّار/ مايو من العام 2008، وميليشيا "المستقبل" لا تتوقّف عن القيام بأفعال مخالفة للقانون تصل إلى حدّ اقتراف الجرائم وتهديد السلم الأهلي والنظام العام مستفيدة من هيمنتها على مقوّمات الدولة وتغاضي الأجهزة الأمنية عن هذه التصرّفات التي يبدو أنّها رسالة أميركية سعودية انقلابية على اتفاق الدوحة، ورفض له بعد تأييدهما له ولو على مضض إثر انتصار المعارضة المدوّي في أحداث 7 أيّار/ مايو 2008 لحفظ سلاح المقاومة.
وتنوّعت اعتداءات ميليشيا "المستقبل" على أمن الدولة وهيبتها بين ضرب مواطنين وطعنهم بالسكاكين وإحراق الدواليب والإطارات وقطع الطرقات والهجوم على منازل مواطنين آمنين، وحمل السلاح واستخدامه بما يؤذي صاحبه أحياناً كما حصل مع أحد عناصر "المستقبل" الذي ألقى قنبلة يدوية على مؤيّدين للمعارضة كانوا عائدين إلى منزلهم بعد مشاركتهم في الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير في ملعب الراية في محلّة صفير في 26 أيّار/ مايو 2008، فانفجرت به وأسفرت عن إصابته وجرح رفاقه المتجمّعين حوله في محلّة كورنيش المزرعة.
والغريب أنّ تقارير قوى الأمن الداخلي تحفل بالكثير من حوادث الاعتداءات اليومية والمتجوّلة، وتكتفي بتسجيلها من دون متابعتها أو ملاحقة القائمين بها، مع أنّ القانون يلزمها بالتحقيق فيها وتوقيف الفاعلين مهما كان الدعم السياسي الذي يلاقونه.
ومن هذه الحوادث نذكّر بالتالي:
* إطلاق نار من سلاح حربي على منزل المواطن كمال خليل حمود المؤيّد للمعارضة، في محلّة الطريق الجديدة، ما تسبّب بأضرار مادية، وذلك في 5 حزيران/ يونيو 2008.
* ضرب المواطن علي صبرا خلال مروره في محلة الطريق الجديدة وطعنه بالسكين والآلات الحادة ما أدّى إلى إصابته بجروح مختلفة ونقله إلى المستشفى للمعالجة، وذلك في 7 حزيران/ يونيو 2008.
* ضرب الطالب في كلّيّة الهندسة في جامعة بيروت العربية حسن سعيد صباح من مدينة النبطية، أمام مدخل الكلية المذكورة في محلّة الطريق الجديدة، فأصيب بكدمات ورضوض في وجهه، وذلك في 5 حزيران/ يونيو 2008.
* تعرّض المواطنين أحمد فوزي المعلّم وحسين علي حمود للضرب قرب الملعب البلدي في محلّة الطريق الجديدة، فأصيبا بجروح ورضوض ونقلا إلى مستشفى الساحل للمعالجة، وذلك في 27 أيّار/ مايو 2008.
* أثناء قيام قوّة من الجيش اللبناني بمهمّة حجز درّاجات نارية في محلّة الطريق الجديدة، تجمّع مئة عنصر من ميليشيا "المستقبل"، واستعادوا بالقوّة ستّ درّاجات من قوّة الجيش وأضرموا النار في واحدة منها، وقطعوا الطريق بها، ثمّ أقدموا على طعن المواطن محمّد دكروب بسكّين خلال وجوده داخل "جيب" الجيش، ما استدعى نقله إلى مستشفى الزهراء للمعالجة، وذلك في 27 أيّار/ مايو 2008. ومن بين المعتدين المسؤول في ميليشيا "المستقبل" عماد محمّد زغلول المطلوب للعدالة بموجب مذكّرات توقيف عديدة.
علي الموسوي
الانتقاد/ العدد1271 ـ 10حزيران/ يونيو 2008