ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: حكاية غزاوية

كتب محمد يونس
عندما أعلن وزراء الخارجية العرب قرارهم الإنجاز بكسر الحصار الصهيوني عن غزة، طبعا بالمساعدات الغذائية فقط، اختلف أهل غزة في ما بينهم، منهم من قال إن العرب انتبهوا إلى أنهم لا يستطيعون أكثر مما قرروه فأرادوا لقراراتهم أن تكون واقعية بحكم واقعية حضورهم على الساحة الدولية والإقليمية، لذلك اتخذوا ما هم قادرين على تنفيذه.
ومنهم من قال إن العرب أصلا لا يستطيعون شيئا، وهم أطلقوا قرارهم هذا لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
ومنهم من استهزأ بالقرار مؤكدا أن لا هُم قادرون على فعل شيء ولا هم يريدون وضع أحد أمام مسؤولياته، متسائلين كيف لهم أن يضعوا المجتمع الدولي أمام مسؤولية رفضوا هم تحملها أصلا، وراحوا إلى حد اتهام العرب بالتواطؤ مع العدو.
وعلا النقاش وارتفع حتى وصلت إلى مسامع أهل غزة المساكين أخبار عن توجه باخرة ليبية محملة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها إلى غزة لكسر الحصار، فخفتت الأصوات مع أن كل فريق أصر على موقفه وقرروا جميعا الانتظار حتى مجيء السفينة.
وصلت السفينة ودخلت المياه الإقليمية لغزة فتجمع الغزيون مجهزين أنفسهم بالمواقف المنددة بالحصار وبالعدو وبإجرامه، وتلك المرحبة بعودة العرب لنجدة أشقائهم، وفجأة وقبل حوالى 50 ميلا من الشاطئ تتدخل البحرية الصهيونية وتمنع السفينة من إكمال طريقها، فتحرف طريقها نحو مصر جارة غزة، وقد طلب العدو أن يتم التنسيق معه قبل إرسال اي سفينة لكسر حصاره.
يا لها من سخرية! لم يعد النقاش إلى ارتفاعه ابداً، بل سلّم الجميع برأي الفريق الثالث، وبدأوا بتقديم الاعتذارات ثم استغفروا ربهم جميعا لأنهم ظنوا يوماً أن هناك عرباً استيقظوا.
الانتقاد/ العدد 1320 ـ 2 كانون الاول/ ديسمبر 2008
عندما أعلن وزراء الخارجية العرب قرارهم الإنجاز بكسر الحصار الصهيوني عن غزة، طبعا بالمساعدات الغذائية فقط، اختلف أهل غزة في ما بينهم، منهم من قال إن العرب انتبهوا إلى أنهم لا يستطيعون أكثر مما قرروه فأرادوا لقراراتهم أن تكون واقعية بحكم واقعية حضورهم على الساحة الدولية والإقليمية، لذلك اتخذوا ما هم قادرين على تنفيذه.
ومنهم من قال إن العرب أصلا لا يستطيعون شيئا، وهم أطلقوا قرارهم هذا لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
ومنهم من استهزأ بالقرار مؤكدا أن لا هُم قادرون على فعل شيء ولا هم يريدون وضع أحد أمام مسؤولياته، متسائلين كيف لهم أن يضعوا المجتمع الدولي أمام مسؤولية رفضوا هم تحملها أصلا، وراحوا إلى حد اتهام العرب بالتواطؤ مع العدو.
وعلا النقاش وارتفع حتى وصلت إلى مسامع أهل غزة المساكين أخبار عن توجه باخرة ليبية محملة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها إلى غزة لكسر الحصار، فخفتت الأصوات مع أن كل فريق أصر على موقفه وقرروا جميعا الانتظار حتى مجيء السفينة.
وصلت السفينة ودخلت المياه الإقليمية لغزة فتجمع الغزيون مجهزين أنفسهم بالمواقف المنددة بالحصار وبالعدو وبإجرامه، وتلك المرحبة بعودة العرب لنجدة أشقائهم، وفجأة وقبل حوالى 50 ميلا من الشاطئ تتدخل البحرية الصهيونية وتمنع السفينة من إكمال طريقها، فتحرف طريقها نحو مصر جارة غزة، وقد طلب العدو أن يتم التنسيق معه قبل إرسال اي سفينة لكسر حصاره.
يا لها من سخرية! لم يعد النقاش إلى ارتفاعه ابداً، بل سلّم الجميع برأي الفريق الثالث، وبدأوا بتقديم الاعتذارات ثم استغفروا ربهم جميعا لأنهم ظنوا يوماً أن هناك عرباً استيقظوا.
الانتقاد/ العدد 1320 ـ 2 كانون الاول/ ديسمبر 2008