ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: لستم خير أمة..

كتب مصطفى خازم
"الله ينجينا من الأعظم"..
عبارة تتردد على ألسنة الناس ومن كل الأعمار هذه الأيام.
يوم سُلبت فلسطين كانت هذه الجملة التعليق الأول على ألسنة كبار السن، ومع كل اجتياح للبنان تكررت العبارة.
اجتيحت أفغانستان ولمّا يأتِ الأعظم.
دُمر العراق وسُلبت سيادته وما زلنا ننتظر الأعظم!
مجازر تلو مجازر والدعاء "هو هو".
ألم يحن الوقت لنستبدل به ما هو خير منه؟!
لماذا لا نقول مثلاً: حيَّ على خير العمل، ونشمر عن سواعدنا لنصرة المحاصرين حتى الموت في شعب غزة؟!
أو لماذا لا نتذكر أحاديث النبي (ص) في نصرة المظلوم، ولو باللسان؟!
لكن يبدو ان هذه الأمة لم تعد ـ منذ زمن ـ خير أمة.
أمة يشرد أهلها في فلسطين إلى مخيمات اللجوء على أعتاب الأمم، هي ليست كذلك.
أمة يقتل فيها أطفال أيتام بعمر الورود في ملجأ العامرية ببغداد، ليست كذلك.
أمة تهدم بيوت الطين على أبنائها في أفغانستان وتسكت، ليست خير أمة.
أمة يستباح دم وعرض مسلميها في البوسنة والهرسك وتسكت، ليست خير الأمم.
لا يكفي البكاء والنواح والعويل.
بالأمس شاهدنا حجاج بيت الله الحرام على معابر القطاع يصطفون بالمئات للخروج في سبيل الله لأداء شعيرة كبرى, ولو مرة واحدة في العمر، فيطول الانتظار.
من يمنع شعائر الله؟
من يريد لهؤلاء ان لا يذهبوا الى إخوانهم ليشرحوا لهم ما يعانون؟
من يمنع أمة المليار مسلم من التحرك نحو غزة؟
بعض جنود مسلحين في كيان مستورد بقرار بريطاني!!
أمة المليار تقف عاجزة عن مساعدة حجاج بيت الله الحرام، ولا تستطيع إيصال الدواء لمرضى غزة!
هل من أعظم.. يبدو نعم!
حتى الأضحية التي تغيث مئات العائلات في غزة ممن حُرموا القدرة على شراء اللحم، هذا إن وُجد، باتوا بانتظار تهريب الأضاحي إلى غزة.
حتى شعائر الله يجب ان تُهرب تهريباً!
موسم الحج هو موسم المشاركة بين كل المسلمين، فيما كل العالم يتحد عليهم.
"غدة سرطانية" زُرعت في عالمنا العربي، تسلب الأمم أموالها وثرواتها بحجة "محرقة".. أما "المحارق" اليومية فلا مكان لها في عيون العالم.
ويبقى الكلام "هو هو":
"الآتي أعظم".
أمة تخترع الحجج من أجل تبرير تقاعسها ليست خير الأمم.. ولن تكون.
"المقاومة" و"الشهادة" هي البوابة الوحيدة للانتقال إلى خير الأمم، وكل السبل الأخرى لن توصل إلى مكان.
أمة تعمل وتبني وتمهد للآتي، هي خير الأمم. أما من يمنع حج بيت الله ويسكت عن كل الجرائم، فهو شريك الظالم.
والظلم نهايته وخيمة.
الانتقاد/ العدد 1320 ـ 2 كانون الاول/ ديسمبر 2008
"الله ينجينا من الأعظم"..
عبارة تتردد على ألسنة الناس ومن كل الأعمار هذه الأيام.
يوم سُلبت فلسطين كانت هذه الجملة التعليق الأول على ألسنة كبار السن، ومع كل اجتياح للبنان تكررت العبارة.
اجتيحت أفغانستان ولمّا يأتِ الأعظم.
دُمر العراق وسُلبت سيادته وما زلنا ننتظر الأعظم!
مجازر تلو مجازر والدعاء "هو هو".
ألم يحن الوقت لنستبدل به ما هو خير منه؟!
لماذا لا نقول مثلاً: حيَّ على خير العمل، ونشمر عن سواعدنا لنصرة المحاصرين حتى الموت في شعب غزة؟!
أو لماذا لا نتذكر أحاديث النبي (ص) في نصرة المظلوم، ولو باللسان؟!
لكن يبدو ان هذه الأمة لم تعد ـ منذ زمن ـ خير أمة.
أمة يشرد أهلها في فلسطين إلى مخيمات اللجوء على أعتاب الأمم، هي ليست كذلك.
أمة يقتل فيها أطفال أيتام بعمر الورود في ملجأ العامرية ببغداد، ليست كذلك.
أمة تهدم بيوت الطين على أبنائها في أفغانستان وتسكت، ليست خير أمة.
أمة يستباح دم وعرض مسلميها في البوسنة والهرسك وتسكت، ليست خير الأمم.
لا يكفي البكاء والنواح والعويل.
بالأمس شاهدنا حجاج بيت الله الحرام على معابر القطاع يصطفون بالمئات للخروج في سبيل الله لأداء شعيرة كبرى, ولو مرة واحدة في العمر، فيطول الانتظار.
من يمنع شعائر الله؟
من يريد لهؤلاء ان لا يذهبوا الى إخوانهم ليشرحوا لهم ما يعانون؟
من يمنع أمة المليار مسلم من التحرك نحو غزة؟
بعض جنود مسلحين في كيان مستورد بقرار بريطاني!!
أمة المليار تقف عاجزة عن مساعدة حجاج بيت الله الحرام، ولا تستطيع إيصال الدواء لمرضى غزة!
هل من أعظم.. يبدو نعم!
حتى الأضحية التي تغيث مئات العائلات في غزة ممن حُرموا القدرة على شراء اللحم، هذا إن وُجد، باتوا بانتظار تهريب الأضاحي إلى غزة.
حتى شعائر الله يجب ان تُهرب تهريباً!
موسم الحج هو موسم المشاركة بين كل المسلمين، فيما كل العالم يتحد عليهم.
"غدة سرطانية" زُرعت في عالمنا العربي، تسلب الأمم أموالها وثرواتها بحجة "محرقة".. أما "المحارق" اليومية فلا مكان لها في عيون العالم.
ويبقى الكلام "هو هو":
"الآتي أعظم".
أمة تخترع الحجج من أجل تبرير تقاعسها ليست خير الأمم.. ولن تكون.
"المقاومة" و"الشهادة" هي البوابة الوحيدة للانتقال إلى خير الأمم، وكل السبل الأخرى لن توصل إلى مكان.
أمة تعمل وتبني وتمهد للآتي، هي خير الأمم. أما من يمنع حج بيت الله ويسكت عن كل الجرائم، فهو شريك الظالم.
والظلم نهايته وخيمة.
الانتقاد/ العدد 1320 ـ 2 كانون الاول/ ديسمبر 2008