ارشيف من :أخبار لبنانية
"مستقبل النظام الرأسمالي في ضوء أزمة الاسواق المالية" في ندوة للمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق


وبعد كلمة ترحيبية باسم المركز ألقاها نائب رئيسه السيد عبد الحليم فضل الله وأشار فيها إلى وجود ثلاث مقاربات للازمة:تقنية وسياسية و إيديولوجية مرجحاً المقاربة المتكاملة التي تسهم أكثر من غيرها في الوصول إلى البدائل، تحدث أبو مصلح فأشار إلى أن ألازمة المالية العالمية الراهنة جرى تبسيطها من قبل الرأسمالية الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية بغية إخفاء جذورها و عمقها و طابعها البنيوي،فمنهم من اعتبرها أزمة سيولة و بعضهم اعتبرها أزمة رهون عقارية و آخرون اعتبروها ناتجة عن جشع الإداريين الكبار للمؤسسات و انحدار أخلاقياتهم.وأشار أبو مصلح إلى أن جذور ألازمات المالية الدورية هي من صلب النظام الرأسمالي و الملازمة لتقدمه.
وأعاد أبو مصلح ألازمة البنيوية للولايات المتحدة إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي حيث عجزت منظومة الدول الرأسمالية في معالجة عجز الميزان التجاري و ميزان المدفوعات فتحولت أميركا تدريجياً من اكبر دولة دائنة بعد الحرب العالمية إلى اكبر دولة مدينة.
واعتبر أن الليبرالية الجديدة أطلقت مرحلة جديدة من العولمة حيث قلصت نطاق الديمقراطية في دول المركز الرأسمالية وأصبحت تتحكم في صناعة الرأي العام إلى حد بعيد.
وهكذا أدت سياسات تنمية الطلب بالديون إلى خلق جبل هائل من المديونية في أمريكا، كذلك الأمر انعكست السياسات المالية و النقدية المتبعة في أمريكا سلباً على معظم المقومات الاقتصادية الأساسية وترافق ذلك مع تدني معدلات الادخار الوطني و ارتفاع عجز الموازنة و معدلات البطالة.أدى كل ذلك إلى تدهور البنية التحتية في الولايات المتحدة مما أعاق تقدم الاقتصاد الأمريكي الذي أصبح اقتصاداً هشاً قابلاً للسقوط.
وعليه، فإن أزمة هذا النظام لم تبدأ مع انفجار الفقاعة العقارية بل هي نمت و تراكمت منذ وصول المحافظين الجدد إلى السلطة في بريطانيا و أمريكا منذ بداية الثمانينات .
وخلص أبو مصلح إلى القول أن عالماً جديداً سينبثق و سيبنى على أنقاض عصر الهيمنة الأمريكية و على أنقاض النظام الرأسمالي الراهن، وان ما نراه اليوم من أزمات يعبر عن المخاض العظيم للعالم الجديد الذي سيكون أكثر عدالة و إنسانية و عقلانية في مسيرة البشرية على هذا الكوكب.
وختمت الندوة بمداخلات للحضور و إجابات على أسئلتهم.

الصور للزميل عصام قبيسي