ارشيف من :أخبار لبنانية

اليوم الثاني لزيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح الى دمشق محطة تاريخية بارزة بين طلابها وخطاب ذات ابعاد ومضامين عالية

اليوم الثاني لزيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح الى دمشق محطة تاريخية بارزة بين طلابها  وخطاب ذات ابعاد ومضامين عالية

كتب علي عوباني
  

كل الاضواء سلطت اليوم والامس على الزيارة التاريخية لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى دمشق ، هذه الزيارة شكلت محطة بارزة في الايام الاخيرة للتوقف عند دلالاتها الكبيرة ونتائجها البعيدة الامد والتي من دون شك سيكون لها تداعيات كبيرة على صعيد دفن الصفحة الماضية للعلاقات بين البلدين الى غير رجعة وفتح صفحة جديدة بينهما دشنها رئيس الجمهورية في زيارته السابقة الى دمشق وكرسها العماد عون في لقاء القلب المفتوح مع الرئيس الاسد امس .
وفي وقت كان فيه التيار الوطني الحر يكتسح انتخابات الجامعة اليسوعية تابع رئيس التيار العماد ميشال عون برنامج زيارته الى دمشق لليوم الثاني على التوالي حيث القى محاضرة هامة وتاريخية امام طلاب جامعة دمشق وتناول الغداء مع مائدة الرئيس السوري بشار الاسد في احد مطاعم العاصمة السورية .
في هذا الوقت تتواصل المواقف وردود الفعل المؤيدة والمنوهة بزيارة العماد عون الى سوريا ، وبارز هذه الموفق اليوم جاء على لسان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وصف زيارة العماد عون إلى سوريا بانها زيارة تاريخية، لافتا الى ان هذه الزيارة تفتح الأبواب لإلغاء الحواجز المصطنعة بين الشعبين اللبناني والسوري ، واعتبر سماحته أن خيار العماد عون في هذا الاطار هو خيار استراتيجي وليس مجرد زيارة عادية أو بروتوكولية، مشيرا انه يشقُّ طريقاً سيؤثر على تغيير التحالفات ومعالم القوى في المنطقة وعلى بناء لبنان المستقبل، واوضح قاسم ان الكثيرين ممن ذهبوا إلى دمشق كانوا سرَّاقاً وطالبين للمواقع أما العماد عون فذهب اليها ندًّا ليُعطي ويأخذ من موقع وطنه لبنان الذي يريده شامخاً عزيزاً.
نائب الامين العام لم يستغرب الحملة الكبيرة على الجنرال عون، لافتا انه كلما ازدادت الانتقادات للجنرال عون كلما كان يعني ذلك أن عون يتقدم بشكل سريع جداً، وقال قاسم : " إذا سمعتم صراخاً يعني أنه (عون ) أصبح في العلياء ". وبارك الشيخ قاسم خطوة العماد عون معتبرا ان هذا الموقف الشريف سيترك آثاره. وردا على المراهنين على خسارة عون انتخابيا لزيارته سوريا اوضح الشيخ قاسم ان من يصنع مستقبل لبنان لا يفتش عن عدد الناخبين، قائلا ان هؤلاء الناخبون سيعطونه إن شاء الله أكثر مما تتوقَّعون وسينجح إن شاء الله في الدوائر التي لا تتوقَّعونها.
وتابع سماحته قائلا :"  لقد ذهب الجنرال عون إلى سوريا من موقع الزعيم المسيحي الوطني الذي يحمل قضية وجود مسيحيي الشرق من خلال مسارهم وسياساتهم وهذه قيمة الزيارة ". كما حيا الشيخ قاسم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي كانت له زيارة مفصلية إلى سوريا صوَّبت العلاقة بين الدولتين وفتحت أوتوستراداً يسع الجميع، وتوجه بالتحية ايضا لقائد الجيش العماد قهوجي الذي حفظ عقيدة الجيش المقاوم في وجه "إسرائيل"، وحدَّد مهمَّته في حماية السلم الأهلي والدفاع عن لبنان، وذهب إلى سوريا من هذا الموقع ليتعاون مع الأشقاء السوريين لمصلحة لبنان ولمصلحة سلمه الأهلي ودفاعه ضد إسرائيل وهذا أمر عظيم ومهم.  بدوره إستغرب مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" نواف الموسوي "الحملة الشعواء على زيارة العماد عون إلى سوريا, حيث بلغت مستويات غير لائقة", مشيراً إلى "أن بعض القوى كانت ولا تزال تعتقد أنها قادرة على تغيير المسار", لافتاً إلى "أن هذه القوى حينما تذهب لزيارة العواصم الغربية, فلماذا لا تثار كل هذه الضجة, مع أن هذه العواصم معروفة بدعمها لإسرائيل وحرب تموز".الموسوي وفي حديث إلى "وكالة الصحافة الفرنسية" أعلن أن "حزب الله يؤيد إقامة حكومة وحدة وطنية في حال فاز الحزب بالإنتخابات في العام 2009", معتبراً "أن لبنان محكوم بالتوافق". 
من جهته أشاد "لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية" خلال اجتماع لجنة المتابعة في مقر "حزب الاتحاد" في بيروت، بالزيارة التي يقوم بها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لسوريا، مؤكدا "انها تسهم الى حد كبير في تعزيز الروابط الاخوية بين البلدين الشقيقين، مهما حاول بعض المتضررين في لبنان عرقلتها". ورأى اللقاء "ان اطلاق السهام من قبل فريق 14 شباط على الزيارات التي يقوم بها المسؤولون اللبنانيون الى دمشق، لن يوقف مسيرة تعميق العلاقات الاخوية بين البلدين، والتي تخدم مصالحهما المشتركة وتحصنها تجاه كل المشاريع الخارجية التي تريد النيل من وحدتهما واستقرارهما".
وفي الاطار ذاته استغرب الحزب الوطني العلماني الديمقراطي "وعد" " الحملة المركزة التي تنصب على الشخصيات اللبنانية والمسؤولين الذين يزورون دمشق لنسج علاقات تنسيق وتعاون تخدم أمن البلدين، والتي وإن بدأت بزيارة وزير الداخلية زياد بارود وقائد الجيش العماد جان قهوجي فإنها لن تنتهي بزيارة رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون. واعتبر في بيان له بعد الاجتماع الدوري لمجلسه السياسي برئاسة جو حبيقة: " ان الغريب في الأمر أن من بعض من تصدر عنهم الانتقادات والحملات هم فئتان، الأولى لا يخفى على أحد المكاسب التي حققتها على مستوى المواقع والمغانم من خلال علاقتها مع سوريا على مدى عقود مضت، والثانية تطمح لأن تكون هي في موقع الكاسب أقله معنويا مما يتحقق من الزيارات الى العاصمة السورية".
ورأى الحزب في "ما يقوم به اليوم الزعيم المسيحي الأول على مستوى التمثيل الشعبي والنيابي العماد عون، والتأييد الذي يلقاه من غالبية المسيحيين، يعطي لمؤسس الحزب الوزير الراحل ايلي حبيقة جزءا من حق على صوابية خياراته الوطنية والسياسية في الاتفاق الثلاثي في العام 1985، وعلى أداء سياسي وموقف استراتيجي ومشرقي، سبق الآخرين اليه بسنوات، أقله بخمس سنوات عبر اتفاق الطائف، واليوم في نهاية العام 2008 عبر تكريس وعي المسيحيين لدورهم ووجودهم في لبنان وفي هذا الشرق". وسأل الحزب: "الى أين يريد البعض أخذ المسيحيين مجددا؟".
وفي السياق ذاته اعتبر الوزير الاسبق عبد الرحيم مراد "ان المسيحي الوطني العربي عندما يراهن على عروبته كرئيس تكتل "التغيير والاصلاح"العماد عون يرحب به اينما كان اما الذي يراهن على الاميركيين فقد رأينا الى اين دفع الاميركيون بالمسيحيين في العراق". واشار مراد في حديث لوكالة "الانباء اللبنانية" الى ان ما قام به العماد عون بزيارته لسوريا هو تكريس لعلاقة صحية صحيحة لبنانية ومسيحية لتكون صمام امان للاستقرار في العلاقات مع سوريا وهي مرحب بها "مسيحياً ووطنياً.
بدوره وزير الدولة علي قانصو اعتبر ان زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الى سوريا كسرت الحساسية التاريخية بين بعض اللبنانيين وبين سوريا. ولفت في حديث لوكالة "الانباء اللبنانية" الى ان القضية المعيشية لم تقتصر على موضوع الأجور لأنها ترافقت مع غياب المراقبة والجدية فتفاقمت الأزمة.
ودعا الى تمديد مهلة الاعفاء من الغرامات على الضرائب والرسوم لثلاثة اشهر أخرى للتخفيف من الأعباء المفروضة على المواطنين.
عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ايوب حميد انتقد الاصوات المهولة بشأن الانتخابات النيابية، متسائلا: هل يعقل ان لا يكون هناك اجتماعات مشتركة بين بلدين جارين، مستغربا الهجمات على زيارة المسؤولين السياسيين الى سوريا.ودعا الى ضرورة اقامة علاقات ايجابية مع الدول العربية كافة.
في المقابل تتعرض زيارة العماد ميشال عون إلى سوريا للكثير من الانتقادات من قبل فريق الرابع عشر من اذار، وسط تخوف هذا الفريق من نتائجها التي قد تنعكس تعزيزا لمكانة العماد عون السياسية في اكثر من اتجاه ، فتابعت قيادات الموالاة اطلاق السهام على زيارة عون الى دمشق وتأويل نتائجها،  لكن دون جدوى ، فتسونامي التيار كالعادة هو اكبر من ان يواجه، فبقيت طلقات الموالاة النارية في الهواء الطلق دون ان تصيب اهدافها المرجوة والتي بمجملها انتخابية بحتة ، وهو ما اكدته اليوم نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعة الانطونية والتي اكتسحها التيار الوطني الحر في اول رد فعل عملي على انتقادات 14 اذار للعماد عون .
وفي هذا السياق فان ابرز منتفدي زيارة عون اليوم كان كل من الرئيس امين الجميل والنائبين معوض ومكاري . 
نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري اعتبر "ان الانفتاح على النظام السوري يجب ان يحصل بعد الوفاء بتعهداته تجاه لبنان وايجاد حل للقضايا العالقة بين البلدين".
وزعم مكاري في حديث صحفي لمجلة "الشراع"، الى "ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون يبدو انه عاد الى لبنان من خلال صفقة سورية.
من جهته رأى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن "هناك من تحولوا الى سوريين بالروح"، معتبرا خلال إحتفال للحزب في منطقة الرميل- الاشرفية أن "من يريد أن يفتح صفحة جديدة مع السوريين حري به أن يفتح هذه الصفحة مع أبناء وطنه قبل غيرهم".
وعلقت النائبة نايلة معوض على زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، مشيرة الى "ان المشهد الذي رأيناه بالامس مؤسف ومحزن، شكلا ومضمونا. خصوصا اننا سمعنا العماد عون يقول ان هذه الزيارة تأتي لتنقية الوجدان. يا ليت هذه الزيارة تساهم في تنقية الوجدان!!".
واشارت الى ان تنقية الوجدان تتطلب في حدها الادنى الاعتراف بالاخطاء وبالخطايا التي حصلت. تنقية الوجدان تستلزم تصحيح العلاقات بين البلدين ومعالجة الملفات العالقة، وصولا الى علاقات ندية بين دولتين، وتتطلب معالجة ملف ترسيم الحدود كما ازالة القواعد العسكرية السورية في لبنان من قوسايا وحلوى وسواهما وبت موضوع المفقودين والمعتقلين في السجون السورية".
وأضافت معوض : "يؤسفني القول ان هذه الزيارة لا تؤدي الى تنقية الذاكرة والوجدان بل الى اهانة هذه الذاكرة والوجدان والى التنكر للقضية اللبنانية والى تغطية استباحة النظام السوري للبنان ارضا وشعبا والى ضرب جهود الشعب اللبناني والدولة اللبنانية للوصول الى علاقات ندية ومتوازنة بين بلدين سيدين حرين مستقلين". كلام معوض جاء خلال استقبالها سفير مصر احمد البديوي.



2008-12-04