ارشيف من :أخبار لبنانية

اليوم الاول لزيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون الى دمشق كان حافلا وحفاوة رسمية وشعبية تخطت كل التوقعات

اليوم الاول لزيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون الى دمشق كان حافلا  وحفاوة رسمية وشعبية تخطت كل التوقعات

كتب علي عوباني

زيارة تاريخية بكل معنى الكلمة ، هذا اقل ما يمكن ان يقال في زيارة العماد عون الى دمشق ، حيث بانت طلائع هذه الزيارة منذ اليوم الاول ، حفاوة رسمية وشعبية لا لا نظير لها تخطت كل التوقعات ، بدءا من سفر العماد عون والوفد المرافق له على متن الطائرة الخاصة للرئيس السوري بشار الاسد وصولا الى مطار دمشق حيث استقبله نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في صالون الشرف في المطار، ومن ثم استقبال الرئيس السوري لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون على البوابة الداخلية لقصر الشعب حيث عقد معه خلوة تجاوزت الموعد المحدد لها الساعة.
بعد الاجتماع صدر بيان عن الرئاسة السوري أشاد فيه الرئيس السوري بشار الاسد بمواقف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون المبدئية والوطنية، مؤكدا اهمية زيارته الحالية الى سوريا. وذكر البيان ان لقاء الرئيس السوري والعماد عون كان مثمرا وبناء جرى خلاله بحث كافة القضايا والمواضيع القائمة بين البلدين اضافة الى التطورات الايجابية التي تشهدها العلاقات السورية اللبنانية والاوضاع في المنطقة والمتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية.
ولفت البيان الى ان وجهات النظر كانت "متفقة حول اهمية هذه الزيارة التاريخية الى سوريا والتي تفتح عهدا جديدا يتميز بالرغبة المشتركة في بناء علاقات مستقبلية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين في سوريا ولبنان وتقوم على الاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلالهما". واضاف ان اللقاء تميز كذلك بالرغبة المشتركة في الاستفادة من دروس الماضي من أجل بناء قاعدة متينة ومميزة في العلاقات بين البلدين.
من جهته وخلال مؤتمر صحفي عقده العماد عون بعد لقائه الرئيس السوري وصف  اللقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد بعملية "القلب المفتوح" حيث جرى الحديث بالعقل والقلب "لتنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى اثر لماضي فيه اشياء كثيرة اليمة". واضاف عون "اننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي. والذي يتوقف عند الماضي فقط لن يستطيع بناء المستقبل. وقد سمينا هذا اللقاء عملية القلب المفتوح لتنقية الوجدانين السوري واللبناني. أي لا يبقى اثر لماض فيه اشياء كثيرة أليمة. ولكن لقاءنا اليوم واعد بمستقبل زاهر".
وظهر اليوم اولم الرئيس السوري بشار الاسد على شرف الضيف الكبير العماد عون والوفد المرافق في قصر الشعب ، وبعد الغداء ، زار رئيس تكتل التغيير والإصلاح لكنيسة المريمية (بطريركية الروم الأرثوذكس)، ومن ثم بطريركية السريان الأرثوذكس حيث التلقى البطريرك زكا عيواص الأول، وأقيم له استقبال شعبي حاشد. حيث احتشد الالآف في شوارع دمشق القديمة، حيث يمرّ موكب رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لزيارة الأماكن المقدّسة، في وقت سيّرت  مواكب سيّارة جالت في شوارع الشام مطلقة العنان لـ"زمّور" الجنرال.
من جهة اخرى توالت اليوم المواقف وردود الفعل المؤيدة والمشيدة بزيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى سوريا .
وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان رحب من جهته بزيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى سوريا، معتبرا في بيان وزعه مكتبه الاعلامي أنه "حسنا فعل الرئيس العماد ميشال عون باقدامه على هذه الخطوة التاريخية المباركة، ان دمشق هي بوابة المشرق والمدخل الشرعي الصحيح للبيت العربي المشترك، اذ أن سوريا هي مهد المسيحية ومنطلق المسيرة الاسلامية الحضارية التي أعطت للعروبة أبعادا ثقافية، شكل فيها بعض أعلام الفكر المسيحيين ركائز أساسية صلبة".
واكد "ان هذه الخطوة التاريخية المباركة، هي التجسيد المادي والاخلاقي لمهمة لبنان القومية والانسانية، بقدر ما هي تجسيد عملي لتوجيهات الارشاد الرسولي، فلو شاهد البابا يوحنا بولس الثاني، رحمات الله عليه، حيثيات هذه الزيارة، لغمرته السعادة الكبرى اطمئنانا منه الى تعقل وتبصر الزعامة المسيحية واستقلالية قرارها السيادي الحر".
واعتبر ارسلان "ان سوريا الأسد لا تقبل أي تفكير مذهبي أو عنصري أو ظلامي، وهي تشكل الآرض الخصبة لاشعاع الرأي السديد الشريف الذي حمله الارشاد الرسولي. ففي الوقت الذي يتعرض فيه المسيحيون في الشرق للابادة، فينهار عددهم في فلسطين الى اثنين في المئة، بينما تتكرر المجازر والتهجير بحق المسيحيين في العراق، فنجد أن المسيحية تزدهر في سوريا الأسد، معانقة الاسلام الأصيل عناقا وجوديا، حضاريا، ثقافيا، قوميا، يؤكد على أصالة الهوية القومية والعروبة الحضارية".
ووجه الوزير ارسلان نداء بالمناسبة، "من صميم القلب، كله محبة وتقدير الى أخوتنا المسيحيين في تكتل الموالاة، وأدعوهم الى أن يتبصروا هذه الحقيقة، اذ لا يجوز اسقاط الحزازات الضيقة على القضايا المصيرية الكبرى"، مشددا ‘لى أن "هذه البلاد لنا جميعا وعلينا أن نعتمد على أنفسنا وليس على الأجنبي الذي يغير سياساته تبعا لمصلحته، فلا شيء أثمن وأنفع للبنان من توطيد وتعميق وتطوير علاقاته الأخوية القومية مع سوريا الأسد".
بدوره اعتبر الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر في حديث له ان زيارة العماد ميشال عون الى سوريا تشكل محطة مهمة ومفصلية وتطورا ايجابيا في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين لبنان وسوريا. واضاف شكر "لا شك ان زيارة عون الى دمشق تحمل دلالات مميزة وابواب سوريا مفتوحة لكل اللبنانيين الوطنيين والشرفاء"، مشيرا ان "عون صاحب عقيدة تحرير الارض من رجس الاحتلال في وقت تشن الحملات المغرضة من قبل فريق اصبح مكشوفا امام الشعب اللبناني وله ارتباطات خارجية مشبوهة تصب في غير مصلحة لبنان"، مؤكدا ان "هذه الحملة ما هي الا زوبعة في فنجان شهدنا فشلها في الحملات التي استهدفت زيارات سابقة لمسؤولين لبنانيين الى سوريا".
 وفي السياق ذاته اشاد الأمين العام ل"حركة النضال اللبناني العربي" النائب السابق فيصل الداود، ب "الزيارة الناجحة للعماد ميشال عون الى سوريا، واللقاء التاريخي مع الرئيس السوري بشار الأسد", واعتبر في تصريح اليوم "ان العماد عون بزيارته، وضع مصلحة لبنان في اولويات العلاقات معها، بما يضمن للجارتين الشقيقتين افضل العلاقات واميزها".
في المقابل استمر فريق الرابع عشر من اذار بانتقاد زيارة العماد عون ومحاولة استغلالها انتخابيا واعلاميا ، وكانت اولى المواقف الصادرة اليوم عن صدرت عن رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون "يجري الآن مع السوريين تركيب للوائح الإنتخابية", رافضاً القول "أن السوريين لا يتدخلون في الإنتخابات النيابية وأن هذا كلام غير صحيح, وأنهم يستبدلون مرشح بمرشح آخر". جعجع وفي كلمة ألقاها أثناء أستقباله وفداً من قطاع الممرضات في "القوات اللبنانية" رفض أن يكون عون هو "من ينقي الوجدان بين لبنان وسوريا, لأنه بحال سلمنا جدلاً أن النظام السوري يمثل الوجدان السوري, فمن قال أن عون يمثل الوجدان اللبناني", متسائلاً "هل وكّل الشعب اللبناني عون لينقي وجدانه, في حين أن حزب الله وحركة أمل على سبيل المثال لديهم وجدان نقي خالص مع سوريا, بينما القوى والأحزاب الأخرى لم تعطي توكيل للعماد عون, مثل التجمعات المسيحية المستقلة والمستقبل والإشتراكي وغيرهم من القوى والأحزاب". واعتبر جعجع أن "من يمثل الشعب اللبناني هو رئيس الجمهورية فقط", مشيراً إلى "أن المحكمة الدولية سوف تظهر نتائجها قريباً, وسيتبين من أين كان يأتي الرجال والسلاح".
عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا اعتبر أنه "من المبكر قيام غير الرسميين بزيارات الى سوريا"، معتبرا أن "سوريا دخلت الى لبنان دون دعوة من أحد، وأن هناك إشكالية تاريخية يقتضي تصحيحها بهذا الخصوص". زهرا وفي إتصال مع قناة "العربية" أشار الى أن "للسوريين حلفاء في لبنان، وأن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أصبح حليفا جديدا لها"، معربا عن إعتقاده بأنه "لن يكون لزيرة العماد عون الى سوريا نتائج كبيرة في الشارع المسيحي".

2008-12-03