ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: الحج أيام زمان

كتب حسن نعيم
الى الأمس القريب كانت الرحلة الى الحج مغامرة غير مضمونة العودة, فضلاً عن المشقة والعناء اللذين تتطلبهما. نقول الأمس القريب ولا نذهب الى الماضي السحيق حيث الطريق محفوفة بالمخاطر, ومزروعة بالموت وسراة الليل في القوافل السابحة في بحر الهجير يحسبون ألف حساب لقطّاع الطرق واللصوص والأرياح المتناوحة التي تمحو معالم الدروب. شهورٌ كاملة كان يقضيها الحجيج الآتون من كلٍ فجٍ عميق ليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ذاكرين الله معظّمين شعائره في أيام معلومات على ما رزقهم من فضله وأفاض عليهم من رزقه.
الصعوبات والمخاطر استمرت حتى الأمس القريب والى الوقت الذي تسنمت فيه "البوسطة" مكان الناقة سفينة الصحراء, واحتوت في أحشائها الحجيج بأمتعتهم و "زواداتهم" وأباريقهم البلاستيكية الملونة.
في عهد "البوسطة" كان الحجاج يطهون طعامهم على الطريق ويغسلون ثيابهم وينامون تحت قبّة السماء يتسامرون ونجومها الفستقية... وعند الإياب كانت الزينة وأغصان الدفلى وأقواس الفرح والذبائح وعبارة "حج مبرور وسعي مشكور" تمثّل تحية الدور لأصحابها العائدين بعد لأي وتعب.
اليوم ولّت المتاعب القديمة وبقي جلّها في بعض الدول لا سيما في آسيا الوسطى التي يتنقل الحجاج القادمون منها بواسطة النقليات الداخلية في كل بلد يصلون إليه "أتوستوب" كما يقال.
ما نقوله هنا لا يدخل في باب التنغيص على حجّاجنا الذين دفعوا من عرق جبينهم ثمن الراحة التي ينعمون بها اليوم (الخيام المبرّدة, والبوفيه المفتوح), لكنها مقارنة زمنية لا تحمل على ما تضمّنته من مفارقات لحجاج بيت الله إلاّ الدعاء والتضرع لله بقبول صالح الأعمال.
الانتقاد/ العدد 1320 ـ 2 كانون الاول/ ديسمبر 2008
الى الأمس القريب كانت الرحلة الى الحج مغامرة غير مضمونة العودة, فضلاً عن المشقة والعناء اللذين تتطلبهما. نقول الأمس القريب ولا نذهب الى الماضي السحيق حيث الطريق محفوفة بالمخاطر, ومزروعة بالموت وسراة الليل في القوافل السابحة في بحر الهجير يحسبون ألف حساب لقطّاع الطرق واللصوص والأرياح المتناوحة التي تمحو معالم الدروب. شهورٌ كاملة كان يقضيها الحجيج الآتون من كلٍ فجٍ عميق ليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ذاكرين الله معظّمين شعائره في أيام معلومات على ما رزقهم من فضله وأفاض عليهم من رزقه.
الصعوبات والمخاطر استمرت حتى الأمس القريب والى الوقت الذي تسنمت فيه "البوسطة" مكان الناقة سفينة الصحراء, واحتوت في أحشائها الحجيج بأمتعتهم و "زواداتهم" وأباريقهم البلاستيكية الملونة.
في عهد "البوسطة" كان الحجاج يطهون طعامهم على الطريق ويغسلون ثيابهم وينامون تحت قبّة السماء يتسامرون ونجومها الفستقية... وعند الإياب كانت الزينة وأغصان الدفلى وأقواس الفرح والذبائح وعبارة "حج مبرور وسعي مشكور" تمثّل تحية الدور لأصحابها العائدين بعد لأي وتعب.
اليوم ولّت المتاعب القديمة وبقي جلّها في بعض الدول لا سيما في آسيا الوسطى التي يتنقل الحجاج القادمون منها بواسطة النقليات الداخلية في كل بلد يصلون إليه "أتوستوب" كما يقال.
ما نقوله هنا لا يدخل في باب التنغيص على حجّاجنا الذين دفعوا من عرق جبينهم ثمن الراحة التي ينعمون بها اليوم (الخيام المبرّدة, والبوفيه المفتوح), لكنها مقارنة زمنية لا تحمل على ما تضمّنته من مفارقات لحجاج بيت الله إلاّ الدعاء والتضرع لله بقبول صالح الأعمال.
الانتقاد/ العدد 1320 ـ 2 كانون الاول/ ديسمبر 2008